الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٣
لأنه لا توجد فيها امرأة واحدة عاملة، وقد لا تدخلها زائرة أو محاضرة أو خبيرة أو حتى متسولة، فلا تحرش ولا شبهات اختلاط، فهي جزيرة «ذكورية» بامتياز، ولعلها الوحيدة الصامدة في وجه المد النسائي حتى الآن. النساء تولين مناصب قيادية ودخلن مجلس الشورى واقتحمن كثيراً من مجالات العمل المناسبة، حتى أن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعمل على توظيف نساء في مجالات حيوية، بينما عجزت «سابك» أو تمنَّعت عن دخول المرأة إليها، حتى أنه يندر أن ينشر عنها خبر صحافي بقلم امرأة، رغم أن أختها الكبرى «أرامكو» رائدة وسباقة في التوظيف النسائي. أكثر من 40 ألف رجل تحتويهم «سابك» ويزداد عددهم كل عام، بينما النساء المؤهلات يقفن سنوات طويلة في انتظار وظائف تمتلئ بمثلها أدراج الشركة لا تظهر للنور إلا إن طلب يدها «رجل» فقط. قبل نحو سنة قال الرئيس التنفيذي لـ «سابك»إن شركته عزمت على الاستعانة بالعنصر النسائي مؤكداً وجود نساء في مكاتب الشركة حول العالم، مما يعني أن الموقف ليس ضد المرأة، إنما هو ضد «السعوديات» فقط وداخل السعودية أيضاً، وكأن ممانعة «الهيئة» سابقاً تلبست هذه الشركة الصناعية العملاقة فسكنتها كلياً. امرأة واحدة تكفي لنبذ التهمة، لكنها لن تأتي، فعروض الوظائف رجالية والابتعاث رجالي أيضاً، والنوايا وحدها لن تخلق فرص عمل ولن تغير السياسة القائمة. السؤال…
الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٣
المنتخب هو المجموعة الوحيدة التي يقوم اسمها، شكلاً لا فعلاً، على الانتخاب وإنما هو، عملياً، الفريق المنتقى أو المشكل إلا إذا جاز اعتبار المقصود هو النخبة فإن كانت خلاصة الحرص والعناية المكثفة هي هذا الأداء فالمعنى أن الانتقاء كان سيئاً أو أنه أفضل السيئ. العلاقة مع المنتخب تشبه إدمان المسلسلات الخليجية البكائية، تتكرر أحداثها الكارثية، موسماً بعد آخر، ومع ذلك فإن جمهورها يبكي كل مرة وتحزنه المآسي كأنه يدخل عالماً جديداً. البكاء على نتائج المنتخب نوع من جلد الذات، واستعذاب الألم، والتمتع بمشاهدة التعذيب، وتكرار نفس عبارات اللطم والنواح والصراخ. والأمل في تحقيقه انتصارات يشابه الأمل بالفوز بجائزة «يانصيب» أو مسابقة عامة فلا نتيجة سوى الترقب وبناء هياكل وهمية من الأحلام الذاتية ومزيد من الخسائر والانتكاسات. الذي يلوم المنتخب على نتائجه يتجاهل جوهر المشكلة، والإعفاء المتكرر للمدرب سيناريو ممل لايستمتع به إلا من ينكر وجود المشكلة من أساسها ويظن أنه الصواب وغيره الخطأ. لن ينجح المنتخب لأن الأندية نفسها تتراجع مستوياتها، والرياضة تفقد نكهتها حتى إن محلليها أصبحوا أقرب إلى التهريج واللمز والغمز من الرؤية الفنية بعد أن كان المجال الرياضي الباب الوحيد، تقريباً، المفتوح للحوار. كرة القدم هي الترفيه الوحيد الموجود فإن خبا أو اختنق لم يعد للشباب من متنفس وأصبحت عيونهم إلى الخارج وهذا ليس خطراً على الرياضة…
الجمعة ١١ يناير ٢٠١٣
عمره أربعة عشر عاماً ومع ذلك يقتعد في هذه الصحيفة مكاناً ضمن كتّاب الرأي منافسا المزيني والدخيل والفوزان ومهدداً وجود جيلين أو ثلاثة إن استمر توافد زملائه خصوصاً وهم يرون تقدير «الشرق» لباسل واحتفاءها النادر، صحافياً، بموهبته لأن القاعدة التقليدية هي إرساله إلى صفحات الأطفال حيث يجري خنق مواهبه وتحويله إلى أراجوز يديره الكبار الفاهمون! باسل متحدث جيد، أفكاره سلسة، شخصيته قوية وأهدافه واضحة. وهذه النقاط كلها حُرم منها جيل أو أكثر لم يعرف، يوماً، معنى الهدف، أما الشخصية فهي حالة مأساوية حتى إن أحدهم إذا خرج إلى الناس متحدثا تلعثم وارتبك لاعتياده الانكسار والتلقي فقط. باسل نموذج لجيل يتخطى مجتمعه ويتجاوز سكونه المستديم الذي يعتبر ابن الرابعة عشرة طفلا لاحضور له إلا في الملاهي والألعاب لأن الرجولة تنضج على نار هادئة فلايستقيم عودها قبل الستين أو يزيد. خالد مطرود كاتب ذكي العبارة وسلس الأسلوب في السابعة عشرة من عمره ومع ذلك يزعم أنه ابن الخامسة والعشرين لأن الآخرين سيسفهون آراءه حال معرفتهم بعمره الحقيقي كما ذكر في مقاله في «الشرق» أمس. تراتبية العمر لا قيمة لها إلا في الآثار. ولم يكن لها اعتبار سوى في المجتمعات البدائية محدودة النمو ولذلك حين تكون الأفضلية للعمر في أي مجتمع فإنه يعلن سكونه ومقاومته للنمو والتطور. الشباب يخوضون حرب وجود ويفرضون أنفسهم…
السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣
تختلف الإمارات عن دول الخليج الأخرى في أنها واجهت مشكلتها مع «الإخوان» بصرامة ووضوح منذ اللحظة ولذلك فإنها الأقرب للتطهر والأكثر عرضة للخطر في ظل موجة انتشاء «الإخوان» وبدئهم حصاد مواقع السلطة. حين تدافع الحكومة المصرية عن «الإخوان» فإنها تعلي الموقف الحزبي على الصورة السياسية مما يجعل الرفيق «الإخواني» مواطناً من الدرجة الأولى، ولذلك تشعر الكوادر التي تحاول الحركة في بلدان الخليج بأنها محمية سياسياً إنْ كُشف أمرُها قبل نجاح خطتها. ثم إن الإمارات مقياس ممتاز يجري من خلاله ردة الفعل الخليجية في مراحل لاحقة. استهداف الإمارات ليس عشوائياً فهي الكنز الذي يحلمون به، وهي الأرض التي حرثوها طويلاً متنكرين إلى أن الدولة احتضنتهم أيام شتاتهم وقدمت لهم كل عون. يعتبرون الإمارات بوابة الخليج خصوصاً أن تركيبتها الاتحادية تمنحهم فضاءً واسعاً وأنهم استولوا على المسجد والمدرسة والجامعة مستغلين محدودية التباينات الاجتماعية وغياب المنافسين عقوداً كاملة. المفاجأة كانت في الحسم الإماراتي ووضوحه وعدم تراخيه وهو حسم لم يكن ليظهر لولا طلائع الخطر التي تريد أن تضيف الإمارات، سريعاً، إلى قائمة بلدان الربيع العربي. المسألة ليست تهوراً أو مبالغة بل واقع كشف لثامه جزئياً في السعودية والكويت بينما يتمتع بالسلطة والدعم في قطر لذلك ظلت البلد الوحيد الذي لا يرتفع فيه الصوت الإخواني ناقداً ومهاجماً ومحرضاً. «الجماعة» نالت حظها في بلد المنشأ…
الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣
اعترفت وزارة التربية والتعليم بوجود الخطأ في شعارها الذي صححه «أحد» الطلاب ووعدت بتصحيحه وتكريم الطالب المذكور مع أن مؤسسة تربوية تخطئ في شعارها الرئيس لابد أن تكثر أخطاؤها في تفاصيل كثيرة. منذ نشر القصة في «الشرق» إلى لحظة اعتراف الوزارة ظل الطالب مجهولاً رغم أنه البطل الذي يجب الاحتفاء به، وعلى «موهبة» أن تحتضنه وإن كان للوزارة فضل فهو أن أخطاءها تكشف المواهب الطلابية بعيداً عن خططها التربوية المتدرجة. هذا الطالب ليس الأول ولن يكون الأخير لأن الأخطاء متكررة وكثيرة لدرجة أن الطلاب أنفسهم يكتشفونها بسهولة وإن كان الفرق في أن الطالب السري حتى الآن كان نابهاً نحوياً بما يفوق منهجه وواضعه بمراحل. يعترف المتحدث الرسمي للوزارة بوجود الخطأ لكنه كبقية المسؤولين يرى أنه لايمس الهوية ولايجرحها، ويعترف أيضاً أن شركة ما هي التي نفذته دون أي مراقبة أو تصحيح من الوزارة المعنية بالتربية والتعليم. التربية هي مجموعة تفاصيل وليست شعارات ضخمة وبراقة وإن كانت الوزارة تتراخى في التحقق من هويتها فمن الطبيعي أن تتناسى التفاصيل التربوية التي تشكل نصف اسمها، وأن تخسر النصف الثاني لأن نتيجة التعليم هي التربية. أخطاء المناهج المتوالية في شكلها ومضمونها تبرهن على أن «النخبة» القائمة على مراجعتها وتدقيقها ليست نخبة أبداً وأنها تتعامل مع المسألة بحس بيروقراطي والأقرب أنها غير مدركة لجسامة دورها…
الأربعاء ٠٢ يناير ٢٠١٣
ما نشرته «الشرق» أمس من رصد ميداني أظهر جهل وزارات وجهات بمشاريعها المستقبلية يطفئ التفاؤل والأمل، وإن كان بعض هذا الجهل مرتبطاً بمركزية وزارة المالية واستحواذها على الرؤية الكاملة، كما ذكر الزميل قينان الغامدي في مقاله حيث تتحكم «المالية» في المعلومات، فلا يعرف صاحب الشأن حقيقة وضعه إلا بقدر ما تتفضل به من معلومات، ولا يستطيع، بعد ذلك، رسم طريقه إلا في حدود ما تقره «المالية» من المبالغ المعتمدة. إن كانت «المالية» هي الوحيدة التي تعلم فإنها المسؤولة عن الخلل بأكمله، فلا قيمة للخطط والدراسات مادام المسؤول المالي «غالباً محاسب» هو صاحب القرار النهائي، وإن جاءت رتبته أقل من الوزير صاحب الشأن، إلا أن هذا لا يعفي الجهات التي تتسابق في صرف كل فائض ميزانيتها في شهر ذي القعدة من كل عام حتى لا يتبقى منها شيء فتخصمه «المالية» في السنة المقبلة. العقلية البيروقراطية القائمة لا تتوافق مع النزعة التنموية الهائلة، والرغبة في التسريع وتعجيل المتعطل. والذهنية التقليدية في العمل الحكومي تتقاصر دون خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز الصريح حين أكد أن لا عذر بعد هذا الوفر، وأن لا خيار سوى العمل المقرون بالشفافية. يعجز بيروقراطيون كُثر عن الحركة المرنة والابتكار؛ لاعتيادهم الغوص والذوبان في السلاسل البيروقراطية، وربما البطء في اتخاذ القرار، ولذلك فإن من لا يملك اللياقة الكافية للركض…
الثلاثاء ٠١ يناير ٢٠١٣
لم يسبق أن ظهرت الخلافات بين المؤسسات الرسمية إلى العلن باستثناء تصريح لوزير الصحة «السابق» الدكتور حمد المانع وأمين الرياض «السابق» الدكتور العياف حين انتقدا تباطؤ وزارة المالية في اعتماد المشاريع مما أعاق حركتهما في توفير الخدمات المطلوبة. اليوم تظهر حرب شرسة بين وزارة العمل والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ إذ توالت انتقادت رئيسها لوزير العمل بمخالفة منطوق الأمر الملكي في تأنيث المحال النسائية، هذه الحرب استخدمت وسائل الإعلام المختلفة لتمرير رسائلها وكأن إمكانية التواصل والحوار بين الطرفين غائبة أو مقطوعة أو كأن كلا منهما يفسر الأوامر بطريقته دون العودة إلى المرجعية الأساسية. هيئة تنظيم الكهرباء وشركة الكهرباء يفترض أنهما مؤسستان متكاملتان إلا أنهما تتبادلان الاتهامات وتصطدمان في مواقفهما. لماذا سقطت المجاملات بين الأطراف الرسمية؟ ولماذا اتفقت على توظيف الإعلام، خبراً وحواراً وإعلاناً، لتوضيح المواقف؟ وما سبب هذه الحدة في المواجهات؟ وهل ستتطور الحالة لتصل مؤسسات أخرى؟ هل يمكن اعتبارها ظاهرة صحية أم حالة تباين وفوضى في العمل؟ وهل من علاقة بين قوة الشخصية ونوعية الصراع باعتبار أن آل الشيخ وفقيه شخصيتان قويتان ومسيطرتان يشتركان في دوائر عمل متشابكة بينهما؟ الصراع بين «الهيئة» و«العمل» هو محاولة كسر عظم ويبدو أنه لن يتوقف دون أمر صارم أو انتصار أحدهما علماً أن «الهيئة» تستطيع ميدانياً التشغيب على وزارة العمل…
الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢
صحيح أن السعوديين في طريقهم إلى التحرر من الخطوط السعودية ومآسيها المتراكمة، وصحيح أن إدخال خطوط أخرى خطوة تأخرت كثيراً إلى أن فاضت المطارت بصفوف المنتظرين والمتعطلين، إلا أن المشكلة الصاعقة تنحصر تحديداً في الخطوط الرابحة. المفارقة أن الأجواء السعودية الشاسعة تستعين بأصغر دولتين خليجيتين لحل مشكلة فضائها المزدحم، ورحلاتها العالقة مع أن المنطق يفترض أن تكتسح «السعودية» الأجواء القطرية والبحرينية لأن محدودية مساحتيهما وعدد سكانهما، إضافة إلى فارق الخبرة وحجم الأسطول يقتضي الاعتماد على «الخطوط السعودية» وليس العكس. ليس معروفاً سبب انتقاء هاتين الشركتين إن كان لوجود شركاء سعوديين أم للسعر أم لمعايير الخدمة إلا أن هذا كله ليس مهماً فالحكاية تعني أن لا كبير يستمر على حاله، ولا صغير يبقى على محدودية مجاله. وهو ما قررته هيئة الطيران المدني حين وجدت أن هؤلاء الصغار أقدر على خدمة الأجواء أكثر من كبيرها المستقر في سكونه عقوداً. كان المنطق الطبيعي من باب الاعتداد أن تتجنب هيئة الطيران هاتين الشركتين لأن مجرد دخولهما المنافسة لطمة موجعة، أما وقد فازتا فإن الإقرار بالهزيمة واليقين بالفجيعة وضخامة الخيبة سرى في جميع مفاصل الشارع السعودي. الرسالة الواضحة، مع افتراض حسن النوايا في طريقة فوز الشركتين، هو أن الزمن يتغير سريعاً والمواقع تتبدل كثيراً ومن يظن نفسه محصناً ضد التغيير سيكون خاسراً وسيجد نفسه في…
الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢
كانت في الأصل وصفاً جميلاً للأصدقاء الذين تقترب محبتهم من درجة الأخوة. كانت تعني المودة والألفة والثقة، وسمة للناس الذين يجدهم المرء حوله في كل موقف صعب قبل أن تعصف جماعة «الإخوان» بها وتحيلها إلى دائرة ضيقة من الحزبية والتبعية المطلقة. كانت مظهراً إنسانياً قبل أن تستحيل إلى سلاح إقصاء وقمع وتخويف. عرفت السعودية «الإخوان» عسكرياً في بدايات التأسيس حين كان اسمهم «إخوان من طاع الله» وكانوا مخلصين لولا تشددهم التقليدي في مجتمع لم يتشكل بعد ومع ذلك بقيت «الإخوان» بدلالتها الاجتماعية هي المسيطرة والنافذة إلى أن جاء المد الإخواني المسيس فحرم السعوديين من بهجة الكلمة ودلالاتها. أصبحت كلمة الأخ تعني الكادر الحزبي، و«الإخوان» لاتشير إلا إلى الجماعة وحدها. وإذا أخطأ أحد وقال لرفيقه: أنت أخي فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو العضوية والشراكة في حماية أهداف الجماعة والدفاع عنها. لايتحدث شيخ صحوي سعودي دون تكرار كلمة الإخوان في وصفه لزملائه لكنهم إخوان لايقفون مع صاحبهم إن حاد عن طريقهم ولايجمعهم به سوى التعاليم المشتركة أما كل قيمة إنسانية أخرى فلا موقع لها. هذه الهجمة امتدت إلى النساء فأبرزت «الأخوات» وهن المعادل الحركي للرجال في دوائر النساء فالتحقت «الأخت» بـ «الأخ» ولم يسلم حتى الآن سوى أخوّة الدم وهي في طريقها للتفتت لأن الأخوة الحزبية إن دخلت بيتاً ما…
الأربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٢
الطريقة الوحيدة للسيطرة على المرأة وشل حركتها هي دعوة سائقي المنازل للإضراب أو تعقيد استقدامهم، حينها لن يصبح للمرأة خيار سوى الركون في بيتها رغم أنفها فتنتهي حينها كل المشكلات المتصلة بها. اللافت أن العاملات المنزليات يهربن لكن السائقين لا يفعلون ذلك لأن المرأة تدرك أن حركتها مرتبطة به فتسد عليه أبواب الهرب ما استطاعت بينما قد تهرب العاملة بسبب معاملة ربة البيت. لو خلت البلد من السواقين فإن المرأة لن تستطيع الحركة بما في ذلك نائبة وزير التربية أو العضوات المحتملات لمجلس الشورى، وأمكن فصلها من العمل بسبب غيابها القسري. ولم تعد بطالتها العالية قضية فلا سبيل لوصولها إلى العمل. لو خلت البلد من السواقين ستسعد وزارة العمل لأنها خفضت عدد العاملين الأجانب، وتنفس المرور الصعداء لانزياح الازدحام، وخف الضغط على «الهيئة» فلا تجد من تنشغل به في الأسواق. سيعاني المهجوسون بالاختلاط من الفراغ لفقدانهم محرك طاقتهم ونشاطهم وستختفي نظرية الجوهرة المصونة لأن لا جوهرة مكشوفة، وسيبحث المتصارعون عن ميادين جديدة كانت المرأة تحتلها كلياً. النتيجة أن مدارس البنات ستغلق لغياب المعلمات. واقتصاد كثير من الأسر سينهار لغياب دخل المرأة ومشاركتها. وتزيد العنوسة لأن الرجل لن يستطيع أن يعمل بوظيفتين؛ سائق وموظف، وترتفع نسبة الطلاق نتيجة فراغ المرأة وخناقاتها المستمرة مع زوجها. وتضيع مئات المليارات التي أنفقت على تعليم…
الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٢
سعوديان كسرا كل التقاليد الاجتماعية والمحظورات السائدة منذ اللحظة التي فكر فيها الشاب بالزواج من زميلته في العمل إلى خطوبتها داخل السوق نفسه في مشهد علني نادر الحدوث يصلح أن يكون قصة مسلسل مختلف. القصة صادمة لكثيرين ومن المؤكد أن العريسين لن يسلما من الاستهجان والنقد والحط من شأنهما ووصفهما بأنهما ليسا من ذوي الأصول العالية الضغط التي لا يمكن أن تقبل بكل هذا السيناريو إلا أن المفارقة أن هذين الشابين يصنعان- دون أن يدريا- مرحلة جديدة، ويعلنان أن المجتمع لم يعد يدار من الكبار والتقليديين والمحافظين المتشديين استناداً إلى موروثات سابقة، بل يصنعه الشباب برؤيتهم المختلفة وثقافتهم الغريبة تماما على كل المعترضين. قبل فترة ظهر زميلنا الكاتب سمير محمد كاشفاً عن عائلة نبيلة تعاملت معه كرجل فاعل ومنتج وزوجته ابنتها مع علمها بكل وضعه الاجتماعي بعيداً عن سلسلة المواصفات الشكلية المتراكمة التي لاعلاقة لها سوى بترسيخ العزلة والانقطاع وتقسيم المجتمع إلى طبقات عنصرية. هؤلاء الشباب هم الموجة التي لا يستطيع أحد صدها. هم الغالبية والاختلاف. هم الذين سيحددون مستقبلهم بشكل مباشر دون وصاية أو توجيه. هم الذين يعلنون مغايرتهم لكل هذه الموروثات الساكنة ويؤكدون أن المجتمع ينبض بالحركة والفعالية وأن داخل سكونه الظاهري حركة تمور وتتشكل لا يعرف عنها القاعدون شيئاً. قصة عروسي كارفور أصبحت خبراً مثيراً لأنها سابقة…
الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٢
يثير التساؤل الاهتمام المفرط بعتق الرقاب والتسابق إلى الإشراف على الحملات التي تتولى جمع الأموال لفكاك حياة المحكومين بالقصاص، والحماس المخلص الذي يبذله القائمون لحث الناس على المساهمة بأي مبلغ حتى أن الحملات تترى وتتوالى والمبالغ المطلوبة تزيد وتكبر. هل فعلاً يطلب أصحاب الدم هذه المبالغ الكبيرة؟ وهل أصبح العفو الذي كان طلبا للأجر وإعلاناً عن التسامح تجارة رابحة؟ وهل كل المحكومين يحظون بهذه الفرصة أم أن النشاط يقتصر على محكومين تنتصر لهم قبائلهم وأسرهم بينما يفتقده الضعفاء والمهمشون الذين لا يقف خلفهم من يستطيع جمع الملايين؟ وهل أصبحت بوابة للنجومية والظهور وامتيازات أخرى؟ ولماذا لا تنال قصص العفو الحر اهتماماً مماثلاً مع أنها فعل نبيل وعظيم وسماحة تستحق التقدير والاحتفاء؟ كما يبدو فإن هذه الحملات تنجح حتى الآن في جمع المبالغ المطلوبة وأفرزت سماسرة ووسطاء بارعين في إقناع المستهدفين بالدفع وهو نجاح يشير إلى استبعاد غير القادرين على الدفع منها، ويشي بأن عملية الانتقاء تقوم على دراسة المخاطر والجدوى المتحققة من العملية مما يحيلها إلى صناعة معقدة خصوصاً أن بعض وسائل الإعلام تنشر، دورياً، أسماء المتبرعين ومبالغهم تحفيزاً للوجاهة والاستعراض؟ قبل سنوات كانت هذه القصص لافتة لندرتها والاستنكار لطبيعة مطالبها أما الآن فهي مشهد ثابت وكثيف الحضور وقابل للنمو والازدهار. إذا كانت المشاركات في هذه الحملات توفر الملايين فأين…