جاسر عبدالعزيز الجاسر
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مدير تحرير صحيفة الجزيرة

عروس كارفور

آراء

سعوديان كسرا كل التقاليد الاجتماعية والمحظورات السائدة منذ اللحظة التي فكر فيها الشاب بالزواج من زميلته في العمل إلى خطوبتها داخل السوق نفسه في مشهد علني نادر الحدوث يصلح أن يكون قصة مسلسل مختلف.

القصة صادمة لكثيرين ومن المؤكد أن العريسين لن يسلما من الاستهجان والنقد والحط من شأنهما ووصفهما بأنهما ليسا من ذوي الأصول العالية الضغط التي لا يمكن أن تقبل بكل هذا السيناريو إلا أن المفارقة أن هذين الشابين يصنعان- دون أن يدريا- مرحلة جديدة، ويعلنان أن المجتمع لم يعد يدار من الكبار والتقليديين والمحافظين المتشديين استناداً إلى موروثات سابقة، بل يصنعه الشباب برؤيتهم المختلفة وثقافتهم الغريبة تماما على كل المعترضين. قبل فترة ظهر زميلنا الكاتب سمير محمد كاشفاً عن عائلة نبيلة تعاملت معه كرجل فاعل ومنتج وزوجته ابنتها مع علمها بكل وضعه الاجتماعي بعيداً عن سلسلة المواصفات الشكلية المتراكمة التي لاعلاقة لها سوى بترسيخ العزلة والانقطاع وتقسيم المجتمع إلى طبقات عنصرية.

هؤلاء الشباب هم الموجة التي لا يستطيع أحد صدها. هم الغالبية والاختلاف. هم الذين سيحددون مستقبلهم بشكل مباشر دون وصاية أو توجيه. هم الذين يعلنون مغايرتهم لكل هذه الموروثات الساكنة ويؤكدون أن المجتمع ينبض بالحركة والفعالية وأن داخل سكونه الظاهري حركة تمور وتتشكل لا يعرف عنها القاعدون شيئاً.

قصة عروسي كارفور أصبحت خبراً مثيراً لأنها سابقة لكنها بعد سنوات ستكون حدثاً اعتيادياً حين يعلو صوت الشباب مشكلين مرحلتهم الخاصة بكل تفاصيلها وكاشفين وجها جديداً لحيوية مجتمع عانى من الأدب والحذر وخشية الآخرين كثيراً وطويلا.

المصدر: صحيفة الشرق