الإثنين ١٩ فبراير ٢٠١٨
قبل كل شيء ولأننا في مرحلة يستمتع فيها البعض بخلط الأوراق وإخراج العبارات عن سياقها، أحب الإشارة إلى أنني ميال للرأي القائل بوجوب مراعاة مصالح الوطن والمواطنين في مسألة العمالة الوافدة، كما أنني ضد قيام بعض أصحاب الأعمال بتفضيل الموظفين غير السعوديين على السعوديين لأسباب ليس لها علاقة بالكفاءة، لأن هذا السلوك مخالف للأنظمة ويضر بمصالح الوطن. والآن بعد أن تجاوزت هذا التوضيح الاضطراري يمكنني أن أقول بأنني مستغرب جدا من هذه اللغة السلبية التي بدأت تنتشر بين بعض شبابنا ضد المقيمين من مختلف الجنسيات، فهؤلاء شركاؤنا في بناء الوطن، وهم في دار الخير والكرم، ولا يليق بنا أبدا أن نحاصرهم بمثل هذه الأطروحات المزعجة، فهم جزء من هذا المجتمع حتى وإن اختلفت جنسياتهم عن جنسيات مواطنيه، بل إنني لا أرى مصطلحا أسوأ من مصطلح «أجانب»، فمثل هذا المصطلح هو دعوة صريحة لعزلهم وانعزالهم، فمسماهم الحقيقي الذي تتبناه الدولة هو «المقيمون»، وهم مثلما يستفيدون من بلادنا حيث يلقون فرص العيش الكريم والأمن وراحة البال، فإنهم يقدمون في المقابل فوائد لا تحصى، حيث يشاركون في البناء والتنمية، ولو كنا حقا لا نحتاجهم لما استقدمناهم أصلا، فالمصلحة هنا مشتركة. لا أريد أن أستعرض لكم تجارب دول انغلقت على نفسها وتعاملت بتوجس أو بفوقية مع حملة الجنسيات الأخرى فعزلت نفسها بنفسها وتراجعت في…
الإثنين ١٥ يناير ٢٠١٨
في مستهل الحوار التلفزيوني الرياضي الموسع الذي بثته قناة روتانا وشارك فيه رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ، بدأ الزميل تركي العجمة حديثه بطمأنة الحضور بأنه بإمكانهم توجيه أي سؤال يخطر ببالهم، وكاد أن يقول «اسألوا وعليكم الأمان»، وهذا يعكس الحالة التي عاشها الوسط الإعلامي الرياضي بعد الدخول القوي والمفاجئ والمربك لرئيس الهيئة الجديد الذي صاحبته عملية «ضبط إعدادات» لعدد من الإعلاميين الرياضيين الذين عرف بعضهم بطرحه الرياضي المتعصب والمسيء. وفي الحوار التلفزيوني كان السؤال الأبرز -بالنسبة لي- هو سؤال اللاعب الخبير تيسير الجاسم، الذي قال إن مديح الإعلام لتركي آل الشيخ والتوقف تماما عن نقده أمر غير صحي، وهو ما أيده آل الشيخ نفسه، مؤكدا ترحيبه بكل أشكال النقد ما عدا الإساءة الشخصية. وكان الزميل أحمد عدنان قد وجه سلسلة من التغريدات في موقع تويتر انتقد خلالها طريقة عمل آل الشيخ، فغرد الأخير معبرا عن ترحيبه وتقديره لآراء الزميل أحمد عدنان، مؤكدا أنه يبحث عن مثل هذا النقد منذ فترة طويلة. وكان من بين الردود على تغريدات أحمد عدنان رد للزميل فهيد العديم قال فيه إن المشكلة تتمثل في أن أحمد عدنان لو جمع تغريداته في مقال لما نشره أحد، وإن صح كلام العديم فإن الخطأ هنا خطأ رؤساء التحرير وليس خطأ تركي آل الشيخ. على أية حال، نعود…
السبت ١٣ يناير ٢٠١٨
كثرة الدق تفك اللحام، واستمرار دول المقاطعة في سياستها الحازمة والصارمة مع قطر سوف يدفع السلطات في الدوحة إلى الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها بحق أشقائها والتي كانت تنكرها وتعتبرها من نسج خيال الإعلاميين في دول المقاطعة.. والاعترافات القطرية هي أول خطوة في سبيل الوصول إلى حل حقيقي وجاد للأزمة التي تعيشها قطر اليوم. بدأت سلسلة الاعترافات المثيرة قبل عدة أسابيع حين ظهر رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم في حوار تلفزيوني أكد فيه أن التسجيلات الخطيرة مع القذافي والتي تكشف مؤامرة قطر ضد المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها هي تسجيلات صحيحة.. هكذا بكل بساطة قال حمد بن جاسم بصوت خفيض: (التسجيلات جزء منها صحيح)، أما عن محاولة اغتيال مليكنا الراحل فإن حمد بن جاسم اعترف (نصف اعتراف) حين قال إن القذافي شرح لهم خطة الاغتيال وأنهم اضطروا لمسايرته بسبب أموال كانوا يأملون باستردادها منه وأنه ذهب بعد ذلك ليخبر الملك عبدالله (ومن المرجح أنه فعل ذلك بعد كشف الجهات الأمنية السعودية للخطة) لأن الملك عبدالله – بحسب كلام ابن جاسم – أخبره بأنه يعلم كل شيء عن هذه المحاولة ويدعي حمد بن جاسم أن الملك عبدالله سأله: (وأنتم وش مدخلكم معهم ؟) فأجاب ابن جاسم يريدون أموالا لهم أخذها القذافي فقال الملك عبدالله: (زين سوا فيكم) !. بالطبع الرواية…
السبت ٠٦ يناير ٢٠١٨
أنهت الحكومة عام 2017 بشكل مثالي إلى درجة أنني تخيلت أنه أعظم الأعوام في تاريخ السعوديين، فقد سحقت تنظيم داعش بصورة تستحق الإعجاب وانتصرت قوات الأمن على الجماعات الإرهابية الموالية لإيران في المنطقة الشرقية وفرضت هيبتها في جزء عزيز من وطننا، وتخلصت البلاد من تراث الصحوة الرهيب، وعادت الحياة الطبيعية -التي كانت شبه منسية - إلى كل الشوارع والبيوت، وتنفس الناس أوكسجين الحرية الاجتماعية لأول مرة منذ عدة عقود، وحصلت المرأة السعودية على جزء مهم من حقوقها الغائبة وفي مقدمتها حق قيادة السيارة، وأعلنت حرب مثيرة على الفساد طالت علية القوم أو كما نقول بالعامية: (أكبرها وأسمنها)، وأطلق سمو ولي العهد مشروع مدينة نيوم الذي يجسد الحلم السعودي الكبير باتجاه المستقبل، وفي دنيا الرياضة تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم بعد غياب مؤسف في النسختين الماضيتين من المونديال، أما على الصعيد الخارجي فقد استعادت السعودية تحالفها التاريخي الوثيق مع الولايات المتحدة بعد أن شهد هذا التحالف محطات صعبة أيام أوباما، كما حسمت المملكة العلاقة الخليجية المرتبكة مع قطر ونجحت بالتعاون مع الإمارات والبحرين ومصر في عزل الدوحة ووضع تحركاتها المؤذية تحت مجهر الرقابة الدولية، أما إيران التي كانت تتباهى بسيطرتها على أربع عواصم عربية فإنها اليوم مشغولة بمحاولات ضبط الأمن في عاصمتها طهران !. كل هذه الإنجازات الهائلة يصعب أن تصنعها…
الإثنين ٢٥ ديسمبر ٢٠١٧
يا سلام سلم على بني يعرب.. يعلمونك منذ الصغر تاريخ الثورة العربية الكبرى ويحثونك على الاعتزاز بالمثقفين والضباط العرب الذين وضعوا أفكارها وبالقبائل العربية الحجازية التي خاضت أهوالها.. وبعد مئة عام من رحلة الاعتزاز تمر نسمة هواء تركية مفاجئة فتقلب المفاهيم رأسا على عقب ليطلبوا منك أن لا تتجاهل أمجاد فخر الدين باشا أحد أهم قادة الأتراك الذين أرسلوا لقمع الثورة العربية الوليدة بوحشية في المدينة المنورة !.. وقريبا جدا سوف يمجدون جمال باشا (الملقب بالسفاح) الذي أرسل فخر الدين للحجاز وتفرغ لإعدام وتعذيب الضباط والثوار العرب في بلاد الشام !. كم هي الأمور بسيطة جدا.. فاليوم يكفي أن تكون مأخوذا بالموجة (الأردوغانية) العجيبة كي تبيع تضحيات الأجداد في غمضة عين !.. ما المشكلة في ذلك ؟!.. فلا أحد يتذكر بأن هذه الثورة جاءت كنتيجة طبيعية لسنوات طويلة من القهر التركي للعرب.. ولا أحد يمكن أن يتحدث عن حملة (التتريك) التي كانت تهدف إلى سحق الهوية العربية والتي كانت من أهم أسباب الثورة.. لا أحد يهمه العودة إلى صرخات هذه الأمة العظيمة المغبونة المنهوبة التي وجدت فرصتها التاريخية كي تقول: أنا هنا.. وهكذا (عيني عينك) تصبح عمليات تهجير وتجويع سكان المدينة المنورة وسرقة آثارها وغير ذلك من الجرائم الوحشية التي قام بها فخر الدين قبل استسلامه من (ضرورات الحرب !)…
الإثنين ١١ ديسمبر ٢٠١٧
كل ما فعله العرب، بعد إعلان ترمب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أن الواحد منهم امتطى صهوة تويتر أو الفيس بوك وشتم عربا آخرين، وخونهم وصهينهم ثم عاد إلى فراشه وهو يشعر أنه خليفة صلاح الدين الأيوبي! هكذا فعلوا حين سقطت القدس قبل نصف قرن وهم على هذا الدرب سائرون.. لا شيء لديهم غير تبادل الشتائم وتخوين بعضهم البعض وسط فرح إسرائيلي عارم بهذه الشروخ العميقة التي تتجدد عاما بعد عام، إلى درجة أنني بت أنتظر اليوم الذي تأتي فيه إسرائيل لتناشدنا بأن نكون أكثر رفقا ببعضنا البعض. بعد إعلان ترمب لم تقطع الدول العربية والإسلامية التي لديها علاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية وثقافية مع إسرائيل أي شكل من أشكال هذه العلاقات.. وفي هذا العالم العربي والإسلامي الذي تحرسه القواعد الأمريكية في كل الاتجاهات ويقوم اقتصاد الدول الغنية فيه على التعاون مع الشركات الأمريكية بينما يقوم اقتصاد الدول الفقيرة فيه على المساعدات الأمريكية عليكم ألا تتوقعوا أن يكون الرد العربي والإسلامي على الولايات المتحدة أكثر من الكلام، هذا الكلام الذي لا يملك العرب والمسلمون غيره، ومع ذلك يستخدمونه بطريقة خاطئة، حيث يوجهون شتائمهم البذيئة لبعضهم البعض وليس لإسرائيل وأمريكا. ولو كان هذا الكلام الذي لا نملك غيره يصب في صالح عمل ثقافي وسياسي يعزز هوية القدس العربية الإسلامية في كل مكان…
السبت ٠٩ ديسمبر ٢٠١٧
قبل 70 عاما احتلت إسرائيل ما يسمى اليوم بالقدس الغربية وبقيت القدس الشرقية التاريخية في عهدة الأردن، وقبل 50 عاما احتلت إسرائيل كامل مدينة القدس بعد أن هزمت الجيوش العربية في (نكسة ) مشهودة وكان للدعم العسكري الأمريكي والغربي تأثيره الكبير في انتصار إسرائيل الساحق الماحق، وقبل 37 عاما تجرأت إسرائيل وأعلنت القدس عاصمة موحدة لإسرائيل متحدية كل القرارات الدولية وذلك بعد أن وقعت اتفاقية السلام مع السادات واطمأنت نسبيا إلى سقوط الخيار العسكري عند العرب بعد خروج جيش مصر من المعادلة، ولكن الولايات المتحدة تصدرت طابور المحتجين على هذا القرار ونقلت سفارتها من القدس الغربية إلى تل أبيب، وقبل أكثر من ربع قرن أضاع صدام حسين بوصلة القدس التي كان ينادي بتحريرها واحتلت جيوشه الكويت في مفاجأة تاريخية قسمت العرب إلى معسكرين، إذ وقفت بعض الدول العربية ومن خلفها القوميون العرب والإخوان المسلمون في معسكر صدام، وكانت القيادة الفلسطينية ضمن من وقفوا مع هذا المعسكر الجائر للأسف الشديد، وعلى الجانب الآخر وقفت السعودية ومصر وبقية دول الخليج في معسكر تحرير الكويت عبر الاستعانة بجيوش الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول.. وكان من النتائج المباشرة لهذه الكارثة التاريخية والانقسام العربي الكبير توقيع منظمة التحرير الفلسطينية والأردن اتفاقيات سلام مع إسرائيل، وفي هذه الأجواء العربية المثخنة بالجراح حانت الفرصة للكونغرس…
السبت ٠٢ ديسمبر ٢٠١٧
في خضم احتفالات الإمارات الشقيقة بذكرى اتحادها يجد أهل السعودية أنفسهم اليوم جزءا من هذا الاحتفال البهيج بعد أن وصل التحالف والتكامل بين البلدين الشقيقين إلى مستويات غير مسبوقة تجاوزت روابط المحبة الأخوية المتوارثة إلى ما هو أبعد بكثير؛ إذ كتب البلدان الشقيقان عهدهما الجديد بدماء الشهداء وتقدما باتجاه المستقبل وهما يتعاضدان بشراكة سياسية واقتصادية قوية نجحت منذ أن بدأت في تغطية الفراغ السياسي الرهيب الذي عاشته المنطقة العربية طوال السنوات الماضية وهو الفراغ الذي لم يملأه للأسف الشديد سوى إيران وتركيا والتنظيمات الإرهابية على اختلاف مذاهبها وشعاراتها. ولأن هذا التحالف السياسي والعسكري من شأنه أن يغير المعادلات الإقليمية البائسة التي عشناها طوال السنوات الأخيرة فمن الطبيعي أن يتعرض للتشكيك ونسج الأساطير الخيالية حول أسراره وخباياه من قبل خصوم هذا التحالف وهم كثيرون بالمناسبة ومتقلبو الوجوه والأهداف، ولكن الواقع على الأرض أكثر وضوحا ومصداقية من القصص الأسطورية التي ينثرها أصحاب الخيال الواسع، والواقع على الأرض يقول إن البلدين وجدا مصلحة تاريخية عظيمة في تحالفهما الوثيق في هذا التوقيت الخطير الذي تمر به المنطقة، أوجه التشابه وأبواب الفائدة المتبادلة كثيرة جدا بين السعودية والإمارات فمن حيث تكوين الدولة فإن العالم العربي لم يشهد يوما تجارب وحدوية ناجحة إلا في تجربتي السعودية والإمارات، وكل بلد منهما يعد قوة اقتصادية مؤثرة، كما نجح…
الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧
اقتربت عملة بتكوين الرقمية من سعر 10 آلاف دولار، في صعود سريع لهذه العملة الافتراضية، في ظل الطلب المرتفع عليها منذ بداية العام الحالي. وتعد ألمانيا الدولة الوحيدة التي اعترفت رسميا بهذه العملة وفرضت الضرائب على الشركات التي تتعامل بها، وبرغم أن الاعتراف بهذه العملة يضفي عليها شرعية أكبر إلا أنه يفقدها أهم ميزة بها وهي أنها غير خاضعة لأي جهة في العالم. وقد ينصب اهتمام المحللين الاقتصاديين على المخاطر التي يمكن أن تنجم عن التعامل بهكذا عملة واحتمال انهيار قيمتها لأي سبب، ولكن في الجانب الآخر ثمة أمر يستحق مساحة أكبر من الاهتمام، وهو هذا العالم الذي تحول كل شيء فيه إلى افتراضي: عملته، ألعابه، وسائل التواصل بين الناس، حتى الصداقات والزيارات الاجتماعية ولحظات التضامن في الفرح والحزن أصبحت افتراضية أيضا، لم يعد ثمة وقت ولا مزاج رائق للتعامل مع الحقيقة. إنه ليس عالمنا الذي عشناه من قبل، بل نحن اليوم أشبه ما نكون بالمخلوقات الفضائية التائهة في هذا العالم الافتراضي، فكل هذه العجائب ليست إلا الصفحة الأولى من هذا العالم الجديد الذي يهرب من الأرض والبحر والجو ليستقر في أعماق الإنترنت. وإذا كنّا في يوم من الأيام ننظر إلى رسومات الرجال الذين يحملون الرماح والنساء اللواتي يحملن جرار الماء على أنها تمثل الماضي السحيق، فإن صورتنا اليوم ونحن…
الأربعاء ٢٢ نوفمبر ٢٠١٧
وهكذا وللعام التاسع أو العاشر على التوالي يدخل الشتاء فتغرق جدة، تمتلئ الأنفاق الجديدة بالماء وتطفح الشوارع بالسيارات و(تخر) سقوف المستشفيات والجامعات وتضحك المشاريع القديمة على المشاريع الجديدة وبالعكس، بينما هناك في الزاوية التي لم يصلها المطر ثمة أموال نهبت وثقة شعبية اهتزت حتى لم تعد قادرة على الوقوف على قدميها وأنظمة وإجراءات تكدست فوق بعضها حتى أصبحت بلا قيمة. يمكننا الْيَوْمَ أن نقول بأن غرق جدة الدائم تحول إلى أيقونة للفساد ورمز اللصوصية الفاضح الذي يتحدى أحلام بلد كامل، ومع تكرار التحقيقات والمحاكمات وخطط مقاومة الأمطار ومشاريع نهب المال كدنا نفقد الأمل في التخلص من الحال المزري، وأصبحنا نقترح على زملائنا الصحفيين بأن لا يتكبدوا عناء المغامرات في هذه الأجواء الماطرة وأن يغطوا الخبر من خلال إعادة نشر صور الأعوام الماضية، فالصور متشابهة والتصريحات كذلك والحال نفس الحال. ولكننا الْيَوْمَ نعيش الانطلاقة القوية للجنة العليا لمكافحة الفساد بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي وجه أكبر ضربة للفساد في تاريخ السعودية والعرب وهي ضربة كان لها صداها في العالم أجمع، وأملنا بالله كبير ثم في شجاعة هذا القائد المقدام في القضاء على هذه الأيقونة الفاسدة التي تقف في وجه كل انتصاراتنا على الفساد لتقول بكل ثقة: أنا هنا..وجدة مازالت تغرق كل شتاء. صحيح أن المشاكل الكبيرة تراكمت مع…
الإثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧
خلال اليومين الماضيين تداول الناس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي قصاصات صحف لبنانية محسوبة على إعلام حزب الله وحلفائه تحتوي على تشكيلة متنوعة من الشتائم للسعودية حكومة وشعبا، ومن المتوقع أن تشجع هذه القصاصات البائسة بعضا على القيام بالواجب العربي الأصيل المتمثل في الرد على الشتيمة بأقذع منها، فلا يردحن من أحد علينا فنردح فوق ردح الرادحينا. ولكنني أظن أننا هذه المرة بالذات سوف نضيع وقتا ثمينا إذا ما شاركنا بحماسة في حفلة الردح التي لا تقدم ولا تؤخر، فكرتنا الْيَوْمَ تنتصر بقوة وقد حددنا الهدف و(حشرنا القط) كما نقول بالعامية، وأصبح حزب الله وأنصاره وحلفاؤه وخلاياه النائمة والقائمة في كل الوطن العربي تحت ضغط مسبوق. قضيتنا واضحة وبسيطة جدا، فحزب الله يضر بأمننا القومي من خلال تدخله السافر في اليمن ومن خلال تحركاته المشبوهة المتمثّلة في مساعدة جماعات تخريبية داخل المملكة وبقية دول مجلس التعاون، ولأن الدولة اللبنانية عاجزة تماما عن وقف هذا الحزب الإرهابي الذي يتخذ من الأراضي اللبنانية قاعدة لعملياته المضرة بِنَا، فإن الواجب الوطني يحتم علينا أن نقضي عليه بكل الطرق دون أي اكتراث بردود الفعل القادمة من لبنان، فقد علمتنا الأيام أن الأمر الواقع تفرضه الأفعال لا الأقوال. الْيَوْمَ تصنف الولايات المتحدة حزب الله باعتباره حزبا إرهابيا وهذه خطوة مهمة لمعاملة هذا الحزب مثلما تعامل…
السبت ١٨ نوفمبر ٢٠١٧
سلام الراسي أديب لبناني خفيف الظل ولد في مطلع القرن الماضي عرف بجمعه للتراث الشعبي اللبناني من أمثال وحكايات ريفية، ومن بين إصداراته كتاب اسمه (حيص بيص) جمع فيه بعض القصص الشعبية والحكايات الطريفة استخرجته من أعماق مكتبتي ليكون رفيقي في رحلة قصيرة بالطائرة. في إحدى صفحات الكتاب الخفيف الطريف يروي المؤلف قصة مضحكة مبكية حين كانت الحرب الأهلية اللبنانية في أقصى درجات وحشيتها، إذ ركب سيارة التاكسي العشوائي الذي يسميه اللبنانيون (سيرفيس) وهي سيارة أجرة تحمل كل من يصادفها في الطريق في مقابل مبلغ أقل من أجرة التاكسي الخصوصي المعروف، ولأن من طبائع اللبنانيين حب الحياة مهما كانت مرارة الأحداث فقد كان (السيرفيس) أشبه بالصالون المتنقل الذي يحتوي نقاشاتهم وحكاياتهم مهما اختلفت مذاهبهم وأعراقهم. نعود إلى سلام الراسي الذي نقل عن أحد الركاب الذين يشاركونه المقعد حكاية ملخصها أن هذا الرجل انتظر حتى خفت حدة القتال في الشوارع فنزل مع بعض رفاقه يجمعون جثث القتلى فالتقطوا ثماني جثث حتى امتلأ صندوق السيارة فظهرت لهم امرأة تصيح من شباك بيتها وتستنجد بهم كي يأخذوا جثة زوجها، فقالوا إن السيارة ممتلئة عن آخرها فتوسلت لهم مساعدتها لأن زوجها مقتول منذ 3 أيام ورائحة جثته نتنة ولا يوجد من يساعدها في نقل الجثة. وبدأ الرجال يفكرون في حل لمشكلة هذه المرأة المسكينة…