السبت ١١ نوفمبر ٢٠١٧
أولا وثانيا وثالثا وعاشرا أقول حفظ الله الملك الحازم وولي عهده المقدام، ففي هذا العهد الميمون شهدنا الانتفاضة الحكومية المباركة ضد أهم عائقين يعترضان نهضة الوطن، وهما: الصحوة، والفساد، ولن أكون مبالغا لو قلت إن ما حدث كان أشبه بالحلم البعيد الذي لم يتوقع أكبر الحالمين تحوله إلى واقع مبهر خلال فترة زمنية وجيزة جدا. ولن أضيف جديدا لو تحدثت عن الخراب العظيم الذي كان يصنعه الفساد في بلادنا، فقد كتبت في هذا العمود مئات المقالات ضد أهل الفساد حين كانوا في موقع المسؤولية، ولَم أتخيل أن يأتي اليوم الذي أشهد فيه انهيار جبل الفساد القبيح بضربة سيف سلمانية واحدة، ولكنني اليوم أجد نفسي عاجزا عن الكتابة أو التعليق على الأسماء الكبيرة للمتهمين بقضايا الفساد، لأنهم بكل بساطة وقعوا في قبضة العدالة وأصبحوا رهن الإيقاف، وقد فعلت ذلك قبل سنوات مع يوسف الأحمد، وأيضاً محمد العريفي، وغيرهما، حيث كنت انتقد أفعالهم حين يكونون محاطين بآلاف الأتباع وأتوقف تماما عن كتابة أي حرف عنهم حين يتم إيقافهم لأي سبب من الأسباب. هذا هو موقفي الكتابي الذي أتمنى أن لا أحيد عنه في يوم من الأيام، فالكتابة عن مواطن أصبح في قبضة العدالة وقيد الإيقاف عمل خال من النبل والمروءة من وجهة نظري، خصوصا حين يكون في مرحلة التحقيق ولَم يصدر حكم…
الأربعاء ١٨ أكتوبر ٢٠١٧
بالأمس تم تطهير مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش الإرهابي بعد أشهر من تطهير مدينة الموصل العراقية، وهكذا تبخرت الدولة الأسطورية التي تتفنن في طرق إعدام الأسرى وتضع القوانين لعمليات بيع السبايا وتحتفل بمناسبات تدمير الآثار الخالدة وتنظم مع أعدائها المفترضين صفقات تهريب النفط.. دولة كاملة بخليفتها ووزرائها وجزاريها وجيشها الجرار وعلمها وعملتها ووسائل إعلامها الدموية التي كانت تمد وسائل الإعلام العالمية بمادة يومية مرعبة ومثيرة انتهت تماما ولم يبق لها إلا بعض الانتحاريين الذين يدهسون المارة في بعض العواصم الأوروبية بين فترة وأخرى. ثمة مائة مليون تفسير يمكن إسقاطه على مسألة الصعود السريع لما كان يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، ثم السقوط الأشد سرعة لهذه الدولة العجيبة، ولكن كل هذه التفسيرات لن تغير في الأمر شيئا.. فداعش لا يمثل إلا صورة أولية للجوانب البشعة لعصر العولمة.. فثورة الاتصالات والتجارة الحرة والحدود المفتوحة ووفرة التكنولوجيا مثلما تتيح للأقوياء سوقا رائجة كي يزدادوا قوة وثراء فإنها تمنح فرصة أكيدة للضعفاء كي يدمروا المعبد على من فيه. بالنسبة للعالم الواسع بدوله الكبرى وأجهزته الاستخباراتية وأسواقه المتناحرة فإن عملية إحصاء خطاياه التي أنتجت كيانا دمويا مثل داعش، قد تكون أطول مما نتخيل، لذلك سوف يكون من المفيد حصر التفكير في السؤال الأهم: كيف وجدت دولة داعش فرصتها السهلة كي ترفع علمها في…
السبت ٠٧ أكتوبر ٢٠١٧
قد يكون هذا المقال متأخرا في توقيته ولكنني فضلت تأخير الكتابة عن الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا لأن حزني بفقده كان عظيما ولم أكن أفضل الكتابة عنه تحت ضغط العاطفة الشخصية، فعبدالحسين ظاهرة فنية وثقافية إنسانية تستحق أن تأخذ حقها في القراءة والتأمل بعيدا عن العواطف. كان أبو عدنان -رحمه الله- مدرسة فنية وإنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولم أعرف أحدا في حياتي قويا في مواجهة الأمراض المتلاحقة مثله، بل إنه يحول المرض إلى ملهاة عظيمة وفرصة للتندر والهزل، وكنا نضحك بعمق على أوصافه العجيبة للآلام والأعراض التي يمر بها، وفي مرضه الأخير كنا رفقاء سفر في لندن، حيث انشغلنا بالإعداد لعمل رمضاني من بطولته والفنانة القديرة سعاد عبدالله، ولم يكن يستفزه شيء مثل طلبي منه أن يرتاح من التفكير في العمل حتى ينتهي من عمليته المعقدة، فقد كان يرى أن عمله وفنه هو الدليل الأكيد على تعافيه وليس تقارير الأطباء، وقد غادرت لندن قبل أن يدخل المستشفى واتصلت عليه مع أخي الفنان ناصر القصبي بعد خروجه من العملية قبل وفاته بأيام، حينها ضحكنا بشكل هستيري على تعليقاته الطريفة وهو ما زال على سرير المرض، وكان يلح علي بأن أعود له بأسرع وقت كي نكمل العمل، فهذا ما كان يهمه في تلك اللحظة وليس حالته الصحية. قبل ذلك كنت…
الأربعاء ٢٣ نوفمبر ٢٠١٦
هل سألتم أنفسكم يوما لماذا نجح نظام دموي مثل نظام صدام حسين في توفير الرعاية الصحية والسكنية والتموين الغذائي والضبط الأمني والقوة العسكرية المهابة للعراقيين حتى في سنوات الحصار الاقتصادي الأممي بينما فشلت الأحزاب الشيعية التي حكمت العراق في ظل نظام يفترض أنه ديمقراطي في توفير أدنى أسباب العيش للعراقيين حتى في السنوات التي بلغت فيها أسعار النفط أعلى مستوياتها في التاريخ؟ الجواب من وجهة نظري يعود إلى كون الخلفية الفكرية للأحزاب الشيعية تقوم وتقعد على فكرة (المظلومية) لذلك سرعان ما تواجه ورطة وجودية عظيمة حين تجد نفسها فجأة في موقع الحكم فهي مصممة فكريا شعبيا على أن تكون (مظلومة)!.. والمظلوم لا يعرف كيف يدير شؤون الناس فهو يبحث دائما عن ظالم ما كي يقاومه ويتصارع معه ويأخذ ثارات التاريخ منه. النظرية نفسها يمكن تطبيقها في لبنان، فحين انفرد حزب الله بحكم لبنان تورط لدرجة العجز عن حل مشكلة القمامة التي ملأت شوارع بيروت فاضطر فيما بعد لاستدعاء خصمه السني القديم كي يدير شؤون البلاد!.. لقد عانى حزب الله مشكلة حقيقية حين توقفت الحرب مع إسرائيل ولم يجد من يسقط عليه مظلوميته التاريخية لذلك سرعان ما استجاب للأوامر الإيرانية وأرسل مقاتليه إلى سوريا بحثا عن ثارات الحسين بن علي – رضي الله عنه – بين وجوه الأطفال والعجائز في حلب…
الثلاثاء ٢٥ أكتوبر ٢٠١٦
في حلقة برنامج الثامنة التي استضاف فيها الزميل داود الشريان جمعا كريما من الزملاء الكتاب في الشأن الاقتصادي اكتشفنا أن وعي الشارع ودرايته بالأوضاع الاقتصادية للبلاد أعلى من وعي ودراية المسؤولين الاقتصاديين الحكوميين، وأكثر واقعية من وعي ودراية الشركات الاستشارية الأجنبية التي ترسم خططا على الورق الأبيض قد يصعب تحقيقها في واقع متداخل الألوان. وفي مداخلة هاتفية مع ضيوف البرنامج تردد نائب وزير الاقتصاد والتخطيط صاحب مقولة: (الإفلاس حتمي) في التراجع عن خطئه الأول وفضل أن يقول: (قد يكون خانني التعبير) بدلا من: (أعتذر عن استخدام مفردة على أية حال فإن حكاية (خيانة التعبير) وإن بدت تسوية غير مرضية للكثيرين إلا أنها تؤكد بشكل قاطع أن إفلاس الدولة غير وارد والحمد لله.. ومن هذا المنطلق نطالب معاليه بدراسة صرف مبلغ مالي لكل مواطن تحت بند: (بدل روعة) لمعالجة آثار الصدمة التي تسببت فيها خيانة التعبير له.. وإذا كان ثمة ريالات متبقية في دفاتره المتقشفة.. فحبذا لو صرف معاليه تعويضا رمزيا للإخوة المواطنين بسبب إفساده عطلة نهاية الأسبوع في طول البلاد وعرضها بالنسبة لقطاع عريض مع المواطنين الذين تعاملوا مع العطلة باعتبارها (آخر ويك إند قبل الإفلاس)!. هذا التراجع وليس (الاعتذار) قد لا يراه البعض كافيا، ولكنه ضروري كخطوة أولى لتصحيح الصورة السوداوية التي صنعتها حلقة الوزراء الثلاثة، وهي حلقة كانت…
الأربعاء ١٩ أكتوبر ٢٠١٦
يبدو أن هذا هو الفصل الأخير في مسرحية الرعب التي تسمى (الدولة الإسلامية).. الجيش العراقي الذي انسحب قبل ثلاث سنوات من الموصل بشكل مريب، مسلما رقاب مواطنيه لهذا التنظيم المتوحش.. والولايات المتحدة التي ولد التنظيم وترعرع تحت أعينها خلال احتلالها العراق قبل أن تنسحب منه بعد أن اطمأنت أنه لن يعود بلدا طبيعيا كما كان.. وإيران التي لم ينفذ فيها التنظيم عملية واحدة، واستفادت من وجوده في إطلاق مجموعة من التنظيمات الداعشية الشيعية.. كل هؤلاء قرروا أخيرا إنهاء هذه المسرحية، ربما لأن الوقت قد حان لعرض مسرحية جديدة!. وها هي الجيوش الحديثة تنقض أخيرا على دويلة الخليفة البغدادي العجيبة التي كانت تصدر النفط وتحطم الآثار وتسبي النساء وتنحر الأبرياء وتجند الأنصار المهووسين في مشارق الأرض ومغاربها، ولا يستطيع أحد أن يجزم بأن هذه الوثبة التي طال انتظارها سوف تأتي بنصر سريع وتخليص المدنيين الذين كانوا أسوأ رهائن على وجه الأرض، أم أن هذه المعركة سوف تستمر طويلا لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل استنزاف العراق الذي لم يبق فيه شيء ليستنزف أكثر. قد تنتهي أسطورة داعش ودويلتها الدموية في هذه المعركة أو بعدها ولن يبكي عليها إلا القتلة الذين لا يقيمون وزنا.. ولكن الإرهاب لن ينتهي، بل سيتحور إلى نسخة أشد ظلامية ودموية من داعش.. تماما مثلما تحورت القاعدة وظهر تنظيم…
الخميس ١٣ أكتوبر ٢٠١٦
فيما مضى كنا نعاني من وجود 20 مليون مدرب لمنتخب كرة القدم، إذ كان كل مواطن لديه خطة لعب تختلف عن خطة المدرب الرسمي حتى جاء هولندي صامت ( لا يكلمنا ولا نكلمه ) وحل جميع مشكلات المنتخب بعيدا عن أعين الـ 20 مليون خبير كروي فأجبرنا على متابعة عمله بصمت, واليوم تغير الحال وأصبح لدينا 20 مليون وزير خارجية لكل واحد منهم خطة عاجلة لترتيب علاقاتنا الدولية ولأن هؤلاء الـ 20 مليون وزير خارجية كانوا قبل عدة أشهر مدربي كرة قدم فإنهم يستخدمون تكتيكاتهم الكروية في عوالم السياسة فأي دولة حليفة تضيع هجمة سياسية خطرة يقترحون استبدالها بدولة أخرى !. في هذا الزمان الصعب الذي نواجه فيه تقلب أحوال الحلفاء وانقلاب أحوال المنطقة والعالم رأسا على عقب لا يسعى هؤلاء ( المدربون ) أو وزراء الخارجية العفويّون لأن تقوي المملكة تحالفاتها وتعالج الشروخ التي تطرأ هنا وهناك بل يسعون لتخريب هذه العلاقات مع الدول الحليفة أو الشقيقة من خلال تعليقاتهم المتوترة على شبكة الإنترنت, وتماما مثلما يقترحون تشكيلة المنتخب بشكل عشوائي.. نجد هذا لا يريد علاقة طيبة مع مصر..وذاك لا تعجبه تركيا..والثالث يريد استبعاد الولايات المتحدة ( بكبرها ) من قائمة تحالفاتنا.. والرابع لديه مشكلة مع الإمارات التي اختلطت دماء جنودها بجنودنا.. والخامس يكاد أن يحذرنا من أي تقارب…
الأربعاء ٢٨ سبتمبر ٢٠١٦
وفجأة.. جاءت لحظة الحقيقة.. توقفت حنفية النفط التي كانت لسنين تمطر عقودا ورواتب وسيارات وتذاكر سفر وعمالا آسيويين عن العمل بصورتها العشوائية المعتادة ودخلت الحنفية العريقة الوقورة في مرحلة جديدة تعتمد فيها على مبدأ (التنقيط).. ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم الانتقال فيها من حالة الفائض الضخم إلى حالة العجز الصريح دون مقدمات.. ولكن هذه المرة كان أثر تراجع عائدات البترول أسرع وأشد وقعا، فقد بدأت الإجراءات التقشفية برفع الدعم عن بعض الخدمات والسلع، مرورا بزيادة بعض الرسوم، وصولا إلى إلغاء البدلات عن الموظفين الحكوميين وبالتالي تخفيض الرواتب من أصغر موظف إلى الوزير. وقد أرادت الحكومة أن تقول من خلال قرارها بتخفيض رواتب الوزراء وأعضاء مجلس الشورى إنها ماضية في مسيرة التقشف وضبط الإنفاق، وستبدأ بنفسها وبوزرائها وبأعضاء مجلس الشورى، وهذه رسالة حسنة متى ما تم إعادة التفكير في كيفية عمل الحنفية، ثمة مصاريف كثيرة تنهمر من حنفية النفط عبر السنين وبالتأكيد سوف يؤدي تصحيحها إلى التخفيف من حدة الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد في ظل انخفاض النفط.. ومثلما كان المواطن في مرحلة - عز الحنفية - يبذر في استهلاك المياه والكهرباء والبنزين كانت الحكومة تبذر في الهبات والعطايا والدعم غير المحدود لهذا وذاك والمساعدات الخارجية للدول الشقيقة والصديقة وأحيانا لدول لم نسمع أسماءها من قبل.. كل هذا…
الإثنين ٢٦ سبتمبر ٢٠١٦
اخترقت ثلاث رصاصات أطلقها مسلح مجهول جسد الكاتب الأردني ناهض حتر أمام قصر العدل في عمان. مشهد يتجاوز إرهاب الفكر إلى إرهاب العدالة. وقد كان الكاتب اليساري الأردني المعروف قد خرج من السجن بكفالة على ذمة اتهامه بالإساءة الدينية بعد أن اختار رسما كاريكاتوريا على صفحته في الفيس بوك، وهو الرسم الذي اعتبره كثيرون مسيئا للذات الإلهية فأزاله من صفحته التي أغلقها فيما بعد، مؤكدا أن من أثارهم الأمر نوعان من البشر الأول (طيبون) صدقوا فعلا أنه يقصد الإساءة للذات الإلهية والآخرون ما بين متشددين ودواعش وجدوها فرصة لتصفية حساباتهم معه. هكذا بكل بساطة ينفذ شخص مجهول (قد يكون متشددا أو مختلا أو جاهلا غرر به المحرضون) قانونه الخاص على مرأى من الجميع، وعلى أبواب قصر العدل وكأنه المعني الوحيد بدفع الإساءة عن الذات الإلهية!. أما الدولة والمجتمع وسائر المسلمين الذين يملأون المساجد فهم من وجهة نظر القاتل (متساهلون) لا يتعاملون مع الموضوع بالجدية الكافية.. يضع هذا الشخص المجهول يده على الزناد ليبدأ مهمته المرعبة: التقرب إلى الله من خلال قتل إنسان لا يعرفه بسبب قيامه بكتابة شيء لم يقرأه، ولكن قال له المحرضون إنه إساءة إلى الدين تستوجب القتل الفوري لصاحبها وعدم إضاعة الوقت في جلسات المحكمة. ناهض حتر ليس المثقف العربي الأول الذي يتعرض للتصفية الجسدية بهذه الطريقة…
الثلاثاء ٠٦ سبتمبر ٢٠١٦
في أجواء الخصومة العالية تتداخل الأمور وتضطرب الحسابات، لذلك يشعر الكثير من شبابنا أن إيران كخصم قد تكون في وضع أفضل منا بسبب برنامجها النووي وكذلك بسبب نجاحها في السيطرة على بعض العواصم العربية مثل بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء، مستعينة بعدد من عملائها الذين وضعوا مصلحتها فوق مصالح أوطانهم. ولكن هذه القوة الإيرانية الظاهرة تخفي ضعفا رهيبا يتجلى في معدلات الفقر المرعبة التي يعاني منها الشعب الإيراني؛ فالدولة التي تصنع الغواصات والصواريخ والمفاعلات النووية يتضور أبناؤها جوعا في الشوارع، هذه ليست صورة مجازية؛ ففي عام 2005 نشر البنك المركزي الإيراني إحصائية ذكر فيها أن معدل الفقر بلغ 32 بالمئة ثم توقف البنك عن إصدار مثل هذه الإحصائيات بعد تضاعف هذا المعدل بشكل مخيف خلال السنوات الـ10 الأخيرة. ويقول الدكتور محمودي من جامعة طهران إن 60 بالمئة من الأسر الإيرانية تعيش تحت خط الفقر العالمي وأن الـ 40 بالمئة من الأسر المتبقية تعاني من فقر نسبي وبالكاد تؤمن احتياجاتها الأساسية وهذا يعني أن من يعيشيون حياة جيدة في إيران هم فئة محدودة جدا من المرجح أن تكون فئة الملالي ومن يشاركهم السلطة. وقبل فترة اعترف ناصر صبحي أحد المسؤولين في وزارة الرياضة الإيرانية بأن طهران وحدها تضم نحو 3 ملايين نسمة ممن يسكنون العشوائيات مقدرا عدد سكان العشوائيات في عموم البلاد…
الأحد ٢١ أغسطس ٢٠١٦
أجمل ما وجدت بعد الإجازة هو هذه الغضبة المضرية الحميدة التي أظهرها جمع كبير من الشباب والإعلاميين ورواد وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية والخليج نصرة لثقافتهم واعتزازا بتاريخهم في مواجهة المغالطات الفجة التي ساقها العنصري المنتفخ يوسف زيدان تجاه الجزيرة العربية وأهلها وتاريخها، وقد جاءت هذه الحادثة العابرة لتكشف لنا أن الجهل الحقيقي أساسه فقدان الأخلاق وليس فقدان المعرفة، فالشوفيني لا يمكن أن يكون عالما والمثقف الحقيقي لا يمكن له أن يكره بالجملة والمفرق، والعنصرية المدفونة في أعماق النفس سرعان ما تتحول إلى حجاب عظيم يحول بين الإنسان والعالم من حوله، فيصبح عاجزا عن الفهم حتى لو عاش عمره كله بين الكتب. ولعل أجمل مافي بيانات وتغريدات (سراق الإبل) أنها في الغالب لم ترد على لغة زيدان العنصرية بلغة عنصرية مضادة بل ركز شبابنا على معالجة ما يعاني منه هذا المنتفخ المغرور من نقص شديد في المعلومات، وهذا موقف يدل على وعي كبير وخلق رفيع، فالعالم العربي اليوم يعيش واحدة من أسوأ المراحل في تاريخه ولا ينقصه المزيد من الحفلات العنصرية المفتوحة التي من شأنها أن تزيد الوضع سوءا وتعزز حالة الفرقة والتمزق التي تعيشها أمتنا العربية اليوم. لقد أكدت هذه الحادثة جدية الاتهامات التي تشير إلى أن يوسف زيدان بنى اسمه الأدبي والثقافي عبر سلسلة من السرقات الأدبية المتواصلة،…
الثلاثاء ٠٣ مايو ٢٠١٦
بينما كنت أتصفح موقع تويتر وجدت «هاشتاقا» حماسيا يقول (نطالب بجلد لجين الهذلول) ولم أستطع فهم هذه الحماسة للمطالبة بجلد لجين وسحب جنسيتها، ولكن على الأغلب فإن ذلك بسبب آرائها المتعلقة بقيادة المرأة للسيارة أو تصريحاتها الجريئة لوسائل الإعلام الأجنبية، بخصوص أحوال المرأة السعودية، وقد قرأت في هذا الموقع من قبل هجوما بذيئا عليها وعلى زوجها المدون المعروف فهد البيتري بسبب عدم تقبل البعض لهذه الآراء، هكذا بكل بساطة نجلد سيدة ما لمجرد أن آراءها لم تعجبنا وكأنها إذا صرحت بهذه الآراء فإن تصريحاتها ستتحول إلى قوانين وأنظمة وتشريعات وليست آراء مواطن عادي يعبر عن قناعاته الشخصية. واذا كانت لجين في لعبة التصنيف العشوائي المحلي تصنف باعتبارها (ليبرالية) لمجرد أنها طالبت بقيادة المرأة للسيارة، فإن هواية استعداء السلطة ضد المختلف قد طالت الكثير ممن يصنفون بأنهم ( إسلاميون ) أو محافظون، حيث تهاجمهم أصوات من الطرف الآخر وتطالب بسجنهم أو طردهم من وظائفهم، وبهذا نكون من الشعوب القليلة في هذا العالم التي ترى أن اختلاف الآراء يجب أن ينتهي في وزارة الداخلية!. ونحمد الله أن الداخلية - والحكومة بشكل عام - لا تأخذ بمثل هذه المطالبات العاطفية العجيبة ولا تلقي لها بالا وتعمل وفق مناهجها الواضحة وإلا لكانت ندوات الحوار الوطني تدار في غياهب السجون!. ما الذي يزعجنا في أن…