السبت ٠٨ يونيو ٢٠١٣
على طريقة الشيخ القرضاوي في الاعتراف بسوء التقدير، أعترف بأنني كنت واحدا من ضمن الكثيرين الذين كانت تستفزهم عبارة (نعمة الأمن والأمان)؛ لأنها تأتي أحيانا في سياق وأد الإصلاحات، أو يتم وضعها في كفة تختلف عن كفة الحريات، فأنا مؤمن بمقولة أنه لا أمن بلا حرية ولا حرية بلا أمن، ولكن ما يحدث اليوم في الكثير من بلدان العالم العربي، وخصوصا في سوريا والعراق من صراعات طائفية متوحشة وغياب كامل للقانون يجعلني أعيد النظر بهذه العبارة التي تعتبر اليوم أهم ما تملكه المملكة ودول الخليج، بل إنها الثروة الحقيقية لهذه الدول وليس البترول، فالعراقيون ــ على سبيل المثال ــ لا يستطيعون الاستفادة من ثروتهم النفطية بعد أن غاب الأمن والأمان وحضرت الفتنة الطائفية!. نحن لسنا محصنين أبدا من الفتنة الطائفية، فما يحدث في سوريا يغذي الاستقطاب الطائفي في بلداننا، وثمة قوى دولية وإقليمية يهمها أن يمتد الحريق الطائفي حتى يصل إلى هذه المناطق الآمنة، إما لتخفيف الضغط عن مناطق الصراع الحالية، أو كي تأخذ مشاريع التقسيم فرصتها في التوسع، ومن المؤسف أن عددا لا بأس به من تجار الطائفية في ديارنا يحاولون استغلال مكانتهم الدينية لشحن الشباب من الطائفتين؛ من أجل الوصول إلى نقطة الصدام الطائفي التي لن يستفيد منها إلا تجار الفتنة الذين سيتحولون إلى زعماء على حساب أشلاء…
الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠١٣
أمس، نشرت صحيفة المدينة تقريرا عن طبيب أنف وأذن وحنجرة قام بجراحات عامة ليست من اختصاصه في أحد المراكز الصحية في المدينة المنورة، وقد تسبب في بتر الأعضاء الذكرية لخمسة أطفال على الأقل أثناء قيامه بعمليات (الطهارة) التي لا يجيدها، وقد تألمت حقا وأنا أقرأ أحاديث أولياء أمور هؤلاء الأطفال الذين صدموا بما حدث لأولادهم، ولكنني رغم ذلك لم أجد فائدة من تكرار الحديث حول الأخطاء الطبية الفادحة التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء، فالمستشفيات والمراكز الصحية الخاصة تدرك أكثر منا أن وزارة الصحة (مزكومة الأنف، مسدودة الأذن، مشروخة الحنجرة)، وإلا لما وصل الاستهتار بحياة الناس إلى هذه الدرجة، عموما ما حدث للأطفال الخمسة مريع جدا، وليت الجزاء يكون من جنس العمل!. ** تذكرت أغنية (اتمخطري واتميلي يا خيل.. وارقصي ويا عرايس الليل) للفنانة الراحلة ليلى مراد في فيلم (غزل البنات ) حين شاهدت فيديو الفرسان الثلاثة عايض القرني ونبيل العوضي ومحمد العريفي وهم يمتطون صهوات الخيول في تركيا نصرة للشعب السوري الشقيق!، في تلك الأغنية (الموجودة على اليوتوب) قطعت ليلى مراد ورفيقاتها على صهوات الجياد مسافة أكبر من المسافة التي قطعها فرسان الصحوة في الفيلم التركي، إلا إذا كان الشباب قد عبروا حدود سوريا فوق صهوات الجياد ونحن لا نعلم، عموما الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أجزم به أن ليلى…
الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣
أنتجت المملكة خلال العام الماضي أكبر كمية من البترول في تاريخها، حيث بلغ حجم الإنتاج 3500 مليون برميل.. برميل ينطح برميل .. وهذه الثروة الخرافية التي أنعم بها الله علينا تؤكد أن خزائن البلاد اليوم تحتضن أكبر ثروة في تاريخ الجزيرة العربية وهي ثروة كفيلة بتغيير حياتنا في مختلف المجالات التي مع توافر الإرادة الحقيقية تجعل هذا البلد المبارك واحدا من أكثر دول العالم تقدما، ومتى ما نجحنا في القضاء على الفساد. بعد 10 أعوام أو 20 عاما سوف يسألنا أحفادنا عن مليارات البراميل التي تم استخراجها من باطن الأرض، أين هي على الأرض؟، حينها سنكون أمام واقعين لا ثالث لهما، إما أن نشير إلى إنجازات حضارية لا تخطئها العين أو أننا سنحاول تذكر برنامج الابتعاث الرائد وبعض المشاريع التنموية الضرورية التي عانت من التعثر، تضاعفت ثروات الكثيرين خلال الفترة المليارية وعاش آخرون حياة الفقر، حضرت الخطط والدراسات ولم تواكبها كما يجب الإنجازات على الأرض. أجهزة الحكومة مسؤولة اليوم عن استغلال هذه الوفرة المالية الاستثنائية من أجل صناعة غد مختلف، فربط هذه البلاد من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها بوسائل نقل حديثة ومتقدمة أمر لا يمكن تحقيقه إلا في هذه المرحلة، وإعادة تأسيس وصيانة البنية التحتية في المدن والبلدات شيء لا بد منه لتصحيح ما وقع من بعض…
الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٣
أخيرا، اعترف حسن نصر الله بالجريمة التي يعرفها كل الناس والمتمثلة في إرسال (ثلة قليلة) من مقاتلي حزب الله للدفاع عن كرسي بشار الأسد، وقال في ثنايا خطاب الاعتراف المشين إن المقدمات الخاطئة تقود إلى نتائج خاطئة، وهذا ما سوف يثبته التاريخ، فخروج هذه الثلة من لبنان إلى سوريا سوف يدمر البلدين الشقيقين، ويشعل الحروب الطائفية في كل المنطقة، فيسهل على أعداء العرب تقاسم (الثلل) المتناحرة في بلاد الشام، وتحويل واحدة من أقدم المناطق التي استوطنها الإنسان إلى ساحة مفتوحة للتخلص من الإنسانية يذبح البشر فيها على الهوية!. ** قال نصر الله إن التكفيريين يحاربون الماضي، ونحن نوافقه على ذلك، ولكنه أشار في لحظة غفلة إلى أن هذا الماضي المتعدد بقي كما هو لمئات السنين تحت ظل (الحكومات السنية)!.. فلماذا يضيع هذا الماضي اليوم تحت إدارة الحكومات (غير السنية) في العراق وسوريا؟!.. الجواب بسيط: وهو أن التكفيريين يحاربون الماضي، بينما إيران والأسد وحزب الله يحاربون المستقبل!. ** أكد نصر الله بنبرة تعلوها الحماسة المصطنعة أن حزب الله لا يمكن أن يقف في جبهة تقف فيها أمريكا وإسرائيل ونابشو القبور، بل سيقف في (الجبهة الأخرى) دون أن يسمي أطراف هذه الجبهة الأخرى.. حسنا سوف نختصر الطريق عليه ونقول إن الجبهة الأخرى يوجد فيها بشار الأسد قاتل الأطفال، وإيران التي قمعت شعبها…
السبت ٢٥ مايو ٢٠١٣
لو كان أعضاء الشبكة التجسسية التي ألقي القبض عليها فقراء أو شبابا صغار السن لكانت المصيبة أهون، صحيح أن خيانة الوطن لا يمحوها أي تبرير، ولكن الظرف الاقتصادي الصعب وطيش الشباب قد يدفع الإنسان لارتكاب أخطاء فادحة؛ لأنه في وضع لا يمكنه من قياس الأمور بشكل صائب، ولكن المصيبة أن هؤلاء الجواسيس يعملون في وظائف مرموقة وأوضاعهم الاقتصادية جيدة، فما الذي يمكن أن تقدمه لهم إيران كي يعملوا ضد وطنهم ويسعوا بشكل أو بآخر لدمار أهلهم وناسهم. إيران لا تريد إلا صورة واحدة لحياتنا، بإمكانكم أن تدققوا في نسخ منها موجودة في العراق وسوريا ولبنان، وهو أن نتحول إلى مجموعات همجية يقتل واحدنا الآخر تحت رايات الكراهية الطائفية، هذا هو المستقبل الإيراني لكل غافل أو متغافل: شيعة يذبحون السنة، وسنة يفجرون الشيعة، وموت وفقر وجوع ولجوء ومجازر واغتصابات، لو كانت إيران مهتمة حقا بالشيعة العرب لما اضطهدت إخوتنا في الأحواز وسرقت بترولهم وسحقت هويتهم ومنعتهم حتى من تسمية أولادهم بأسماء عربية، لو كانت إيران حقا خائفة على الشيعة العرب لما وفرت الغطاء المكشوف لتنظيم القاعدة كي يفجر المزارات الشيعية في العراق. انظروا فقط إلى حزب الله كيف تحول من عنوان للبطولة والفداء إلى عنوان للخسة والدناءة، فأبطال الأمس يقادون اليوم كالعبيد إلى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ويقتلون…
الأربعاء ٢٢ مايو ٢٠١٣
كالعادة.. مشكلة مع المقاييس الدولية للعيش والتعاون في هذا الكوكب، كيف نسمح بدخول النساء ملاعب كرة القدم؟!، نضع في منتصف المدرجات كبائن للعائلات.. هذا أحد الاقتراحات المطروحة في الإعلام!. نغلق المدرج الخاص بالنساء بزجاج معالج وننقل لهن أحداث المباراة عبر دائرة تلفزيونية.. هذا اقتراح من عندي!. ** الله أكبر.. وأخيرا تحقق الحلم السعودي القديم، وأعلنت هيئة المدن الصناعية والمناطق التقنية عن إنشاء 13 مدينة صناعية للنساء في عام 2020 توجد فيها مطاعم ومساجد وأندية صحية، هذا الحلم الذي تجسد في خيالات كثيرة حول تأسيس مدينة تنقسم إلى نصف رجالي ونصف نسائي قد يتحقق اليوم من خلال مدن صناعية لا يوجد فيها أي رجل سوى في محطات التنقل بين أجزاء المدينة، أما عمليات الرجال الذين يمكن أن يدخلوا تلبية للصيانة أو الإنقاذ، فمن غير الواضح ما إذا كان سيحفر لهم نفق لا يرون من خلاله النساء، كما حدث في جامعة نورة، أم سيتم إنزالهم بالبراشوت ثم التقاطهم عن طريق الهيلوكبتر عند انتهاء المهمة!. بالطبع، ستكون على تخوم هذه المدن الصناعية النسائية مدن صناعية للرجال، فليس من المعقول أن تذهب النساء للمصانع، بينما يبقى الرجال يشاهدون برنامج (صباح السعودية)، وفي المنتصف بين مدن الرجال والنساء يكون لحضانات الأطفال وملاعبهم، أما التواصل بين الزوج والزوجة، فيمكن أن يكون بالواتس أب، بشرط أن لا…
الأحد ١٩ مايو ٢٠١٣
بالأمس، كتب الزميل جمال خاشقجي مقالا بديعا بمناسبة الذكرى العاشرة على تفجيرات المحيا والحمراء في الرياض، قال زميلنا أبو صلاح في هذه المقالة كل الحكاية (من طقطق حتى سلام عليكم)!.. كانت صور الموت والدمار تتداخل مع وعود الإصلاح والانفتاح، ودائما دائما التاريخ يعيد نفسه، أصلا التاريخ لو لم يكن يعيد نفسه لمن لم يقرأه جيدا لما اكتسب قيمته عند من يقرأه ويستلهم عبره!. نعم، مرت عشر سنوات على ظهور الشبح الرهيب الذي يسمى (الفئة الضالة).. أشعلنا الشموع وطوقنا قالب الحلوى بحزام ناسف، كان الشبح في لحظة ظهوره السوداء يبلغ العشرين من العمر، حيث ولد في جبال أفغانستان، وترعرع في سهول البوسنة، واشتدت سواعده في صحاري الصومال، وفي لحظة غير متوقعة عاد ليضرب الديار والأهل، فارتفع صوت الرصاص في الحارات الآمنة، وفقد أطفال كثيرون آباءهم، وأصبح المستقبل يتأرجح على كف عفريت مجهول الهوية والعنوان. وبفضل من الله أولا وأخيرا، ثم بفضل حكمة قيادتنا وتضحيات رجال الأمن، نستطيع أن نقول بأننا نجحنا في صد غزوة الفئة الضالة، ولكننا لا نستطيع أن ندعي أبدا أننا قضينا على الإرهاب!، المسالة لا تتعلق بالحلول الأمنية الحاسمة فقط، فقد أشار الزميل جمال خاشقجي في مقاله إلى خطة الإصلاح الحكومية التي لم تتحقق كما نريد، وخصوصا في مسائل مكافحة الفساد وهدر الأموال العامة وتعثر المشاريع ومواجهة مشكلات…
السبت ١١ مايو ٢٠١٣
كيف يحول المسؤولون المهملون والموظفون النائمون أي إنجاز حضاري إلى عقدة مستعصية ؟، الأمثلة في هذا المضمار المحفور كثيرة ومتنوعة، حيث يمكن استعراض العديد من المشاريع التي كلفت خزينة الدولة المليارات، وأشرفت على بنائها كبرى الشركات العالمية، ولكن المسؤولين الذين أداروها حولوها إلى قلاع بشعة للإهمال والبيروقراطية . جسر الملك فهد الذي يربط بين المنطقة الشرقية والبحرين كان إنجازا تاريخيا في وقته، أذكر أنني سافرت إلى البحرين بحرا في مركب كان يحمل إضافة إلى المسافرين أثاثا منزليا، وشحنة بطيخ، وكنا نسير بمحاذاة الجسر الذي لم يفتتح بعد، وكان الناس يتحدثون عنه كأسطورة سوف تغير طبيعة الحياة في البلدين. أما يوم الافتتاح فقد كان يوما وطنيا في البلدين الشقيقين، بل وفي سائر دول الخليج . اليوم أصبح المسافر يقضي ثلاث ساعات أو ربما أكثر كي يعبر هذا الجسر؛ أي أنه لو سافر سباحة لو صل قبل أصحاب السيارات العالقة على الجسر، والسبب بالطبع هو طريقة عمل الموظفين في الجسر، حيث الكسل و ( التمطط ) هو العنوان الأبرز في هذا المكان. فرغم وجود عدد هائل من البوابات التي بإمكانها تمرير هذا العدد الهائل من المسافرين وخصوصا في أوقات الذروة إلا أنه يتم الاكتفاء بفتح بوابتين أو ثلاث تتكدس أمامها السيارات في خطوط متعرجة، وتعيش فيها العائلات ساعات مملة ومزعجة داخل السيارات…
الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠١٣
قال رئيس هيئة مكافحة الفساد (نزاهة)، في تصريحات أمس في الجوف، إن رقابة الهيئة لا تقتصر على الجمعيات الخيرية، وأن هيئته لا تتراجع أمام المسؤولين الكبار، ولكنها تحتاج الأدلة والقرائن، ثم تحدث عن نية الهيئة افتتاح فروع نسائية لنزاهة، طبعا.. من لديه واسطة فليتقدم، فنحن اليوم أمام وزارة جديدة لا تراقبها (نزاهة) لأنها في الأساس (نزاهة)!. ** كان يا ما كان، ذهبت (نزاهة) كي تبحث عن كائنا من كان، فوجدت في طريقها السيد (فساد)، سألها : ما الذي جاء بك إلى هنا يا (نزوهة)؟، استحت أن ترد على رجل غريب، وقررت في المرة القادمة أن لا تذهب إلى أي مكان دون محرم!. ** لو كانت (نزاهة) أكلة شعبية تحتوي على كل البهارات التي نحب، فإنها سوف تصلنا محفوظة في قدر كبير قديم اسمه (فساد)، نغرف منها ما نشاء حتى تنتهي، ويبقى القدر الذي سوف يحتاج إلى تنظيف وتلميع قبل أن يحفظ أكلة أخرى. ** لو كان (فساد) جيب شاص يصعد الجبال ويخترق الأودية الوعرة، فإن (نزاهة) لن تستطيع قيادته بحكم العادات والتقاليد؛ لذلك فإنها سوف تستقدم سائقا أجنبيا يشرح لها فيما بعد معاناته أثناء محاولته إيقاف هذا الجيب الذي لا يحتوي على فرامل!. ** لو كانت نزاهة غرفة بيضاء فسيحة، فإن (فساد) سوف يكون الباب الحديدي المفتوح.. وهو باب رغم…
الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٣
بشار.. ها هي إسرائيل تضرب علنا ألويتك العسكرية وتدمر أسلحة حزب الله المرسلة من إيران، أين طائراتك المحملة بالبراميل كي ترد على هذا العدوان؟، أم أن هذه الطائرات مبرمجة فقط لقصف المدن السورية؟.. أين دباباتك التي دكت بيوت الأبرياء في حمص وحماة وحلب ودرعا وأدلب ودير الزور كي ترد على العدوان الصهيوني؟.. لا نريد منك أن تأمرها بالرد على العدوان، فأنت لست أهلا لذلك، فقط دعها (تتمركز) بالقرب من الجولان، حينها فقط يمكن أن نتأكد بأن بطشك وجبروتك يمكن أن يظهر على الأعادي مثلما يظهر على الأطفال والنساء من أبناء شعبك!. ** إيران التي تهدد بأنها سوف تمحو إسرائيل من الوجود لم تفعل شيئا أكثر من الكلام.. حين أدمت ذراعها القرصة الإسرائيلية القاسية لم تفعل أكثر من بيع الكلام: (التحركات المتهورة التي يقوم بها العدو الصهيوني ستقصر حياة هذا النظام الدمية)!.. كلام مجرد كلام.. لا يلغي أن إيران تقدم أكبر خدمة لإسرائيل من خلال دعمها الأعمى لديكتاتور مجرم مستعد أن يقتل ملايين الأبرياء كي يبقى في كرسي الحكم. ** حزب الله طبعا مشغول عن مقاومة إسرائيل بقتال إخوانه المسلمين في القصير!. ** بالقرب من الساحل السوري ارتكب بشار وأعوانه مجزرتهم المروعة، عشرات الأطفال والنساء الذين لا يمكن أن يكونوا عناصر في الجيش الحر ذبحوا بالسكاكين أو أعدموا رميا بالرصاص، قتلوا…
الأحد ٠٥ مايو ٢٠١٣
قطرة قطرة.. وهوووب.. فجأة يبدأ جنون المطر.. ينهمر السيل الغزير في كل الشوارع والممرات والبيوت والأودية، في كل مرة يتكرر الفيلم ذاته، مع تغيير بعض مشاهد الغرق بحكم تغير المكان: سبق أن حدثت الفصول المؤلمة ذاتها في جدة ورابغ وجيزان، وها هي تحدث اليوم في الشمال والجنوب والوسط وفي كل مكان، في كل مرة يذهب ضحايا أبرياء ــ نسأل الله أن يكتب لهم الرحمة والمغفرة، وفي كل مرة يأخذ المهمل والمتقاعس ــ مسؤولا كان أو مقاولا ــ فرصة جديدة لمعالجة الخطأ الذي يعد هو سببا أساسيا لحدوثة!.. بالطبع سيتكرر الفيلم ذاته، والبركة في المؤلف والمخرج!. ** قطرة قبل النوم: مليارات تنطحها مليارات خصصت للبنية التحتية في سائر أنحاء البلاد.. مشاريع وصور وتصريحات وخطط ودراسات ومؤتمرات ولجان.. أشياء ليس لها أول ولا آخر. وما إن يسقط المطر.. قطرة تتلوها قطرات.. حتى يجرف السيل ملفات المشاريع، وأشمغة وعقل المستشارين، وتصريحات المسؤولين، و(يقش معه) لوحات المقاولين وسيارات العابرين، ويختلط الداخلون بالخارجين، ويبقى السؤال المهم يلوح من خلف استغاثات الغرقى: أين ذهبت كل هذه المليارات!. ** بعد أن تنشف الثياب من البلل، تبقى الحقيقة الجافة التي لا نريد مواجهتها، وهي أن أمانات المدن وبلدياتها ــ بهياكلها الحالية ــ أخذت فرصتها الكافية والطويلة والمكلفة في معالجة تصريف السيول، ولكنها فشلت فشلا ذريعا في أغلب المناطق…
الأربعاء ٠١ مايو ٢٠١٣
حكمت المحكمة الجزائية في مكة المكرمة، أمس، بالسجن 48 ساعة على فتاة تلفظت على أعضاء هيئة الأمر المعروف، وقذفت أحدهم بحذائها، حين قاموا بإنزال شقيقها بالقوة من السيارة، طبعا قذف موظف والتفلظ عليه أثناء تأديته واجبه أمر غير مقبول، ولكن ما هو السبب الذي دفع الفتاة لقذفهم بالحذاء؟.. هنا تبدأ أحداث هذا الفيلم العجيب الذي دارت أحداثه قبل عام، وهو يدور في أروقة المحكمة منذ ذلك الوقت. الفتاة ــ بحسب الصحف الصادرة أمس ــ كانت ذاهبة بكل أمان وسلام لا لها ولا عليها مع أمها وشقيقها إلى حي (النكاسة)، ولكن السيارة التي يقودها شقيقها احتكت بسيارة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبناء على هذا الاحتكاك المروري اشتبه رجال الهيئة بوجود خلوة غير شرعية في الموضوع. بالمناسبة، هذا الشقيق سيئ الحظ الذي لم يجد من السيارات التي تسير في حي النكاسة سوى سيارة الهيئة ليحتك بها بسيارته تم توقيفه على ذمة القضية 49 يوما.. لماذا؟.. لا تعرف!. هل هذا التوقيف بسبب تهمة الخلوة التي اتضح بطلانها بمجرد ما أثبتت الفتاة أنه شقيقها، أم أن التوقيف بسبب احتكاكه بسيارة الهيئة؟، أم أنه شارك أخته في الهجوم بالأحذية على رجال الهيئة؟، ولكن لو كان فعل ذلك لصدر حكم عليه هو الآخر. أما الفتاة، فهي محظوظة جدا لأن الحكم بالأساس كان يقضي بجلدها…