السبت ١٧ مايو ٢٠١٤
ما أكثرها دروس الأخلاق من حولنا: المشكلة أن المعلم غالبا لا يطبقها فما بالك بالمتعلم. هذا يفسر الكثير من الأمور. رسائل الوعي يقتلها عناد الوعي. لا أحد مثلا يجهل خطورة التهور في القيادة، لكن من النادر أن تجد من يتصالح مع هذه الحقيقة وينسجم معها في سلوكه العام. العناد ضد ممارسة الوعي، يقابله شح شديد في الحزم والصرامة من أجل تطبيق القانون. يتحجج البعض بالقول إن طاقة المرور لا تسمح له بوضع دوريات سيارة وراجلة في كل شارع. المشكلة أن هذه وتلك يصاحبهما أمور مربكة: الشخص الذي ارتكب خطأ ضد أناس أثناء قيادته لسيارته، يتأفف عندما يخطئ عليه شخص أكثر رعونة منه. في المقابل، أنت ترى بعض المنتسبين لقطاعات المرور وسواه ممن يقودون سيارات حكومية، لا يختلفون عن الآخرين، أثناء قيادتهم السيارة. نسبة الذين يجهلون قواعد وأنظمة المرور قليلة جدا. النسبة الأكبر في المخالفات التي تحدث في الشارع هي نتاج تجاهل هذه القوانين. لاحظوا أننا نتحدث أيضا عن نخب اجتماعية: أكاديميين، أطباء، قادة رأي، طلاب جامعات، موظفين كبار في القطاعين العام والخاص. كل أولئك يمارسون خروقات ضد الوعي، وكلهم يزعم أنه يفعل هذا الأمر اضطرارا، إذ لا يملك خيارا سوى أن يكون جزءا من المخالفين. نموذج المرور ينسحب على كثير من أمورنا التي ترتبط بالوعي وبالفعل المضاد للوعي. هذه المقالة…
الإثنين ١٢ مايو ٢٠١٤
هناك 11 ألف طالب وطالبة سيتم الاحتفاء بتخرجهم في الولايات المتحدة خلال هذا الشهر ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. الحفل يقام في الفترة من 24 إلى 27 حزيران (يونيو) ويشهده وزير التعليم العالي، وسيواكب المناسبة معرض للتوظيف. هذه الدفعة من الخريجين والخريجات ستسهم في سد النقص الموجود حاليا، خاصة في التخصصات الطبية بمختلف مجالاتها. لقد سعدت كثيرا وأنا أقرأ تصريح الدكتورة سمر السقاف رئيسة البرامج الطبية في الملحقية السعودية في أمريكا لصحيفة "المدينة" أمس، التي كشفت ارتفاع عدد الخريجين السعوديين والسعوديات "من الأطباء والصيادلة والممرضين والمتخصصين في التقنيات الطبية من برامج الزمالة والبرامج الأكاديمية الأمريكية". وهي تشير إلى أن الخريجين حصدوا شهاداتهم وخبراتهم من أقوى 100 جامعة على مستوى العالم. هذه الأخبار المبهجة هي الرد العملي على أولئك المرجفين، الذين لا هم لهم سوى تصيد كل سلبي وإشاعة الإحباط من حولهم .. أهلا بأبنائنا وبناتنا العائدين من أمريكا وهم يحملون أعلى الشهادات وأميزها. المصدر: الإقتصادية
الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠١٤
في مقالته أمس، قال الدكتور توفيق السيف: "إصدار قانون حماية الوحدة الوطنية أصبح ضرورة، كي نحمي أنفسنا وأبناءنا ومستقبلنا من تجار الكراهية هؤلاء". لقد كان مجتمعنا ولا يزال، تغلب عليه المراعاة واللياقة، التي تفرض قدرا كبيرا من الاحترام للإنسان، أيا كان لونه أو جنسه أو رؤيته. إن الانتقائية في ممارسة الكراهية تفضي إلى إقصاء ينقلنا إلى إقصاء آخر. وأججت وسائل التواصل الاجتماعي بعض النعرات التي أصبح من اللازم تهذيبها. لم يعد من المسوغ أن يظهر مقطع يوجه الإهانة لشخص بسبب لونه سواء تلميحا أو تصريحا. ولم يعد من المجدي السماح لشخص يسيء إلى لاعب بسبب طائفته. هذه النماذج وسواها، من الأمور التي تؤسس للكراهية، لا بد أن تتسامى المجتمعات العربية ومن ضمنها مجتمعنا عنها. نعم نحتاج إلى قانون ضد الكراهية، وهذا القانون ينبغي أن يتبنى وضع تصوراته مركز الحوار الوطني وجمعية وهيئة حقوق الإنسان ومجلس الشورى. هذه المبادرات صمام أمان تعلي قيمة إنسان هذه الأرض الذي اختار أن يكون ولاؤه لله ثم للوطن والقيادة، لكنه لم يختر اسمه ولا لونه ولا المنطقة أو الطائفة التي ينتمي إليها. المصدر: الإقتصادية
الإثنين ٠٥ مايو ٢٠١٤
عندما أجد منشأة حكومية تحقق إنجازا وتترك أثرا، أتأمل في قائدها. القائد في أي منشأة هو المحرك. هذا الأمر يمكن أن نلاحظه من خلال نشاط هذه الوزارة أو تلك. أحيانا تكون صورة وزارة ما ترتبط في الذهن بالبطء والضبابية. لكن هذه الصورة سرعان ما تتغير بتغير الوزير. الحقيقة أنني لا أنظر إلى هذه المسألة باعتبارها مسألة إيجابية، بل أعتبرها من ملامح الخلل الإداري الذي يحتاج إلى علاج. إن الوزارة أو الإدارة عندما تخضع للسمات الشخصية للمسؤول عنها، تتأثر بتغيير المسؤول سلبا وإيجابا بشكل كبير. لا يمكن إنكار أهمية السمات والمهارات الشخصية لرب العمل، لكن من الضروري أن تكون هناك ضوابط تحمي العمل من التراجع. هناك مشروعات تتوقف في بعض المنشآت لأن الوزير قد لا يراها جيدة. رغم أن هذه المشاريع معتمدة وسبق إقرارها من الوزير أو المسؤول الذي قبله. عندما تتأمل في حال بعض المنشآت، تشعر بألم شديد، لأن بعض المشروعات تعثرت ستة أعوام أو أكثر، ليس بسبب عدم وجود اعتمادات، بل لأن أولويات الوزير الجديد تغيرت. نحتاج إلى رقابة تحمي الاستراتيجيات الحكومية من الاجتهادات، مع إتاحة مرونة تسهم في إثراء هذه المشروعات لا إيقافها أو إلغائها. المصدر: الاقتصادية
السبت ٢٦ أبريل ٢٠١٤
طلبت مني ابنتي أن أحضر لها كمامات من الصيدلية. رغم يقيني أن الأمر لا يحتاج، إلا أنني فعلت. قال لي الصيدلي الذي كان يبرر الزيادة المفاجئة في أسعار الكمامات والمطهرات بمختلف أنواعها: زاد الطلب فارتفع السعر. دخلت أحد المستشفيات الخاصة، وشاهدت عددا محدودا من المراجعين يضع كمامة. أجزم أننا لسنا بحاجة إلى هذه الكمامات، قدر حاجتنا إلى مزيد من التوعية حول "كورونا". من المؤكد أن الكل يتلقى أخبار إصابات "كورونا"، لكن تبقى التوعية أقل كما ونوعا. ومن الضروري أن تكون هناك كفاءة في إيصال المعلومة، حول ما هية هذا الفيروس. إن تضخيم المخاوف من "كورونا" ناتج عن الجهل بها وعدم معرفة كيفية مواجهتها. وفي فترة سابقة مارست وزارة الصحة بطئا في التفاعل مع الأمر، والتقليل من مخاطره ـــ وهي محقة ربما ــــ لكنها لم تتمكن من كبح جماح الشائعات بإدارة الأزمة من خلال معلومات واضحة وعبر وسائل مختلفة، بما في ذلك المساجد. فلم يحدث مثلا أن شارك منبر المسجد في تقديم معلومات عن "كورونا" وكيفية التعامل معها. لم يقل إمام مسجد مثلا للمصلين إن الله سبحانه وتعالى قد رفع الحرج عن المزكوم وبالتالي ليس مجبرا على الحضور لصلاة الجماعة. الأمر نفسه يتعلق ببيئات العمل، إذ يندر أن تجد من يقتنع أن الإنفلونزا عندما تصل إلى مستوى معين مبرر يستحق الراحة…
الأربعاء ٢٣ أبريل ٢٠١٤
سعدت أمس بدعوة من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. كانت فرصة لنزهة في مركز أبحاث، وأنا أصر أنها كانت نزهة لأنني قضيت هناك نحو ثلاث ساعات، وبدا الأمر كما لو كان دقائقَ محدودة. كانت عيناي تجول في أقسام المكتبة والمخطوطات والترجمات.. إلخ. سمعت ورأيت ما يثلج الصدر حول الإمكانات المتاحة والجهود التي يتم تقديمها للباحثين من داخل السعودية وخارجها. مقتنيات المركز من الأوعية الثقافية تزيد بهجة الإنسان وفخره. الوعود التي تستشرف المستقبل، كانت أيضا من الأمور الجميلة. الجهد في مجال المخطوطات والحصول عليها أو على الأقل اقتناء مصورات منها من مختلف أرجاء العالم أمر رائع. سمعت حكايات رائعة حول هذا الجهد الذي يمتد لسنوات، وهو جهود دؤوب يصل إلى درجة إرسال فرق للنسخ والفهرسة من هذه المكتبة أو ذلك المتحف. ثمة جهد آخر لا يقل أهمية يتعلق بتوثيق الرسائل العلمية في مختلف أرجاء العالم. على جدران المركز كنت أتمثل من خلال اللوحات الفنية ولوحات الخطوط العربية وسواها من مقتنيات قصة هذا المركز الذي أصبح في الثلاثين من العمر. في ختام هذه الجولة كان هناك جلسة قصيرة مع الأمير فيصل بن سعود بن عبد المحسن مدير إدارة الشؤون الثقافية والأمير خالد بن سعود الفيصل مدير إدارة الشراكات والعلاقات الخارجية. هذه الوجوه الشابة تحمل رؤى وحماسا يعطي مؤشرات وآفاقا إيجابية. وأنا…
السبت ١٩ أبريل ٢٠١٤
لن تنسى الرياض للأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أنه كان صاحب المبادرة الأكثر تأثيرا في تطوير الرياض من خلال إنشاء الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض. هذه المنشأة تعمل بدأب وصمت، وهي تضطلع بمهام كبيرة، ليس أولها مشروع القطار. كانت الهيئة ولا تزال صاحبة الرؤية المستقبلية. سعت بجهد كبير من أجل صياغة صورة رياض اليوم والغد. واستطاعت تدبير أمورها في ظل شح الميزانيات في سنوات مضت من خلال التقليص أو التأجيل أو التنفيذ المرحلي. جزء كبير من تاريخ الهيئة العليا لتطوير الرياض وتاريخ مدينة الرياض مرتبط بأداء الأمير سلمان المنضبط والصارم. لا يضاهي هيئة تطوير مدينة الرياض في التميز على مستوى المدن السعودية سوى الهيئة الملكية للجبيل وينبع. نشأت هيئات أخرى للتطوير في بعض المدن، لكنها لا تزال تحبو. الإثنين المقبل يفتتح الأمير تركي بن عبد الله نائب رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الملتقى الحضري الأول لمدينة الرياض. تأخذ الهيئة نسقا جادا ورصينا في منتجاتها، وترافقها خطوات إعلامية متزنة. بورك الجهد. المصدر: الإقتصادية
السبت ٠٥ أبريل ٢٠١٤
هل تتوقع ــــ في أقصى حالات المثالية ــــ أن يشتمك إنسان، ثم تحسن إليه؟! هذا الفعل الملائكي؛ يندر أن تجده في الواقع، وإن وجدته فستجده في ثنايا كتب وحكايات النوادر والطرائف التي يتم نقلها عن الحكماء، ويتم الاستشهاد بها على الحلم ورجاحة العقل التي تتجاوز طاقة معظم البشر. الأمر يحتاج إلى أن تتوكأ على الحصافة والسمو والنبل، واستحضار أقصى درجات الرصانة، إذ من اللؤم أن تكون ناكرا لكل جميل، جائرا على الناس من حولك ثم تطالب بأن تنال حقا لك في الشارع أو سواه. كي تحصل على هذا الحق، عليك في المقابل أن تمنح سواك حقه. إن حالة التجاوز والتطاول التي تتلبس بعض الناس تبقى مسألة محيرة، ولا تتسق مع صفات العربي الأصيل والمسلم النبيل الذي يؤمن أن جزاء الإحسان هو الإحسان. إن الوعي يتعرض للاغتيال، والمحاكاة مع الأسف حاليا تتم بالقول والفعل لبعض من يمارسون الجور، وهذه من عجائب هذا الوقت، إذ ما المغري في تقليد لئيم سيء اللفظ والفعل. لقد عززت مواقع التواصل الاجتماعي للإنسان فرص التعبير والكلام، لكن البعض يحتاج إلى ثقافة الإنصات والإنصاف وعدم الجور أو الكذب والتجاوز على الكبار واستضعاف الصغار واحتقارهم. حتى في أقصى حالات الخلاف والاختلاف؛ هناك مساحة يمكنك فيها أن تكون راقيا ورحيما وكريما ونبيلا؛ فلماذا يترفع البعض عن هذا السلوك الجميل؟!…
الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠١٤
أعجبتني عبارة الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم خلال الاحتفاء بجائزة الملك فيصل العالمية. قال الأمير: «إن السعودية تعيش حراك تنمية وثقافة، لا حراك ميليشيات وحرب». وهذا أمر حقيقي، ولكن ثمة من يحاولون إشاعة فكرة اليوتوبيا عن مجتمعنا؛ ثم يعمدون إلى تكثيف السلبيات والسعي لاستخدامها مادة للتحريض والتهييج. هذا السياق بدأ يتشكل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأصبح النأي عن فخ هذا التهييج أمرا وقرارا يتعلق بالإنسان. هنا لا بد من الإشارة والتنويه إلى أن شباب وبنات الوطن أصبح لديهم من الوعي والإدراك ما يجعلهم يقرؤون الصورة بشكل حصيف، وبالتالي تتحول الأصوات الموتورة إلى مادة للتندر والتسلية. إن الحراك السعودي الواعي، هو حراك حقيقي، يلتف بكامله من أجل الوطن والإنسان والقيادة. وهذا الفعل الجمعي الطبيعي، أحد الأمور التي لا تسر العدو. إن الرهان على الوعي وعلى روح المواطنة الحقة، مسألة لا يمكن أن تقترن بفوائد فردية، إذ هي صمام أمان يفضي إلى تحقيق معادلة الاستقرار والتنمية. هذه المعادلة التي جعلت السعودية - وإن تعامى البعض عن هذه الحقيقة - أحد خيارات الاستثمار الآمنة إقليميا ودوليا. ووسط كل هذا؛ كان لا بد لبعض الأصوات الانتهازية أن تسعى لاستغلال قضايا عادية من أجل تحويلها إلى قضية رأي عام. لا نختلف حتما في أهمية أن تعلو الأصوات ضد أي مظهر سلبي؛ لكن مع استحضار…
الأربعاء ٢٦ مارس ٢٠١٤
وفق تقرير نشرته «عرب نيوز" أمس هناك مليون ونصف مليون فتاة في السعودية تجاوزن سن الـ 30 دون زواج. الإحصائية تعود إلى 2011. والرقم سيصل في 2015 إلى أربعة ملايين. هذا الأمر يقابله عزوف من قبل الشباب عن الزواج لأسباب عدة، بعضها مفهوم، والبعض الآخر غير مفهوم. عدد من الدراسات الاجتماعية أكدت أن أحد ضرائب المعاصرة تأخير سن الزواج. وبالتالي لم يعد المجتمع يقلق كما كان الحال سابقا إذا ما تقدم سن الشاب والفتاة دون زواج. تشجيع الشباب والفتيات على الزواج قبل سن الـ 30، يتطلب جملة من المحفزات الرسمية والاجتماعية. فعلى الصعيد الرسمي؛ لا بد أن تواصل وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل جهودهما من أجل الحد من نسب بطالة الشباب والفتيات. وعلى الصعيد الاجتماعي من الضروري أن يكون هناك سعي للحد من غلاء المهور والإسراف في حفلات الزواج وغيرها من مظاهر البذخ التي تزيد من ظاهرة العزوف عن الزواج. إن وجود أربعة ملايين فتاة غير متزوجة في 2015 مسألة تستحق أن توليها وزارة الشؤون الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المعنية بهذا الأمر الاهتمام اللائق بها. المصدر: الاقتصادية
الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠١٤
شاركت معلقا في إحدى المناسبات على قضايا تخص الإعلام المحلي. وأثناء المداخلات، تحدث أحد الأفاضل حول مسائل علمية ودينية، وكان يستفسر مني بشأنها، فقلت له إنني أفضل أن أتحدث عما أعرف ولا أجتهد فيما لا أعرف. بعد اللقاء قال صديق إن الاعتذار بعدم المعرفة أمر يقلل قدر الإنسان. قلت له: رأيي أن الخوض فيما يجهل المرء قلة العقل. أكــــــثر معانـــــــاة يواجهها الإعلامي: إغراء الكلام. تتصل قناة تلفزيونية لتطلب التعليق على سوق الأسهم، وعندما أجيب المتصل أنني لا أتقن الكلام في الأسهم يستغرب. ومع ذلك يتكرر الاتصال من فترة إلى أخرى. هو عادة يتعامل مع قائمة هاتفية، وغالبا لا يعي أي تفاصيل أخرى. تتصل قناة أخرى لتقول الفتاة على الطرف الآخر: كتبت اليوم مقالة عن موضوع كذا ونريد تعليقك عليه. قلت لها: أظنك أخطأت، أنا لم أكتب هذا، لكنني وضعت رابطا لمقالة الكاتب عبر “تويتر”. تشعر بقليل من الحرج، لكنها تكمل: طيب، نحن نريدك أن تتحدث معنا، فما الأشياء التي تحب الحديث عنها؟ قلت لها: لا شيء. كثرة الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية أصبحت تؤسس لفكرة الجاهل الذي يتحدث في كل شيء وفي أي شيء. وإذا تأملت في حال بعض البرامج عندنا تكتشف أنها لا تخرج عن مدار شلة تلتقي لتتحدث في شأن معين. تتغير أسماء البرامج ومجالاتها، لكن يبقى من حقك…
الإثنين ٢٤ فبراير ٢٠١٤
إصرار البعض على تصوير حالات الإرهاب التي يمارسها بعض المجرمين في العوامية على أنه فعل بطولي، يعكس جورا وانحيازا لهوى نفس. هم يبحثون في هؤلاء الأغرار عن أبطال. لكن ما البطولة في أن يحمل شخص سلاحا ويروع به الآخرين؟! لا أحد يقر مثل هذا التعدي والإرهاب، سواء كان مكانه في العوامية أو الرياض. وسواء كان مرتكبه سنيا أو شيعيا. بل إن كل الأمم المتحضرة، تعتبر كل من يحمل سلاحا ويشهره في وجوه الناس مصدر تهديد للأمن، ويتم التعامل معه وفق هذا المنظور. إن البعض يريد أن تكون العوامية جسرا لإذكاء الفتنة وضخ الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد. لكن هذا العناق بين الشمال والجنوب، بين الشرق والغرب، أكبر وأعمق من أن تؤثر فيه مثل هذه المحاولات. إن من المهم، ونحن نتأمل في هذه الحادثة وما سبقها من حوادث، أن نعيد التأكيد على أن هذه الأطراف المتآلفة، لا يمكن أبدا أن يؤثر فيها أغرار من هذه الجهة أو تلك. إن القيمة العليا التي تعلو دوما هي قيمة الوطن، وقيمة الإنسان وأمنه وسلامته. وهذا الأمر يتعزز يوما بعد يوم، من خلال النظر في حال المجتمعات التي أثخنتها الفتن. هذا الدرس، يعزز الحاجة إلى أصوات العقل والعقلاء. إن التطرف والتطرف المضاد، مرض عضال، لا يمكن إطفاء غلوائه، إلا بالتضافر من أجل محاربة أطرافه كافة.…