الخميس ١٤ أبريل ٢٠٢٢
من الطبيعي أن يهتم الشارع المحلي بما يطرح على الشاشة في شهر رمضان الكريم، وأن تتجه البوصلة إلى المسلسلات الإماراتية باعتبار أنه من المفترض أن تكون لسان حال المجتمع، تطرح القضايا المحلية وتسلط الضوء عليها، وتحاول إيصال رسالة للمشاهد بأسلوب كوميدي أو تراجيدي. شهدت الأيام الأخيرة جدلاً كبيراً حول المسلسلات المحلية، وحظيت مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة الأكبر في هذا الجدل ودارت نقاشات عن مضمون هذه المسلسلات وما تقدمه للجمهور، ودخل أحد الفنانين على الخط مدافعاً وملقياً اللوم على القنوات المحلية التي لا تهتم بالأعمال الإماراتية، وأن الممثل الإماراتي مظلوم ولا يتحمل المسؤولية عن ذلك، بل يعتبر ضحية يحتاج الوقوف في صفه بدلاً من تحميله مسؤولية ضعف المسلسلات المحلية. بداية لنتفق أن إنتاج المسلسلات المحلية شحيح جداً على قنواتنا المحلية، ويتحمل ذلك عدد من مديري القنوات الفضائية الذين يقفون بالمرصاد لأغلب الأعمال باعتبار أنها أعمال لا تجذب المعلن ولا تقدم المردود المالي المطلوب، بينما على النقيض من ذلك تُفتح الأبواب لشركات الإنتاج غير المحلية، يقدمون لها أفضل العروض وأعلى الميزانيات، ليجد المنتج الإماراتي نفسه بين نار تقليص الميزانية واضطراره للاستعانة بأضعف الممثلين أو الجلوس دون عمل. تعاني الدراما الإماراتية من أزمة نص واضحة واقتصار التأليف على شخصيات معدودة أضف إلى ذلك تعاني الدراما الإماراتية من أزمة نص واضحة واقتصار التأليف على…
الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠٢٠
كان استقبالاً مهيباً يليق بالصقور المخلصين من جنود الوطن الذين أنهوا مهامهم القتالية والإنسانية في اليمن، جاء هذا الاستقبال من قبل أصحاب السمو الشيوخ تقديراً لتضحياتهم وشكراً على جهودهم التي بذلوها لأكثر من أربع سنواتٍ متواصلة، ضحوا فيها بالغالي والنفيس من أجل الوطن وتلبية لأوامر قيادة دولة الإمارات. لم تكن المهمة سهلة، ولم تكن مفروشة بالورود كما تصور البعض، إنما كانت مهمة صعبة تعاضد وتفانى فيها الكبير والصغير من أجل نجاح هذه المهمة البطولية، فكتب الله الشهادة لعدد من جنودنا البواسل، وأصيب عدد آخر بإصابات بليغة، واستمر جنود الوطن في القتال والاستمرار بالعزيمة نفسها لتحقيق ما تنشده قيادة التحالف في نصرة المظلومين والقضاء على بؤرة الفتنة في اليمن الشقيق. انخرطت القوات الإماراتية برفقة قوات التحالف لدحر بؤر الفتنة والإرهاب، فاستطاعت أن تطهر أغلب المناطق اليمنية، وسعت بكل ما أوتيت من حكمة لإحلال السلام، وعمدت إلى إرساء الأمن والاستقرار فيها لتفتح نافذة مشرقة في المناطق المحررة. كانت مهمة إنسانية لا غبار عليها إلا عند أولئك الحاقدين الذين بانت سواءاتهم وهم يكذبون ويفترون ويكيدون ويحيكون المؤامرة تلو الأخرى ضد قوات التحالف، فالمشروعات تتحدث عما قام به أبناء الإمارات من جهود في إعادة الإعمار واستقرار المواطنين اليمنيين، فقد شيدت المدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء، وقدمت المساعدات الإنسانية التي لا تُعد ولا تُحصى من أجل…
الثلاثاء ٠٣ ديسمبر ٢٠١٩
تتكرر ذكرى قيام الاتحاد في الثاني من ديسمبر من كل عام، نحتفل فيها في الدولة وخارجها، نستعرض فيها الإنجازات، وأفعال أبناء الإمارات المخلصين، نتذكر كيف بدأت الفكرة بين المغفور لهما بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وكيف تحول الحلم إلى حقيقة واقعة، باتت يضرب بها الوصف في الوحدة الحقيقية التي تعبّر عن ارتباط الإمارات السبع تحت راية واحدة. ثمانية وأربعون عاماً مرت على قيام دولة الإمارات، بتنا ننافس فيها أكثر الدول تقدماً، من خلال البنى التحتية المتطورة، والخدمات المتقدمة، والحكومة الذكية، والمشروعات التي تخدم المواطن والمقيم، وباتت تتجه أنظارنا إلى أبعد من ذلك بكثير في مجالات الصحة والعلوم والتكنولوجيا والفضاء. عندما نستعرض الإنجازات لا يعني ذلك أن نتغاضى عن السلبيات الموجودة، ولا أن نغمض أعيننا عن القصور في قطاعات وخدمات معينة، لذا نجد الحكومة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تتصدى بحزم للجهات التي ثبت تقصيرها، ولا تتوانى عن إعلان الخدمة الأسوأ، في شفافية واضحة، ليست الغاية منها التشهير بقدر ما هي رسالة للمقصرين ليعلموا جيداً أن الدولة لا تقبل بأي خدمات غير مقبولة، ولا يوجد فيها مكان للمقصرين والمتخاذلين. الشفافية التي تمارسها حكومة دولة الإمارات أمر إيجابي يبعث على التفاؤل، وإن اعتراف الحكومة بقصور في ملف التوطين…
الثلاثاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٨
بات واضحاً للعيان وبما لا يدع مجالاً للشك وجود مؤامرة على المملكة العربية السعودية في ما يتعلق بقضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، إذ إن التناول الغريب للإعلام الغربي والإخواني لهذا الموضوع فاق كل الوصف والتصورات، وبطريقة غير موضوعية هدفها الأول والأخير النيل من الشقيقة الكبرى. تضخيم إعلامي لا يقبله منطق، صاحبه افتراءات مجنونة تتعلق بفرضيات مثل التي تحدث في أفلام الجريمة والخيال العلمي، وانتهاك لخصوصيات أشخاص لا شأن لهم بالقضية، تم نشر صورهم على أساس تورطهم في قضية خاشقجي. وسائل إعلام رسمية وغير رسمية، أثبتت أنها لا تعرف شيئاً عن المهنية الإعلامية، فتلطخت سمعتها من جراء الكذب والتدليس، واختلاق قصص تُصور المملكة العربية السعودية على أنها صاحب اليد المتلطخة بالدماء التي تفتك بكل من تسوّل له نفسه الاختلاف مع سياستها الداخلية والخارجية. هناك الكثير من المعارضين للنظام السعودي، فلماذا خاشقجي على وجه التحديد الذي ستتخلص منه بينما ستترك المعارضين الذين استمروا لسنوات طويلة في انتقادها، ولماذا هذا الاستنفار العجيب لتسييس القضية وتدويلها وجعلها محور الكون الذي لن يعتدل إلا بكشف خيوطها المخفية. عندما نطرح هذه التساؤلات فإنها بشكل أو بآخر تشير إلى الأهداف الخبيثة التي يسعى لها بعض الأطراف لتقويض دور المملكة في العالمين العربي والغربي، والعمل على تخفيف الضغط على العقوبات الأميركية على إيران، والانتقام من الوقفة الحازمة لها…
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٨
كنت مرافقاً لوالدي في رحلة علاج إلى الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة الأخيرة، وما رأيته من اهتمام الدولة بالمواطن الإماراتي يستحق كل الإشادة والتقدير، بدايةً من اللجنة الطبية وانتهاءً بالمكتب الصحي في العاصمة الأميركية واشنطن. لم تستغرق عملية الموافقة على العلاج في الخارج سوى يومين فقط، تمت خلالهما الإجراءات والتحضير للسفر بسهولة تامة من خلال حجز المواعيد الطبية وتذاكر السفر على درجة رجال الأعمال. يرى المواطن الاهتمام من قبل العاملين في المكتب الصحي منذ يوم وصوله، إذ لا تتوقف الاتصالات عن السؤال والاطمئنان عليه، وتوفير بطاقة بنكية يتم فيها إيداع مصروف الجيب للمريض والمرافقين، ثم يتم العلاج في أفضل المستشفيات التي تزخر بأكثر الأطباء خبرة في تخصصاتهم. التقيت بالكثير من المرضى الذين يتلقون العلاج هناك، البعض منهم أكمل أكثر من سنة بعد زراعة الرئة، وآخر تم زراعة الكبد له، وهناك من قضى أشهراً عدة يتلقى العناية الطبية من أمراض مختلفة، وغيرهم الكثير ممن حضروا للفحوص والتأهيل الطبي وإجراء العمليات المعقدة. زاد فخري بما تقدمه الدولة للمواطن، فدولة الإمارات من الدول القليلة جداً التي تدفع هذه المبالغ الطائلة لعلاج المواطنين، وازددت يقيناً بأن الدولة لا يمكن أن تبخل على المواطن بأي شيء، فصحة المواطن وحياته لا تقدران بثمن لدى حكومة دولة الإمارات. هناك الكثير من الدول التي تملك الثروات الهائلة، لكنها…
الثلاثاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٨
«مفاتيح للخير ومغاليق للخير»، هكذا يصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أنواع المسؤولين في تغريدة كتبها على موقع «تويتر»، قبل أيام عدة، وهي بلاشك واقع ملموس يراه الشيخ محمد من خلال تعامله مع المسؤولين واستماعه لكل ما يتعلق بالمواطن والمقيم في شؤون الحياة كافة. المسؤولون من نوعية مغاليق للخير باتوا يتناقصون في الفترة الأخيرة، وأصبحوا معرّضين للانقراض بسبب سياسة المحاسبة التي يتّبعها الشيخ محمد في إدارته، فلا مكان فيها لمن يتلذذ بتعطيل مصالح الناس، ومن يعتقد أن أهمية منصبه في كثرة المراجعين الذين يتوافدون على مكتبه لينجز معاملاتهم، فتأخذه العزة بالغرور كما أخذت الكثيرين غيره. هذه النوعية نفسها لا تريد الخير إلا لها وللحاشية المحيطة بها، فيعمد المسؤول من هذا النوع إلى تعقيد الإجراءات والتضييق على الناس بفرض أمور إدارية تعسفية ما أنزل الله بها من سلطان، قد تشمل الموظف والمتعامل في آنٍ واحد، لكونها متلازمة مرضية في نفسه لا ينفع معها لا علاج ولا دواء، فيكون الحل في نهاية المطاف في العزل أو الإحالة إلى التقاعد. في حياتنا نلتقي بعشرات وربما مئات المديرين والمسؤولين، قد يتعامل الواحد منا معهم مرات عدة، ليعرف من أي نوع هذا المدير أو غيره، وهناك من لم نتعامل معهم ولكن سمعنا الكثير عنهم، سواء كان كلاماً طيباً أو غير…
الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٨
يمكنك خداع الناس لبعض الوقت، لكنك لا تستطيع خداعهم طوال الوقت، تذكرتُ هذه المقولة عندما قرأتُ عن عشرات الشهادات الجامعية والماجستير والدكتوراه التي اتضح أنها شهادات مضروبة ومزورة، فهناك من حصل عليها لزوم البرستيج والمكانة الاجتماعية و(شوفوني أنا دكتور)، مع أنه على الأغلب لا يعرف كوعه من بوعه في التخصص المكتوب على الشهادة، وغيرهم حصلوا عليها للعمل في أفضل الوظائف وبرواتب عالية. صحيفة نيويورك تايمز كشفت قبل ثلاث سنوات عن شركة متخصصة في بيع الشهادات المزورة بقيادة شخص باكستاني الجنسية يدعى شعيب أحمد شيخ، وبناءً على تلك المعلومات تم القبض عليه، ثم تمت إدانته الشهر الماضي في باكستان بتهم تتعلق بالشهادات المزورة والنصب والاحتيال، ونال حكماً بالسجن لمدة سبع سنوات. كنت أعتقد أن المشكلة بسيطة جداً وتعتبر حالات فردية، إلا أن أحد الأساتذة المتخصصين دأب منذ فترة على محاربة حملة هذه الشهادات المضروبة بالبحث عن مصدر تلك الشهادات، وهل تلك الجامعات موجودة فعلاً، وهل هناك من استفاد من تلك الشهادات ليتبوأ مناصب كبيرة هنا وهناك؟ الأستاذ المتخصص في كشف الشهادات المضروبة وجد عدداً كبيراً من هؤلاء المزورين يعملون في بنوك محلية وشركات خاصة وفي جامعات معروفة، بل يشغلون مناصب كبيرة بناءً على هذا الكذب والتدليس، وقد تبين أن أحد هؤلاء قد كتب في سيرته الذاتية أنه حصل على ثلاث شهادات…
الثلاثاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٨
«كثر شاكوك وقل شاكروك، فإما اعتدلت وإما اعتزلت»، قالها عمر بن عبدالعزيز في خطابه إلى والي الحجاز قبل قرون مضت، وفي السياق نفسه تأتي تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتحرك المياه الراكدة في الوزارات والمؤسسات الاتحادية. تغريدة الشيخ محمد، التي تحدث فيها عن مستوى الرضا الوظيفي وتدنيه في بعض الجهات، تعني ألا يقتصر التميز على الخدمات المقدمة إلى الجمهور فحسب، بل هناك الشريك الآخر في هذا التميز، المتمثل في الموظفين، ومتى ما كانت نسبة الرضا الوظيفي عالية، فإن ذلك يجعل بيئة العمل مشجعة على الإبداع والتميز، وما غير ذلك يجعلها مرتعاً للموظفين المحبطين. نسمع عن بعض الممارسات لشخصيات في مواقع رسمية، تبرع في «تطفيش» المواطنين، وتدفع بالعديد منهم إلى تقديم استقالاتهم، بسبب التعامل الفظ أو الاستعلائي، وعدم إعطاء الموظف أي فرصة للإبداع، وغياب الحوافز والترقيات، والتعاقد مع خبراء أجانب برواتب كبيرة، فيصير هؤلاء «الخبراء» أصحاب القرار، بمباركة وتخويل من تلك الشخصيات. هذه الشخصيات نفسها، لا تتوانى عن استخدام أسلوب التهديد للموظفين، فيقول بعضهم «الذي لا يعجبه المكان فليتقدم باستقالته غير مأسوف عليه». في الجهات التي يعمل بها مثل هؤلاء العديد من الشواغر الوظيفية، إلا أنهم لا يستثمرونها في تطوير رأس المال البشري المواطن، الذي يعد الثروة الحقيقية في…
الثلاثاء ٠٣ أبريل ٢٠١٨
من الطبيعي جداً أن تتفاوت وتختلف اهتمامات المواطنين، فما يهمني قد لا يهم غيري، وما يهم غيري قد لا يهمني إطلاقاً، لذلك يحاول المجلس الوطني الاتحادي من خلال لجانه المختلفة مناقشة القوانين والقضايا المختلفة، حسب الرؤية الخاصة للأعضاء التي قد تختلف من عضو لآخر. من يرد أن يذكر اسمه بالخير سيخلص في العمل، وسيبذل كل ما في وسعه لراحة المواطنين. وقد أثارت توصيات المجلس الوطني أخيراً جدلاً في وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من أنّ التوصيات كانت تشمل العديد من المحاور، إلا أنّ هناك من تجاهل جميع التوصيات وانتقد توصية واحدة على أساس أنها التوصية الوحيدة التي خرج بها المجلس، وهو أشبه بمن ترك كل النقاط الحسنة وركز على نقطة واحدة لا تعجبه. كان الاعتراض واضحاً من خلال الذين يعترضون دائماً على كل ما له علاقة بتعدد الزواج ودعم الزواج الثاني وزيادة منحة صندوق الزواج ومضاعفة علاوة الأبناء، بحجة أنّ هذه النقاط ليست ذات أهمية، بل إنهم يتمنون لو يتم منع الزواج الثاني وتعدد الزوجات بحجج واهية، ولو سلمنا جدلاً أن التوصية ليست ذات أهمية، فلا أعرف لماذا يتم تجاهل توصيات عديدة أخرى مثل تعديل قانون الأحوال الشخصية، وإنشاء مراكز للإصلاح والتوجيه الأسري في كل إمارة، وتسهيل الحصول على المساكن الحكومية للمقبلين على الزواج، وتقديم المساعدات الاجتماعية للخريجين العاطلين عن…
الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠١٨
نشرت إحدى السيدات، على وسائل التواصل الاجتماعي، تسجيلاً صوتياً تُبدي فيه تذمّرها من قيام سائق بالدخول مع طفلة إلى دورة مياه محطة الوقود، بينما ظلت الأم تنتظر في السيارة منشغلة باللعب بهاتفها المتحرك. قد تكون الأم تعاني مشكلة أو لديها إعاقة تمنعها من التوجه مع طفلتها، هذا الاحتمال وارد بكل تأكيد في هذه الحالة، ومع ذلك فليس من اللائق أن يدخل السائق مع الطفلة إلى دورة المياه، حتى لو افترضنا وجود ثقة لا متناهية بالسائق. ربّما يكون هذا الموقف العابر غير واضح، لا نعلم مدى دقته أو الظروف المحيطة به، إنما يجب أن نتذكر الكثير من الحوادث المقزّزة، التي حدثت جرّاء اعتماد الأهل على الخادمات، فما بالك بالسائقين الذين يتحلى بعضهم بثقافات مختلفة لا تعرف العيب ولا الحرام، وتحوّل بعضهم إلى ذئاب بشرية لا تعرف الرحمة! هناك إهمال غريب لا أجد له أي تفسير سوى اللامبالاة، وانعدام المسؤولية لدى عدد من الأمهات. الجهات المختصة بدأت بشكل مكثّف في توعية المجتمع، عن طريق وسائل الإعلام وبالأفلام القصيرة، إلا أن للبعض أذناً من طين وأخرى من عجين، لا تنفع معها حملة ولا أفلام ولا تأنيب ضمير. فلذات أكبادنا أمانة في أعناقنا، قد ننشغل في العمل، وفي متابعة شؤون الحياة، وقد يكون الإهمال من أحد الوالدين، إنما ليس ذلك بمبرر أن نكون ساهين…
الثلاثاء ٢٠ فبراير ٢٠١٨
قد يكون من حسن حظي أن أوجد طوال الفترة الماضية في مملكة البحرين، تعرفت فيها إلى عدد من الزملاء من الجنسيات الخليجية والعربية، المبتعثين إلى مملكة البحرين، أكثر من 90 طالباً نلتقي بشكل شبه يومي في أروقة الكلية، تجمعنا المحاضرات في تخصصات مختلفة، هدف كل واحد منا في نهاية السنة الدراسية أن يحصل على شهادة الماجستير. ألفة وصداقات تكونت بسرعة غريبة بين الزملاء، إلا أن هناك شيئاً مختلفاً يتعلق بالزميلين ياسر وعادل، إذ إنهما يتشابهان في الكثير من الصفات، ويختلفان في صفات أقل، كلاهما قصير القامة، وإن كان ياسر أطول من عادل بنحو ثلاثة سنتيمترات، إلا أن لحية الأخير أطول بـ10 سنتيمترات، أحدهما يتحدث قليلاً ويبتسم كثيراً، بينما الآخر أكثر مشاكسة وأقل هدوءاً من الأول. الأهم من هذا كله أن كليهما يحمل قلباً كبيراً وأخلاقاً رائعة، قلما تجد مثلها في هذه الأيام، ياسر على استعداد لمساعدة أي زميل يعاني مشكلة في الفهم والاستيعاب، لدرجة أنه فتح مجلس بيته من العصر وحتى ساعة متأخرة من الليل، لكل من استعصى عليه الفهم في إحدى المواد الدراسية، بينما لا يختلف عادل كثيراً عنه، فمن شدة حماسه وحبه لزملائه ينجز واجبات غيره من الطلبة، ويساعدهم في إعداد البحوث العلمية، إيماناً منه بأن سعادته لا تكتمل إلا بمساعدة غيره. يعتبر ياسر أحد المنافسين على المراكز…
الثلاثاء ٣٠ يناير ٢٠١٨
كنت لفترة من الزمن معجباً بقناة الجزيرة، عندما شاهدت برنامج الاتجاه المعاكس قبل سنوات طويلة، توهمت بأنها مساحة للرأي والرأي الآخر، اعتقدت أنّ ما يحدث في مثل هذا البرنامج ظاهرة صحية من شأنها الارتقاء بفكر الإنسان العربي على وجه الخصوص، وبما يبشر بإعلام مهني موضوعي يناقش الأفكار مهما اختلفت اتجاهاتها اليمينية واليسارية. ربما لم أكن الوحيد الذي كان منخدعاً في قناة الجزيرة وكل القنوات المشابهة لها، فهي بارعة في اللعب على وتر حرية الرأي والوقوف في صف الشعوب، تُوهم المشاهدين بأنها تسعى لرفاهية الشعوب وإبراز مشكلاتهم، تدعي الوقوف بموضوعية وأنها الباحثة عن الحقيقة أينما كانت. إنما الطامة عندما تكتشف أنّ كل ما ظهر من شعارات لم يكن إلا خدعة انطلت علينا بكل سهولة، فاكتشفنا بعدها كمية الكذب والخداع والتزييف، والضيوف المفبركين الذين يخدمون أجندة واحدة، بل المصيبة عندما يرتدي الضيف نفسه قناعاً تلو الآخر، تارة يكون معارضاً سورياً وفجأة يتحوّل إلى معارض سعودي، معتقدين أنّ المشاهدين ينسون بسرعة، ويسهل استغفالهم كما جرت العادة قبل سنوات. منذ ما يُسمى «بثورة الربيع العربي»، التي أعترف بأني كنت متعاطفاً معها كشفت قناة الجزيرة الوجه البشع لها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ظهر التحيز وبانت العورات، ووضحت الرؤية الخبيثة التي لطالما سعت لها من خلال التخريب والتحريض وبث الفتن، وتوجيه الرأي العام العربي…