الثلاثاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٧
لا أعتقد أن دول المقاطعة وغيرها ستأتي بأسماء من وحي الخيال لتضعها في قائمة الإرهاب، ولا يمكن لعاقل أن يتصور أن يتم وضع منظمةٍ ما في هذه اللائحة إلا لوجود أنشطة مريبة لها علاقات مباشرة بكل ما يتعلق بالإرهابيين ودعم الإرهاب. لن يكون هناك استقرار في المنطقة إلا بمحاربة الإرهاب. وعندما تعلن دول المقاطعة عن القائمة المتجددة فإني على ثقة تامة بأنها لا تحتمل أي خطأ، إذ يسبقها اتصالات وأدلة ومتابعات أمنية على أعلى مستوى لضمان ألا يتم ظلم أي شخص أو منظمة يرد اسمها في القائمة، إنما الغريب في أنه كلما خرجت قائمة جديدة للإرهاب نجد من يعلو صراخه ويدق برأسه قهراً في الجدران من حوله، وما هذا الصراخ إلا دليل على شدة الألم. المنظمات الإرهابية اتخذت أسماء عديدة في الفترة الأخيرة، وتخفت تحت مسميات عظيمة اكتشفنا لاحقاً أنها مُسيّرة لأهداف حزبية وقرارات تصب في اتجاه واحد يعتمد على مبدأ مصلحة الحزب فوق الجميع، وليت ذلك كان سياسياً فقط، بل المؤلم عندما تكون هذه المنظمات التي تأملنا فيها خيراً داعمة لكل أشكال الإرهاب وزعزعة الاستقرار في دول المنطقة. البعض لا يستوعب الفرق بين المقاومة والإرهاب، فمن يقاوم محتلاً اعتدى عليه واحتل أرضه فهذا حق مشروع لا غبار عليه، وأما من يترك عدوه الحقيقي ليهاجم الأبرياء فما هو إلا إرهابي…
الثلاثاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٧
منذ أن بدأت الأزمة الخليجية مع قطر لم يكفّ المرتزقة وغيرهم ممن لا يملكون أي ذمة أو ضمير عن اختلاق الأكاذيب عن دولة الإمارات، القناة الشهيرة التي فقدت مصداقيتها تبث يومياً برامج وتقارير لتشويه السمعة وبث الفرقة، ومنصات اجتماعية مدعومة مالياً من منظمات مشبوهة مستمرة في التلفيق، وصحف قطر تتفنن بحقارة في الإساءة بحجة الدفاع عن قطر. • كثرة البرامج المسيئة والأخبار المزيفة تجاه الدولة ورموزها لن تزيد الشعب الإماراتي إلا قرباً من القيادة الحكيمة. ويبدو واضحاً أن كل هذا لم يؤتِ ثماره كما تمناه المرتزقة، بل على العكس من ذلك، بات جلياً للكثير إفك هذه القنوات والمنصات الإعلامية، لأن كل ما تقوم به ليس سوى محاولة للانتقام، هي أشبه بمحاولة البائس الذي لا يملك أي خيار سوى الشتم وإسقاط الصفات الشنيعة على غيره ليُبرئ نفسه منها. وقد كانت الأخبار الأيام الماضية دليلاً واضحاً على التخبط والغباء الذي يعيشه البعض، إذ لا يمكن أن يصدق إماراتي أو خليجي أياً من هذه، ولكن يبدو أن من اختلق تلك الأخبار ثم روج لها لا يعلم اللحمة الوطنية بين أبناء الإمارات، ليس لديه أدنى فكرة عن أن البيت متوحد والمصير واحد، وأن اتحاد الإمارات بدأ ليستمر وليكون علامة فارقة على مستوى الوطن العربي والعالم بأسره. حقيقة، لا ألومهم ولا أستغرب كثيراً من تلك…
الثلاثاء ٠٨ أغسطس ٢٠١٧
هناك رابط عجيب بين مرتزقة قطر والأخبار الملفقة، ولا يأتي يوم دون أن ينعق أحدهم تجاه دولة الإمارات على وجه الخصوص، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسلم المملكة العربية السعودية والبحرين وجمهورية مصر من هذا الهراء. المثير والغريب أن أي حدث لا يسرّ آلة الإعلام القطرية لابد أن يتحول الموضوع إلى هجوم على العاصمة أبوظبي، فعندما يدلي يوسف العتيبة بتصريح يتعلق بالأزمة والأوضاع في الإمارات ومجلس التعاون الخليجي، يتم تحوير الكلام وتفسيره تفسيراً آخر ليتم فيه اتهام أبوظبي. تشارك الإمارات في عاصفة الحزم بقرار مشترك مع دول التحالف لإعادة الشرعية، فتظهر تقارير وبرامج صعلوكية تؤكد أن الحرب في اليمن تقف وراءها أطماع في ثروات وكنوز اليمن المدفونة في صحراء حضرموت! تقف الإمارات والمملكة العربية والسعودية والبحرين ومصر جنباً إلى جنب ضد الإرهاب، وضد ما تقوم به قطر مدعوماً بالأدلة والفيديوهات والوثائق التي لا تقبل أي شك، فيخرج المرتزقة أن كل ما يحدث لقطر تم بتخطيط من أبوظبي، وليس جراء تلطخ يد المسؤولين القطريين بدماء الأبرياء في ثورة الخريف العربي. ينتشر ذلك التسجيل المعيب الذي يتم التآمر فيه مع القذافي ضد الملك عبدالله، رحمه الله، فيخرج أحد «فناتك» الإعلام القطري أن التسجيل تم بالاتفاق مع الملك عبدالله، وأن أبوظبي سربت التسجيل بعد سقوط القذافي لتشويه سمعة قطر. لا أستبعد…
الأربعاء ٢٨ يونيو ٢٠١٧
جاءت الفرحة مختلفة في احتفال هذا العيد، اختلفت بشكل كبير عن فرحة الأعياد في السنوات الثلاث الماضية، كانت فرحة وطن وسعادة شعب، وتحول العيد إلى عيدين برؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال استقباله حكام الإمارات وأولياء العهود، بمناسبة عيد الفطر السعيد. تجلت مشاعر الحب في الكلمات والعبارات التي ظهرت بعفوية في وسائل التواصل الاجتماعي بين المواطنين والمقيمين، وانتشرت ابتسامة سموه ترافقها أجمل عبارات السعادة والتهنئة والفرحة، والدعاء بطول العمر لقائد المسيرة. لقد أثبت شعب الإمارات ولاءه ووفاءه وحبه لقادته كل هذه السنوات، يفرح معهم في أفراحهم، ويشاركهم في أحزانهم، مَثلُ شعب الإمارات مع قادته كمثل البنيان المرصوص في البيت المتوحد، علاقة حب وتقدير لم يستطع أن يزعزعها حاقد ولا حاسد ولا مرتزق، ولا قنوات الفتنة التي يغيظها هذا التلاحم. خلال السنوات الماضية، حاولوا بثّ الفرقة والفتنة، وإطلاق الشائعات المغرضة بحق قيادة الإمارات، وهذه الشائعات ما زادت شعب الإمارات إلا منعةً وقوة على قلب رجل واحد، وليعلم هؤلاء أن ثقتنا بقيادة الدولة مزروعة في جيناتنا الوراثية، ولا يمكن أن تكون محل اختبار تحت أي ظرف من الظروف، عاهدنا الله سابقاً، ونجدد العهد مرة أخرى، نقسم بالله العظيم أن نكون مخلصين لدولة الإمارات ورئيس الدولة، ندافع عنها، ونحمي أراضيها حتى الموت. يقول صاحب السمو…
الثلاثاء ٢٣ مايو ٢٠١٧
هناك لحظات يخجل فيها الإنسان من نفسه، خصوصاً في تلك اللحظات المرتبطة بما يقدمه غيره للإنسانية، دون النظر أو التحيز إلى العرق واللون والدين والطائفة، يتفرج فيها على إنجازات الآخرين، فيجد أنه لم يقدم للإنسانية أي شيء يذكر. الإنسانية الحقيقية كانت حاضرة في حفل تكريم صناع الأمل، الذي شهدته مدينة دبي قبل أيام، وبحضور شخصي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. قصص حقيقية مؤثرة، تجسدت في أشخاص لم يفكروا في أنفسهم، ولم يسعوا لمجد شخصي، بقدر ما عملوا على صناعة الأمل لأناس تقطعت بهم السبل، ولغيرهم ممن كانوا يبحثون عن بصيص من الأمل، معظمنا لم يكن يعرف عنهم أي شيء، لكن في حفل تكريم صناع الأمل عرفنا ما قاموا به، وأثبتوا لنا أن الخير والتضحية موجودان في كل زمان ومكان لزراعة الأمل في نفوس الآخرين. نوال الصوفي وهشام الذهبي ومعالي العسعوسي وماجدة جبران والخوذ البيضاء، استحقوا أن يكونوا صناع الأمل في عالمنا العربي، الذي باتت أجزاء منه تئن من الظلم والدمار وتشريد الأبرياء، ولا شك في أن هناك الكثير من غير الفائزين يستحقون أن يكونوا أيضاً من صناع الأمل في العالم العربي، الذي نتطلع أن يكون مستقبله أفضل من حاضره بكثير. يقول الشيخ محمد بن راشد: «لا توجد قوة…
الثلاثاء ٣٠ أغسطس ٢٠١٦
قبل يومين قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في الصباح الباكر، بجولة في عدد من دوائر حكومة دبي، كانت زيارة مفاجئة لم يتم فيها إبلاغ المسؤولين ليقوموا بترتيباتهم ويكونوا في أهبة الاستعداد لها، كانت زيارة سريعة لها مغزى، فلقد عوّدنا الشيخ محمد بن راشد أنه لا يتحرك عن عبث، في كل حركة هدف، وفي كل زيارة رسالة واضحة يفهمها الصغير قبل الكبير. عندما شاهدت التسجيل الذي انتشر لسموّه أثناء زيارته المفاجئة تذكرت تعاملي مع مديري السابق، كان يعرف كيف يبث روح التفاؤل في الموظفين، يشاركهم الرأي والمشورة، لا يتردد في الاستماع إلى أصغر موظف في أهم الأمور وأقلها أهمية، كان الأكثر فهماً في كل شيء، لا يكتفي بدور المدير أثناء العمل، ولا يتفنّن في إصدار الأوامر، بل كان مثل أي موظف آخر يؤدي واجبه منذ بداية الدوام إلى نهايته، وربما حتى وقت متأخر من الليل في بعض الأحيان. عندما يحضر للدوام فعلى الأغلب يكون أول الحاضرين، وعند نهاية الدوام فإنه آخر الخارجين، يعمل بلا رقابة، يمكنه أن يحضر متأخراً، ويمكنه أن ينصرف مبكراً، لكن كانت لديه قاعدة ثابتة في العمل، المدير يجب أن يكون قدوة لبقية الموظفين، وبالفعل انعكس ذلك على بيئة العمل، فتحولت إلى بيئة تشجع على العمل…
الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١٦
عندما كنا طلبة في المدارس كان من الطبيعي جداً أن يكون معنا العديد من الطلبة المهملين في الدراسة، كانت تنهال عليهم التعليقات من المعلمين باعتبارهم فاشلين لا أمل لهم في النجاح والتفوق، مع أنّ بعضهم لم يكن ينقصهم الذكاء بقدر ما كانوا مهملين وغير مجتهدين. كنت أعتقد أن الطالب المتخلف دراسياً محدود القدرات، وسيكون عبئاً على نفسه وأهله والمجتمع في ما بعد، توهمت ــ وللأسف هذا ما تم زرعه في عقولنا ــ أن نتائج المدرسة تعبر عن نجاح الشخص، من يحصل على الدرجات العالية سيكون الأفضل والأميز، بينما الفاشل دراسياً لا فائدة منه على الإطلاق. كثيراً ممن كنت أحسبهم «فاشلين» وجدت أنهم في مرحلة لاحقة تحولوا إلى نموذج للإبداع والتميز، أشاهد صورهم في الصحف، يتقلدون المناصب، بارعون في ما يقومون به، قياديون يديرون هيئات حكومية وشبه حكومية مشهوداً لها بالكفاءة. معالي وزير التعليم العالي شاب يرى المستقبل ويدرك هذه الحقيقة عندما قرر بالتعاون مع الجهات المختلفة طرح برنامج الإنجاز المهني الذي يهدف إلى تمكين الطلبة المتدنية نتائجهم من الالتحاق بالجامعات والكليات الحكومية، فنتائج الثانوية العامة قد لا تكون مقياساً حقيقياً لذكاء الطالب، تتدخل ظروف في بعض الأحيان فتعيق الطالب عن تحقيق النتائج المرضية، وبالتالي يحصل على نسبة متدنية تعيقه عن الالتحاق بالجامعات والكليات الحكومية، كما أن ظروفه المادية قد تمنعه…
الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦
لاتزال وسائل التواصل الاجتماعي تتحفنا بين الحين والآخر بنوعيات ناقصة ضائعة من الشباب، ممن هم محسوبون علينا في خانة الذكور، لو أمعنت النظر وتابعت ما يقومون لبصمت بالعشرة أن جميع أفعالهم لا يمكن أن تندرج تحت خانة الرجولة. في فترة من الفترات انتشرت ظاهرة الرقاصين في الـ«إنستغرام» و«سناب شات»، واعتبرناها مجرد موضة ونزوة عابرة لجأ إليها الشباب، أو بالأحرى مجموعة تافهة منهم، من أجل لفت الأنظار، واجتذاب الفتيات، وزيادة أعداد المتابعين، والبحث عن الشهرة بأي وسيلة كانت، حتى لو كان ذلك يدخل في إطار العيب والتشبه بالنساء. لكن في الفترة الأخيرة ظهرت «فناتك» ومناكر عدة جديدة في أوساط الشباب، تجعل الواحد منا يحتار ويحتار لدرجة الدوار، عن نفسي لا يمكن أن أتخيل شاباً يشرح لبقية الشباب عن كيفية العناية بالبشرة وشعر الرأس والرموش، مرة يتحدث عن غسل شعره بالحليب، الذي يجعل شعره أكثر نعومة وتفوح منه رائحة الحليب، ومرة يرينا كيف يستعمل فرشاة المسكرة على رموشه الطبيعية، وفي ثالثة يتحدث عن فوائد الاستحمام في «البانيو» بالحليب لحماية بشرة الجسم، وإمدادها بالمواد الطبيعية، وأعتقد لو تم فسح المجال له أكثر فلن يتوانى عن توجيه النصائح للفتيات، فيتحول إلى اختصاصي مكياج وبشرة ودلع من نوعية «كاسر ملة». وظهر «فنتك» جديد من نوع «شوفوني وأنا أصيح»، يصور الواحد نفسه في وضعية البكاء، وينشر…
الثلاثاء ٢١ يونيو ٢٠١٦
يستحق برنامج «الصدمة» أن يكون أحد أفضل البرامج التي تم عرضها في الشهر الكريم، لما فيه من مواقف صادمة تسعى إلى تحريك مشاعرنا الإنسانية التي تبلدت لدرجة أصبحنا نغض النظر عن أغلب التصرفات الهمجية والحيوانية التي تحدث من حولنا، نكتفي فيها بدور لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم ولا أدري ولا يخصني طالما أن الموضوع لا يمسنى من قريب أو بعيد! كانت أكثر الحلقات تفاعلاً من المشاهدين تلك التي تم تصويرها في العراق رغم أن حلقات البرنامج تم تصويرها في أكثر من بلد عربي، في كل حلقة تم تصويرها شاهدنا ردات الفعل غير المتوقعة من خلال الموقف الذي تم افتعاله لإثارة مشاعر المتواجدين في المكان نفسه، فلم تثر المتواجدين فحسب إنما أثارت المشاهدين الذين بكوا وتأثروا بهذه المواقف رغم علمهم بأنها مشاهد تمثيلية مفتعلة. تدخُّل المواطنين العراقيين في تلك المواقف لم يكن حسب العرق والطائفة، بل جاء ليثبت أن النخوة والشهامة والإنسانية متأصلة في هذا الشعب، كنت أعتقد على ضوء ما أراه من جرائم القتل الطائفية والميليشيات المسلحة والعنصرية أنّ الإنسانية قد ولّت إلى غير رجعة، توهمت أن كل عراقي قد تحول إلى إنسان سلبي لا يعنيه شيء في هذه الدنيا سوى حياته وحياة أهله ومصلحته الشخصية. في هذا العالم يحتاج كل واحد منا إلى الآخر، نتعاطف مع بعضنا بعضاً،…
الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١٦
أثناء الدراسة الجامعية، ابتلينا بأستاذ جامعي ينفر منه معظم الطلبة، يتعامل مع الجميع بأسلوب جاف، يعتقد أن شخصية الأستاذ يجب أن تكون حازمة، لم نسمعه يوماً يلطف الجو بكلمات خفيفة، يكسر بها الكآبة في محاضراته، التي كانت تمتد لساعتين بالتمام والكمال. حتى في المرات القليلة التي كان يتحدث فيها، فإنه يتحدث عن نفسه وإنجازاته وتفوقه، ولا شيء آخر، يشعرك بأنه «فلتة» زمانه، والعبقري الذي ستستفيد البشرية من نظرياته العلمية. عندما يكون لدينا امتحان، فإنه يُلقي بالرعب في نفوسنا، يأتي بأسئلة اختبارات عجيبة، لم نرَ مثلها قط، يرفض أن نطرح الاستفسارات عن الأسئلة التي تثير الجنون، وترفع الضغط، وتربك الطلبة، ويجلس منزوياً يوزع نظراته على الطلبة، حتى لا يغش أحدهم من الآخر. يبتسم أربع مرات فقط في الفصل الواحد، يكون ذلك في الامتحانات الأربعة، وبينها منتصف الفصل والنهائي، يبتسم أكثر كلما لاحظ الشكاوى من صعوبة الامتحان، نشعر حينها بأن صعوبة الامتحان تعطيه سعادة لا مثيل لها، كأنه يتلذذ بمشاهدة المعاناة على وجوه الطلبة، وكلما زادت صعوبة الامتحان نجد أنه أكثر سعادة وابتساماً، محققاً نصراً مؤزراً في حربه ضد الطلبة. مرت الأيام، وتقدم الأستاذ الجامعي لوظيفة مرموقة في جهة خاصة شبه حكومية معروفة، الوظيفة مغرية، والراتب يعادل ثلاثة أضعاف راتبه من الجامعة، والبدلات الأخرى لا تقل إغراءً عن الراتب نفسه، كان من…
الثلاثاء ١٠ مايو ٢٠١٦
أعتقد أنه من غير المنطقي أبداً أن يتحول نصف أفراد المجتمع إلى كُتّاب ومؤلفين، وعندما لا يكون هناك منطق فبالتأكيد هناك علة وخلل، إذ إنّ ظاهرة عشرات المؤلفين الذين ظهروا لدينا فجأة من حيث ندري ولا ندري جديرة بالدراسة، وإن كنت أظن أنها لا تحتاج إلى دراسة بقدر ما هي تخبّط وموضة و«برستيج» من باب نخوض مع الخائضين وحشر مع الناس عيد! ظهر كُتّاب وما هم بكُتّاب، يبحثون عن الشهرة السريعة بأسهل الطرق، الكتب التي قرؤوها في حياتهم تُعد على أصابع اليد الواحدة، وربما لم يقرؤوا أي كتاب واكتفوا بتصفّحها بنظرة سريعة، فتوهموا أنهم قراء ومثقفون يمتلكون القدرة على الكتابة والتأثير. ليس كل من أصدر كتاباً يمكن تصنيفه بالأديب، ولا كل من شارك في ندوة يمكن اعتباره مثقفاً من المؤثرين، ولا يمكن لأي شهير في مجال آخر لا صلة له بالثقافة أن يتحول إلى كاتب، هذه الألقاب لا تُعطى ولا تُمنح بقدر ما تُكتسب من إبداعات الشخص وإسهاماته الثقافية والأدبية وغيرها، على مر السنين. أن تتحول إلى كاتب وأديب ليس بسهولة أن تمتلك مصباح علاء الدين السحري لتطلب من مارد المصباح أن تتحول إلى أديب يتحدث عنه الملايين، يقول الأديب توفيق الحكيم: «الأديب الحق هو الذي يجعلك تدرك عمقاً جديداً كلما أعدت قراءة الكتاب». الكتابة والكتب نافذة على ثقافات مختلفة،…
الثلاثاء ١٩ أبريل ٢٠١٦
تخيل أنك مواطن أو مواطنة تعمل في وظيفة رئيس قسم في شركة شبه حكومية، فاتخذ مجلس الإدارة قراراً بنقل أحد المديرين التنفيذيين ليكون مسؤولاً عن الإدارة التي تعمل فيها، وتخويله بإعادة هيكلتها والتخلص من فائض الموظفين غير المواطنين في خطوة تهدف إلى ترشيد النفقات وتحسين الإنتاج. وتخيل أن ينجح المدير التنفيذي في خطته ليستغني فعلاً عن خدمات الموظفين الأجانب وبما يحقق مصلحة الشركة، ثم يبدأ بعدها في الخطة الثانية الساعية للسيطرة على إدارته لتطفيش الموظفين المواطنين من الإدارة، لأنه يفكر في إحضار موظفيه السابقين من إدارته القديمة إلى الإدارة الجديدة التي انتقل إليها. تخيل أنك أنت رئيس أو رئيسة القسم التي تتعامل يومياً مع هذا المدير الذي يضايقك على مدار الساعة، يزعجك بالاتصالات الضرورية وغير الضرورية، يختلق أي مشكلة لتوبيخك، يتعمد إحراجك أمام بقية الموظفين والموظفات، يضغط عليك عن طريق تكليفك بواجبات ومهام وظيفية لا تستطيع إنجازها، ثم تجد أنه بقدرة قادر قد انتقل مكتبك من مكانه إلى مكان ضيق قرب أحد الممرات دون أي خصوصية تذكر. تخيل أن تجد بين كل يوم وآخر ورقة صغيرة ملصقة على حاسبك الإلكتروني مكتوباً عليها كلمة «استقيل»، وتُسحب منك جميع المشروعات التي تعمل عليها فيصبح عملك عبارة عن حضور وانصراف، يكون فيه المدير كابوساً لا يطاق في أوقات الدوام الرسمي، ويزورك على شكل…