الثلاثاء ٠٥ أبريل ٢٠١٦
عندما نقول ابتلينا فنحن ورب العزة فعلاً قد ابتلينا ذات اليمين وذات الشمال، المزيفون المتملقون المتصنعون منتشرون في كل مكان، سابقاً لم نكن نعرفهم أو نسمع عنهم، لكن بات بإمكانهم الآن إرسال كل ما هو فاسد بكل يسر وسهولة، عبر الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي. أعرف أحدهم ممن يعاني عقدة النقص، كان قبل ثورة الإنترنت منطوياً على نفسه، ليس لديه أصدقاء، يشك في من حوله، ويتجنب الدخول في أي نقاش، لكن الإنترنت أعطته الفرصة، ليحاول أن يبدو مختلفاً، يرتدي رداءً لا يناسبه، ليُظهر أنه المثالي والمتحضر والإنسان الراقي، يتحدث عن الاختلاف والتعامل الحسن، يحاول أن يفصّل الدين على هواه، يروّج نظريات غريبة، يغلّفها بالمثالية والإنسانية، ولو تعارضت مع الشريعة الإسلامية، فعلياً هو يعتقد أن الدين مثل البوفيه المفتوح، يختار منه ما يشاء، ويترك منه ما لا يعجبه. كثيرون تحولوا فجأة إلى خبراء في كل شيء، يتحدثون في السياسة ولو كان الواحد منهم ناجحاً بالواسطة، وغيرهم توهموا أنهم يفهمون في علم الاجتماع، فبدأوا في الحديث عن نظريات اجتماعية جديدة خربوطية، لو اطلع عليها ابن خلدون لحرق جميع كتبه في علم الاجتماع، وتفرغ لأمور أخرى غير العلم والكتابة، ناهيك عمن لا يحفظ المعوذتين، ورغم ذلك يتحدث في الدين، يفتي ويحلل ويحرم على ما يناسب هواه وتفكيره المنحرف. وهناك نوعية أخرى «معاهم.. معاهم، عليهم..…
الأربعاء ٣٠ مارس ٢٠١٦
عندما كنا أطفالاً عشنا طفولة طبيعية لا تختلف عن طفولة معظم الأسر التقليدية في أي مكان في العالم، لعبنا ولهونا وركضنا، تعرضنا للضرب والشتم عندما تزداد شقاوتنا، وحصلنا على الحب والحنان والاهتمام، طفولة نتذكر العديد من تفاصيلها التي نُمني النفس أن نعيشها مجدداً. • أعتقد أن ما يفعله البعض مع أطفاله للحصول على الشهرة مثير للاستغراب. في هذا الوقت اختلفت الطفولة كثيراً، أصبحت تتناسب أكثر مع سرعة هذا العصر، لا تعجبنا نحن الكبار، لأننا نراها مختلفة، نعتقد أنها خالية من الإثارة والتشويق، بينما هي في نظر الأطفال رائعة وسريعة ومسلية. لاحظت منذ فترة أن عدداً من الآباء والأمهات حوّلوا أطفالهم إلى ما يشبه الماركة التجارية التي يتم الإعلان عنها في كل مكان، نشاهد صوراً وفيديوهات منتشرة هنا وهناك، فيها القليل من العفوية والكثير من التصنع، ينشرونها في عالم التواصل الاجتماعي، وبمرور الوقت يتحول الموضوع إلى تصرفات مزيفة، ومواقف متصنعة، ويكون الطفل علامة تجارية هدفها الربح المادي فقط. طفلة تقوم بحركات عفوية، وطفل يتمتع بخفة الدم، نعم لا نختلف على ذلك، فالعديد من الأطفال الذين عشت معهم تمتعوا بموهبة معينة، صديق الطفولة سعيد كان موهوباً في تسلق شجرة اللوز المثمرة في الصيف، لدرجة أننا أطلقنا عليه لقب «السبال»، كان الوحيد الذي لا يدخل البيوت من أبوابها، بل من جدرانها! وأحمد طرزان…
الثلاثاء ٢٢ مارس ٢٠١٦
يقول الكاتب الإغريقي أيسوب «كلما صغر العقل زاد الغرور»، فالغرور بحد ذاته مرض، وعندما يصاب به شخص يعاني عقدة النقص، فلا تتوقع إلا أن يتحول هذا الغرور إلى حالة مستفحلة ميئوس منها، قد تؤدي في بعض الحالات إلى جنون العظمة، الذي بدوره يؤثر في الاتزان العقلي والقيام بأفعال وتصرفات لا تمتّ للمنطق بصلة. الساحة الفنية والرياضية وغيرها خصبة بنوعيات مغرورة تعتقد أن الموهبة التي حباها بها الله تبرر لها أن تتكبر على الآخرين، وتعاملهم بدونية، لا تتقبل النقد، متوهمة أنها خط أحمر يمنع الاقتراب منه! قبل أسابيع عدة تطاول لاعب مواطن على جماهير فريقه الذين انتقدوه على سوء أدائه في الفترة الماضية، حيث طالبوه بالاعتذار بكل أدب، إلا أنه أبى واستكبر وهدد وتوّعد، ولم يكتفِ بذلك، فبعد ركوب سيارته التي يبلغ ثمنها أكثر من مليون درهم انطلق بطيش وتهور غير مكترث بالجماهير التي كانت تقف في الشارع الداخلي للنادي. أما على الساحة الفنية فالطامة أشدّ وأكبر، ما أن تتحقق الشهرة لأحدهم حتى يرى نفسه أفضل من غيره، تأخذه العزة بالغرور، يرى نفسه الأفضل في كل شيء، لا يتقبل الانتقاد، ويرى أن كل ما يفعله صواب، وكل من ينتقده حاسد ومتسلق وباحث عن الشهرة. خلال الأسبوع الماضي ثارت ضجة كبيرة على برنامج إحدى المطربات، الذي استفز المتابعين وتسبّب في حالة من…
الثلاثاء ١٥ مارس ٢٠١٦
نحن العرب على وجه التحديد ليست لدينا أي مشكلة في انتقاد كل ما لا يعجبنا، نوجه سهام النقد بطرق مختلفة تتعدد أساليبها ما بين المقبول وغير المقبول في مختلف القضايا، في المقابل لدينا حساسية مفرطة تجاه أي انتقاد يمسنا، يستفزنا أي انتقاد ونحوله إلى مسألة شخصية حتى لو كان هذا الانتقاد موضوعياً يهدف إلى تصحيح الأوضاع المتردية في جهة معينة أو يلقي الضوء على ممارسات شخصية غوغائية. لاحظت في الفترة الأخيرة وجود بعض المسؤولين وغير المسؤولين الذين لا يتقبلون أي انتقاد أو ملاحظات سلبية، يحورون المسألة بطريقة مختلفة ليروجوا أنها محض افتراء وبهتان عظيم يهدف إلى النيل الشخصي من المسؤول أو المؤسسة. هذه النوعية لا تمتلك الشجاعة للاعتراف بالخطأ والتقصير وبوجود خلل، يدافعون عن أنفسهم عن طريق الهجوم، يظنون أنهم يطبقون النظرية الكروية «خير وسيلة للدفاع هي الهجوم»، يختلقون الأعداء الوهميين، ويتحولون إلى نسخة مشابهة من الدونكي الشوت، الذي يحارب طواحين الهواء فيجعلون من أنفسهم أضحوكة يتحدث عنها القاصي والداني. في المقابل، ستجده فرحاً بأي انتقاد ينال منافسه أو أي شخص يختلف معه، ولا مانع لديه في أن يمارس النقد المباشر وغير المباشر، يستخدم الأساليب الملتوية بالضرب من تحت الطاولة تارة وتحت الحزام تارة أخرى، يرسل أعوانه للنيل ممن يختلف معهم ممارساً نوعاً من أنواع «البلطجة» الإعلامية والإلكترونية، المسألة عند…
الثلاثاء ٠٨ مارس ٢٠١٦
لا يوجد لديّ أي تفسير لموضوع الهوس بالتصوير سوى أنه أحد أمراض العصر التي ابتلينا فيها أخيراً، حياتنا تحولت إلى تصوير، لا نجيد شيئاً كما نجيده ونبرع ونتفنن فيه، لا نعرف كيف نعيش اللحظة بطبيعية دون أن نمسك بالكاميرا لنصور «السيلفي»، ونلتقط الصور لكل ما يدور حولنا سواء كان يستحق التصوير أو لا يستحق. تحول الهوس إلى انتهاك للخصوصية دون أدنى مراعاة لقيم المجتمع وتعدٍّ على حقوق الآخرين، ونشر للفضائح التي باتت تنتشر بسرعة الضوء لتكتسح وسائل التواصل الاجتماعي وقروبات «واتس أب» و«إنستغرام» و«سناب شات»، وتتداولها وكالات الأنباء العالمية. ونوع آخر أشد مرضاً لا يختلف عن سابقه إلا في الاستعراض والتباهي، لا هدف له إلا في أن يشاهد الآخرون يومياته ومغامراته، يصور نفسه في أفخم المطاعم، يلتقط صور الطعام من كل الزوايا، مع أنه لا يعرف كيف ينطق اسم هذه الوجبات. تشاهد يوميات البعض فتظن أنه من الطبقة الأرستقراطية، لا يركب إلا السيارات الفارهة، ويصور نفسه ولسان حاله يقول: «شوفوني عندي بنتلي»، رغم أن السيارة قد لا تكون ملكاً له ولا يعرف كيف يقودها للأمام وللخلف، يصر على أن يشاهد الجميع بطاقة الصعود للطائرة التي يجب أن تكون على درجة رجال الأعمال والدرجة الأولى، وإذا كان سفره على الدرجة السياحية فلا تتوقع أن يلتقط أي صورة لأنه حينها سيكون في…
الثلاثاء ٢٣ فبراير ٢٠١٦
أحياناً تخونك الكلمات وأنت تكتب، تقف عاجزاً عن التعبير، تتردد وأنت تعبر، تفكر ألف مرة قبل أن تضيف جملة إلى أخرى، هذا الإحساس يراود أي كاتب، عندما يكتب الواحد عن شخصية عظيمة بقامة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة. عندما أستمع له تثيرني تلك النبرة الدافئة في صوته، تجعلني أنصت باهتمام وترقّب لما يقوله في مداخلاته الإذاعية وفي المقابلات التلفزيونية، تخرج الكلمات بتلقائية وعفوية، تخرج من القلب فتدخل إلى القلب، كلماته وعباراته تعبر عن حب وعطف وحنان تجاه أبنائه. استمعت إلى حديثه عشرات المرات، في كل مرة أجد نفسي أكثر إعجاباً بحكمته وفكره وتعلقاً بشخصيته، يمثل الضمير الحي عندما يتحدث في أي موضوع، لا تشعر أنه حاكم إمارة بقدر ما تشعر أنه والد حنون يسعى لراحة أسرته الكبيرة. يخصص الكثير من وقته للاستماع إلى مشكلات الناس، لا يرتاح له بال عندما يعلم أن هناك من هو في حاجة ماسة إلى مساعدة عاجلة، يوجه الدوائر المختصة ويتخذ القرار المناسب في أسرع وقت ممكن، يعبر عن كل ما يجول بصدره ويتحدث بصراحة وشفافية، لا يلقي باللوم على غيره بقدر ما يرى أنه المسؤول الأول عن أي تقصير قد يحدث في الإمارة الباسمة. قبل أيام، تحدث سموه، أثناء الجلسة الأولى للمجلس الاستشاري في إمارة الشارقة، وفي أثناء حديثه…
الثلاثاء ١٦ فبراير ٢٠١٦
صديقي عبدالله يعاني مشكلة عظيمة، والطامة الأكبر أنه لا يعرف أنه يعانيها، وكم حاولت أن أوضح له هذه المشكلة، إلا أنه يأبى ويستكبر ويصر إصراراً عظيماً على أنه لا يعاني أي مشكلة. مشكلته في أنه يعمل كثيراً في عمله لدرجة أنه يعود إلى العمل في الفترة المسائية في أغلب أيام الأسبوع، ويتابع الموضوعات المتعلقة بالعمل خارج أوقات الدوام الرسمي، بحيث من النادر أن يكون لديه وقت فراغ، مشكلته أنه يبحث عن الأفكار الجديدة لتطوير أدائه والارتقاء بالجودة في المؤسسة التي يعمل بها. عبدالله لا يغضب عندما يتم تجاهله في حفلات التكريم، ولا يهتم عندما يجد من هم أقل منه إبداعاً ومجهوداً ضيوفاً مكرمين على مسرح التكريم، ولا يكترث بالحالات التي يحصل زملاؤه فيها على ترقيات استثنائية بسبب علاقتهم بالمدير، بل إنّ جل اهتمامه منصب أولاً وأخيراً على أن يكون الإتقان والإبداع سمة من سمات إنجازاته في عمله. إنه من النوع الذي يثبت دائماً أنه فاشل بامتياز، وعلى درجة كبيرة من الغباء، هو جاهل بأساليب الدهان، لا يعرف أساليب المراوغة واللف والدوران، لا يجلس مع مدير إدارته يومياً، ولا يجيد طرق فتح الأبواب وغلقها، ولا يعرف كيف يستقبله بعبارات المجاملة التي تفوح منها رائحة النفاق. هو صامد حتى الآن، ثابت على موقفه، يقابل التهميش بإبداع، والتجاهل بالحضور، هو لا يكل ولا…
الثلاثاء ١٣ أكتوبر ٢٠١٥
كل يوم تخرج دعوة غريبة لا نعرف لها محلاً من الإعراب، ولا ندري من أي مستنقع قد خرجت سوى أنها دعوات لا تتناسب مع أي مجتمع متحضر ومتدين مثل المجتمع الإماراتي. قبل فترة قرأت كتابات تدعو للاعتراف بالشواذ ومثليي الجنس، بل تدعوها حرية شخصية، والوقوف ضدها ومنعها يندرج تحت الممارسات العنصرية اللامقبولة في مجتمع الإمارات، وترى أنه من حق مثليي الجنس العيش بالطريقة التي يريدون أن يعيشوا بها من دون أي ضغوط. شخصياً أقف بقوة مع حرية التعبير، وليس هناك أي مشكلة في الحديث عن الموضوعات المختلفة سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، أما أن يكون الحديث عن حقوق الشواذ ومثليي الجنس فهذه سفاهة ليس لها مكان هنا ولا في المجتمعات الإسلامي لنتفق أولاً على أن مثليي الجنس أو من يمارسون الشذوذ الجنسي سواء من الرجال أو النساء يرتكبون فاحشة حرمتها جميع الأديان السماوية، حتى الأديان غير السماوية لا تعترف ولا تقبل بها مهما كانت الأسباب والمبررات، ثم إنه قد ثبت أن وجود هؤلاء يمثل خطراً أخلاقياً على المجتمع، ويسهم في نشر الأمراض الجنسية، ويشيع الانحلال الأخلاقي. توجد حرية في اختيار الدين، وحريات تتعلق بممارسة العبادات، وحريات اجتماعية وأخرى سياسية تتوافر في أي مجتمع متحضر، إنما من يؤكد على حرية المثلية الجنسية فمع احترامي له لا يعرف كوعه من بوعه في…
الثلاثاء ٠٦ أكتوبر ٢٠١٥
سبحان الله، كل شيء تحول إلى خط أحمر، إذ كلما تحدثنا عن أي موضوع لابد أن يقفز أحدهم غاضباً، وقد أشهر سيفه الخشبي ليردد بنبرة غاضبة: هذا الموضوع خط أحمر، كل موضوع تافه وغير تافه، مهم وغير مهم، قد تحول بالنسبة إليهم إلى خط أحمر. لذا كنت متردداً وحذراً جداً فيما سأكتبه من مقالات في المرات المقبلة، سبق أن انتقدت الحمقى و«الخبايل» ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اشتهروا لأسباب لا يعلمها إلا الحمقى، فاتضح أن انتقادهم خط أحمر، ثم من الطبيعي أن يتم اعتبارك حاقداً وحاسداً وتحرقك الغيرة، لأنك تجرّأت وتحدثت عن ظاهرة المشاهير الحمقى. قرّرت ألا أتطرق إلى أي سلوكيات تتعلق بالمجتمع حتى لو كان الخطأ يركبهم من «قمبوعة» الرأس حتى القدم، الانتقاد في حد ذاته تعدٍّ على الحريات، وقد يدخل الكاتب في سين وجيم، وربما يتم تصنفيه من ضمن المعارضين الذين يسيئون إلى المجتمع، وقد يتحول لحظتها إلى شخص متخلف رجعي مكفهر لا يعرف شيئاً عن الحداثة والتطور والتقدم. لن أكتب عن إدارة حماية المستهلك، التي نقرأ كثيراً عنها في الصحف، ولا نلمس إلا القليل من إنجازاتها، انتقاد إدارة حماية المستهلك سيعتبره البعض انتقاداً لوزارة الاقتصاد، والوزارة تتبع للحكومة، والحكومة بلاشك خط أحمر. ثممالي ومال انتخابات المجلس الوطني والمرشحين، فاز من فاز وخسر من خسر، ومن أكون لأعلق على…
الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠١٥
قلة فقط كانوا يعرفونه، ولكن شعب الإمارات بات يعرفه الآن، كان من أولئك الأصدقاء الذي من النادر أن تجد له مثيلاً، طيب وهادئ ومتواضع في كل الأوقات، حازم عندما يستدعي الأمر ذلك، لا يتوانى عن تخصيص وقته لأي صديق يحتاج مشورته، مخلص لوطنه ولقادته، مميز في إنجازاته وعمله، ولم يكن من النوع الذي ينتظر الشكر والثناء من أحد. ذات مرة قام بعمل بطولي استطاع من خلاله إيقاف سيارة مواطن من ذوي الإعاقة، تعطل مثبت السرعة في سيارته، وعندما تم تكريمه رفض أن يُكتب اسمه وتنشر صورته في وسائل الإعلام، مؤمناً بأن ما قام به واجب إنساني قبل أن يكون بطولياً. كان واحداً من شهداء القوات الإماراتية في اليمن، أحس بأنه لن يعود عندما قالها لأحد الأصدقاء قبل مغادرته إلى اليمن: جهزوا لي علم الإمارات فقد أعود شهيداً، وما أعظم مرتبة الشهادة التي نالها. مشاعر مختلطة من الضيق والألم والبكاء راودتنا من دون استثناء، كل واحد من الشهداء يمثل قطعة من أجسادنا التي تمزقت. كنت أعرف واحداً منهم فقط، لكني شعرت أني أعرفهم فرداً فرداً، أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة، كان لكل إمارة نصيبها من الشهداء الذين وهبوا أرواحهم فداءً للوطن، وحلقوا عالياً في السماء. ما زادنا هذا المصاب إلا فخراً وعزة وتلاحماً، زادنا إصراراً على أن…
السبت ٢٢ أغسطس ٢٠١٥
مازلت أحتفظ بأوراق وملصقات دعائية لمرشحي انتخابات المجلس الوطني الاتحادي قبل أربع سنوات، شعارات كان بعضها منطقياً جداً، وبعضها الآخر ضرباً من الخيال وضحكاً على عقول الناس. وها هي عجلة الزمن تدور، ليفتح باب الترشح لانتخابات المجلس في الدورة الجديدة، هناك وجوه فشلت وستعاود المحاولة، ووجوه أخرى نجحت وستترشح مجدداً، ومرشحون جدد نعرفهم ولا نعرفهم. نظام التصويت سيكون مختلفاً هذه المرة، إذ يحق للمصوتين التصويت لمرشح واحد، وهنا يعني بالمنطق الوطني ألا يكون هناك أي مجال للمجاملة، لا لمجاملة صديقك الذي تشيش معه، ولا للذي تسهر معه، ولا لصديقتكِ التي تمتلك محل خياطة، بل إنّ واجب كل مواطن غيور أن يصوت لمن يستحق فعلاً بعيداً عن العاطفة والصداقة والقبلية و«دهان السير» لمصلحة مستقبلية. شخصياً لا أريد أن يصل إلى المجلس إلا من هو أهل لذلك، فهناك من ترشح في الدورة السابقة، تحدث كثيراً وأطلق شعارات رنانة، وبعد أن فاز لم يعد له أي حضور، ولم نسمع له أي صوت يذكر منذ أن لبس البشت وحصل على جواز دبلوماسي وبات يحمل لقب سعادة! ليكون المجلس فاعلاً ومعبراً عن هموم المواطنين لابد من أن يكون التصويت للأجدر، تعرّف إلى السيرة الذاتية للمرشحين، انظر إلى إنجازات كل واحد، ولا تغرك تلك الشعارات الرنانة التي لا تختلف عن أصوات الطبول، ولا تنخدع بأولئك الذين…
الثلاثاء ٢٨ يوليو ٢٠١٥
ينتظر الجميع اليوم الإعلان عن الأسعار الجديدة للوقود، خصوصاً أن الأسبوع الماضي كان ساخناً جداً بعد قرار تحرير أسعار الوقود، وكان من الطبيعي أن يخرج مسؤولون عدة بتصريحات عن الفوائد المتعددة لهذا القرار، تصريحات من وزارة البيئة والطاقة والاقتصاد، إنما للأسف معظمها لم ينزل لمستوى الإنسان البسيط الذي يجب أن يتفهم إيجابيات هذا القرار أكثر من غيره. في المقابل انشغل الأغلبية بالتحليل، المؤيدون مع أي قرار حكومي باعتبار أن الحكومة مع الشعب وليست ضد الشعب، والممتعضون يفكرون في ما بعد تحرير الأسعار، وهل سيرتفع كل شيء كما حدث قبل سنوات عدة. بالطبع ليست هناك أي مشكلة في أن يبدي البعض قلقه، طالما أنه لم يتجاوز أي خطوط حمراء حسب المادة رقم 30 من دستور الإمارات التي تنص على أن: حرية الرأي والتعبير عنه بالقول والكتابة، وسائر وسائل التعبير مكفولة في حدود القانون. المواطن الإماراتي مع حكومته في السراء والضراء، هذا ما لمسناه بالأفعال قبل أن يكون ذلك بالأقوال، أتذكر قبل سنوات عدة انتشرت شائعة بأن الحكومة ستقوم بتخفيض الرواتب بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، وأذكر كيف أن العديد من المواطنين رحبوا بذلك إن كان تخفيض الرواتب في مصلحة الدولة والحكومة. سنسلّم بأن القرار إيجابي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، خصوصاً بعد تصريح وزير الطاقة، لكننا نريد أن نرى ذلك على…