محمود أحمد
محمود أحمد
كاتب إماراتي

اثنتان وخمسون ثانية

السبت ٠٨ ديسمبر ٢٠١٢

بينما أنا في طريقي إلى المنزل ليلاً برفقة ابني الصغير عبدالله "وهو بالمناسبة في السادسة من عمره" إذ به يبدأ نوبة من البكاء زاعماً أنه جائع ولا يستطيع الانتظار حتى نصل المنزل، ملمحاً إلى رغبته في التوقف عند أحد مطاعم الوجبات السريعة التي تقع في طريق المنزل. استجبت لرغبته نظراً لتأخر الوقت ورغبتي في إيجاد حل سريع للسيطرة على بكائه، وبدخولي المعطم فوجئت أن ابني لم يُعر انتباهاً للوجبة التي أخترتها له لتسكت جوعه، فقد كان منشغلاً بالحديث إلى موظف الخدمة ملحاً له بالحصول على لعبة كالتي حصل عليها صديقه عند شرائه وجبة من المطعم ذاته، ففهمت بالطبع أن الأمر لا علاقة له بالجوع، وأني كنت ضحية حيلة منه للحصول على اللعبة التي تأتي هدية مع وجبة طعام الأطفال!! قصة أعتقد أنها تكررت وتتكرر مع الكثيرين منا، حيث يقع أطفالنا فريسة لوسائل الإعلان التي تُروج لمنتجات خاصة بالأطفال عبر استخدام تقنيات حديثة وأساليب ترويجية من شأنها التأثير في عقول الأطفال وضمان استجابتهم للمادة الإعلانية، وبالتالي استخدام وسائلهم الخاصة للضغط على الأهل لشراء السلع والمنتجات التي شاهدونها في الإعلان، ليصبح المعلن هو الفائز الأكبر. وفي دراسة قامت بها مؤسسة "كيسر للعائلة" في الولايات المتحدة عن الإعلانات التجارية الموجهة للأطفال دون 12 سنة، وجدت الدراسة أن القنوات التلفزيونية الأربع الكبرى في الولايات…