الأحد ٠٥ يوليو ٢٠١٥
ـ المفجر أو الانتحاري الذي يضخونه بالمدائح والإيمانيات الكاذبة هو في نهاية الأمر أرخص وأتفه وأحقر عضو في كل تنظيم إرهابي، ولأنه رخيص جداً وتافه وبلا قيمة فهو جاهز ومجهز دائماً للهلاك ولا شيء آخر، ومع الأسف فهذه الحقيقة القاسية لا يمكن أن يفكر فيها أو يستوعبها أي مراهق يستعمله «داعش» أو غيره في هذه الأيام المجيدة!! ـ كل تنظيم إرهابي في هذا العالم يحرص على كوادره الحقيقية ويحميها بالغالي والنفيس، ويؤمن لها المأوى والحماية بأقصى حالاتها؛ الوحيد الذي لا يُحمى ولا يُلتفت إليه حينما يُكتشف أمره هو الانتحاري، ولذلك تراه مثل الكلب الضال يهرب من شارع إلى آخر بينما يكتفي التنظيم بالمراقبة والتصوير إن أمكن دون أن يتدخل نهائياً.. نهاية مستحقة يا غبي! ـ يتكرر مشهد هروب ومن ثم مطاردة الانتحاري الرخيص كثيراً، ويضطر هؤلاء للاعتماد على أنفسهم في الهرب أو البحث عن ملجأ آمن، وفي هذه الأثناء يذوب التنظيم القوي والمؤازر المفترض تماماً ويُترك الحمقى (الرخيصون جداً) لمواجهة مصيرهم.. ربما في هذه اللحظة بالذات يكتشف الانتحاري قيمته الحقيقية، ولكن بعد فوات الآوان بالطبع. ـ هؤلاء الأنعام الذين يعيشون على رف الأحداث، ويخلعون عقولهم مع أحذيتهم قبل دخول المعترك الدنس؛ ليس مطلوباً منهم أن يفكروا أو يسألوا أو حتى يبدو رأيهم في مقاس الحزام الناسف ولا وزنه ولا وقت…
الأحد ٢٨ يونيو ٢٠١٥
ـ اليوم الذي لا يكفرونك فيه يفجرونك، واليوم الذي لا يفجرونك فيه يكفرونك، وأنت وحظك ونصيبك: إما كافر وإما أشلاء، وإما في منزلة بين المنزلتين تنتظر فتى مباركاً يحشرك في كابوس ما بحسب اجتهاده وما يراه صالحاً لجنابك الكريم، ويالها من حياة فاتنة وعاقلة وملتزمة جداً بأهداب الدين يحسدنا عليها العالم، ويهفو إليها أولاد الفرنجة!! ـ نعيش في أيام الجنون والتطرف والعدمية المطلقة؛ إما تفجير وإما تكفير، ولم نعاقب إلى اللحظة محرضاً واحداً أو نستأذنه في الصمت أو الانصراف أو حتى في خفض معدلات التحريش بين أغبياء السنة والشيعة وعامتهم المستضعفين في كل بلد، الذين ينحازون إلى المجهول شيئاً فشيئاً.. ـ نسير إلى حتفنا الجماعي فوق طرق دموية حادة ومدمرة للحياة والتعايش وآمال المستقبل؛ لا مكان فيها للوسط وأنصاف الحلول.. يا أبيض يا أسود؛ إذ لا يوجد بيننا عُصاة ولا أهل هوى ولا مذنبون أو مقصرون بل مفاصلة كارثية: إما كفار وإما مسلمون، ويا عيني على الملائكية والمدن الفاضلة. ـ يلعنون الفتنة النائمة ويتحرشون بها كل يوم جمعة؛ يلعقون أقدامها على كل منبر كي تهبهم من قيحها وصديدها وفجورها ما تيسر؛ ثم يقولون بمنتهى الغباء لا تجروا شعوبكم إلى حروب أهلية لا تبقي ولا تذر.. ما أحلاكم!! ـ العمائم الملعونة تضاجع الحريم في القصور والمخابئ؛ ثم تحشر الحمقى إلى حتفهم…
الخميس ١٣ نوفمبر ٢٠١٤
ــ نحن نتعافى ببطء من إحدى عاهاتنا المزمنة خليجياً، وهي الشعور بالفوقية التي ساهم رفاه النفط في صناعتها وترسيخها، وهذه الفوقية هي سر شقائنا الكبير في التعامل مع الآخرين، الذين يعتبرهم بعضنا مجرد كائنات ولدت أصلاً لخدمتنا والسهر على راحتنا.. ياي!. ــ الكائن الخليجي (المخدوم) يهبط من عليائه مرغماً حينما يشعر أن سباكه وسائقه ومدير أعماله أو معلم أولاده الخاص قد أصبح وزيراً أو رئيس دولة؛ بينما بقي هو مجرد كائن معطل الحواس، يأكل ويسترخي ويتجول في الأسواق بانتظام كي يشتري دون عقل.. شكراً لهؤلاء الناجحين الذين يعالجون مرضانا من أوهامهم الكبيرة والمضللة عن الحياة والبشر!! ــ «سباك عندنا» أو «سواق عند الوالد» أو هذا مدرس ولدنا؛ قد تكون هي أكبر فواجع المستقبل حينما يكتشف هذا الكائن النفطي المدلل أن من كان ينظر إليهم بالأمس بنوع من الدونية قد فاقوه وتجاوزوه وسجلوا الفارق الذي لا يمكن اللحاق به.. (لا تشوف نفسك على أحد) وتواضع واصفح ما استطعت في كل أمور حياتك، فالدنيا كما يقولون «دوارة»؟!!! ــ خلال تنعمنا الطويل بالنفط لم نهضم بسهولة أن عامل البوفيه قد يكون حاملاً لشهادة الدكتوراة، وأن «سواق» الوالد قد يحمل شهادة عالية في الاقتصاد، وأن «شغالتنا» أو جليسة أطفالنا المدللين قد تصبح وزيرة صحة أو رئيسة وزراء.. يا ساتر يارب. ــ انتبهوا لمن يعملون…
الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٤
ــ الذين يطالبون حكوماتهم بنصرة المظلومين في العالم العربي عسكرياً؛ يعلمون تماماً وربما أكثر من غيرهم أن هذه الحكومات أضعف من أن تدافع عن نفسها، ولكنهم يزايدون كما جرت العادة، ويحاولون استثمار الأحداث المأساوية هنا وهناك سياسياً لخدمة الحزب والتنظيم والجماعة. ــ بالطبع لا يوجد عربي واحد يحترم نفسه يقف ضد مظلوم ولو بكلمة؛ لكن المصيبة أن الضعف العربي العام هو الذي يمنع الحكومات والشعوب من نصرة المظلومين العرب ومن نصرة حتى فلسطين نفسها.. فلماذا تقولون إن ما يحدث حولنا من فوضى هو مؤامرة تشارك فيها أطراف عربية؟! ــ أليس الأولى بهؤلاء المزايدين في كل قضية أن يطالبوا ميليشياتهم التي تعيث فساداً في أماكن بعيدة جداً عن إسرائيل وتدمي بلاد العرب وتستنزفها؛ بالتوجه إليها وإقامة شريعة الجهاد؟ لماذا يقاتلون في كل مكان إلا فلسطين على سبيل المثال؟!! ــ مزايدات فرقة حسب الله هذه تظهر في كل مأساة كي تسجل مواقف كلامية باهتة لا تقدم ولا تؤخر، ولكنهم عند الحاجة وعند اشتعال الحروب والويلات التي تطحن الشعوب يكتفون بكتابة القصائد وبالتغريد بلغة خشبية مسمومة على تويتر. فهل هذه نصرة أيها المحترمون؟! ــ العرب لا يحمون إسرائيل ولا يعشقون الولايات المتحدة الأمريكية وبودهم لو ذهبتا إلى الجحيم فوراً؛ لكنهم لا يستطيعون المواجهة عسكرياً، وأرجو ممن يقول عكس هذا الكلام أن يرشح لنا…
الأحد ٠٢ نوفمبر ٢٠١٤
ـ الست مناعة شخصية مكافحة جداً، وتجتهد في لفت الأنظار إليها، ولأنها تعتقد أنها ذكية إلى درجة أن الجميع يتابعها باهتمام ويُصغي إلى تنظيراتها الكلامية؛ فقد عودتنا أن تتدخل في كل شيء وأن تكون تدخلاتها كارثية وفاشلة على الآخر وإن زعمت العكس.ــ في كثير من الأحيان تدعي مناعة أنها هي التي تقوم بسائر أعمال المستقبل، وفي مرات أخرى تتصنع الغضب من عدم تفاعل الناس مع خططها الوهمية وتظن أن العتبى ستأتيها حتى ترضى. لكن غالباً لا أحد يلتفت إلى مناعة، ولا أحد يأخذها على محمل الجد إلا بعد رؤية آثار خربشاتها القبيحة على وجه القرى الوادعة.ــ ترى كيف سيكون موقف مناعة من نادي ألمع القادم؟. وهل ستمد أظافرها الطويلة كما جرت العادة لخلط الأوراق والمقادير؟. أم إنها ستستحي على وجهها هذه المرة وتترك الشباب الرياضيين تحديداً يقررون مصير ناديهم وموقعه والمشرفين عليه؟!. لقد سمعنا ورأينا ما لا يسر من أختنا مناعة في مواقف مشابهة.ــ المطلوب الآن من محافظتنا الرشيدة أن تجمع المهتمين بالرياضة أولاً، وأن تترك لهم العمل كاملاً فيما يعنيهم دون شفاعات قبلية أو محاصصات جهوية بلهاء، وأن تنسحب مناعة وبقية البراغيث السامة كي لا تتكرر مهزلة اللجنة الثقافية، وما شابها من مواقف مخجلة، وتحزبات مقيتة على شيء لا يستحق ولم نره حتى اللحظة إلا على الورق!!ــ طبعاً هناك…
الثلاثاء ٢٨ أكتوبر ٢٠١٤
ـ مدير تعليم جديد؛ مؤدب وطيب ويريد أن يعمل بجدية ونزاهة كما يقول المقربون منه الذين لا يؤخذ من أمثالهم في العادة؛ يعقد اجتماعاً مغلقاً، مع لفيف من الذين يفقهون والذين -من عقود- لا يفقهون بل يستمعون ويرددون كالببغاء كل ما يسمعون. ــ في أول الأمر يُصرح المدير بأن البيئة التي جاء إليها طاردة، وأن الحال فيها لا يعجبه؛ الحضور يهزون رؤوسهم «أو بالأحرى ما يشبه الرؤوس» إعجاباً بما سمعوا. يمارسون عاداتهم السيئة التي فعلوها مع الذين كانوا قبله والذين سيأتون من بعده «كله تمام معاليك» .. مسيلمة لم يمت بعد!! ــ خارج القاعة يتحول التصريح التحفة إلى كرة ثلج متدحرجة، وكل يضيف إليها ما يشاء من الأكاذيب والتلفيقات والبهارات الحارة، وحينما يخرج بعض المجتمعين مع سعادته يؤكدون رفضهم لما قاله، ويزعمون أنه يتجاوز الوصف وأنه أسوأ مما يتوقعه الأسوياء.. مسيلمة لم يمت بعد!! ــ تدور كرة الثلج؛ المدارس تئن تحت سوط الإهمال، والمقربون الكبار أشبه بالتحف المحنطة. بينما ينشغل المحترفون كعادتهم بالانتدابات وكتابة التقارير التي تطمئن المسؤول الأعلى أن كل شيء تمام بتوجيهاتكم، وأننا نعمل بما يرضي الله.. مسيلمة لم يمت بعد!! ــ حالة الفساد تستشري ببطء، وبعض القيادات التربوية لا تجرؤ على قول الحقيقة إما طمعاً أو تزلفاً، ولا أحد يهتم أو يُحرك راكداً كي يعيش الطلاب والطالبات…
السبت ٢٠ سبتمبر ٢٠١٤
ـ في محاضرة الدكتور عبدالله الغذامي «ما بعد الصحوة .. التعددية الثقافية» بنادي أبها الأدبي، تذكرت مقولة الفيلسوف سقراط «تكلم حتى أراك»، إذ بالفعل رأينا العجب حينما تناوب بعض أساتذة جامعة الملك خالد على المداخلات، التي لم يكن لها علاقة إلا بما يتوهمونه هم عن الحياة الثقافية.. ـ لقد أجهزوا في ذلك المساء على وهمنا الكبير، الذي كنا نتمسك به، أن ثمة في هؤلاء من يستحق فعلاً أن يكون أكاديمياً واسع الأفق، وقادراً على انتقاء المفردات الصالحة لأن تقال في محاضرة نقد ثقافي؛ فضلاً عن إظهارهم عدم القدرة على البقاء في صلب الموضوع، أي موضوع دون الخروج به إلى حواشي الإرشاد الوعظي. ـ الغذامي لم يأت بجديد في تلك الليلة؛ لكنه كان رائعاً فقط في طريقة العرض وربط الأفكار ببعضها، ومع ذلك رأينا دكاترة جامعة الملك خالد المتخصصين في اللغة العربية ينحازون بشكل واضح إلى عالم المضمضة والاستنشاق وزيد يضرب عَمراً دون أسباب مقنعة. ـ طبعاً لا أقارن بين الغذامي وبين هؤلاء المحترمين؛ لكنني كنت أتوقع أن دكاترة جامعة الملك خالد أفضل حالاً مما كنت أسمعه عنهم.. لكن للأسف تبين أن كل ما يقال لم يكن إلا بعض البعض مما رأيناه وسمعناه من حشرجات صوتية لا تليق بأضعف أستاذ جامعي يمكن أن تتصوره. ـ الوحيد الذي حفظ ماء وجه المداخلين…
الأحد ١٤ سبتمبر ٢٠١٤
ــ من المقرر أن يجتمع اليوم أصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء لمناقشة فرض الرسوم على الأراضي البيضاء، ولو تم فرض الرسوم كما هو متوقع ومأمول فربما تشهد الأيام القادمة تدنياً ملحوظاً في أسعار الشبوك والأراضي، وقد يبدأ أصحابها في عرضها للبيع بأسعار مفاجئة.. هذا إن لم يتوصلوا إلى حيل جديدة كما جرت العادة!! ــ حجم الأراضي البيضاء المشبوكة منذ سنوات في المدن والمحافظات مهول جداً ومستفز، ولو تم فرض رسوم على تلك الأراضي فالمؤكد أن مشكلة السكن ستنتهي تدريجياً؛ شريطة أن لا ندخل في دوامة البيروقراطية وبطء التنفيذ كما حصل مع وزارة الإسكان التي رصدت لها ميزانية (250) ملياراً قبل خمسة أعوام تقريباً، ومع ذلك ما زالت بطيئة في التنفيذ دون أسباب مقنعة. ــ الرأي الشرعي الذي ينتظره المواطن الغلبان هو أولاً وأخيراً للمصلحة العامة، وأظن أنه من المصلحة العامة إيجاد حل عاجل لهذه الأراضي الشاسعة التي تحفها الشبوك في كل مدينة ومحافظة؛ فالناس تعبوا من طول المعاناة والمغالاة، ولو كان هناك شح في الأراضي الصالحة للسكن لهان الأمر، ولكننا نراها أمام أعيننا وبأسعار احتكارية مبالغ فيها. ــ اليوم أو غداً سنحتفل إن شاء الله باليوم العالمي لنزع الشبوك في السعودية إذا تم فرض الرسوم، وبعدها يمكن حلحلة أزمة السكن من وضعها الحالي الميؤوس منه.. الفكرة التي لدى هؤلاء…
الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤
ـ في المباريات الدولية عادة ما يكون الحكم نزيهاً وصارماً في تطبيق القوانين، وفي إخراج الكارت الأحمر مباشرة للاعب الذي يتعمد الخشونة؛ أما في المباريات المحلية فمن الممكن أن تمشي الأمور (بحبة خشم) أو شبهة احتكاك غير مقصود، وربما بكثير من اللين والتسامح في كل مباراة.. ـ هذه المرة يتجه بعض أعضاء الهيئة إلى الأجانب؛ في نقلة نوعية خطيرة ومنفلتة جداً، وبلا شك فهي تُسيء إلى الهيئة كجهاز وكأعضاء محترمين، وإلى البلد أيضاً، والمصيبة أن الأحداث تثبت دائماً أن أكبر المسيئين للهيئة هم أعضاؤها ولا أحد آخر.. فماذا سيفعل الحكم؟! ـ وهل يحق لعضو الهيئة أصلاً أن يحتسب على الأجانب مثلما يحتسب على السعوديين؟ هذا سؤال مهم بظني، ويجب أن تجيب عليه الهيئة فوراً كي تتضح الأمور، وخصوصاً إذا كان هذا الأجنبي يحترم قانون البلد ويعرف واجباته جيداً، ويمشي في حاله. ـ الآن ماذا تريدون أن يقول الإعلام عن عضو الهيئة الذي اعتدى على البريطاني وزوجته بصورة غير حضارية أبداً؟ هل هو محتسب وغير محسوب على الهيئة من الأساس؟! وهل يحق له ما فعله إذا كان عضو هيئة؟ أم أن الإعلام (التغريبي) يتصيد كما يقول بعضهم؟ ـ على كل تبقى الهيئة إدارة حكومية مثلها مثل غيرها، ولا يصح تحميل الأمور ما لا تحتمل.. هذا الكلام يعجب كثيرين ويظنون أنه المطلوب؛…
السبت ٢٣ أغسطس ٢٠١٤
ـ تغييب كلمة يعتبر ردة فعل من الطراز الأول، وجاهلية واستتباب خرف، ومن يظن أن الكلمات الحرة تُنسى بسهولة فهو خارج التاريخ، أو على الأقل يحاول أن يصنع واقعاً مختلاً لا علاقة له بسير المواقف والأحداث ومزاج البشر الأسوياء!! ـ الكلمة هي التي تصنع التاريخ دائماً، والنفوذ يحاول إلغاء التاريخ الذي ليس على مزاج القادرين، وما بينهما ثمة صراع خفي تقوده في العادة مجموعة من عشاق إخفاء الحقائق وتزويرها لمصالح وقتية شخصية. ـ صرخة النافذ لا تعني أنه متأذ من كلماتك فقط؛ بل تعني (وهذا هو الأسوأ) أنه وصل إلى مرحلة لا يستطيع أن يسمع فيها إلا صوته، ولا أن يقرأ فيها سوى كلمات التمجيد، ولذلك يستغرب أن يأتي أحد ويقول له لقد أخطأت، ويعيده إلى بشريته.. إنه يمر بمرحلة جنون العظمة، وكل من يمر بها لا يريد أن يسمع أو يقرأ إلا معلقات المدح. ـ في نفسية النافذ مشكلات أزلية لا يمكن عدها ولا حصرها، وفي العادة فهو ينفصل عن الوقوع بمجرد إحساسه الأول بالنفوذ، ومن يُنمون فيه هذا الإحساس السيئ هم من يجني عليه في نهاية الأمر، ومن يتخلون عنه قبل أن ينجلي الغبار.. أغلبهم يصبحون شهوداً عليه لا له! ـ الجاهلية لا تنتصر على الكلمات في هذا العصر؛ بل تشدها من أذنيها وتحررها من سطوة الرجعية والتخلف،…
الثلاثاء ١٩ أغسطس ٢٠١٤
ـ ابن الوزير عصامي مكافح ما شاء الله تبارك الله؛ صحيح أن الأبواب فُتحت أمامه لأنه ابن معالي الوزير، وصحيح أن التجار يتلطفون إليه ويمدحون أخلاقه العالية وسعة علمه واطلاعه لأنه ابن معاليه، وصحيح أنه (ما يتبع ثنتين) لكنه عصامي مكافح الله يحفظه. ـ ابن القاضي عصامي مكافح؛ صحيح أنه يعيش ستة أشهر خارج البلد في رحلات استجمام متتابعة، وأنه لا يدري من أين تشرق ومن أين تغرب؟ لكن الله وفقه فأصبح من هوامير الأراضي الكبار، وله مكاتب عقار في كل شارع ويُنهي أموره في كل محكمة بيسر وسهولة.. رجاء لا تفهمونا غلط الولد عصامي مكافح باسم الله عليه. ـ ابن المليونير رائع باستمرار ويعتبر أكبر عصامي مكافح في العالم؛ مع أن السيد الوالد وضع في حسابه كم مليوناً في بداية حياته، وبعد أن أضاع نصفها على «المكيفات» عوضه الوالد أيضاً عسى أن تكون هذه آخر الأحزان والنزوات والضلالات.. لكنه عصامي جداً ومكافح جداً، ومن يشبهك يا عصامي؟! ـ ابن المدير العام عصامي ومكافح من الدرجة الأولى؛ طبعاً لم يؤثر عليه أبداً أنه لم يكمل تعليمه، وأنه (داشر شوية وفاغر باستمرار)..هو الآن صاحب منصب معقول في إدارة أبيه، وله عدة مشاريع تجارية ناجحة وتنافس في السوق، والسبب لأنه عصامي مكافح، ولا تفهمونا غلط رجاء. ـ أما ابن الموظف البسيط فقد…
السبت ١٦ أغسطس ٢٠١٤
ـ من حق الناس أن يحلموا بتربية أطفالهم في جو صحي ومتصالح مع الحياة، ولأن ذلك لا يحدث بكل أسف في أغلب الدول العربية، فإن الناس يهاجرون دائماً ويبحثون عن جنسيات تحترم آدميتهم وأحلام أطفالهم، والسعيد من تتوفر له فرص الهجرة.. ـ لا تلوموا العقول العربية المهاجرة؛ فأبسط حقوقهم أن يعيشوا في منأى عن هذا الجو الفاسد الذي يعيشه أغلب العرب في بلاد الفوضى السياسية تحديداً.. إن هجرتهم اضطرارية وليست اختيارية أبداً؛ اضطرار واقع عنيف وجاهلي ومتخلف، وليست هجرة ترف أو مباهاة كما يظن بعضهم. ـ لماذا تريدونهم أن يبقوا معكم؟ ليشاركوكم في مبايعة الخلفاء المزورين؟ أم ليساهموا معكم في كتابة القصائد الفاخرة عن رؤساء المليشيات التي تتكاثر كالنمل؟ أم إنكم تحاولون الاحتفاظ بهم كي يصبحوا عالة على العالم؟ الهجرة قد تكون حلاً حينما تتوافر شروطها. ـ كل عربي يستطيع الهجرة أو يحصل على جنسية تحترم آدميته؛ عليه أن يبادر إليها فوراً، وأن لا يفكر ولو للحظة واحدة في التأجيل أو إعادة التفكير.. قد يعود إلينا هؤلاء المهاجرون بحلول لعاهاتنا المستديمة.. من يدري؟!! وقد يتكاثرون هناك فيمسكون بزمام الأمور في يوم من الأيام.. من يدري أيضاً؟ ـ على الأقل قد يستطيعون تحسين صورتنا المختلة في كل بلاد العالم، وقد يخدموننا في المستقبل حينما يعودون إلينا بأطفال متعلمين ومتحضرين لا يحبون…