الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤
ـ جامعة تقبل ابنك في الكلية التي يختارها مباشرة إن كانت درجاته مناسبة وتناسب التخصص الذي يريده، وأخرى تنتظر «واسطة» كي تقبله، أو تحجز مقعده الذي يستحقه لابن الشيخ الحركي فلان. ـ جامعة محترفة تشتغل على قدرات الطالب الحقيقية ودرجاته واجتهاده، وأخرى تسأل عن عدد المخيمات التي دخلها، ومن هم الشيوخ الذين يحبهم وسايرهم في المرحلة الثانوية، وكم محاضرة خاصة حضرها للشيخ الحركي فلان!! ـ جامعة تعمل وفقاً للعصر وضوابطه، وتوزع طلابها على الأقسام بحسب قدراتهم الحقيقية، وأخرى تنصب صراط (التنظيم) أمامهم كي لا يتجاوزه إلا أبناء المنتمين، ومن يسايرونه فكراً وممارسة ولو بالكذب.. واقعكم لا يتجنى على أحد. ـ كلكم عانيتم في قبول أبنائكم في الجامعات؛ ليس لأنه لا يوجد مقعد شاغر، وليس لأنهم سيئين أو ضعفاء في مستوياتهم العلمية، ولكن لأن ثمة طابوراً خامساً يدير اللعبة في أكثر من جامعة، ويحاول تغذية التيار بيافعين لهم ضوابط وسمات معينة. ـ قد يقطع أبناؤكم مسافات طويلة في مدن أخرى كي يواصلوا تعليمهم؛ لأن مجموعة من السيئين الأغبياء قرروا جعل الجامعة القريبة حكراً على أبناء الحركة وأقاربهم.. لا تحزنوا ولا تغضبوا.. هذه (شنشة عدناها في أخزم)! ـ السؤال المدهش: إلى متى يتحكم مثل هؤلاء في جامعاتنا؟ وإلى متى وهي تشتغل بصمت لتمرير أجندات التنظيم الذي يعرفه الجميع؟ هل أصبح التفوق لا…
الإثنين ١١ أغسطس ٢٠١٤
ـ يقول خطيب العيد بجامع الخير في دمشق أحمد الصواف أن «بشار الأسد يشبه خالد بن الوليد وعمر بن عبدالعزيز ونور الدين الزنكي وصلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس» .. «وكلك على بعضك حلو يا ريس»!! لا تصدقون ولكن هذا ما حصل .. ـ طبعاً لم يخبرنا فضيلة الخطيب الهمام ما هو وجه الشبه؟ ولكن دعونا نخمن؛ خالد بن الوليد رضي الله عنه كان مشهوراً بالفروسية والشجاعة، ومن أبجدياتهما أن الشجاع والفارس لا يقتل الأطفال والنساء، ولم يرو عن خالد رضي الله عنه أنه قتل امرأة أو طفلاً بعكس بشار تماماً. ـ أما عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فكان عادلاً وتقياً وورعاً إلى درجة أنه حرم الشعراء المداحين من أعطياتهم على النفاق المتكلف، الذين كانوا يقومون به عند كل حاكم؛ ولا أظن أن هذه السيرة الباذخة تتوافق أبداً مع سيرة الولد المقاوم!! ـ نأتي إلى نور الدين الزنكي وصلاح الدين الأيوبي؛ الأول تصدى للحملة الصليبية الثانية ونشر التعليم والصحة ومهد لصلاح الدين استعادة القدس، وأما الثاني فهو صاحب معركة حطين الشهيرة وهي وحدها مفخرة تعادل كل تاريخه الرائع؛ فهل لدى بشار شيء من ذلك؟ ـ بالنسبة للظاهر بيبرس فهو أحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط، وحقق كثيرا من الانتصارات ضد الصليبيين والمغول، وأظن أن الفرق كبير ومهول جداً بين معركة…
الثلاثاء ٠٥ أغسطس ٢٠١٤
ـ أفضل هدية نحملها إلى أعدائنا في هذا الزمن العاثر؛ أن يصبح في كل حارة عربية خليفة، ومجموعة مهابيل يصفقون له بغباء وربما بحسن نية.. «فرق تسد» بشكل عصري وعلى موضة الأحداث العربية المختلة، ومزاج البشر المتهافتين على القتل والبشاعة.. ـ تنام المدن العربية مثخنة بالوجع والجراح والمستقبل الغامض، وتصحو على خبر مبايعة بليدة لخليفة عابر صنعته المخابرات ومولته وجمعت له الأتباع.. هذا لا يحدث إلا في بلاد العرب؛ حيث يغيب العقل، وتصحو الغرائز بشكل سافر ولا إنساني. ـ الآن ليس أمام أغلب مدننا العربية الطيبة إلا خيارات محدودة جداً كي تختار الأقل وطأة من بين الصعاب المتعددة؛ فإما رئيس ميليشيا، وإما زعيم عصابة تأتي على ظهر دبابة أجنبية، وإما خليفة بمسوح مخابراتية لا تخطئها العين.. خيارات وجع وندامة وانغلاق أفق!! ـ كأن بعضنا لم يتعلموا في المدارس أن الخلافة بجلالها وعظمتها كانت أرقى نظام حكم وصلت إليه البشرية في عصرها، وكأنهم لم يقرأوا سير الخلفاء الحقيقيين في عدلهم وتسامحهم ومروءاتهم الأسمى من كل طائفة ومذهب.. ألم تعلموا أن الخلفاء لا يقطعون الرؤوس بالمجان؟!! ـ الحقيقة المرة أن خلفاء المخابرات وأمراء الحروب المعاصرين هم أسوأ نكتة يمكن أن تستثمر للضحك على الأذهان الحليقة، ويمكن ترويجها في كل العالم بما يضرنا ولا ينفعنا أو يعيد لنا أرضاً مسلوبة أو وطناً مستباحاً..…
الجمعة ٢٧ يونيو ٢٠١٤
ـ لا يمكن التنبؤ أبداً بما يمكن أن تفعله أو تفكر فيه التنظيمات الإرهابية التي تجتاح العالم العربي هذه الأيام؟ ولا أين تقع معاركها المقبلة/ المتوقعة؟. الأحداث في حالة سيلان مذهل ومريب، وكل دولة لا تتوقع أياماً مزعجة عما قريب، أو تسترخي أكثر من اللازم، فهي تعيش خارج التاريخ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. ـ الدول التي تعمل حساباً للغد وتقرأ التحولات والأحداث بشكل جيد؛ يمكنها بعد توفيق الله أن تنجو من مثل هذه الكوارث شريطة أن تكون دائماً على أهبة الاستعداد وألا تترك شيئاً للصدفة، أو للاحتمالات المنجية.. لا ننسَ أن السيناريوهات التي ترسم للمنطقة كثيرة جداً، وهي تحدث بأشكال قد تبدو مفاجئة، ولكن المؤكد أنه قد تم التخطيط لها مسبقاً.. من يدري؟!! ـ القتل المستعر في العراق وفي سوريا مؤلم لنا جميعاً، وربما له تبعات جسام قد يطالنا بعضها لا قدر الله، ولن يجدي ترديد الأسئلة العقيمة نفسها عمن أوصل الأمور إلى هذا الحد؟ ولا عن من هو الأكثر طائفية؟ هذه الأسئلة تستهلك وقتاً طويلاً ربما نكون بحاجة إليه في تحصين بلادنا ضد المخاطر.. ـ كل من يطل على حدودنا المشتعلة يدرك بيسر وسهولة حجم المخاطر والمآسي التي تحيط بنا، ولذلك أقل ما يمكن فعله من الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية والتحدي.. اجتماع مجلس الأمن الوطني…
الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠١٤
ـ الذين قتلوا ناهد هم الذين كانوا ولا يزالون يرفعون فيتو العار كلما أرادت وزارة أو جامعة تغيير غلاف كتاب أو ورقة تقادم عليها العهد ضمن منهج دراسي بائس ومخيف برجعيته؛ بذريعة أن ذلك تغريب يريد شراً بأبناء المسلمين، ولذلك أصبح من الطبيعي على كل من يحترم عقله أو ظهرت عليه بوادر النبوغ المبكر أن يبحث عن حبل منجاة مما يحدث. ـ الذين قتلوا ناهد هم الذين دفعوها ودفعوا غيرها إلى البحث عن تعليم حضاري يليق ببني البشر ويستوعب أحلامهم وتطلعاتهم المشروعة في الحياة لا في الموت والتخويف المستمر منه، ولذلك هربوا بمحض إرادتهم حتى لا يُصبحوا مع الأيام نسخاً مكررة ومتشابهة تعمل بالطريقة الطقوسية نفسها منذ خمسين سنة. ـ الذين قتلوا ناهد هم أولئك الذين يفترضون أن لكل مواطن 10 أصابع في الكف الواحدة؛ كي يتحسس الخطيئة ويكافحها بالوهم، وأنه لو فقد منها إصبعاً بالجهل أو بالنسيان فإنه سيكون موضع شك وسؤال و(برطمة) ريثما تنبت له هذه الإصبع اللعينة من جديد!! ـ الذي يقتل أبناءنا ويدفعهم للبحث في كل أصقاع الدنيا عن تعليم مفيد وله مستقبل مضمون؛ هو هذا الجو العام المرتبك الذي يشك في كل شيء معاصر، ويبحث عن مبرر لرفض الانتماء للعالم بكل الوسائل الممكنة؛ كي يحافظ على صنم عجوة صنعناه بأيدينا اسمه الخصوصية، وما يلحق بها…
الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠١٤
ـ تمتد السفرة أمامك بما لذ وطاب، وتكاد أن تموت من التخمة وشدة الشبع؛ أما هو فلم يجلس على ربع سفرة مثل سفرتك طوال حياته، وسيعتبرها من علامات نهاية الزمان لو تيسر له بعض ما يتيسر لك من بذخ؛ لقد كنت مثله وأسوأ فلماذا لا تشكر النعمة كي تدوم؟! ـ أطفاله يحلمون اليوم بربع ما لدى أطفالك؛ لم يجربوا أبداً زحمة الألعاب المتناثرة في كل زاوية من البيت، وليس لديهم جوالات نهائياً، ولا ملابس تصيبهم بالحيرة حينما يخرجون لأنهم لا يعرفون كيف ينتقون أحلاها.. ألا يذكرك وضعهم هذا بوضع أبنائك قبل النعيم؟! ـ أولاده الذكور يذهبون إلى المدرسة مشياً على الأقدام، وليس لديهم ترف تغيير الثوب في كل مناسبة مثل أولادك، وبالطبع فهم ليسوا مشغولين بترتيب حجوزات السفر والبحث عن مقعد بالواسطة كي يستمتعوا بالسفر.. لا تظن أنك بمنأى عن استدارة الزمان!! ـ لقد كنت مثله وكان أولادك مثل أولاده تماماً؛ فلماذا نسيت أو تناسيت طريق العذاب؟ ألم تعلم أن الذين ينسون سيرتهم الأولى بسرعة، ويظنون أنهم أصبحوا بمنأى عن الفقر والحاجة هم أقرب للخطأ والتبديد ومن ثم العودة إلى نقطة الصفر؟!! ـ في مجتمعنا ظواهر فجة وجحود ونكران؛ من الذين كانوا حتى الأمس القريب تحت خط الفقر، وحينما ابتسمت لهم الدنيا بالغوا في المظاهر، ونسوا أن الله وحده هو…
الجمعة ٣٠ مايو ٢٠١٤
الحضر المستنيرون أساتذة في التغيير، وصناعة الدهشة والفارق. قدرهم أن يحفروا الأيام والليالي لتعميق أثر البصمات والنقوش الملونة كي تبقى أطول وقت ممكن؛ بينما يتفرغ غيرهم للدعاء أن يفشلوا وينتكسوا، ويصابوا بعاهات مستعصية، وكم من دعاء عاثر جاء بوزارتين!! هذا التصور الخاطئ والنمطي والمؤلم عن الأشخاص والأفكار وكذلك المؤسسات الراشدة قد يجعلك تدعو بالويل على من يستحق أن تدعو له بالمغفرة والفلاح، وانتصار الأمل.. حينما أراد وزير الصحة المكلف أن يُجري لقاء طارئاً مع قيادات الوزارة عبر الدوائر التليفزيونية المغلقة عقب تكليفه مباشرة لبحث موضوع كورونا؛ لم يستطع التواصل مع أولئك الأشاوس الكبار بسهولة، والسبب هو ضعف البنية الأساسية الإلكترونية في الوزارة كما يقولون هم، وربما بسبب عدم اهتمامهم الكافي بموضوع كورونا من الأساس كما يقول المراقبون.. مبدئياً كل وزارة تفشل في عقد لقاء عبر دائرة تليفزيونية مغلقة تعيش خارج العصر حتى ولو تبجحت بنجاحاتها، وكل وزير يريد عقد اجتماع طارئ مع قيادات وزارته فلا يجدهم عند الضرورة عليه أن ينصحهم بالبحث عن أماكن عمل أخرى تلائم ظروفهم، ولا أقول تسيبهم ولا مبالاتهم كي لا تأخذهم العزة بأيام التسمين الخوالي!! كانت هذه صدمة المهندس عادل فقيه الأولى في وزارة الصحة التي كُلف مؤخراً بإنقاذها، ولابد أنه وجد فيما بعد فساداً مالياً وإدارياً، وكياناً هائلاً من الفوضى وسوء التخطيط، وربما صدمات…
الجمعة ٢٥ أبريل ٢٠١٤
التجارب التي يمر بها الحفيون بالطموح هي حالات تطهر عالية التركيز من أدران الرحلة ــ كل رحلة ــ ومهما كانت مرارتها فإن فضلها الأول والأبدي أنها تعيد الإنسان دائماً إلى ذاته الحلوة كي يعتدل صافياً ورائقاً كما بدأ؛ إن اختلت به مقادير الملح والسكر، أو زادت من حوله بهارات البغي الاجتماعي المتمذهب بالبله والاستعداء؛ لقد وُلد الإنسان حراً ثم تمذهب فانشطرت حريته ومن ثم احتقنت، ورفعت عقيرتها بالبغضاء في غير أوانها، ولا أوان أبداً للبغضاء بين البشر إن كانوا يعقلون.. الخيارات عدة كي يُصبح الإنسان شيئاً مذكوراً ومهماً في هذه الدنيا؛ الثراء والجاه والمنصب وغيرها من الملهيات التي تذهب مع الرياح، ولكن أعظمها وأكثرها بقاء عند العقلاء أن يكون الإنسان إنساناً بالمعنى العميق للإنسانية، وأن يتجاوز عقد التصنيف ومحاولات الابتلاع الهمجي المنظم، وأن يسمو على الجراح التي تصيبه في رحلة فنائه الدنيوي، وكلنا فانون وذاهبون مهما فعلنا وتشبثنا بقشرة الأرض.. ما تحت سطح الجمجمة هو الحضارة المهيمنة التي تحدد مستقبلك وبقاءك وصمودك في مواجهة المحن، ومهما حاولت التغطية فستكشف الأيام عن مقدار حضارتك المختبئة تحت سطح جمجمتك، ويا لها من حضارة واثقة ورائعة يا عم توفيق تلك التي جعلتك مقبلاً على الدنيا لا مدبراً برغم المطبات والصعاب!! حراً يولد الإنسان ومكرهاً يموت، وما بينهما توجد بصمتك، ورنة صوتك وبهاء أفكارك،…
الثلاثاء ١١ فبراير ٢٠١٤
ـ هل الرواتب الكبيرة التي يأخذها المستشارون في شركات الكهرباء بحاجة إلى إعادة نظر؟ هل يمكن اعتبارها منفذاً نظامياً لاستقطاع جزء كبير من ميزانية الشركة دون مبرر أو دواع فنية تخدمها وتطورها كي تساير العصر؟ ومتى تليق الشركة أصلاً بما يستحقه المواطنون من خدمات؟! ـ لماذا أصبحت السيارات الجديدة التي تُصرف سنوياً لكبار موظفي شركة الكهرباء بفروعها المنتشرة مضرب المثل على جودة المرعى وقلة الصنعة كما يقول البعض؟ وهل يقدم هؤلاء للشركة شيئاً يوازي ما يحصلون عليه من امتيازات؟ من يقنعنا كمواطنين بذلك؟ وتذكروا أن بعض هؤلاء ليسوا مهندسين أو فنيين كي نبلعها ونمشيها بل إداريين على مكاتب!! ـ بعض الناس يؤكدون أنه لو قامت شركة الكهرباء بترشيد هذا الإنفاق الزائد عن الحاجة على كبار موظفيها فسيُصبح بالإمكان تدعيم عملها الرئيس وصيانة ما يحتاج إلى صيانة بل واستبداله عند الضرورة بمنتهى اليسر، ودون طوابير مستشارين يعودون من التقاعد كي يصبحوا بطالة مقنعة لا تنفع في شيء وبحجة الخبرة؛ فهل هذا صحيح؟! ـ ما نعرفه جميعاً أن الدولة تدعم شركة الكهرباء، والشركة بدورها تقوم بتحصيل فواتيرها بانتظام وبمبالغ محترمة، وكذلك تبيع عدَّادات جديدة على المواطنين الغلابة بأثمان باهضة؛ فأين تذهب هذه الأموال؟ وكيف تقدم لنا الشركة خدمة ضعيفة مع كل هذه الأموال والفواتير ثم تشتكي من شح السيولة؟! ـ المواطن الذي…
الجمعة ٠٧ فبراير ٢٠١٤
مبارحة الأمكنة هي التي تزحزح بوصلة الرتابة وتضعها على صهوة الأمل مع آبائه وأمهاته الجميلات، وكم هي سعيدة تلك المرأة التي تستطيع الرحيل إلى عالم جديد لا يتثاءب في وجهها، ولا يصيبه الكساح حينما يلمحها أو يسمعها أو يصغي لوجدها، وتأملوا في حال المسافرات إلى بلاد الفرنجة -التي نلعنها ونعيش على خيراتها- حينما يجدن أناساً يرحبون بأدب جم، ويشرعون الأبواب لكل موهبة تمتلك القدرة على صناعة الفارق، ولو بالصوت. قدر المرأة العربية أن تعيش في مجتمعها على ضفاف الوقت، وأن تجمع أحلام عمرها تحت وسادة مُوشاة بالدموع ما لم تنحت في الصخر، وتفض بكارة النمطية، وترفع عن كاهلها ستائر النسيان والعته المبكر، وقد فعلت هدى الرشيد في كفاحها كل ذلك وما هو أكثر، وحينما استوى صوتها النابض بالحياة على دقات ساعة «بيج بن» لم تعلم نصف نساء البلد أنها الشقيقة وبنت المكان إلا في وقت متأخر جداً، والسبب أن الرجال لم يكونوا يعرفون أيضاً، وقد كانوا هم مصدر المعلومة في ذلك الوقت، وفلترها الذي لا يترك الأشياء للصدفة!! لكي تعرفوا روعة هدى الرشيد ركبوا الصورة التالية من عصر السبعينيات في القرن الماضي: شابة سعودية تقدم نشرة الأخبار من إذاعة لندن قبل ميلاد الحضارة في بلدها الأم، وقبل تمدد سواعد الإسفلت، وفي بدايات عصر الكهرباء والتليفونات وطفرة النفط.. فمن أين خرجت…
الثلاثاء ٠٤ فبراير ٢٠١٤
ـ كل مدير تعليم يخاف من الإعلام؛ فهو يريد إخفاء حقيقة يعرف تماماً أنها ستفضحه وتعريه إن خرجت للناس، ولأنه يعيش على تلة عالية من الفساد والمفسدين المقربين يشعر دائماً أن الإعلام هو نهايته الحتمية، وهذا ما يجعله يبالغ في التحفظ والوسوسة، وينشر الإشاعات عن الإعلام والكُتاب، ويصفهم بكل منقصة حفاظاً على ما يعتقد أنه مكتسبات مستحقة له شخصياً ولدائرته النفعية الضيقة. ـ ولذلك سيتعب هؤلاء كثيراً في وزارة خالد الفيصل الذي تعود على الشفافية والتواصل البناء والمثمر مع الإعلام، وسيشعرون بأن مصطلحات الهروب التي كانوا يرددونها في كل اجتماع وأمام كل وسيلة إعلامية ستُصبح غير نافعة لهذا العصر؛ ما لم يغيروا من قواعد العمل الرتيبة التي ألفوها وبقوا في مناصبهم بسببها. ـ في اجتماعه الأول بمديري التعليم قال الأمير خالد الفيصل «إن القياس والتقييم سيكون هو ديدن التعامل في الوزارة؛ إما أن نضيف أو نترك العمل لغيرنا» وهذا الكلام مزعج جداً لمن تعود لسنوات طويلة أن يكون منصبه شرفياً أو استغلالياً لا علاقة له بالتعليم والتربية إلا من باب أحب الصالحين/ العاملين ولست منهم!! ـ بعد هذا الاجتماع وما ورد فيه من كلام مهم أستطيع أن أقول بثقة إن خالد الفيصل الذي نعرفه جميعاً قد بدأ الآن في ممارسة صلاحيات عمله، وأن من حقنا وفقاً لذلك أن نأمل الكثير…
الجمعة ٢٤ يناير ٢٠١٤
لا تظنوا أن العاشقين للوضوح والحرية بلا أطفال، ولا ألبوم ذكريات ولا بنات حلوات يذهبن إلى المدرسة؛ بل لديهم مثل ما لديكم من الأشياء الحميمية التي يخافون عليها، وربما ما هو أكبر وأجمل، ولكن الفرق يأتي من الشعور العالي بقيمة التاريخ، وبما سيكتبه ذات هجوم كاسح على مواقع النجوم، ونمطية الترهل.. الصحافة لعبة ميتة من الأساس في هذا العصر الفاتح لكل الأبواب المغلقة، ومحاولة التشبث بقارئ واحد تبدو أصعب من فتح مدينة عربية بجيش عجمي؛ لكن القدرة على تجسيد الحلم هي التي تصنع الفارق، وتلون المساحات الداكنة كي يشتاق الناس إلى المضمار، وهذا ما فعله قينان الغامدي ويفعله في كل وقت، وبالتالي فهو لم يكن متفائلاً أكثر من اللازم حينما أشعل أوراق الصحافة بالأمل، والحرية، وحاول خلق فراشات تحلق بجناحي نسر، ولم يتوكأ على قلم من الرصاص كي يحارب جبهة خراب أبدية كما يظن بعضهم، وإن أشبهت كلماته الرصاص فإن السبب يعود لإيمانه القوي أن روعة المستحيل، وبهاءه وقبلاته الحارة؛ تتجسد في استنبات وردة باذخة من قلب رصاصة مختلة، وتسونامي تطفو على سطحه العمائم. ألا يكفيه أن المنصفين اليوم يؤكدون أنه كان اختياراً «تأسيساً» موفقاً لصحيفتين صنع بهما الفارق، وزعزع بهما أعمدة السقوف؟ فهل يلام الحر باختياره الحرية؟!! قسوة الأيام أن لا تقولوا للمحسنين أحسنتم وهم أحياء، وأن تمنعكم طقوسية…