الجمعة ٢٥ أكتوبر ٢٠١٣
ــ يبدو أنه لا قانون واضحاً وصريحاً ضد التحرش، أما العقوبات فهي متروكة للاجتهاد لدينا، ولذلك سيتكاثر المتحرشون في كل زمن، ولن تجد المرأة السعودية من يحميها في الأماكن العامة، وبالتالي ستلزم بيتها، وربما هذا هو الهدف البعيد والمبتغى من بعضهم!! ـ عقوبة المتحرش في كل بلاد العالم واضحة وصارمة، ولا يستطيع أي رجل أن ينظر إلى امرأة بنظرات مريبة أو شهوانية خوفاً من العقاب؛ فحتى النظر هناك له ضوابط وآداب عامة يجب مراعاتها، وأولها أن لا تبحث عن مفتاحك الضائع في وجهها حينما تشاهدها في أي مكان! ـ مَنْ صدَّعونا بالمحافظة على المرأة وصونها، وأنها درة وجوهرة؛ هم ألدُّ أعدائها اليوم، ومن يقف حجر عثرة في طريق إنجاز بعض القوانين الطبيعية جداً في حياة البشر الأسوياء، التي يمكن أن تصونها بالفعل لا بالكلام والخطب الرنانة وأوراق البحوث الصفراء. ـ لنعترف بأن المرأة السعودية أصبحت مستباحة من طرفَيْ نقيض ذكوري؛ كل منهما يحاول جاهداً أن يحشر نفسه في قضاياها وينهشها دون سبب وجيه. ـ الليبرالي يختصر قضاياها في قيادة السيارة، والشيوخ يختصرونها في عباءة الكتف ودرجة انبعاث العطر، وكل هؤلاء سبب رئيس في ضياع حقوقها، وحينما يجدُّ الجد لن تجد أحداً منهم يرفع عنها الأذى والضيم، ويعترف بأنه يتحدث عما يريده هو منها وليس العكس. ـ لن تردع المتحرش قليل…
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠١٣
ـ كثرة المنادين بالفضيلة والخائفين عليها لا يعني أننا مجتمع فاضل فعلاً؛ بل يعني أننا نبحث عن هذه الفضيلة والمثالية المتخيلة بمنتهى الجدية ولكننا لم نجدها كاملة وفقاً لما نتخيله عنها حتى الآن، وكلما غابت جد البحث وتكاثر المنادون في كل مكان؛ ننسى وربما نتناسى أنه لا يوجد فضيلة كاملة. ـ غزارة التعليم الديني ليس معناه أيضاً أننا نعيش في مجتمع فاضل؛ بل يعني أننا نحاول استكمال نقص بشري طبيعي نلمسه ونعاني من أعراضه الفتاكة، ونظن لقصورنا أن سده يمكن أن يأتي عن طريق مخرجات هذا التعليم الديني، وأنه لا بد أن يفي بالغرض في سعينا الدؤوب إلى هذه الفضيلة المتخيلة والمكتملة الأركان كما نتوهم. ـ إذاً نحن لا نختلف كثيراً عن الفيلسوف الحالم أفلاطون في نظرته إلى الحياة؛ هو الآخر بحث في أحلامه عن مدينة فاضلة يسكنها الفلاسفة، وظن أنهم لحكمتهم سوف يجعلون كل شيء في هذه المدينة معيارياً؛ لقد كان أفلاطون مثل بعض مطاوعتنا تماماً مع فارق الفهم واتساع الأفق والرشد الكبير! ـ المحصلة النهائية لفكرة الفرز أن أفلاطون مات دون أن يتمكن من جمع الفلاسفة في مدينته المستحيلة/ الفاضلة، وسيموت بعض مطاوعتنا، هداهم الله، دون أن يتمكنوا من حشر الناس أجمعين في فضيلتهم المتخلية والمكتملة الأركان. ـ أما السبب فهو بشري بحت؛ فالناس يخطئون ويصيبون في كل…
الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣
ـ تحتاج بعض فروع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى إصلاح شامل وفوري لا يشبه الإصلاح العربي الإخواني أجلَّكم الله، وليس فيه مرسي ولا بديع ولا شاطر ولا رجة ولا رجفة، ولكنه إصلاح للعقلاء الراشدين الذين لا يرون المواطن تهمة تمشي على قدمين، ولا يتعاملون معه كحالة اشتباه أو ترقيم محتمل! ـ المطاردات الهوليودية التي يقوم بها بعض كوادر الهيئة الميدانيين الممانعين للإصلاح لم تعد قضية أخطاء موسمية يمكن تبريرها بالحماس الزائد أو قلة الخبرة الميدانية كما جرت العادة؛ بل أصبحت كما يبدو طبيعة عمل روتينية جداً لدى هؤلاء، ولذلك آن للهيئة أن تقف مع هؤلاء الممانعين للإصلاح، وألاَّ تعيد حديث الإعلام عن أخطائهم الكارثية إلى المتربصين الدائمين كما تزعم في كل وقت. ـ إصلاح كوادر الهيئة الذي أطالب به هو استحقاق متأخر، ولكنه الآن أصبح ملحاً كي تمارس عملها بمنتهى الانضباط والرشد المتصالح مع مستجدات العصر، وأول هذا الرشد ألاَّ تنظر إلى المواطنين كمشبوهين تجب مطاردتهم؛ فالمواطن ليس شبهة في المبدأ، ولكنه إنسان محترم ويجب التعامل معه على هذا الأساس، وفقاً لتوجيهات الرئيس العام للهيئة وعلى هذا الأساس فقط حتى يثبت العكس. ـ كنت ما أزال من المؤمنين والمؤيدين للهيئة في قضايا الستر والتعامل مع المبتزين للبنات بفاعلية مشكورة؛ أما مطاردات هؤلاء على طريقة الأفلام الأمريكية التي تشوه…
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
ـ أنتمي إلى جيل الطباشير المبارك الذي لم يسمع عن الوطن إلا من خلال مادة الجغرافيا فقط؛ حتى إذاعة الصباح في المدرسة كانت تتكلم عن أحزان الأمة وويلاتها في كل مكان، وكانت تغفل عن قصد أو غيره الحديث عن الوطن، ومكتسباته وأهله الطيبين! ـ عرفت أشياء كثيرة عن سجون عبدالناصر، وعن حمزة البسيوني وشمس بدران وصلاح نصر، وعن الشهيد سيد قطب، وكنت كأقراني أحفظ عن ظهر قلب قصيدة «أبتاه ماذا قد يخط بناني» لهاشم الرفاعي سماعاً من أساتذتي الذين كانوا يرددونها أمامنا في كل حصة تقريباً وإلى حد الملل. ـ في المقابل لم أقرأ قصيدة واحدة لحمزة شحاتة أو غازي القصيبي أو عبدالله الثبيتي رحمهم الله إلا في وقت متأخر جداً، ولم أعرف إلا النزر اليسير عن بلادي التي هي قبلة العالم، التي هي على النقيض تماماً من كل هذا الوجع والمعتقلات وسحق الإنسان والآدمية الذي كان يقدم لنا في المدرسة!! ـ عرفت تضاريس وادي بانشير في أفغانستان بامتياز، ولم يتبرع لي أحد بوصف وادي العقيق في المدينة المنورة أبداً، أما حصيلتي المعرفية عن سير أحمد شاه مسعود وحكمتيار وبرهان الدين رباني وعبد رب الرسول سياف وعبدالله عزام؛ فقد كانت ترجح بكفة كل من أعرفهم من المشاهير في وطني، وفي الأوطان العربية الشقيقة! ـ قُدر علينا كجيل أن نتناول هذه…
الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٣
ـ فضيلة إمام جامع الفردوس في حي النهضة بالرياض لم يأت بجديد حينما دعا على السيسي؛ إنه يمارس حياته الطبيعية التي يكررها منذ سنوات كل يوم جمعة، ولولا احتجاج بعض المصلين لمرت الحكاية كسابقاتها دون ضجة ولما علم أحد بالموضوع نهائياً. ـ غيره يفعلها أيضاً كل يوم جمعة وربما ما هو أسوأ وبالصوت والصورة، ويدعو على من يشاء دون تحفظ أو مراعاة لتفاوت مدارك المتلقين؛ فلماذا تستغربون هذه فقط؟ ـ ما جرت به العادة أن يدعو الإمام، وأن يؤمن كل منا وفقاً لما يتماشى مع الحق من وجهة نظره، وكأن بعض الأئمة يقولون لنا سندعو على الجميع بالجملة وأمِّنوا أنتم على من تُريدون؛ هكذا هو الواقع الذي أشار إلى بعضه الزميل عبدالسلام الوايل في مقاله أول أمس!! ـ لا أذكر أن إمام قريتنا كان يلعن أحداً قبل ثلاثين سنة، ولا أذكر له تزكية طرف من المسلمين على طرف آخر؛ بينما أحفظ اليوم عن ظهر قلب مئات اللعنات والمواقف المنحازة التي أسمعها مكرهاً كل يوم جمعة، وهذا هو الفرق إن كنتم تعقلون!! ـ منبر الجمعة لم يحمل يوماً قضية سعودية أو وطنية في الغالب الأعم، ولكنه في نفس الوقت يبادر إلى حمل أبسط قضية يتخاصم فيها مسلمان خارج الحدود، ويحاول الإمام إقناع المصلين بانحيازه غير المبرر إلى جهة ما ولمصلحة لا…
الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠١٣
ـ في السعودية يحارب الإخوان الغناء والموسيقى، والعروض المسرحية، وعمل المرأة في بعض الأماكن بحجة الاختلاط؛ بينما لا يقولون شيئاً عن الموسيقى الصاخبة في ميدان رابعة العدوية قبل وبعد كل صلاة، ولا ينكرون الاختلاط بين الرجل والمرأة هناك الذي يصل إلى حدود مزعجة ومستفزة! ـ إخوان السعودية يُشنعون على المرأة التي لا تُغطي وجهها في جدة والرياض والدمام، وهم أيضاً ضد عملها كاشيرة ومضيفة وحتى ممرضة، ويرون ذلك من المنكرات والتفسخ الخلقي؛ بينما لا يجدون غضاضة في التعامل مع نساء الإخوان كاشفات الوجوه في مدينة نصر، ويشيدون بما تقدمه الممرضة والطبيبة والمضيفة المصرية دون أي تحفظ، وطبعاً إن كن من نساء الجماعة فقط! ـ في معرض الكتاب يعترض إخوان السعودية على كثير من الروايات والكتب الفلسفية المترجمة بحجة محاربتها الدينَ، ودعوتها إلى الإلحاد والجنس، ويقدمون لنا في كل عام صورة مقيتة عن ضيق الأفق والأحكام النمطية الجاهزة؛ بينما لا نرى هذه النبرة التشنجية منهم حينما يسافرون إلى مصر، حيث يُظهرون هناك وجهاً تصالحياً ومنفتحاً لطالما تمنيناه هنا! ـ صحيح أن لكل بلد ما يناسبه؛ لكن الصحيح أيضاً أن الإنسان الذي يعيش بأكثر من وجه هو إنسان متلون ونفعي بامتياز، وغالباً لا يقول الحقيقة ولا يمكن تصديقه في مزاعمه الدينية تحديداً؛ لأن أقواله وأفعاله دائماً لها أكثر من وجه!! ـ الصفحة…
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣
ـ مهما كانت الزيادة في الراتب فلن يكون لها قيمة طالما أن التاجر حر تماماً في البيع بالسعر الذي يعجبه، وطالما أنه لا يخاف من أحد نهائياً، وطالما أنه المتحكم الأوحد في أسعار السوق دون حسيب أو رقيب، وسيزيد في الأسعار -كالعادة- بمجرد زيادة الرواتب، أو حتى سماعه بأي شائعة في هذا الخصوص، وقد فعلها كثيراً حتى أوردنا المهالك. ـ هذه ليست حجة أسوقها كي أجامل أحداً؛ بل واقع مؤلم يفرضه التاجر الجشع الذي لا يستطيع أحد ردعه في بلادنا بكل أسف، ولولاه لما وصلنا إلى هذه المعاناة الكبيرة من الغلاء في كل شيء، وأنا مثلكم أتمنى زيادة الرواتب، ولكن معها أيضاً مراقبة التجار وعدم السماح لهم برفع الأسعار والتحكم بها كيفما يريدون، ولا يمكن الفصل أبداً بين زيادة الراتب وبين مراقبة الأسعار إن كنا نريد الفائدة حقاً. ـ طبعاً لن تجدوا مواطناً واحداً يرفض الزيادة، ومن هو ذلك الموظف المرتاح أصلاً حتى يرفض زيادة الراتب؟ المصيبة أن أكثر الفرحين بأي زيادة محتملة هم التجار الذين يجدونها دائماً فرصة مناسبة للهبر من هذا المواطن المسكين، وهم يتمنون بالفعل زيادة الراتب كي يكرروا سيناريو زيادة الــ (15%) وقد جعلوا الجميع يتمنون في ذلك الوقت لو أنه لم تكن هناك زيادة من الأساس!! ـ لدينا أمل في زيادة الرواتب، ومعها كبح جماح…
الجمعة ١٩ يوليو ٢٠١٣
ـ أحاول جاهداً إقناع صديقي أنه لا توجد وسيلة إعلام مستقلة ومثالية تماماً؛ حتى الكتاب والشيوخ والوعاظ ينتمون إلى أفكار يتبنونها ويدافعون عنها بقناعة. لكن مع الأحداث الكبرى كالثورات وخروج الملايين إلى الشوارع تجبر الوسيلة الناقلة للحدث على الحياد التام في النقل، وذلك لأن الصورة تصبح واحدة في كل الفضائيات، ولا يمكن تزويرها أو اختطافها لمصلحة جهة ما. ـ هناك هجمة شرسة على قناة العربية في تويتر، واتهامات إنشائية لها بأنها تقف ضد الدين والمسلمين في كل مكان، وازدادت هذه الحملة مؤخراً؛ لمجرد أنها قامت بتغطية عالية المستوى لثورة 30 يونيو 2013م ما جعل بعضهم يجعلونها سبباً رئيساً لإسقاط مرسي والجماعة. فهل العربية جهاز مخابرات؟!! ـ لا أظن أن العربية هي من قامت بإخراج المصريين من منازلهم إلى ميدان التحرير احتجاجاً على الرئيس المخلوع مرسي فهذا فوق طاقتها، وهي أيضاً لم تعطهم حصص تقوية في أخطاء مرسي والجماعة؛ من يقول هذا الكلام يمتهن كرامة ووعي المصريين الذين خرجوا ليحولوا دون مزيد من خراب بلدهم. ـ العربية غطت ثورة 30 يونيو التصحيحية مثل القنوات المصرية والأجنبية تماماً ولم تخترع أعداداً للثوار من عندياتها، ولم تدفع مالاً لثلاثين مليوناً كي يخرجوا إلى الشوارع، ولم تختلف الصور التي نقلتها عن بقية الصور المنقولة في فضائيات العالم؛ فلماذا هذه الهجمة إذاً؟ مجرد سؤال، وأرجو…
الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠١٣
• من حق الداعية أن يتحدث إلى المسلمين في العالم وأن يشاركهم أحزانهم مثلنا تماماً، لكن في القضايا المفصلية من واجبه أن يتعلم أبجديات الوطنية أولاً، وألا يتحول إلى أداة تهييج تنعكس سلباً على ما في الدار ومن فيها. في الأصل هو داعية فقط، وليس متحدثاً رسمياً باسم الملايين من الشعب. ـ أحياناً يتخطى حماس الداعية قدرته على التفكير، ووزن الأمور والنظر إلى الأحداث بشمولية، وقد يعتقد مع كثرة المعجبين وفوران المواقف أنه فوق الوطن وأن له الحرية الكاملة في التصرف على هواه، وفي قول ما يؤذي وطنه ولو على المدى البعيد. • انفلات الداعية أخطر من انفلات الإرهابي، الثاني دماره ذاتي بحت، وحتى لو قام بالقتل فمصيره واضح ومعلوم للجميع. أما الأول فقد يفرخ العشرات من الإرهابيين والمندفعين دون أن يدري، ولن تشفع له نيته الحسنة أو عدم تقديره للأمور. • مشاركة الداعية أقرانه من خارج الوطن لا تعني أنه وصل إلى العالمية، أو أنه مهم ووجوده ضروري، لكن كل هيئة أو منظمة إسلامية في هذا العالم تحرص على تطعيم نفسها بسعودي أو اثنين كي تكتمل الصورة ويقتنع الجمهور بصوابية الخطاب، إنها قيمة وطن لا داعية. • في لحظات انفلات كثيرة تشعر أن بعض الدعاة لديهم استعداد سطحي للانضمام إلى أي صوت خارجي، ودغدغة مشاعر الناس بما ظاهره الرحمة…
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٣
• التلكؤ الدولي هو الذي جعل هيئة علماء المسلمين تعلن الجهاد في سوريا، وهي إشارة لمن يحسن الالتقاط كي يعرف أن الأمور قد بلغت مداها مع بشار، وأننا بحق لم نعد نحتمل كعرب ومسلمين وجود هذا القاتل بيننا، وأن عليه أن يرحل مثله مثل غيره ولا كرامة. • إعلان الجهاد على بشار وحلفائه الطائفيين من مصر تحديداً؛ هو العلامة الفارقة لمجيء عصر آخر يختلف تماماً عن كل ما عهدناه وتعايشنا معه، وما لم يُدعم السوريون بالأسلحة التي يستطيعون بها الخلاص من هذا الطاغية وأعوانه فسنغرق جميعاً في حروب طاحنة وطائفية تغير وجه المنطقة كاملاً وإلى الأبد. • الخطيئة الكبرى أنه لم يتم التعامل مع السوريين منذ البداية كثوار من حقهم أن يتخلصوا من طاغية؛ لكن العكس هو الذي حصل وأدى إلى هذه المأساة حينما تم التعامل مع بشار كحاكم مقدس لا يصح خلعه ولا تنحيته وهذه هي النتيجة. • وصلنا إلى كلمة الفصل والأداة الأخيرة التي تزلزل عروش الطغيان وتقلبها رأساً على عقب، ولقد كنا نتمنى أن يسمع العالم كل التلميحات قبل الوصول إلى هذا الحد القطعي بين عالمين وتاريخين مختلفين إن تأخر الحسم وانفلتت الأمور. • لكن السوريين في الداخل يحتاجون إلى السلاح، والذين سيأتون من خارجها يحتاجونه أيضاً؛ ولا يمكن للنفير العام أن يجدي أصلاً دون سلاح؛ إذاً…
الأربعاء ١٢ يونيو ٢٠١٣
• ربما ساهم النفط في إحساسنا الجماعي بالخدر، وفي عدم الشعور بالمسؤولية في التعامل مع الحياة بجدية، وجعل منا كائنات تشعر دائماً أنها مخدومة من كل الجنسيات، لكن الكارثة أننا سنصحو يوماً على نضوب النفط، وسنتفقد سواعدنا الواهنة من قلة العمل ثم نقول: لقد كانت هذه السواعد مرتاحة على الآخر، فهل نحن مستعدون ليوم كهذا؟ • الحياة ليست نفطاً أيها السادة، ولا نعماً أبدية لا تزول، واذهبوا إلى أي بلد في العالم، كي تشاهدوا كيف يكدح الناس ويعملون في كل المهن، ويتزوجون ويحبون ويربون أطفالهم بمنتهى الصحة والحيوية دون برميل نفط واحد؟ وستجدونهم أسعد منا بمراحل!! • لقد تعودنا على أن كل شيء جاهز ومضمون، وأن الدولة الأم الراعية ستتدبر أمرها في كل مرة وتعطينا ما نحتاج إليه، وأن هذا واجبها المقدس الذي وجدت أصلاً من أجله، ولم نفكر يوماً في دورة الإنتاج الطويلة وما قد يعتريها، فكرنا دائماً وأبداً في نصيبنا من النفط، ومن رأس المال، ومن حجم الميزانية المعلنة في نهاية العام. • النفط أعطانا الإحساس الوهمي بالقدرة على شراء كل شيء، وإقامة أي مشروع كبير وطويل وعريض على الورق، والتخطيط الترفي لما لا نحتاجه أصلاً من الملهيات، ثم قضى في المقابل على اقتصادنا الإنتاجي تماماً، وأورثنا عاهات مستديمة من الاتكالية، و(شوفة النفس) لكنه عندما ينضب فستغلق البقالة…
الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣
ـ عندما تسأل كاتباً أو فناناً أو لاعب كرة قدم؛ ما هي أبرز عيوبك أيها الفاضل المحترم؟ يقول لك مباشرة: أبرز عيوبي أنني طيب جداً ومتسامح وكريم مع أصدقائي، و( ينضحك علي بسرعة). ويقدم لك نفسه على أنه ملاك طاهر، وأنه يختلف عن البقية مع أنه الأكثر سوءاً بينهم. - للحظة تعتقد أن هذه الإجابة الرقيقة والناعمة خرجت من فم عذراء خجولة؛ لكن راقبوا ماذا يقول المشاهير عندما يتحدثون عن زملائهم؛ ثم قارنوا بين حجم الغرور والمساحة الحرة التي يمنحونها لأنفسهم في تشويه الآخرين، وبين ما يدَّعونه من مكارم وفضائل. ـ كل إنسان يُحب أن يكون جميلاً في عيون الناس؛ لكن المشكلة التي تغيب عن بال كثير من المشاهير ــ الذين يُلَمِّعون أنفسهم في كل مكان ــ هي أن المتلقي يفهم كل شيء، وليس مغفلاً إلى الدرجة التي يصدق معها كل هذا الكمال والطيبة والتسامح. ـ الحقيقة التي لا ينفع معها التلميع؛ أن اللاعب (الطيب) يتحول إلى ملاكم عندما تطالبه بالاعتزال بسبب مستواه الهابط، والفنان يصاب بالجنون عندما تنصحه بالاعتزال لأن صوته يشبه غسالة ملابس تعاني زيادة الحمولة، وبالطبع فالكاتب المعمر يغضب كثيراً حينما تذكره بأنه آخر أبناء جيله كتابة في الصحف!! ـ المجلات الفنية، وكذلك بعض المحترمة جنباً إلى جنب مع فضائيات تعبئة الوقت هي التي جعلت من كل…