الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢
لا أدري متى بدأت هذه الأسطورة الشعبية المتداولة؛ التي تقول إن رجال المباحث يحملون أكياساً يضعون فيها كل من يتحدث عن الحكومة بسوء، وأن صاحب الحظ العاثر الذي يتم وضعه في هذا الكيس الخُرافي لا يعود إلى أهله إلا بعاهات مستديمة، وقد لا يعود في بعض الحالات إلا ميتاً؟ المهم أن الأطفال كانوا يسمعونها دائماً من الكبار قبل النوم وعند الذهاب إلى المدرسة، وكذلك عندما يصرخ أي أحد بالشكوى من تصرفات الحكومات والحكام، وهي من نفس المدرسة الشهيرة التي تؤكد باستمرار أن الجدران العربية لها آذان لا تشيخ. المؤلم أن أسطورة الكيس هذه ومثيلاتها تختصر مأساة الإنسان العربي مع القمع والإذلال والرقابة الغبية بشكل عام؛ أما الكيس فربما كان مجرد رمز مخيف لكل من يفكر بالخروج عن الجادة ولو بكلمة لا يُلقي لها بالاً. طبعاً نحن لا نعرف -كأجيال جديدة- ما هي مواصفات تلك الأكياس ولا حجمها ولا درجة تهويتها؟! وحينما نقرأ عنها اليوم فنحن لا نستطيع تصور الكيفية التي يوضع بها إنسان في كيس، ولا لماذا الكيس بالذات دون غيره؟ الأساطير العربية المرتبطة بالسجون والمعتقلات تقول أيضاً إن وراء كل مواطن عربي ثلاثة مخبرين يراقبونه على مدار الساعة في تلك الأيام الخوالي؛ لكن هل انتهى ذلك التاريخ الأسود من كل ربوع العرب؟ أم أن بعض الأكياس لا تزال تعمل…
السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢
1 ــ قبل الشيخ العمري غفر الله له، وجريدة (المسلمون) كنا نرقي أنفسنا بالتهليل والتكبير، وبأذكار الصباح، وكان وقتنا يمضي دون شياطين، ولا أبالسة؛ الرقاة كانوا قلة، وكانت علاقة الناس بربهم طيبة. لم يدخل الوهم حياتنا بعد.. 2 ــ مع بدايات الترف الوعظي؛ كان لابد من استكمال تفاصيل الصورة: أدب إسلامي – زواج إسلامي – رقاة إسلاميون – فضائية إسلامية – وربما خاتن إسلامي عما قريب! 3 ــ اليوم %70 من مخالفات الرقاة أخلاقية؛ تتركز على القرب من النساء والكشف على صدورهن كما يقول المتحدث الرسمي لهيئة القصيم، ومعنى ذلك أنهم ذئاب شرعيون لا رقاة شرعيون والفرق كبير. 4 ــ طبعاً هذا في حق المرأة؛ أما الرجل فسينفث عليه السادة الرقاة من مسافة آمنة كأي ناقلة نفط مكتوب عليها: خطر ممنوع الاقتراب! 5 ــ صدور النساء لا تحتاج لرقية غالباً؛ بل تحتاج إلى زواج شرعي يزيل البأس ويكشف الغمة، ويا رب اشف الجميع، وأسبغ عليهم نعمك، وزوج بناتنا عاجلاً غير آجل. 6 ــ الشيطان لم يكن يُخالطنا على المائدة ولا في سرير النوم؛ عندما تجاوز مهر الفتاة الواحدة مائة ألف ريال وكثرت العنوسة ومشكلات الطلاق. حضر الشيطان والرقاة، وأصبحوا شركاء في مص دم الغلابة، وفي إفساد عقول النساء والبنات بالوهم، والوهم نصف المرض كما يقولون. 7 ــ الرقية الشرعية تُركت…