الخميس ١٠ يناير ٢٠١٩
مسيرتي الإعلامية بدأت معها، وما زالت تتغنى بها، لولاها لما كنت قد وصلت إلى ما أنا عليه الآن. دعمتني والدتي في حقي في تقرير مصيري المهني، وشجعتني أن التحق بالإعلام كما أردتُ رغم إصرار والدي (رحمه الله) أن أتخصص في إدارة الأعمال بسبب تجربته المريرة التي مر بها كمحامٍ، حيث حالت قوانين لبنان بينه وبين تخصصه، فلم يتمكن كلاجئ من ممارسة المهنة. كنت أتفهم إصراره خصوصاً أن هدفه كان في محاولته إيجاد مجال أستطيع العمل به بسهولة. تفهمتُ لكني لم أقتنع، وشجعتني والدتي بدءاً بالتخصص ومروراً بكسر قيود اللجوء لأبحث عن إنسانيتي خارج حدود لبنان وسياساته التي حرمتنا من أبسط حقوقنا المدنية، كالتعليم والطبابة والعمل. دفعتي إلى التحرر من بلد أصر على أن يكون نقطة عبور في تغريبتي، لأحصل في نهاية المطاف على إنسانيتي ممثلة بجواز سفر بريطاني بعد أن كنت مجرد لاجئة فلسطينية مسلوبة الحقوق والإنسانية. استمر الدعم اللامحدود إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه، وإلى أن وجدتُ كلماتي تقف عاجزة أمامها عندما فاجأتني «العربية» بها على الهواء في عيد الأم. «مهما كبرنا نبقى صغاراً... كأن والدتي تحتفظ بطفولتي قلادة أزين بها يومي في حضرتها» هكذا غردتُ، وغرد غيري من المتابعين متأثرين بلحظة اللقاء، وخلال دقائق معدودة، كان اللقاء قد انتشر وبسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي كافة. اختلفت…
الأحد ١٩ مايو ٢٠١٣
في حيرة من أمرهم وقف العرب أمام الضربة الإسرائيلية على سوريا، هل عليهم أن يغضبوا لعدو انتهك أرضهم وقتل شعبهم أو أن يهللوا لضربات استهدفت آلة قتلهم وبعثت برسالة تقسم الظهر لنظام دكتاتور٫ لم يرحم الحي أو الميت، يأكل الأخضر واليابس حتى يبقي على كرسيه. هل كان أهون على العرب أن يموت من مات جراء الضربة بقصف العدو الصهيوني أو بصاروخ سكود على يد النظام السوري. أو لم يقل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انصروا أخاكم ظالماً أو مظلوماً؟ وبالتالي ألا يستوجب علينا، ليس كعرب فحسب، بل كمسلمين أيضاً، أن نقف وقفة دعم مع إخوتنا في الإسلام أمام اعتداءات المحتل؟. لو كان الزمان غير هذا الزما، لقلنا أكثر مما خرج به حسن نصرالله في دعمه لسوريا نظاما وشعباً، لكن الوضع الآن يفرض علينا أن نكمل حديث رسولنا الكريم٫ عندما سئل: أنصره مظلوماً ولكن كيف أنصره ظالماً؟ فأجاب عليه السلام: تحجره عن الظلم فذلك نصرك إياه. وبالتالي هذه دعوة للأمة العربية والإسلامية أن تنصر نظام الأسد بالحجر عليه حتى يعي ما اقترفت يداه بحق شعبه وما تقترفه أذنابه بحق الشعب السوري وما ستقترفه بحق دول الجيران، ألم يحذر سابقاً أنه قادر على حرق المنطقة بأكملها؟ وكما ترون فذلك لم يكن بدعابة. على العرب أن تحث المجتمع الدولي أن يسرع في…