الأحد ٢١ مايو ٢٠١٧
سنشهد اليوم في الرياض حدثاً تاريخياً مهماً ستتذكره المنطقة طويلاً وسيتذكره العالم، ففي قلب الجزيرة العربية ستعقد قمتان مهمتان الأولى هي القمة الأميركية الخليجية، والأخرى هي القمة الأميركية العربية الإسلامية، وتأتي هاتان القمتان بعد قمة ناجحة عقدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم أمس، الحضور الأميركي كبير، والحضور العربي والإسلامي أكبر، والملفات على طاولة النقاش مهمة للغاية، وجميع الأطراف جادة وتريد تحقيق إنجاز حقيقي وترغب في طَي صفحة الماضي من العلاقات العربية الأميركية التي تراجعت كثيراً في عهد أوباما، وأصاب تلك العلاقة الشك وعدم الثقة في الحليف التقليدي للعرب. . عشرات الدول تحضر القمم على أمل التغيير، ودولة الإمارات تشارك بوفد رفيع المستوى يترأسه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤكدة بذلك من جديد وقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية في جهودها لخير هذه الأمة، ومؤكدة كذلك اهتمامها بقضايا المنطقة وسعيها مع دول العالم والمجتمع الدولي لوضع حد للإرهاب والدور الإيراني في المنطقة. نتوقع أن يكون العالم بعد هذه القمم الثلاث في الرياض مختلفاً كثيراً في التعاطي مع كثير من القضايا الخطيرة والحساسة، فسيكون مختلفاً في التعاطي مع الإرهاب، وإيران، والمنطقة الكبرى. إن التقارب الكبير بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بلا شك…
الإثنين ١٥ مايو ٢٠١٧
الإمارات تريد شيئاً واحداً لليمن هو الأمن والأمان والاستقرار.. وأمراء الإرهاب يريدون لليمن شيئاً آخر هو الفوضى والفساد والجهل والمرض، الإمارات تريد يمناً قوياً، فقوة اليمن من قوة جزيرة العرب وقوة مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي قوة الإمارات، أمراء الإرهاب يريدون يمناً ضعيفاً متصارعاً بين مكوناته وشعباً جاهلاً ومريضاً وجائعاً يمكن استغلاله وجعله وقوداً للحرب والصراعات وتصفية الحسابات، الإرهابيون لن يهنأ لهم بال إلا عندما لا يكون للإمارات دور في اليمن، والإمارات برؤيتها الواضحة للتحديات والمخاطر، ولمصلحة المنطقة لن تتراجع عن دورها العربي والإسلامي والأخلاقي تجاه اليمن بلداً وشعباً. ندرك أن البعض لا يعجبهم الدور الإماراتي الكبير في التحالف العربي مع الشقيقة السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن، هذا الدور الذي بدا مؤثراً وفاعلاً، لدرجة أننا أصبحنا نرى الحملات الإعلامية المتصاعدة من جماعات الإرهاب لا تهدأ ومن كل صوب تترصد للإمارات وقياداتها وتشكك في دورها، وهي لا تدرك أن الإمارات حكومةً وقيادةً وشعباً صف واحد في مواجهة التحديات والأخطار الداخلية والخارجية ولا يؤثر فيها نعيق الناعقين ولا كذب الكاذبين، وما يجعل الإمارات مطمئنة هو ما تمتلكه من رصيد كبير في مساعدة الدول العربية والإسلامية، وهذا ما يعرفه الجميع، كما يدرك الجميع أن تاريخ الإمارات الناصع لم يكن فيه يوم تطلع للتوسع أو السيطرة أو الاعتداء على الآخرين، بل العكس هو الصحيح، الإمارات…
الأحد ١٤ مايو ٢٠١٧
أصبح العالم بحاجة إلى قوانين تجرّم الإرهاب على شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يلاحظ الجميع خلال السنوات الماضية تزايد النشاط الإجرامي على الإنترنت واستغلال الإرهابيين وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أصبح العالم يتكبد مئات المليارات من الدولارات بسبب الجرائم الإلكترونية العادية، فضلاً عن الخسائر المادية والمعنوية للجرائم الإلكترونية الإرهابية. والمؤتمر الدولي لتجريم الإرهاب الإلكتروني الذي يعقد في أبوظبي فرصة تاريخية لوضع مقترحات للوقاية من الإرهاب الإلكتروني وملء الفجوة التشريعية لمواجهة هذا الإرهاب، كما أن هذا المؤتمر مهم لأنه يفترض أن يتبنى إطاراً تشريعياً لمواجهة الإرهاب الإلكتروني يكون ذا بعد دولي. العالم بحاجة إلى قانون يحمي البشرية من هذا الشر المستطير، هذا الإرهاب الأسود الذي يقتل البشر بلا سبب، فإذا كانت الجرائم الإلكترونية تكلف خسائر تقدر بحوالي 400 مليار دولار سنوياً، فكم تكلف الجرائم الإلكترونية الإرهابية العالم؟! وإذا لم تتخذ الحكومات التدابير اللازمة لمواجهة هجمات القرصنة الإلكترونية، فمن المتوقع أن تصل خسائر هذه الهجمات إلى نحو 3 تريليونات دولار بحلول عام 2020، وفي منطقة الشرق الأوسط يقدر حجم الإنفاق الدفاعي بأكثر من 100 مليار دولار سنوياً، وهذا يعني أننا بحاجة إلى هذا المؤتمر وإلى قانون يحمي الحضارة الإنسانية بأسرها. انعقاد هذا المؤتمر في أبوظبي يؤكد من جديد التزام دولة الإمارات الفعلي والجدي والعملي في مواجهة الإرهاب، سواء كان مسلحاً، أو مكتوباً…
الأحد ٠٧ مايو ٢٠١٧
يترقب العالم الزيارة التاريخية التي سيقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية في 23 مايو الجاري، والتي ستشمل قمة ثنائية، وقمة مع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقمة مع قادة الدول العربية والإسلامية، ومن الواضح أنه وبعد سنوات من الغياب، يرغب ترامب في استعادة دور أميركا في العالم والمنطقة، وتدمير تنظيم داعش والجماعات الإرهابية، وصد أنشطة إيران غير المشروعة في المنطقة، ما يعني عودة الأهداف المشتركة لكلا الطرفين. ولأن هذه الزيارة في غاية الأهمية، سيبدأ النظام الإيراني و«الإخوان» هجومهما على الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعلى المملكة.. فقد تعودنا على تلك الهجمات المرتدة منهما على كل ما فيه مصلحة المنطقة، وستكون الهجمة أكثر شراسة، فهما متألمان، حيث تلقيا في الأسبوع الماضي صفعتين، بل لكمتين متتاليتين، فلم يكد يستفيق «الإخونجية» من الأولى التي كشف فيها الأمير محمد بن سلمان دور الإعلام «الإخونجي» المخرّب في المنطقة، حتى تلقوا التالية، بإعلان ترامب أن أول زيارة خارجية له ستكون للمملكة العربية السعودية، فكانت الضربة القاضية. لقد انكشف وتبين أن «الإخوان» هم أساس الإرهاب، وأساس التطرف، لذا أصبحوا يحاربون الجميع، ولو كانت زيارة ترامب لدولة أخرى غير المملكة، لطبلوا لتلك الدولة ولأعلوا من مكانة رئيسها! ولكن لأن ترامب في المملكة، فإن «الإخوان» سيكونون ضد هذه الزيارة، قلباً وقالباً، وسيعمل الإعلام «الإخونجي»…
الأربعاء ٠٣ مايو ٢٠١٧
لقد عوّدنا الأمير الشاب على الصراحة والمواقف الواضحة والقرارات الحازمة، وفي الحوار التلفزيوني للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد السعودي مع الزميل دَاوُدَ الشريان يوم أمس تحدث عن القضايا السعودية المحلية والشأن الداخلي السعودي بكل شفافية، ولَم يكن أقل وضوحاً في القضايا الإقليمية وعلاقات المملكة الخارجية، ففي الملف اليمني قالها مدويّة، وهو صادق، «قادرون على اجتثاث الحوثي وصالح في أيام».. فالتحالف العربي في اليمن يمتلك كل الأدوات ليكون الوضع مختلفاً، وأكثر من يعرف ذلك هم الانقلابيون، وهم يعرفون أكثر من ذلك، ويدركون أن التحالف العربي في هذه الحرب تمسك بالثوابت الأخلاقية، وتجنّب تعريض أرواح المدنيين للخطر، وهذا مما أدركه الحوثي وصالح واستغلوه جيداً. أما «الإخوان»، فقد كان موقف سمو الأمير منهم واضحاً خلال الحوار كما هو واضح على أرض الواقع، وربما صُدم الإخوان بالأمس من وضوح الأمير وهو يشير إليهم في الأزمة الأخيرة المفتعلة مع مصر والهرج الإعلامي الإخوانجي ومحاولتهم استغلال التباين في وجهات النظر بين البلدين لتصويره على أنه خلاف واختلاف واحتمال صدام، فرد الأمير محمد وضع النقاط على الحروف، وكشف لكل من لديه شك، أن القيادة السعودية متيقظة وتدرك حقيقة الأمور بوضوح شديد، وتعرف من هو العدو الحقيقي، ومن الذي يحاول الإساءة لعلاقة المملكة بمصر، وتدرك السعودية من المستفيد من تخريب العلاقة بين أكبر دولتين…
الخميس ٢٧ أبريل ٢٠١٧
غداً، يوم من أيام التاريخ المهمة للعالمين الإسلامي والمسيحي، أي لنصف سكان الكرة الأرضيّة تقريباً، فسيشهد يوم غد زيارة البابا فرانسيس لمصر، وستكون أول مرة في التاريخ القديم والوسيط والمعاصر يدخل فيها بابا الفاتيكان، أسقف روما، رئيس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية مشيخة الأزهر الشريف، والجميل أن زيارة البابا هذه ليست للأخوة المسيحيين في مصر، وإنما هي لدولة مصر، أقباطاً ومسلمين في الوقت نفسه، وتأتي تلبية لدعوة الإمام الأكبر، فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب، وذلك ضمن مؤتمر الأزهر العالمي للسلام. وهذه الزيارة، وهذا اللقاء بين قطبي أكبر دينين سماويين ليس لقاء مجاملات أو حضوراً بروتوكولياً، وإنما هو لقاء من أجل الخير والسلام، ومن أجل حماية هذا الكوكب من الأشرار والمخربين، ومن الإرهابيين والساعين إلى الفتن، إنه لقاء من أجل قطع الطريق أمام كل من يعمل على توسيع الفجوة بين الطرفين، واستغلال الاختلافات لجعلها خلافات كبيرة، وتحويلها إلى مواجهة بين دينين، وصراع بين حضارتين. ونحن نتابع منذ سنتين الجهود الكبيرة التي يتم بذلها من طرف مجلس حكماء المسلمين، ومجلس الكنائس العالمي من أجل التقارب والتعايش، فحوار حكماء الشرق والغرب، بدأ في يونيو 2015 في فلورنسا، وتبعه عدة لقاءات وحوارات، وذلك بباريس في مايو 2016 ، وبأبوظبي في أكتوبر 2016، ثم في جنيف في ديسمبر 2016 ،والآن في القاهرة، جولات واجتماعات ولقاءات من أجل…
الثلاثاء ١١ أبريل ٢٠١٧
أكثر من ثلاثمائة من القيادات الثقافية من ثمانين دولة، هم من المؤثرين الثقافيين والفنيين في العالم، اجتمعوا يوم أمس في منارة السعديات في أبوظبي اجتماعاً غير تقليدي، وفي الوقت نفسه ليس لقاءً ثقافياً كالمعتاد، ليس هدفه النقاش والتنظير، ولا الجدال والتعليق، وفي الوقت نفسه ليس غايته فقط سماع موسيقى الشعوب ولا فنون الأمم، وإنْ كان كل ذلك سيكون حاضراً ضمن جلسات وخلال أيام القمة التي تستمر حتى الخميس المقبل، إلا أن الهدف الأكبر والأبعد الذي تسعى إليه أبوظبي ودولة الإمارات هو إعلاء صوت الفن ونشر لغة الثقافة بين شعوب العالم، وذلك لسبب عميق وبعيد، وهو مواجهة كل محاولات الصدام بين الحضارات والأمم، وجعل الفن والثقافة بديلاً للتطرف والإرهاب، فقد أثبتت لنا الأيام أن الفنون قادرة على جمع البشر بمختلف أجناسهم وأعراقهم وجنسياتهم ولغاتهم، وهذا ما تعجز عنه السياسة والدبلوماسية وحتى المال، أو أي شيء آخر، فلا يختلف شخصان مهما كانا ومن أين جاءا على روعة مقطوعة موسيقية، ولا على جمال لوحة فنية، فلغة الجمال واحدة، ومؤشرات المشاعر لا تختلف بين البشر. ستعمل القيادات الثقافية العالمية، من خلال جلسات هذه القمة في الإمارات، على أن تقدم كل ما من شأنه أن يجمع شعوب العالم، وسيتحدثون بطريقة تجعلهم يصلون إلى فكرة مشتركة حول كيفية مواجهة التطرّف والإرهاب في العالم.. بالثقافة والفكر والفن…
الخميس ٠٦ أبريل ٢٠١٧
بعد كل مجزرة وجريمة كبرى في سوريا، يخرج من يدافع عن بشار الأسد ونظامه، فعلى الرغم من أن مجزرة خان شيخون في إدلب التي راح ضحيتها مائة بريء أغلبهم من الأطفال سقطوا تحت هجوم كيميائي كثيف من طائرات ألقت كل ما تحمله من سموم عليهم، فإن روسيا تأتي لتنفي أن طائرات النظام من قام بذلك، وتستخدم حق الفيتو لمنع أي قرار أممي ضد نظام الأسد، وهذا ما يجعل المجتمع الدولي عاجزاً عن التقدم أو فعل أي شيء تجاه الشعب السوري منذ سنوات، وكلما قام النظام بالتصعيد ركن إلى «الصديق» والحليف الذي يدافع عنه، وكأنه يدافع عن حمل وديع، وهو بذلك يرسل رسالة «تشجيع» - بقصد أو دون قصد - لأن يواصل النظام ما يفعله، فليس من حسيب ولا من عقاب شديد!. كل التصريحات السياسية من الدول العربية ودول العالم منذ يوم أمس إلى اليوم لا تساوي صرخة طفل سوري، وهو يلفظ أنفاسه بعد مجزرة «خان شيخون»، لقد صعقنا لمشاهد الأطفال، وهم يموتون أمام الكاميرات، والرجال والنساء كانوا ممددين على الأرض بين من أسلم روحه ومن ينازع الموت، صرخات مكبوتة وأعين شاخصة! ما يحدث في سوريا منذ سنوات والعالم يتفرج، وما حدث هذا الأسبوع في خان شيخون لا يدل إلا على شيء واحد، وهو أن هذا العالم بدأ يفقد إنسانيته، وأن…
الثلاثاء ٠٤ أبريل ٢٠١٧
الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية عرفت حقيقة «الإخوان» وبعض تلك الدول اتخذ إجراءات جريئة للحد من نشاطها، لكن بريطانيا لا تزال مترددة وتخضع لضغوط اللوبيات الداخلية والخارجية فهي تراقب الإخوان منذ زمن، ولكنها لا تستطيع، أو لا تريد، أو أنها فعلاً لا تراهم إرهابيين، وهذه مشكلة بريطانيا وحدها، وليست مشكلة أي أحد آخر، وهي التي ستتحمل نتائج ترددها.. فبريطانيا تصم أذنيها عن أي حديث من أصدقائها وحلفائها عن «الإخوان».. بعكس الإدارة الأميركية المنفتحة والتي يمكن الحديث معها في الملفات التي تهم الشرق الأوسط ودول الخليج العربي. الكل عرف حقيقة الإخوان وأهدافهم وخطرهم على الدول والمجتمعات والأفراد، وعلى الرغم من ذلك هناك في بريطانيا من يصرّ على الدفاع عنهم واستخدامهم في الداخل البريطاني والداخل العربي، واعتبارهم جماعة معتدلة، ويرى بعض المهتمين في بريطانيا، ومنهم الكاتب أوبورن، أن الإخوان «منظمة روحية، تحاول مساعدة الناس على تطبيق مبادئ وقيم الإسلام في حياتهم اليومية. ويمكن مقارنتها بالديمقراطيين المسيحيين في ألمانيا». وهذا خطأ فادح يقع فيه البعض بقصد، أو بجهل، فحتى الإخوان أنفسهم لا يقولون ذلك! فلمصلحة من يتم ترديد هذه المقولات الخاطئة؟ بلا شك أنها ليست لمصلحة بريطانيا. لندنستان، أكثر المصطلحات إثارة في تسعينات القرن الماضي، استخدمه الأميركيون والفرنسيون بسبب منح بريطانيا حق اللجوء لكل من ادعى أنه مضطهد في بلده بسبب معتقداته،…
الإثنين ٠٣ أبريل ٢٠١٧
مَن مِن الذين يعيشون بيننا من الآباء والأمهات والجدات والأجداد من كبار السن حفظهم الله كان يتخيّل قبل خمسين عاماً، أن تصبح أبوظبي على الصورة التي هي عليها اليوم، من بلدة صغيرة في جزيرة على ضفاف الخليج العربي تضم مجموعة من البيوت البسيطة على تلك الرمال البيضاء - كبياض قلوب أهل هذه المدينة - إلى مدينة عصرية متطورة لا تختلف عن أي مدينة أوروبية أو أميركية؟ بلا شك أن لا أحد كان يتخيّل ولا حتى ربع هذا التطور الذي شهدته المدينة خلال خمسة عقود. لكن المعجزة حدثت وأصبحت واقعاً نعيشه جميعاً، مدينة ذات بنية تحتية قوية وبناء عمراني حديث وجميل وشعب متعلم متسامح يتقبل الآخر، وهذا لم يحدث بالمال فقط، وإنما بالإرادة والعمل، وبالإيمان بالحلم، فهذا ما فعله الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، والرعيل الأول من الرجال المخلصين. اليوم ونحن نعيش عصر التطور والتكنولوجيا والانفتاح على العالم وحلم الوصول إلى الفضاء أصبحت لدى كل واحد منا فرصة ذهبية كي نشارك في رسم صورة مستقبلية لمدينتنا التي نعشقها والتي نراها أجمل مدن العالم وفيها نشعر بالانتماء العميق ولها نشعر بالشوق الكبير عندما نبتعد عنها. وفرصة تخيّل مدينة أبوظبي ليست صعبة وليست مقتصرة علينا كمواطنين، وإنما كل ساكن في هذه المدينة لديه الفرصة كي يحلم بمستقبل المدينة التي يعيش فيها، بل…
الخميس ٣٠ مارس ٢٠١٧
قد تكون القمة العربية الثامنة والعشرون التي عقدت في الأردن أمس إحدى القمم العربية الناجحة من حيث التنظيم ومستوى التمثيل والحضور العربي.. وكذلك من حيث الإنجازات الجانبية للقمة، فكان اللقاء الأهم، على هامش القمة بين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي، وقد وضع حداً لما كان يحب البعض أن يطلق عليه «الخلاف السعودي المصري» إلا أن الزعيمين الكبيرين ومن خلال لقائهما يوم أمس قلبا تلك الصفحة، وجعلا المتربصين يضربون أخماساً في أسداس، وعادت العلاقات إلى ما كانت عليه وربما تكون أفضل. والإنجاز الجانبي الآخر في هذه القمة هو اجتماع الملك سلمان بن عبدالعزيز برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وهو ما يسعد العرب جميعاً ويعطي الأمل لوضع أفضل في المنطقة، وقد كانت كلمة العبادي في القمة مهمة ومبشرة بعودة العراق إلى الحضن العربي من جديد، وبشكل عام فإن الحضور العراقي في هذه القمة كان مختلفاً، وأعتقد أن العرب عليهم أن يقفوا إلى جانب العراق حتى يتمكن من استعادة عافيته والعودة إلى العرب من جديد، وهذا الأمر يحتاج إلى بعض الوقت، وبلا شك يحتاج إلى دعم واستثمار عربي هناك.لقد سمعنا الكثير من الكلمات خلال جلسة الأعمال الأولى للقمة، وكان الكلام جميلاً والعبارات أنيقة والحديث عن العمل العربي المشترك شائقاً ومثيراً، ولكنه بحاجة إلى شيء واحد وهو التطبيق وتحويل الأقوال إلى أفعال،…
الخميس ٢٣ مارس ٢٠١٧
كنت في لندن خلال الأسبوع الماضي، وعلى جسر وستمنستر، أسير وأحد الأصدقاء، بعد أن مررنا بمبنى البرلمان البريطاني المقابل لساعة «بيج بين»، هناك كان المكان يعج بالبشر، نساء ورجالاً ليسوا بريطانيين فقط، بل من كل بقاع الأرض، وأغلبهم سياح يحملون كاميراتهم، أو هواتفهم النقالة، يلتقطون الصور الفردية أو الجماعية، ومن كان وحيداً، فـ«السلفي» وسيلته لحفظ ذكرياته الجميلة في لندن، كل الوجوه على جسر لندن الشهير الذي يربط شطري لندن حتى يوم أمس كانت مبتسمة ما عدا وجه ذلك الإرهابي الذي تسبب في نشر الرعب وإغلاق الجسر، ولا أشك في أنه لم يستمتع بعاصمة الضباب، ولا يعرف قيمة السعادة والسلام المنتشر في ذلك المكان، لذا فإنه قام بجريمته التي أدت إلى سقوط أكثر من 20 جريحاً ووفاة أربعة، بينهم المهاجم، فهناك على الجسر الذي يجمع ابتسامات العالم سالت الدموع والدماء، وارتفعت الأرواح إلى السماء، والسبب إرهابي مجرم تجرد من كل معاني الإنسانية، فلم يعد يعرف غير العنف والقتل ورائحة الدم. ما حدث في لندن، وقبله بأسبوع في باريس، من عمليات إرهابية، وما يحدث كل يوم في اليمن وليبيا وسوريا والعراق، وفي كثير من دول العالم، لم يعد أمراً طبيعياً، فقد أصبحت العمليات الإرهابية جزءاً من الحدث اليومي في العالم، ما يعني أن الجهد الدولي يجب أن يكون أكبر في مكافحة هذا…