الخميس ٠٤ أغسطس ٢٠١٦
يوم إماراتي آخر يضاف إلى سجل وطننا، ويضاف إلى قائمة الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات على مختلف الصعد، فحادث طيران الإمارات أمس، أكد حقيقة مهمة، وهي أن الإمارات مستعدة للأزمات بقدر ما هي مستعدة لتحقيق الإنجازات والنجاحات، فإخلاء الطائرة خلال دقيقة واحدة، وإنقاذ جميع ركابها الـ275 نجاح يحسب لإدارة طيران الإمارات ولمطارات دبي والدفاع المدني في دبي ورجاله الأبطال، وهذا قد لا يكون غريباً، فقد شهدنا وشهد معنا العالم ما حدث في فندق العنوان ليلة رأس السنة الميلادية الحالية، وكيف نجح فريق الإطفاء في السيطرة على حريق البرج، وكيف نجحت دبي والإمارات بالاستمرار في الاحتفال مع العالم برأس السنة. طريقة التعامل مع حادث أمس، عمل احترافي يؤكد أن دولة الإمارات مستعدة، وأن أجهزتها المختلفة قادرة على التعامل مع الأزمات المختلفة، وهذا بفضل الله أولاً، ثم بفضل التخطيط والتأهيل والتدريب الذي يتم طوال العام، وكذلك الجدية التي يتميز بها العاملون في جميع قطاعات ومؤسسات الدولة، وهذا شيء نفتخر به كإماراتيين. وما يهمنا كمواطنين، هو أن جميع الركاب بخير لم يصب أي منهم بأذى، وأن شركة طيران الإمارات التي نفتخر بها، كما نفتخر بأختها طيران الاتحاد، وبقية شركاتنا المحلية استطاعت أن تسيطر على الأزمة وتديرها بشكل احترافي، أما كإعلاميين، فيهمنا مستوى الشفافية التي تعاملت بها الشركة مع الحدث، وإدلاؤها بتصريح سريع حول…
الأربعاء ٠٣ أغسطس ٢٠١٦
من يتابع ما يحدث في الملف اليمني والمفاوضات أو المشاورات بين الحكومة الشرعية والمتمردين، ابتداء من جنيف وصولاً إلى الكويت، ولا ندري إلى أي مدينة ستنتقل هذه المفاوضات اللا نهائية.. يتساءل: ما نهاية هذه المفاوضات والاجتماعات واللقاءات؟! لقد حصل المتمردون من الحوثيين والمخلوع على كل الفرص الممكنة كي يثبتوا أنهم جادون في إنهاء الحرب، وفي العودة إلى الشرعية في اليمن إلا أنهم حتى هذه الساعة يتعاملون ويتصرفون في جميع الاجتماعات كمتمردين، وليس كجزء من النسيج اليمني تهمُّه مصلحة اليمن وخيره واستقراره ومستقبل أبنائه. من الواضح أن الحوثي ومن معه يرفضون الحل السياسي، فبعد أن عاش أجواء السلطة والقوة لا يريد أن يتراجع أو يتنازل عما اكتسبه بالباطل، ولكن يجب أن يتذكر الحوثي دائماً أن لكل شيء نهاية، وبعض الأحيان يكون الطرف المتمرد محظوظاً لأن له فرصة في أن يحدد شكل النهاية، بحيث يكون مستفيداً أيضاً، لكن هذه الفرصة لن تكون إلى ما لا نهاية أو أبدية بل لها حدود كذلك. مشاورات أو مفاوضات أو اجتماعات الكويت التي استمرت 75 يوماً كانت كافية للوصول إلى اتفاق نهائي لو كانت لدى الطرف الحوثي، ومن معه، النية الحقيقية للوصول إلى نهاية سريعة وعادلة لهذا الوضع المأساوي، فما قدمته الحكومة من تنازلات تلو التنازلات، وما قامت به من محاولات بحضور المبعوث الدولي إسماعيل ولد…
الأحد ٣١ يوليو ٢٠١٦
مَن يعرف التعليم في الإمارات، يدرك أن أساسه التربية والأخلاق، ومَن يقرأ عن تاريخ التعليم وبداياته في هذه المنطقة، يعرف أن «الكتاتيب» التي هي بمثابة المدارس في وقتنا الحالي، و«المطوع»، أي المعلم فيها، يركز على تعليم طلابه الأخلاق، ويعمل على تقويم أخلاقهم، ومن ثم يقدم لهم العلم المتاح في ذلك الوقت، لذا رأينا أجيالاً من أبناء الإمارات تميزت ونجحت، ليس في تعليمها فقط، وإنما أيضاً في أخلاقها وعملها وتصرفاتها التي أثارت انتباه الجميع، وكانت نماذج رائعة في العلم والعمل، وفي العطاء والتضحية. اليوم، وفي هذا الوقت المهم والحساس جداً بكل تفاصيله الاجتماعية والثقافية، بل والسياسية، يبدو أن وجود مادة للتربية الأخلاقية بات أمراً في غاية الأهمية، خصوصاً في زمن الانفتاح الذي يتطلب من المجتمعات العمل على المحافظة على قيمها الأصيلة حتى لا تضيع في العالم الافتراضي أو العالم الواقعي المفتوح على مصراعيه. نحن بحاجة في الإمارات لأن نحافظ على القيم التي تربينا عليها، وقد يكون دور الأسرة مهماً، لكنه لا يكفي، فدور المدرسة لا يقل أهمية، لأن تأثير الأبناء والأصدقاء على بعضهم بعضاً كبير جداً، كما أن ساعات بقائهم الطويلة في المدرسة، يجب الاستفادة منها بشكل أكبر. لقد تربى أفراد مجتمع الإمارات على التعاون، وتعودوا على العطاء، وتميزوا بالتواضع، ويشهد الجميع لهذا المجتمع بالتسامح، وهذه قيم أساسية يجب عدم التفريط…
السبت ١٦ يوليو ٢٠١٦
ما حدث في نيس لا يمكن أن نطلق عليه مجرد عملية إرهابية، فهذا ليس مجرد إرهاب، إنه التوحش في أوضح صوره، فما قام به ذلك المجرم تجاوز كل شيء له علاقة أو ارتباط بالإنسانية أو البشرية، بل وحتى الحيوانات لا يمكن أن تقبل بمثل هذه الأفعال، وسواء كان المجرم «داعشياً» أو منتمياً لجماعة أخرى، فإن ما قام به عمل وحشي مكتمل الأركان والعناصر، ولو بقي منفذ العملية حيّاً لكان يستحق أن يأخذ كل إنسان حقه منه، لأنه ببساطة آذى كل إنسان على وجه الأرض، فإنْ يقوم إنسان وبدم بارد بدهس أشخاص آمنين يحتفلون مع أصدقائهم وأسرهم ومواطنيهم في مكان عام، ويأتي عامداً متعمداً، فيصدمهم بشاحنته ليقتل 84، بينهم 10 أطفال وأكثر من 200 مصاب، بينهم 52 حالتهم حرجة، وحصيلة القتلى قابلة للارتفاع، فهذا عمل غير إنساني أبداً، ولا هو عمل إرهابي، إنه عمل وحشي جبان قام به شخص نُزعت من قلبه كل معاني الإنسانية والرحمة والخير، واستبدلت بمشاعر الشر والحقد العميق. بعد حادثة المدينة المنورة في نهاية شهر رمضان الكريم، وهذه الحادثة المؤسفة، نجد أننا أمام واقع جديد وأشكال جديدة للإرهاب، وهو ما يعني أن من يحركون أولئك الإرهابيين ذهبوا بعيداً وكثيراً في التخطيط لجرائمهم، وتمادوا كثيراً في القتل وإزهاق أرواح الأبرياء، ولم يعد يردعهم شيء أو أحد، فهل يبقى…
الأحد ١٠ يوليو ٢٠١٦
الحشد الإيراني الذي اجتمع في باريس يوم أمس، هو الوجه الآخر لإيران، الوجه المستبعد والمضطهد، والذي يعمل النظام الإيراني على طمسه واستبعاده من المشهد السياسي الإيراني، فاجتماع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يتخذ من فرنسا مقراً - وهو ائتلاف سياسي يضم مجموعات من المعارضين الإيرانيين- والذي عقد أمس، وضم سياسيين ودبلوماسيين وشخصيات رسمية غير إيرانية من الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول العربية، يؤكد أنه اجتماع مختلف عن اجتماعات السنوات الماضية، وأن مستقبل نظام طهران يمكن أن يتأثر بما سيخرج به من نتائج. لذا فإن من المهم أن لا يغمض النظام الإيراني عينيه، ويصم أذنيه، عما يدور في هذا الاجتماع، بل على العكس، يفترض أن يوجه كل تركيزه على كل تفصيلة فيه، وعلى كل ما يقال فيه، وما يتم الاتفاق عليه لتنفيذه، لأن من الواضح أن نظام إيران هو المستهدف من أي قرار في مثل هذه الاجتماعات التي تعلن فيها المعارضة مطالبها. جميع دول المنطقة تدرك أن النظام في طهران يدعم الطائفية، ويغذي المذهبية في المنطقة، وأنه كان خلف كثير من المشكلات والأزمات والحروب في المنطقة، ولا يزال مصمماً على ذلك من منطلق حلم «تصدير الثورة» أو إعادة الأمجاد الفارسية، الذي لا تزال تتمسك به قلة قليلة من الإيرانيين على الرغم من أن الأغلبية تدرك أنه شيء من الماضي ولن يعود،…
الخميس ٠٧ يوليو ٢٠١٦
كانت تغريدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية واضحة ومباشرة عندما قال : " هل تذكرون تحريم الشيخ الجليل بن باز للعمليات الانتحارية، هل تذكرون مفتي الإخوان عندما حرّض عليها". هذه التغريدة تعتمد على حقيقة ومعلومة يعرفها الجميع، بل وعلى صوت وصورة وتسجيل مرئي موجود على اليوتيوب لمن يريد أن يرى ويسمع ويتأكد من صحته، إلا أن الإخوان وأتباعهم لا يقبلون بالحقيقة وينكرونها، حتى وإن كانت واضحة وضوح الشمس، لذا فقد انتفضوا على تغريدة الشيخ عبدالله، وكأنه تقوّل على "شيخهم" بما لم يقله، وبدل أن يقوموا بالرد على تغريدة الشيخ عبدالله رأيناهم يتعمدون الهجوم والإساءة! والحقيقة أن من يشاهد اللقاء التلفزيوني مع القرضاوي ويستمع لإجابته عن سؤال العمليات الانتحارية سيُصدم من رده الذي يبيح العمليات الانتحارية بشكل واضح وصريح، وستكون صدمته أكبر عندما يقرأ تغريدة القرضاوي ومستوى رده على الشيخ عبدالله وهو يقول : "رداً على عبد الله بن زايد أني أشجع العمليات الانتحارية: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين نعوذ بالله من شر الشياطين إذا ما انحلت أصفادها". هكذا رأى "مفتي الانتحار" أن يكون رده على من يواجهه بالحقيقة ويذكره بما قاله بلسانه، فهل يعقل أن يكون رد من يسمونه "عالماً" و "شيخ دين" بهذا المستوى وبهذه الطريقة، بدل أن يرد الحجة بالحجة؟! فماذا ترك لصبية…
الأربعاء ٠٦ يوليو ٢٠١٦
لا تكتمل فرحة الإمارات قيادة وشعباً في هذا اليوم، إلا بمشاركة جنودنا البواسل المرابطين على الثغور بهذه المناسبة، فأولئك الرجال الذين تركوا أسرهم وأطفالهم وزوجاتهم وآباءهم وأمهاتهم من أجل حماية وطنهم وأمتهم وحقن دماء الأبرياء، يستحقون أن نشاركهم هذه الفرحة، وألا نحتفل بهذا العيد إلا ونتذكر رباطهم وتضحياتهم في أرض المعركة في اليمن، أو في معسكراتهم على أرض الوطن. فلولا أولئك الرجال الأبطال ما استمتعنا بشهر رمضان المبارك، ولا ذقنا حلاوة العيد وفرحته، فشكراً لكم جميعاً، وعيدكم مبارك، وعسى أن تكونوا في العيد المقبل بين أهليكم وبيننا، تحتفلون بعد أن فرحتم بالنصر المبين. أولئك الجنود هم خط الدفاع الأول عن الأوطان والأبرياء، وبعد أن رأينا من قبل كيف حافظت دماء جنودنا البواسل على أمن المنطقة رأينا أمس كيف أن شجاعة مجموعة من رجال الأمن في الحرم النبوي الشريف أنقذت آلاف المصلين من موت محقق، بل أنقذت المسجد النبوي الشريف من تدنيس ذلك الإرهابي الذي خذله الله، ومنعه رجال الأمن من تنفيذ مخططه الإرهابي الإجرامي في مسجد الرسول الكريم في الليلة الأخيرة من شهر رمضان المبارك. فكل التحية لرجال الأمن في الإمارات وفي المملكة العربية السعودية الشقيقة، وكل التقدير لدورهم البطولي في كل مكان في العالم، فهم الذين استعدوا لمواجهة الإرهابيين بصدورهم، وبذل أرواحهم من أجل الآخرين. لقد جاءت الإدانات متتالية…
الثلاثاء ٠٥ يوليو ٢٠١٦
آخر ما توقعه المسلمون وغير المسلمين أن تمتد يد الإرهاب ويتجرأ شخص على القيام بعملية إرهابية عند قبر رسول السلام وعند مسجده وفي مدينته.. لقد ذهل المسلمون صغارهم قبل كبارهم وهم يستمعون إلى خبر العملية الإرهابية قرب المسجد النبوي الشريف في الليلة الأخيرة من رمضان، هذه كانت الصدمة الكبرى فهل من بعدها صدمة وهي الجريمة الكبيرة فهل بعدها جريمة؟ أصبح المسلمون مطالبين بالتيقظ أكثر من أي وقت مضى فهذه العملية تعني الكثير وتعني أن الإرهاب لم يعد شخصاً وإنما تنظيم كبير جداً وهذه العمليات لا يقوم بها شباب عاديون من المسلمين وإنما شباب تم التأثير عليهم وغسل أدمغتهم واستغلالهم بشكل علمي وعملي حتى وصلوا إلى هذا الحد من الجرأة والاستعداد لأن يفجر أحدهم قرب قبر النبي ويقتل أمه ويقتل أخاه وجميع أهله، إنها فوضى كبيرة خلفتها أياد عابثة وما هؤلاء المفجرون والقتلة إلا أدوات تافهة تمكن الإرهابيون الكبار من استغلالهم والتلاعب بهم ونحن غافلون. من الواضح أن من يعمل ضد السلام وضد خير الإنسانية والبشرية وضع خطة إرهابية محكمة لشهر رمضان هذا العام فمنذ اليوم الأول بدأت العمليات الإرهابية التي ضربت الأردن وتلتها دول أخرى لتكون الجريمة الكبرى في آخر يوم في رمضان وعلى مسمع الرسول (صلى الله عليه وسلم). فهل يعني كل ذلك شيئاً بالنسبة للعرب والمسلمين؟ أم سنبقى…
الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦
يفترض أن يتم اليوم توقيع اتفاق تطبيع العلاقات التركية مع إسرائيل وتبادل السفراء بحسب رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم الذي قال في مؤتمر بأنقرة، أمس، إن الاتفاق مع إسرائيل يشمل تخفيف الحصار عن قطاع غزة. على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن أن الحصار البحري على غزة سيستمر بعد الاتفاق مع تركيا، كما أن إسرائيل ستدفع تعويضات لضحايا «سفينة مرمرة» تقدر بـ20 مليون دولار. بلا شك أن قرار تطبيع تركيا علاقاتها مع إسرائيل هو قرار سيادي، يعود للحكومة التركية التي تضع مصالحها الوطنية والقومية والاستراتيجية نصب عينيها وهي تتخذ مثل هذا القرار، وبالتالي فإن علينا أن نحترم هذا القرار بكل تفاصيله. هل تتجه تركيا إلى خفض العداء مع الخارج واستعادة صداقاتها مع الدول العربية وغير العربية وخصوصاً أن الإعلان عن هذا التطبيع تزامن مع إعلان الكرملين استلام رسالة اعتذار من أردوغان تتعلق بإسقاط تركيا لطائرة روسية نهاية العام الماضي، وبعد إسرائيل وروسيا ما هو مصير مستقبل علاقة تركيا بجارتها العربية المسلمة مصر؟ وهل ستغير تركيا وأردوغان من موقفهما من الرئيس السيسي والحكومة المصرية؟ بلا شك أن وجود تركيا في موقف الصديق والحليف والدولة المعتدلة سيكون مفيداً لها وللإقليم وسيساعد على حل بعض المشكلات وسهولة التوصل لحلول لمشكلات وأزمات أخرى. الجانب الآخر في اتفاق التطبيع بين تركيا وإسرائيل الذي…
الإثنين ٢٧ يونيو ٢٠١٦
توأمان خرجا في ساعة واحدة من بطن أمهما، فقررا أن يقتلاها في ساعة، وبيد واحدة تناوبا على طعنها، لأنها رفضت سفرهما إلى سوريا، وهددت بالإبلاغ عنهما إذا سافرا، فما كان منهما إلا أن قررا قتلها لأنها أصبحت في نظرهما «زنديقة».. فبأي ذنب قتلت الأم هيلة العريني التي فجعت المملكة العربية السعودية والخليج بأسره بخبر مقتلها على يد اثنين من أبنائها، تعاونا ضدها في ليلة رمضانية مباركة، ليتركاها غارقة في دمائها بعد أن فشلا في قتل والدهما! أي قلب وأي يد وأي ضمير ذلك الذي يجعل شاباً في مقتبل العمر يقتل أمه ويحاول قتل أبيه؟ وأي فكر منحرف وأي عقيدة فاسدة تدفع بهؤلاء إلى هذه التصرفات الوحشية التي لا تمتّ للدين ولا للبشرية بشيء، بل وترتجف منها الحيوانات رعباً؟ فعلاً إنها من أبشع الجرائم التي يمكن أن نسمعها، لكن لا يكفي أن نقف متسائلين عما يحدث وغاضبين فقط. بكى البعض وصرخ الجميع: إنهما «داعشيان» وإنهما تربية هذا الفكر الإرهابي الدموي الفظيع الذي يجب محاربته، لكن هذا ليس كل شيء، فصحيح أنهما تأثرا بـ «داعش» وخطابه الإرهابي العنيف، لكن المسألة أعمق وأبعد من ذلك، فالخطاب الديني الذي يتعرض له الشباب خطاب عنيف ومتطرف، ويرفض الآخر بالمجمل، وهذان التوأمان اللذان تلطخ وجهاهما وقلباهما قبل أن تتلطخ أيديهما بدماء أمهما وأبيهما قد يكونان «ضحيتين»…
الأحد ٢٦ يونيو ٢٠١٦
بينما لا يزال العالم يبحث في تداعيات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وبينما يحاول البريطانيون المقتنعون بالبقاء في الاتحاد الأوروبي الضغط من أجل إعادة الاستفتاء، فإن من المهم أن نقف على الأسباب التي جعلت أكثر من نصف الشعب يختار الخروج من هذا الكيان الذي كانت تنظر إليه دول العالم بوصفه نموذجاً يمكن الاحتذاء به وتكراره من أجل خلق كيانات قوية في العالم، معرفة وفهم أسباب الخروج مهمة جداً، وهذا ما حاول القيام به المراقبون والمحللون في أوروبا والعالم، وكذلك الصحافة، ومنها صحيفة «الديلي ميل» التي أوردت أمس عشرين سبباً مباشراً وغير مباشر لهذه النتيجة، وتبدو الأسباب الاقتصادية هي الأبرز والأقوى، إلا أن هناك أسباباً أخرى. فبريطانيا تستورد بضائع بقيمة 89 مليار جنيه إسترليني من دول الاتحاد الأوروبي، أكثر مما تصدر لهم، لذا فإن الاتحاد الأوروبي سيخسر بعد خروج بريطانيا أكثر مما سيفرضه عليها من تعرفات جمركية، بريطانيا تنفق على الاتحاد الأوروبي أكثر مما تأخذ، فقد وصل إجمالي إسهامها في العام الماضي إلى حوالي 8,5 مليار جنيه إسترليني، أي بمعدل 23 مليوناً يومياً، بالإضافة إلى ضريبة القيمة المضافة المفروضة على البريطانيين، أي أن الاقتصاد الأوروبي ضعيف مقارنة بالبريطاني، فقد حقق الاقتصاد الأوروبي نمواً يقدر بـ 1,9% مع نهاية العام الماضي، بينما حقق الاقتصاد البريطاني نمواً بـ 6,8% أكبر مما كان…
السبت ٢٥ يونيو ٢٠١٦
استيقظ العالم بالأمس، على حدث تاريخي كبير، وهو خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بعد استفتاء شعبي مثير، شارك فيه أكثر من ثلاثة وثلاثين مليون بريطاني، وكانت نسبة المؤيدين للخروج 51.9% مقابل 48.1% لاستمرار بقائها فيه. هذا الخروج من الاتحاد الأوروبي بلا شك من أكبر الهزات التي يمر بها الاتحاد منذ قيامه قبل 66 عاماً، فحتى الساعات الأخيرة للاستفتاء ليلة الجمعة، كانت نسبة المؤيدين للبقاء هي الأكبر إلى أن انقلبت النتيجة إلى العكس في آخر ساعتين تقريباً. فوجئ العالم وربما صدم لهذا الحدث، لكنه وقف احتراماً لقرار وإرادة شعب المملكة المتحدة الذي فضل خلع عباءة الاتحاد الأوروبي، وبقاء الجزيرة البريطانية مستقلة عن أي كيان جغرافي، أو سياسي، لتنقسم أوروبا من جديد إلى الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، الأمر الذي أثار «حماس» أحزاب اليمين للانفصال في دول أوروبية أخرى، مثل فرنسا، وهولندا، وإيطاليا، والنمسا، والدنمارك، والسويد. وهذا يعني أن عدوى الانفصال قد تنتقل إلى دول أخرى، وأن الاتحاد الأوروبي سيواجه خطر التفكك والضعف وربما الاندثار، وهذا ما جعل البعض يعتبر المملكة المتحدة أول الناجين من انهيار الاتحاد الأوروبي. دول العالم استقبلت مفاجأة الخروج بإعلان احترامها للقرار الشعبي، ففي الإمارات قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تغريدة له بالأمس: «نؤكد احترامنا…