الجمعة ٢٤ يونيو ٢٠١٦
عندما نتأمل المشهد العربي وواقع حال الدول العربية من حولنا هذه الأيام، وما تعانيه من عنف وضعف وتمزق وحروب، نذكر رجلاً كان يعيش بيننا - وهو لا يزال يعيش في قلوبنا - كان يحب السلام ويحب الخير، وكان يكره العنف ولا يتوقف عن مساعدة الآخرين ولا يرتاح إلا وقد قضى حاجة المحتاج ووقف مع المظلوم، إنه المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تمر اليوم الذكرى الثانية عشرة لرحيله عن هذه الدنيا، ولكنه لم يغب عن حياتنا يوماً، ففي التاسع عشر من رمضان من عام 2004 انتقلت روحه الطاهرة إلى جوار ربها تاركاً خلفه شعباً محباً ووطناً قوياً ومشروعاً وحدوياً تُضرب به الأمثال. حياة الشيخ زايد، رحمه الله، كانت مليئة بالأعمال والإنجازات في جميع المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الرياضية أو التراثية أو الإنسانية وغيرها، فقد كان، رحمه الله، شخصية شاملة تعطي كل شيء حقه دون الإخلال بأي جانب، ولكن ما أثار انتباه العالم أكثر بعد رحيله هو حجم عمله الإنساني تجاه وطنه وأمته والبشرية في كل مكان -دون تمييز بين دين أو عرق أو لون- وهو ما كان يتم بدون ضجيج، بل ولم يكن يتم تسليط الضوء عليه أو الإعلان عنه في حياته، ولكنه بدا واضحاً وجلياً…
الخميس ٢٣ يونيو ٢٠١٦
أصبح لرمضان نكهة جمال وتميز إضافية في الأعوام الأخيرة، ففي الإمارات أصبحت ليالي رمضان مناسبة للقاء القيادة بالمواطنين وبالمسؤولين، ومناسبة لعقد المجالس الرمضانية والمحاضرات النافعة. ومن يتابع ما يحدث في رمضان يكتشف أنه لا تكاد تمر ليلة من ليالي رمضان إلا ويلتقي فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحكام الإمارات، بجموع المواطنين، فبشكل يومي يتقبلون تهانيهم بشهر رمضان المبارك، ويستمعون إلى أمورهم وهمومهم، ويطلعون على أعمالهم وإنجازاتهم، ومجلس الشيخ محمد بن زايد يشهد بشكل مستمر لقاءات متميزة في جوانبها الإنسانية، وكان آخرها التقاء سموه بعائلة بأكملها، أب وثلاثة أبناء من أفراد القوات المسلحة، وجميعهم يشاركون في حرب دعم الشرعية باليمن، كما جمعت المصادفة سموه بأحد معلميه الذي لم يره منذ سنوات، وكم كانت واضحة فرحة سموه بهذا اللقاء، واعتزازه بمعلمه وفخره بأولئك الجنود الذين جمعته بهم المصادفة الرمضانية. هذه اللقاءات والاجتماعات الودية مهمة جداً للقيادة وللمواطنين، وتكشف مدى عمق العلاقة بين مكونات مجتمع الإمارات، وتبين مدى التلاحم والتفاهم الذي يتمتع به مجتمعنا. والجميل في تلك اللقاءات أنها لا تقتصر على فئة من المواطنين أو تخصص من التخصصات، ففي تلك اللقاءات يجتمع…
الثلاثاء ٢١ يونيو ٢٠١٦
تباينت ردود الفعل على قرار إسقاط البحرين الجنسية عن رجل الدين الشيعي قاسم محمد عيسى، فالشعب البحريني والقوى الوطنية في المملكة استقبلت هذا القرار بترحيب كبير لأنهم يدركون مدى أهمية اتخاذ قرارات حازمة عندما يمس الأمر أمن واستقرار الوطن والمواطنين، أما الجامعة العربية فقد أعلنت دعمها للإجراءات القضائية التي اتخذتها البحرين بشأن تنظيم عمل الجمعيات والتنظيمات الأهلية بما يتوافق مع القوانين والتشريعات الوطنية، وفي المملكة العربية السعودية رحبت هيئة كبار علماء السعودية بالإجراءات البحرينية ضد الجمعيات والتنظيمات المثيرة للفتن المذهبية والطائفية.. أما الولايات المتحدة فعبرت بالأمس عن قلقها من خطوة إسقاط الجنسية عن قاسم عيسى، وفي المقابل كان نفس الموقف لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني فقد هدد - كعادته - وتوعد دولة البحرين قائلاً «إن الإساءة إلى عيسى قاسم ستكون بداية لانتفاضة دامية». هذا الموقف العنيف من إيران وردة الفعل الانفعالية غير مبررة أبداً وهي تدخل سافر في شأن داخلي لدولة كاملة الأهلية والاستقلالية، وغير مقبول هذا الهجوم والتهجم الإيراني على البحرين، ولابد من اتخاذ خطوات عملية تجاه هذا التعدي السافر، فبعد التحقيقات والمداولات قررت الدولة البحرينية إسقاط الجنسية عن أحد مواطنيها الذي اكتسبها قبل أربعين عاماً، وهذا من حقها وخصوصاً أن مبررات إسقاط الجنسية واضحة وقوية فطوال العقود الأربعة منذ حصول الرجل على جنسية هذا البلد وهو يعمل…
الإثنين ٢٠ يونيو ٢٠١٦
المحاكمات والأحكام القضائية الأخيرة في مملكة البحرين تدعو دول المنطقة والدول العربية إلى الوقوف إلى جانب هذا البلد الشقيق، وتكشف مدى ما يواجهه من تطرّف وإرهاب بجميع صوره وأشكاله، وما يواجهه من محاولات مستمرة ومنظمة من الجماعات المرتبطة بالخارج لزعزعة الأمن والاستقرار في المملكة وإثارة الفتنة والمساس بوحدتها الوطنية وأمنها. وبالأمس كشفت النيابة العامة البحرينية عن استمرار التحقيقات في وقائع جمع وغسل الأموال بغير ترخيص لإحدى الجمعيات الإسلامية، وكشفت عن إجراء بعض المتهمين، وبينهم رجل دين، عمليات مصرفية على الأموال المودعة بحساباتهم البنكية، وإرسال جانب كبير من المبالغ إلى إيران والعراق، متجاوزين قواعد التحويل والإفصاح، وأن تلك المبالغ وصلت إلى جهات ومنظمات في الخارج مناهضة لمملكة البحرين. كل خطر تواجهه مملكة البحرين وراءه إيران، وكل مجموعة تخريبية يتم القبض عليها تدعمها إيران، وكل عملية تخريبية تتم في البحرين تساندها إيران، ولم يعد الأمر خافياً أو مخفياً عن أحد، لكنه دور باق ومستمر. منذ أسبوعين تقريباً كانت لرجل الدين الشيعي العربي العلامة محمد علي الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي بلبنان كلمة أمام جمع من الجالية المسلمة في بلجيكا ذكر فيها كلاماً في غاية الأهمية عندما شدد قائلاً بأن الدول العربية المنهمكة في الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي أصبحت مهددة وبقوة بـ «خطر الإرهاب الصفوي الإيراني» .. وأضاف أن إرهاب نظام…
الإثنين ١٣ يونيو ٢٠١٦
الأحداث التي شهدتها بطولة أمم أوروبا 2016 بعد مباراة إنجلترا وروسيا مؤسفة، وكشفت عن الوجه القبيح للرياضة ومشجعي كرة القدم، وبيّنت أن تخوفاتنا كان يجب ألا تنحصر في عمليات الإرهابيين التي قد تهدد البطولة، وإنما كان يفترض أن نتوقع «حرب الشوارع» من مشجعين لديهم الاستعداد للاقتتال بسبب مباراة كرة قدم.. لكن قبل أن يستفيق العالم من «إرهاب الملاعب» صدم بعملية إرهابية في الولايات المتحدة راح ضحيتها خمسون شخصاً. ومن المفارقات أن تنظيم داعش الإرهابي أعلن بالأمس عن مسؤوليته عن الهجوم على الملهى الليلي بأورلاندو في ولاية فلوريدا، وتم الكشف عن منفذ العملية، وهو أميركي من أصل أفغاني يدعى عمر متين ويبلغ من العمر 29 عاماً. لكن لم يعلن أحد مسؤوليته عن الانفجار الذي وقع في بيروت ليلة البارحة من خلال عبوة ناسفة تزن 4 كلغم وضعت تحت سيارة خلف مبنى بنك لبنان والمهجر، وهو أحد البنوك اللبنانية التي بدأت عملياً تنفيذ القانون الأميركي الذي يفرض عقوبات مالية على «حزب الله» ومؤسساته، عبر إغلاق حسابات تابعة له. تنظيم «داعش» الإرهابي امتلك الشجاعة لأن يعلن مسؤوليته عن تلك الجريمة الجبانة بأميركا، فهل يمتلك الشجاعة من فجّر مصرف لبنان والمهجر أن يعلن عن مسؤوليته، أم أننا سنرى أصابع الاتهام توجه إلى العدو الإسرائيلي؟! بالأمس سارعت شخصيات في المعارضة السورية إلى توجيه أصابع الاتهام…
الأحد ١٢ يونيو ٢٠١٦
يخونون أوطانهم وأماناتهم ويخونون ثقة الناس فيهم، ويضربون بالنوايا الحسنة عرض الحائط، فيستغلون هذا الشهر العظيم بكل ما فيه من خير ورحمة وبركة، فيجمعون التبرعات من المحسنين، بحجة بناء مسجد أو كفالة يتيم أو كسوة عيد أو مساعدة المحتاجين في سوريا وفلسطين، وقائمة الاستغلال طويلة ولا تنتهي، بل تتجدد في كل عام، والملايين من الدراهم والدنانير والريالات تجمع ويتم إرسالها إلى جهات لا يعلم بها أولئك المحسنون، ظناً منهم أنها قد ذهبت إلى حيث يظنون، لكن الأيام كشفت لنا أن كثيراً من التبرعات تذهب إلى جهات غير معلومة، وتبرعات أخرى تذهب إلى «داعش» وجماعات إرهابية هنا وهناك بحجة دعم «المجاهدين» ونصرة المسلمين وقضاياهم، وهذا كله كذب، فالأموال تذهب لدعم الإرهاب وشراء الأسلحة وتهريب الشباب وتدريبهم، ليتحولوا إلى انتحاريين وقنابل موقوتة تقتل الأبرياء، وقبل ذلك تقتل الخير في الناس. في الإمارات، تم التنبه إلى هذا الأمر، وتم اتخاذ إجراءات صارمة تمنع جمع التبرعات، إلا من قنوات معروفة وجهات معتمدة، الأمر الذي قطع على الاستغلاليين مصدراً مهماً لتمويل المخربين والإرهابيين، وبالأمس أكدت السلطات السعودية أنه سيتم ضبط كل من يدعو أو يقوم بجمع التبرعات من دون ترخيص وإخضاعهم للأنظمة المرعية بالمملكة وإيقاع الحجز التحفظي على حساباتهم البنكية المعلنة لجمع الأموال، كما سيتم إبعاد غير السعوديين ممن يرتكبون مخالفة الأنظمة بجمع التبرعات بعد…
الخميس ٠٩ يونيو ٢٠١٦
قبل أن تغمض أعين الناس في هذه المنطقة، كان الكل يتساءل أين سيضرب الإرهاب في اليوم الرابع من رمضان؟ فبعد استهداف الإرهاب في صباح أول يوم من رمضان مقر المخابرات الأردنية بمخيم البقعة، الذي استشهد فيه خمسة من أفراد المخابرات العامة، تلقى العالم خبر الهجوم على حافلة قوات مكافحة الشغب في صباح الثاني من رمضان في حي بيازيد في اسطنبول، والذي راح ضحيته 11 بينهم سبعة من رجال الشرطة بالإضافة إلى 36 جريحاً، وبالأمس في ثالث أيام شهر رمضان المبارك استهدفت سيارة مفخخة مقر الشرطة في محافظة ماردين جنوب شرق تركيا، وأسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى و30 جريحاً، ومن البديهي أن يكون سؤال ليلة البارحة قبل أن ينام الآمنون هو: على ماذا سيستيقظ الناس هذا الصباح؟ وأي مدينة ستضربها يد الإرهاب الغادرة في هذا الشهر الفضيل؟! الذي هو شهر الرحمة والإيمان والتسامح والعفو، والذي حوله الإرهابيون إلى شهر القتل والتفجير والغدر والخوف! منطق الإرهابيين مقزز، ومجرد استعدادهم للقتل في شهر رمضان أمر يدعو للأسف، فكيف أصبح منا ومن بيننا من نال منه الجهل والكره والحقد والإجرام حداً جعله مستعداً كي يقتل الأبرياء في هذا الشهر المبارك، وأن يروع الآمنين ويدخل الرعب في قلوب الصغار والكبار؟ فأي دين يدين به هؤلاء وأي شرع يتبعون؟ رمضان المسلمين مختلف تماماً عن رمضان الإرهابيين،…
الثلاثاء ٠٧ يونيو ٢٠١٦
مختلفة أيام رمضان لا تشبهها أي من أيام العام أو لياليه، فالحمد لله الذي بلغنا رمضان، ونسأل الله أن يتقبل منكم ومنا الصيام وصالح الأعمال. ونحن نبدأ أيام هذا الشهر ونستشعر الجوع والعطش، وارتفاع درجات الحرارة في هذا الصيف، ونرى كيف يتعب أطفالنا في صيامهم، وكيف يقضون يومهم بسبب جوعهم وعطشهم، يجب أن نتذكر آلافاً بل ملايين من الجوعى المشردين واللاجئين، من السوريين واليمنيين، ومن كل الشعوب الأخرى في العالم، ممن لا يجدون قوت يومهم، ليس لنهار واحد، وإنما لأيام يبقون بلا طعام، ولا يعيشون إلا على قليل من الفتات الذي يساعدهم في البقاء على قيد الحياة، ومواجهة يوم جديد من الجوع والعطش والخوف، فهذه الأيام مناسبة طيبة لتذكر الفقراء والمحتاجين، وخصوصاً المتعففين منهم، ممن يجعلهم حياؤهم وعزة نفسهم يحجمون عن طلب المساعدة أو الصدقة، وأن نخصص لهم جزءاً من أموالنا لمساعدتهم، ومن المهم أن تذهب هذه المساعدات عن طريق الجهات والهيئات والجمعيات المعتمدة والمعروف جهات صرفها للأموال. في مقابل هؤلاء المحتاجين يجب أن يحذر الجميع من المتسولين الذين ينشطون خلال هذا الشهر، وينتشرون في كل مكان، لاستدرار عطف المسلمين للتصدق عليهم، وهم غير محتاجين للمساعدة، وإنما يمارسون مهنة النصب والاحتيال على الناس، ومسؤولية الأفراد مهمة تجاه هؤلاء، ولا يجب التعاطف معهم، فالمحتاج يعرف طريق الهلال الأحمر وطريق الجمعيات الخيرية…
الخميس ٠٢ يونيو ٢٠١٦
الإعلان التجاري لإحدى شركات السيارات العالمية الذي تم تنفيذه مع نادي العين، كان حديث الشارع الإماراتي على مدى اليومين الماضيين، وهذا الحديث سيستمر، وهذه الحادثة لن تمحى أبداً من ذاكرة الرياضيين، ولا من ذاكرة المواطنين الإماراتيين، لأن الإعلان كان صدمة حقيقية للجميع بلا استثناء، ولأن ردة الفعل على بث الإعلان كانت حازمة. قرار سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، النائب الأول لرئيس نادي العين الرياضي، النائب الأول لرئيس هيئة الشرف، جاء ليؤكد أنه لا تساهل في التعامل مع الأخطاء التي تمس الوطن، لأن الوطن خط أحمر، وأي عمل مهما كان كبيراً أو صغيراً، يجب أن يكون أساسه مصلحة الوطن وصورته الناصعة، لذا كان قرار سموه القاطع والسريع بحل مجلس إدارة نادي العين لكرة القدم، وحل مجلس إدارة شركة الاستثمار. أمور كثيرة لم يفكر فيها من نفذ الإعلان، وأمور أكثر فاتت من لم يدقق فيه قبل بثه، لذا كان من المهم أن يتم وضع حد لهذا الأمر، وهو القرار الحكيم لسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، والذي لا يقلل من تقدير الجميع للجهد الذي بذله أعضاء مجلس إدارة الشركتين طوال الفترة الماضية، والإنجازات الكثيرة التي حققوها، كما أن هذا القرار لا يقلل من مكانة نادي العين، بل على العكس يجعله أكبر في عيوننا،…
الأربعاء ٠١ يونيو ٢٠١٦
الاعتراف الإيراني بالتدخل في شؤون دول الجوار على الرغم من أنه ليس جديداً ولا غريباً مستفز وتبرير هذا التدخل يبدو مقززاً، فعندما يقول رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران علي أكبر رافسنجاني إن هدف هذا التدخل هو «الدفاع عن المصالح القومية لبلده»، يكون من الطبيعي أن نتساءل، وما هي المصالح القومية لإيران في التدخل في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن؟ وماذا ستستفيد من تخريب تلك الدول وتشريد الملايين من أبنائها؟ وماذا ستستفيد من تخلف تلك الدول وعودتها عقوداً إلى الوراء وضياع ثرواتها؟! وأين المصالح القومية في موت آلاف الأطفال الأبرياء أو موت آبائهم وأمهاتهم؟! إن إقرار المسؤول الإيراني رفيع المستوى بتورط بلاده في أزمات المنطقة العربية لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ويجب أن يفتح عين العالم على انتهاك إيران للقوانين والأعراف الدولية، وعلى الدور السلبي الذي تلعبه إيران في المنطقة، وإصرارها على لعب هذا الدور وذلك بتأكيد رافسنجاني في حواره مع «آفتاب نيوز» واعترافه بكل وضوح «لا يمكن أيضاً أن نترك تلك المناطق بسهولة». من يرغب في معرفة حقيقة الفعل الإيراني في المنطقة ليس عليه إلا أن يتابع تصريحات المسؤولين في الدول التي تدخلت فيها، وأفعال أجهزة إيران في دول المنطقة، فاعترافات المسؤولين الإيرانيين بالتدخل في شؤون الدول العربية نسمعها منهم دون خجل أو تردد بل ويفاخرون…
الثلاثاء ٣١ مايو ٢٠١٦
في الأسبوع الماضي عرض تنظيم داعش الإرهابي على موقع الفيسبوك فتاة للبيع، والسعر 8 آلاف دولار فقط، وهذه ليست المرة الأولى، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، في ظل بقاء هذا التنظيم واستمراره في الحياة، فهو بذلك يمارس هواياته في الاستعباد، والتلاعب بمصائر البشر. تنظيم داعش، وغيره من التنظيمات الإرهابية، لا تستطيع أن تعيش إلا على لون الدم ورائحة الموت وصرخات الاستعباد والقهر، فما تفعله هذه التنظيمات في حق البشرية هي جرائم يندى لها الجبين، فلا حدود لبربرية وهمجية هذه المجموعة التي أعدمت خلال الشهر الجاري 81 شخصاً فقط في سوريا، فضلاً عن ليبيا والعراق. ندرك أن قدرة «داعش» على البقاء والاستمرار لم تعد كالسابق، ورغبة المجتمع الدولي في مواجهته تبدو جادة هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى، لذا نلاحظ تدهور أوضاع التنظيم وتجفيف مصادر تمويله، مما يجعله يلجأ إلى الحلول القذرة، فيبيع النساء والأطفال حتى يوفر السلاح ليقتل به غيرهم. داعش الذي بلغ به التمدد والانتشار حد السيطرة على بلدات ومدن كبرى، ومن ثم إعلان «الدولة»، تحول إلى تنظيم فاشل اليوم، فهو يعاني كغيره من التنظيمات المتطرفة من الضعف والارتباك، لذا نجده يوجه سلاحه نحو المدنيين العزل من المسلمين وغير المسلمين، ويبتز الآمنين، وينهب أرزاق الناس وخيرات البلاد بحجج كثيرة، ونصوص دينية ملوية العنق، ليحقق ما يريد. المسلمون مقبلون…
الإثنين ٣٠ مايو ٢٠١٦
متى يتوقف النظام الإيراني عن تسييس كل شيء في الدين، وإلى متى يستمر في التلاعب بمشاعر المسلمين وروحانياتهم لخدمة أهدافه الأيديولوجية؟ فابتداءً بنشر ودعم الطائفية والمذهبية وانتهاء باستغلال موسم الحج في كل عام يبدو السلوك الإيراني سلبياً وتخريبياً في المنطقة. لم ينس أحد بعد ما حصل في حج العام الماضي ووفاة أكثر من 1600 حاج في حادثة منى بسبب التدافع والتحرك غير الصحيح لمجموعة من الحجاج، ولا أحد ينسى أن بعض الحجاج الإيرانيين كانوا طرفاً رئيسياً في ذلك الحادث، كما أنهم الطرف المشاغب دائماً في مواسم الحج، فباستعراض جميع مواسم الحج السابقة يتبين أن كل المسلمين من المشرق والمغرب، ومن آسيا وأفريقيا، مروراً بأوروبا وأميركا يأتون إلى الحج ويعودون دون أن يتسببوا في مشاكل أو فوضى، ما عدا حجاج إيران الذين من الواضح أنهم يأتون إلى الحج من أجل أشياء أخرى في أنفسهم، وبالتالي لا ينتهي موسم الحج إلا، وقد تسببوا في مشكلة صغيرة أو كارثة كبيرة يروح ضحيتها أبرياء من المسلمين ممن أتوا من بلادهم إلى بيت الله الحرام كي يتوبوا ويتطهروا ويعودوا إلى أوطانهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، لكن هذا ما لا يتحقق للجميع، فبسبب فوضى حجاج النظام الإيراني تموت مجموعة من الحجاج، فيرجعون إلى ديارهم جثثاً أو يدفنون، حيث صعدت أرواحهم إلى السماء. في الأسبوع الماضي وبعد جلسات…