الأحد ٢٩ مايو ٢٠١٦
في الكويت لا تزال الأسباب التي أدّت إلى مقاطعة المعارضة الكويتية للانتخابات البرلمانية قائمة، إلا أن ممثلي الإخوان في تلك المعارضة قرروا إنهاء المقاطعة والعودة للمشاركة في الانتخابات المقبلة، ومن الواضح أن هذه الخطوة تأتي نتيجة رغبة الجماعة في الحدّ من خسائرها، ومن تراجع مكانتها في المشهد السياسي. تلك الخطوة كانت في الكويت، والأفعال الإخوانية في الفترة الحالية في منطقتنا كثيرة وغريبة، ولكنها بلا شك غير مفاجئة، ففي الأسبوع الماضي خرج راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، وأحد أبرز الشخصيات الإخوانية في العالم، وفي تنظيمهم الدولي، وزعيم الإخوان في تونس، ليعلن فصل جماعته إلى قسمين، الأول دعوي والآخر سياسي، وبدا خطابه جديداً، وكأن من يتكلم ويلقي البيان شخص لا علاقة له بهذه الجماعة التي ما فتئت تتكلم عن دولة الخلافة، وتحارب الدولة الوطنية وتعتبرها أمراً لا يمكن القبول والاعتراف به، واليوم يأتي الغنوشي لينسف كل ذلك ويتكلم عن الدولة الوطنية وأهمية حمايتها من الإرهاب ومن كل الأخطار! بل ويتبنى الديمقراطية. وفي الوقت نفسه يفصل الدين عن الدولة من خلال شق جماعته إلى قسمين، الأول دعوي والآخر سياسي، وهم الذين كفّروا في الماضي كل من تكلم عن فصل الدين عن الدولة، وها هم اليوم يفعلون ذلك ضاربين عرض الحائط كل ما خدعوا به الجماهير والشباب طوال عقود من الزمان. بلا شك،…
الخميس ٢٦ مايو ٢٠١٦
ما الذي جمع القطبين الدينيين الكبيرين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر اللذين يتبعهما أكثر من ثلاثة مليارات إنسان، غير الرغبة في نشر السلام والخير بين أتباع الدين الإسلامي والدين المسيحي، وبين أبناء وشعوب العالم قاطبة، وفي الوقت نفسه الاتفاق على مكافحة الإرهاب ومحاربته أينما ظهر وانتشر؟ فالإرهاب لا دين له ولا عدو محدداً له، فدينه العنف والقتل، وعدوه الجميع وكل مسالم وبريء! وهو الهدف نفسه الذي جمع القطبين السياسيين العربيين، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في القاهرة أمس، فقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كما يؤكد دائماً، أن الإمارات تقف إلى جانب مصر، وتدعمها بكل ما تملك لمواجهة الإرهاب، والإمارات مستمرة في ذلك، إصراراً منها على أن يكون السلام هو عنوان الحياة والعيش في مصر والعالم. وفي اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب، أكدت الإمارات أن رؤيتها لدور الإعلام عززت مكافحة التطرّف والإرهاب، ويدرك كل متابع للجهد الإماراتي، أنه جهد مستدام ومتطور ومتقدم، لا يهدأ ولا يتراجع عن فعل ودعم أي عمل أو مشروع يسعى لنشر التسامح ومحاربة الإرهاب، وهذه القناعة الإماراتية التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ليست جديدة ولا مستجدة، بل هي جزء من فكر ووعي الإنسان…
الأربعاء ٢٥ مايو ٢٠١٦
كم كان العالم سعيداً وهو يشاهد اللقاء التاريخي الذي جمع بين بابا الفاتيكان فرانسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب يوم الاثنين الماضي في الفاتيكان، ولا شكّ في أن تلك السعادة تؤكد أن البشر بمختلف أديانهم وطوائفهم يحبون اللقاء والحوار والسلام، ويكرهون الحرب والخصام. ويوم أمس اجتمع علماء الأديان وأقطاب الديانات السماوية في باريس، وهناك تحاوروا بعد سنوات من مراقبة المشاهد الدموية بين أتباعهم، وباسم أديانهم في أنحاء العالم، فقد أصبح الدين أداة استخدمها المتشددون والمتطرفون والإرهابيون لتنفيذ جرائمهم وتبريرها. في باريس كان الجميع يتكلم عن التسامح ويمارس الحوار، المجتمعون هناك أدركوا أن الحوار مهم، والتسامح أكثر أهمية، وجعل الدين رمزاً للسلام والتعايش بين كل البشر هو الهدف الأكبر. المجتمعون هناك يتكلمون عن التعدد والاختلاف ويقبلون به، ويتمسكون بمبادئ الأديان التي تدعو إلى نشر الخير والمحبة، وهم يجتهدون في أعمالهم وحواراتهم يدركون أن في الخارج أعداداً متناثرة من أتباع الأفكار الضالة الذين اختاروا طريق العنف وسفك الدماء، وامتطوا صهوة الأديان لقتل كل من يخالفهم في العقيدة والفكر، أو حتى السلوك والممارسة، وهؤلاء من يجب التركيز عليهم ومواجهتهم، وذلك بحصرهم أولاً، ثم محاصرتهم، ومن ثم القضاء عليهم أينما كانوا، وهذه المهمة لم تعد سهلة اليوم واجتماع تلك النخبة الدينية في باريس يوم أمس بلا شك يهدف إلى عمل شيء…
الإثنين ٢٣ مايو ٢٠١٦
ليس صحيحاً أبداً أن المشاورات اليمنية في الكويت ليس لها أي مردود حتى الآن.. بل الصحيح والمؤكد أن لها مردوداً إيجابياً ونتائج جيدة بالنسبة للانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح، فقد امتلكوا زمام المبادرة العسكرية على الأرض، وأعادوا حصار تعز والمدن الأخرى، وخفّ، أو انتهى تماماً الضغط الجوي عليهم من جانب قوات التحالف العربي، خصوصاً في صنعاء، وعملياً لا توجد هدنة حقيقية على الأرض اليمنية إلا من جانب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف، والوضع الإنساني في كافة المدن اليمنية، خصوصاً في تعز، يزداد تفاقماً والمتمردون غير معنيين بالهدنة، أو توصيل المساعدات للمتضررين من الأزمة، بل إن تفاقم الوضع الإنساني إحدى أوراق الضغط التي يستخدمها المتمردون لتحقيق مكاسب سياسية وشرعنة انقلابهم على الدولة اليمنية وسرقة مؤسساتها. والانقلابيون الحوثيون ومخلوعهم صالح يسعون إلى إطالة أمد المشاورات الدائرة بالكويت، فهم ليسوا في عجلة من أمرهم، ولا يتعرضون لأي ضغوط لإنهاء المشاورات، التي لا نعرف الحكمة من أن تكون إلى ما لا نهاية، وبلا أي سقف زمني، ولا أظن أن هناك حكمة لهذا الوضع سوى إتاحة مزيد من الفرص أمام الحوثيين والمخلوع لإضاعة الوقت وبقاء الأمور باهتة يصب في مصلحة الحوثي والمخلوع، ولا يصب أبداً في مصلحة الشرعية والشعب اليمني فمع غياب الحسم واستمرار الرمادية سوف تتعرض الحكومة الشرعية اليمنية لمزيد من الضغط لتقديم تنازلات…
الخميس ١٩ مايو ٢٠١٦
انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير ومتزايد ظاهرة الإساءة والهجوم والنقد، وأحياناً السب، على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى تويتر بشكل خاص، وهذا الاستخدام السلبي لهذه الوسائل يبدو واضحاً أكثر بين الجمهور العربي من المستخدمين أكثر منه بين المستخدمين الآخرين في أي منطقة أخرى. هناك من يكتب رأيه أو وجهة نظره أو يضع معلومة على حسابه فيفاجأ بوابل من الهجوم والاعتداء اللفظي غير المقبول! والبعض يتعامل مع حسابه الشخصي، وهاتفه النقال وكأنه في غرفة مغلقة، وينسى أنه يغرّد أمام الملأ، ولا يدرك أن تغريدته ستنتشر، وستصل إلى أضعاف مضاعفة من الجمهور لو أنه قال تلك الكلمات في حشد من الناس، فالتعليق الإلكتروني ينتشر ولا يوقفه شيء. في جريدة «الاتحاد» ومن منطلق مسؤوليتنا المجتمعية، ودورنا الإيجابي تجاه الجمهور أطلقنا بالأمس مبادرة جديدة تحت عنوان «علّق بإيجابية» بعد نجاح المبادرة الأولى، والتي كانت تحت عنوان «صوّر بإيجابية»، والتي لقيت نجاحاً وتفاعلاً كبيرين من الجمهور، مما دفعنا لمواصلة هذه المبادرة واستكمالها بإطلاق مبادرة «علّق بإيجابية»، والتي تتلخص فكرتها في دعوة الجمهور ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لأن يمارسوا التعليق الإيجابي والنافع وبأسلوب حضاري من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وألا يخرجوا عن إطار الذوق العام، وألا يجنحوا إلى الانتقاد الجارح والهدام مهما كانت درجة الاختلاف مع المغرد أو الشخص الذي كتب رأيه. نريد نشر ثقافة إيجابية…
الثلاثاء ١٧ مايو ٢٠١٦
المتابع للعلاقات الإماراتية السعودية، سيدرك أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى جدة، أمس، وتوقيع اتفاقية إنشاء «مجلس التنسيق الإماراتي السعودي»، لم تأتِ من فراغ، كما أن هذا الحلم لم يكن بعيد المنال، كما أنه لن يكون مجرد قرار على الورق، فعلاقة البلدين القوية، تجعل من الطبيعي وجود وإنشاء مثل هذا المجلس الذي ستكون فائدته ونفعه ليس على البلدين فقط، وإنما على دول مجلس التعاون الخليجي، وشعوب المنطقة العربية. لقد رأى العالم خلال السنوات الماضية، خصوصاً العرب، كيف أن العمل السعودي الإماراتي قوي ومنظم ومؤثر، وشعر بأن تلك الجهود لا تهدف إلا إلى خير دول المنطقة ومستقبل شعوبها، والعنوان الكبير الذي يلمسه المتابع للعلاقة الإماراتية السعودية، هو الثقة المتبادلة والعمل من أجل خير الجميع، ففي ظل الظروف الصعبة والمعقدة التي تمر بها دول المنطقة، تحملت الدولتان ومعهما بعض أشقائهما، مسؤوليات جسام، واتخذتا قرارات تاريخية في وقت كان فيه بعضهم منشغلاً بمشاكله الداخلية، وبعضهم مشككاً في نجاح أي عمل عربي، وبعضهم مكتفياً باتخاذ موقف المتفرج، لكن «عاصفة الحزم» فاجأت الجميع، فأيقظت المتشكك والمتفرج، وقطعت يد العابث، وطردت الطامع الغريب. القيادتان الحكيمتان للبلدين تأخذان الإمارات والسعودية إلى آفاق أرحب في المستقبل، فكل ما يبذله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد…
الإثنين ١٦ مايو ٢٠١٦
التحقيق الصحفي والصور الخاصة التي تنشرها «الاتحاد» اليوم، والتي حصلت عليها من مصادرها الخاصة في اليمن تكشف نجاح التحالف العربي في مصادرة تلك الكمية من الأسلحة التي كانت «القاعدة» تضع يدها عليها، وتكشف حجم الخطر الذي كان يهدد اليمن لو بقيت في حوزة الإرهابيين، وتؤكد من جديد نجاح قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وقوات الشرعية، والمقاومة الشعبية في إنقاذ اليمن من شر مستطير، فتلك الكميات الكبيرة من الأسلحة لو بقيت بين يدي الإرهابيين، لكان يمكن أن تحوّل اليمن إلى سوريا أخرى، أو ليبيا أخرى. مؤسف وصعب جداً الوضع في اليمن، ومخزٍ موقف الانقلابيين الذين فتحوا الباب أمام التنظيمات الإرهابية للدخول إلى المناطق والمدن والعبث بأمن واستقرار اليمن، وإصرار الانقلابيين على مواقفهم ورفضهم إنهاء انقلابهم ورفضهم التوصل إلى حلول سياسية للأزمة في اليمن ساعد بشكل واضح وفاضح على انتشار «القاعدة» و«داعش» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية في اليمن ونهب الأسلحة والذخائر التي تقتل الأبرياء من الشعب اليمني. لقد انشغلت الحكومة اليمنية الشرعية بما يقوم به الانقلابيون عن الالتفات إلى الإرهاب، فقد ركزت الحكومة على استعادة الشرعية واستعادة سيطرتها على المدن التي احتلها الانقلابيون، الأمر الذي سمح للقاعدة بالتمدد في جنوب اليمن والدخول إلى مناطق لم تكن لتحلم بالوصول إليها، فضلاً عن ارتكاب الجرائم فيها، وكم كان مؤسفاً هذا التطور السلبي في…
الأحد ١٥ مايو ٢٠١٦
لن يتوقف الإرهابيون عن سعيهم لنشر الخراب والدمار ما لم يتحرك العالم من خلال جهد موحد لمحاربتهم والقضاء عليهم، فمنذ أن انطلقوا في حربهم ضد الخير والفضيلة، فإنهم لم يتركوا أسلوباً دنيئاً وخبيثاً إلا واستخدموه لتحقيق أهدافهم الشريرة لنشر الرعب والخوف وبث الفتنة، وإزهاق الأرواح. وبعد الانتصار الكبير الذي حققته قوات الشرعية اليمنية والمقاومة الشعبية والتحالف العربي على «القاعدة» قبل أسبوعين تقريباً، والقضاء على أكثر من ثمانمائة من عناصر «القاعدة» في المكلا، كثف الإرهابيون من تحركهم وعملياتهم الانتقامية في مختلف المناطق، وفي حرب هؤلاء الإرهابيين ليس هناك مكان للأخلاق ولا للشرف ولا للعهود والمواثيق، وهذا ما أكدته الأحداث الأخيرة، فقد صدم الجميع من الصور التي نشرت لإرهابيين في زي وهيئة وزينة النساء، ليتمكنوا من تنفيذ عمليات إرهابية انتقامية ضد الأبرياء. هذه التنظيمات تستبيح كل محرم ومنكر، ويقبل عناصرها ارتداء أزياء النساء والتنكر في أشكالهن فقط ليحققوا أهدافهم الدنيئة، وليخدعوا الجنود الذين يلاحقونهم، ضاربين بالأخلاق والرجولة عرض الحائط، فبدلاً من أن يواجهوا من يحاربهم وجهاً لوجه، فإنهم يتخذون من النساء سواتر ودروعاً للتخفي والهروب. هذا التلاعب بلا شك يصعب من مهمة الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية، وكذلك التحالف العربي، في مواجهة الإرهابيين في حضرموت، فالتخفي في هيئة امرأة في مجتمع محافظ، هو الأسلوب الأمثل لاختباء الإرهابيين الذين يدركون أن الجنود الشرفاء…
الخميس ١٢ مايو ٢٠١٦
مفهوم الإنسانية عميق وفي الوقت نفسه متنوع، وبما أنه كان عنوان منتدى الإعلام العربي هذا العام، فقد نال حقه من الحوار والنقاش بين الإعلاميين والمشاركين في المنتدى، وفي حديث مع إعلامي فرنسي حضر المنتدى، قال إن مفهوم كلمة «الإنسانية» في فرنسا مرتبط بشكل مباشر بالمساعدات الإنسانية والتبرعات وما شابه ذلك، وصحفيون عرب كثيرون اختلفوا في فهم وتعريف أبعاد الإعلام الإنسانية. أعتقد أننا اليوم بحاجة إلى نشر مفهوم الأبعاد الإنسانية بشكل أكبر في المجتمع الصحفي، فليس هدف الإعلام هو إثارة المشاعر الإنسانية عند الجمهور وليس استثارة عواطفهم، وإنما الهدف الإنساني للإعلام، خصوصاً في المرحلتين الحالية والمقبلة، كيفية مساهمته في دعم المعاني الإنسانية والسلوكيات الإيجابية لدى البشر وتبنيها كمهمة مهنية، وفي المقابل كيفية محاربة السلوكيات العدوانية والمتوحشة لدى البعض، وعلى رأسها سلوك الإرهاب، وقطع الطريق على هؤلاء، وعدم السماح لهم باستغلال الإعلام. وعلى سبيل المثال، عندما نتكلم عن صورة جريمة ضد الإنسانية أو خبر مأساوي، فليس دور الإعلام هو إثارة الجمهور ودفعه للصراخ فقط، وإنما دور الإعلام الأكبر والأهم هو البحث في أسباب تلك الجريمة التي أصابت الإنسانية، وعرضها للجمهور، والعودة إلى جذور المشكلة، فعندما نتكلم عن أزمة اللاجئين السوريين، لا يكفي أن نستعطف الغرب كي يستقبلوهم، ولا نستعطف العرب كي يتبرعوا لهم بالطعام والدواء والكساء. ولكن دور الإعلام الأهم هو أن…
الثلاثاء ١٠ مايو ٢٠١٦
على مدى خمسة عشر عاماً والإعلام العربي يبحث عن مستقبله، ويتباحث الإعلاميون العرب حول التحديات التي تواجه مهنتهم، وذلك من خلال منتدى الإعلام العربي في دبي الذي نجح بامتياز في أن يستشرف مستقبل الإعلام، وأن يضع الإعلاميين العرب في صلب التغيير الذي تشهده صناعتهم. أتذكّر منذ الدورات الأولى للمنتدى كيف كان الحديث عن مستقبل الإعلام، والإعلام الرقمي الذي سينافس الإعلام التقليدي، و التكنولوجيا التي ستغير من وسائل الإعلام ومن أولوياتها، اليوم نعيش ذلك الحديث والتغيير الجذري في إعلامنا العربي. وفي منتدى الإعلام العربي الذي يعقد اليوم وغداً ويشارك فيه المئات من الإعلاميين العرب، بالإضافة إلى عدد من الخبراء الإعلاميين الأجانب ستجري مناقشة محاور كثيرة مهمة تحت عنوان «الإعلام.. أبعاد إنسانية»، وعندما يتمحور الحديث حول الإنسانية، فإننا ندرك مدى أهمية دور الإعلام في نشر السلام والمبادئ الإنسانية ومواجهة الإرهاب، وتكمن أهمية الحديث عن هذه الأمور والمحاور التي يتناولها المنتدى في أننا نعيش في عصر «حروب الجيل الرابع» في عالمنا العربي، وعندما نتكلم عن هذه الحروب التي أشعلت منطقتنا العربية، فإننا بلا شك ندرك أن الإعلام كان أهم أدوات هذه الحروب، خصوصاً بعد أن اقتنع كثير من دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة بأن الحروب العسكرية لم تعد الخيار الأول لتحقيق الانتصارات، وإنما حروب الجيل الرابع التي تحقق أكبر قدر من المكاسب…
الإثنين ٠٩ مايو ٢٠١٦
هناك بيت شعر لشاعر غربي يقول: أنا في القاع فلا أخشى السقوط، وهذه بالضبط حال الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع، فقد بلغوا الدرك الأسفل، وفي الهاوية سقطوا، لم يعد لدى الانقلابيين ما يخسرونه بعد أن خسروا الشعب اليمني، لذلك يلعبون على المكشوف- إذا صح التعبير- لا يخفون تحالفهم حتى مع تنظيم «القاعدة» الإرهابي، ويشترط الانقلابيون وقف العمليات العسكرية للجيش اليمني الشرعي والتحالف العربي ضد تنظيم «القاعدة» الإرهابي، في مقابل أن يوقف الحوثيون والمخلوع خروقاتهم للهدنة، وقصف المدنيين اليمنيين العزل، خصوصاً في تعز. إلى هذا الحد بلغ الأمر بوفد الحوثي والمخلوع، إلى درجة تحويل التشاور والتباحث في الكويت باسم تنظيم «القاعدة» الإرهابي، ورفض جدول الأعمال أو البدء في بحث آلية عمل اللجان قبل تحقيق مطالبه بالسلطة الانتقالية، وعلى رأسها الحصول على منصب رئاسة الجمهورية، والإصرار على ربط وقف قصف الميليشيات لتعز والبيضاء ومأرب، بوقف ضربات التحالف العربي لتنظيم القاعدة في حضرموت وشبوة. الأمور لم تعد خافية على أحد، وكل شيء أصبح واضحاً، الحوثيون والمخلوع يجلسون على الطاولة ليس لإنقاذ الشعب اليمني وإعادة الاستقرار إلى هذا البلد العربي، ولكنهم يجلسون لإنقاذ الإرهابيين حلفائهم وشركائهم في عملية تدمير اليمن، لم يعد الأمر سراً خافياً على أحد، وظهر أن الجميع يلتقون في نقطة واحدة، هي إيران التي تدير دمى وعرائس الإرهاب على خشبة المسرح العربي،…
الأحد ٠٨ مايو ٢٠١٦
آخر جولة بين الأطراف اليمنية في الكويت انتهت مساء أمس، من دون تحقيق أي نتائج، ورفض وفد الحوثي التعامل مع جدول أعمال المباحثات واللجان الثلاث ما لم يتم تشكيل سلطة تنفيذية جديدة، الأمر الذي أدى بالمبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى أن يعلق المفاوضات اليمنية في الكويت. لا ندري إلى متى ستظل المشاورات اليمنية تراوح مكانها، ولا نعرف إن كان هناك جدول زمني حتى تصل المشاورات إلى خط النهاية، هناك مد وجزر في هذه المشاورات، وهذا يجعل المراقب والمحلل والمتابع عاجزين عن تقييم ما يجري واستنتاج ما يمكن أن تتمخض عنه هذه المشاورات. هناك ضغوط دولية وإقليمية لإنجاح المشاورات، وهناك دعم كبير يتلقاه المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد من أجل إنجاح جهوده الرامية إلى إنهاء أزمة اليمن والتوصل إلى السلام والاستقرار في هذا البلد العربي الذي سعت طائفة إلى أن تجعله تحت هيمنة خارجية ودولة طامعة. مشاورات الكويت الحالية جاءت طبيعية لإنهاء الحلم الطائفي الانقلابي ومن يدعمونه، ولم يجد الانقلابيون طريقاً إلا القبول بالعملية السياسية، لكن يبدو أنهم يمارسون على طاولة التفاوض والتشاور المراوغات نفسها التي مارسوها في ميادين القتال، ويمارسون على طاولة التفاوض الخروقات التي مارسوها في ميادين القتال وراحت ضحيتها أرواح بريئة من الشعب اليمني. فعلى طاولة المفاوضات يريدون القفز على قرار مجلس الأمن الدولي…