السبت ١٩ مايو ٢٠١٨
بالأمس استقبلت الإمارات شهيداً جديداً وبطلاً آخر من جنودنا البواسل ضمن قواتنا لإعادة الأمل في اليمن، إنه الرقيب سعيد الهاجري الذي ضمه ثرى هذه الأرض الطيبة ليخلد اسمه في سجل الأبطال. وأنا أسمع خبر استشهاد الهاجري وأتابع توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بتسيير الهيئة ثلاث بواخر مساعدات إلى أرخبيل سقطرى، تحمل آلاف الأطنان من المواد الرمضانية، تذكرت الزوبعة الإعلامية التي قامت بها بعض الأطراف اليمنية، وإعلام الإخوان والإعلام القطري، في محاولة لتشويه دور دولة الإمارات في جزيرة سقطرى، هذا الدور الإنساني القديم، ومحاولة تصوير الوجود الإماراتي هناك وكأنه احتلال، واليوم وكل يوم تؤكد دولة الإمارات للأحرار والشرفاء في العالم دورها الإنساني، وهو نشر السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وكذلك المساهمة مع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب وقطع التمويل عن الإرهابيين وعدم السماح لهم بالسيطرة على أي جزء من منطقتنا العربية. لقد هاجموا الإمارات كثيراً لتخلو لهم أرض اليمن، ليعيثوا فيها فساداً وتخريباً ودعماً للإرهاب، وليفسحوا المجال للأطماع الإيرانية هناك، لكن إصرار التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وغيرهما من الدول قطع وسيقطع على إيران دائماً طريق التخريب في اليمن. وهناك أمور كثيرة تجعل الهجوم على الإمارات مستمراً ولا يتوقف، منها أن شعب اليمن يحب الإمارات…
الخميس ١٧ مايو ٢٠١٨
في غرة رمضان لا بد أن يكون لدينا فعلان، فعل الاحتفال، وفعل التذكر، والاحتفال لا يتطلب تذكيراً به.. لكن نكبة فلسطين تتطلب ألا ننسى، ولا يكفي التذكر، بل لابد من التحرك العربي العاجل والفاعل والقوي لاحتواء التداعيات الخطيرة لقرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهو القرار الذي حذرت الإمارات من تبعاته وآثاره السلبية على مسيرة السلام. وقد وقعت التداعيات فعلاً، وكانت صدمة العرب والعالم كبيرة باستشهاد ثلاثة وستين فلسطينياً، وإصابة المئات برصاص الاحتلال، لمجرد أن أولئك الأحرار العزل تظاهروا في ذكرى اغتصاب أرضهم، واحتجاجاً على نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، وتحركت الإمارات بقوة لمعالجة الجرحى الفلسطينيين، ولن يتوقف تحرك الإمارات الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس. ويبدو أن إسرائيل في كل مرة تسعى لإطلاق رصاصة الرحمة على عملية السلام وحل الدولتين، وهي العملية المتوقفة أساساً، والراقدة على سرير المرض تصارع الموت، كما يبدو أن الدور الأميركي كراع لعملية السلام قد تأثر سلباً أو حتى تلاشى بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وليس صحيحاً أبداً أن العرب لا يملكون أوراقاً للضغط ومساحة للتحرك من أجل إنقاذ الشعب الفلسطيني، وإنقاذ حقه في إقامة دولته، واجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم قد يكشف شيئاً من هذه الأوراق. والحقيقة التي لا ينبغي لأحد أن يشكك فيها أن…
الإثنين ١٦ أبريل ٢٠١٨
من المفيد أن يتذكر القادة العرب وهم يجتمعون في الظهران، أن هناك أكثر من ثلاثمائة مليون عربي يترقبون ما ستسفر عنه أعمال القمة، فليس صحيحاً ما يشاع بأن الشعب العربي لا يهتم بهذا الاجتماع السنوي للدول العربية، وما يجعل هذه القمة أكثر إثارة للاهتمام ما تعانيه دول المنطقة من آثار ما يسمى الربيع العربي، وأصبح من الضروري أن يكون للعرب دور في حل أزمات أشقائهم، فلا مبرر مقبولاً لأن يكون العرب خارج نطاق المشاركة في الاجتماعات التي تسعى لحل القضية الفلسطينية أو الأزمة السورية أو الأزمة الليبية أو غيرها، فمصلحة العرب وشعوب المنطقة تحتم المشاركة العربية كطرف أساسي في أي اجتماع يخص أي دولة عربية، وفي اجتماع القمة اليوم من المهم أن يتكلم القادة بوضوح وشفافية، وألا يكرروا أخطاء الماضي التي أدت إلى الفوضى والخراب في عام 2011، فالشعوب العربية ملّت الكلام وترديد الشعارات التي لا يتم تنفيذها، كما سئمت الخلافات الناجمة عن مواقف شخصية للبعض وبعيداً عن مصلحة الأوطان والشعوب. ويجب أن تدرك القمة العربية التي تعقد بعد أربع وعشرين ساعة من القصف الغربي على النظام السوري، أن القرار العربي كان مفقوداً في هذه الخطوة، ويجب أن تدرك القمة أن هذا الأمر لم يعد مريحاً، ولا بد من تغييره، والتغيير لن يأتي من الغرب، وإنما من الداخل العربي عندما…
السبت ١٤ أبريل ٢٠١٨
يجتمع اليوم في الظهران القادة، ملوك ورؤساء الدول العربية أعضاء الجامعة العربية في الاجتماع التاسع والعشرين للقمة، يجتمعون في وقت صعب جداً وحساس - وهذا ليس بالأمر الجديد في منطقتنا - لكنهم يجتمعون في وقت انقسمت فيه الدول العربية أكثر وأكثر، وأصبحت مختلفة أكثر من أي وقت مضى، بل وتباينت مواقفها في القضايا الرئيسية التي لم تكن تختلف عليها من قبل.. وهناك ثلاثة ملفات سياسية مهمة لا يمكن القفز عليها، وهي الاحتلال الإسرائيلي والأطماع الإيرانية والإرهاب. أول قمة عربية عقدت عام 1946 في القاهرة بدعوة من الملك فاروق وكان الموضوع الرئيسي لتلك القمة هو فلسطين، واليوم وبعد 70 عاماً من إعلان «دولة إسرائيل» يجتمع العرب من جديد وهم على بعد أسابيع قليلة من نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى مدينة القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ما يعني أن يفعلوا شيئاً في الملف الفلسطيني الذي لا يزال مفتوحاً منذ أول قمة عربية وحتى القمة الـ 29 التي تنعقد يوم الغد في مدينة الظهران في المملكة العربية السعودية، والتي سيكون أمامها ملفات ساخنة تحتاج إلى مواقف عربية واضحة وعملية، وليس إعلانات شفهية ومواقف عاطفية وحالمة!.. فالمطلوب مواقف تضع المكاسب في يد الفلسطينيين بدل أن تزيد خسائرهم أكثر وأكثر. الملف الآخر الأكثر سخونة وخطورة هو ملف التدخل الإيراني في المنطقة والمواقف العربية المتباينة في…
الإثنين ٠٩ أبريل ٢٠١٨
اعتبرت «نيويورك تايمز» أن الأمير محمد بن سلمان من خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة «يغيّر التاريخ السعودي». قد يكون هذا الوصف صحيحاً، والأكثر دقة أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان موجود في منصبه ليغير كل شيء في السعودية ويعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، لذا فبمراجعة سريعة لزيارته إلى الولايات المتحدة، والتي استمرت ثلاثة أسابيع التقى فيها الرئيس ترامب وكبار المسؤولين الأميركيين، بالإضافة إلى أعضاء في الكونجرس ورجال أعمال وكبار الشركات الصناعية والتكنولوجية وغيرهم نستطيع أن نقول، إن هذه الزيارة التاريخية كانت ناجحة، وستتضح نتائجها قريباً. بعض الدول الغربية ما زالت لا تفهم السعودية، وهناك دول عربية تقف متشككة في المواقف والخطوات السعودية، وحتى «بعض الناس» في قطر غير قادرين على استيعاب ما يحدث في السعودية، والحقيقة ببساطة هي أن السعودية تغيرت واختلفت عما كانت عليه قبل سنوات قليلة، لذا لا بد من التعامل معها بشكلها الجديد، وهذا ما فهمته الإدارة الأميركية أخيراً. وأولئك البعض لا يفهمون ماذا يعني وجود ولي عهد شاب وطموح في المملكة التي ظلت لعقود يحكمها رجال حكماء ومخلصون من كبار السن، أما اليوم، فهناك ولي عهد شاب خلف ملك متفتح ومختلف، يأخذان معاً المملكة العربية السعودية إلى عصر جديد بآفاق مختلفة.. فولي العهد الجديد يرفض الماضي الذي جعل وطنه يعيش في غياهب التراجع…
الإثنين ٠٢ أبريل ٢٠١٨
يتم اليوم إعلان النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة في مصر.. ويدرك الجميع أن الفائز هو الرئيس عبد الفتاح السيسي.. وربما ينتقد البعض هذه الانتخابات، وربما آخرون منزعجون من نتائجها.. ربما ينظر البعض لهذه الانتخابات على أساس أنها لعبة سياسية، وربما يضحك البعض على ما حدث خلالها، ولكن الحقيقة الأهم أن أغلب المصريين سعداء بهذه الانتخابات، وشاركوا في التصويت، وحرصوا على نجاح هذه العملية الديمقراطية. ليست الإشكالية في من سيفوز، وليس الرهان على من سيفوز، وإنما الرهان الحقيقي هو على مصر ومستقبل مصر وأمن واستقرار مصر، ربما ينظر البعض إلى الفترة الرئاسية الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل سلبي، وربما بعض المصريين لا يعجبهم ما تم إنجازه في تلك السنوات الأربع، وربما يعتقد البعض من المصريين أن ما كان يمكن أن يتم أكثر مما تم، وهذه آراء وإن كانت انطباعية إلا أن احترامها واجب، لكن الحقيقة عكس ذلك، فمصر قبل أربع سنوات بلا شك تختلف عن مصر اليوم، وبلا شك أن وضع مصر اليوم أفضل، ليس انطباعياً، وإنما بلغة الأرقام. كمراقبين للوضع السياسي من خارج مصر نجد أن الانتقادات الكثيرة والملاحظات لا تتوقف منذ اليوم الأول لتولي السيسي الحكم في مصر، وهناك جبهة معارضة يقودها الإخوان في مصر، وتشارك فيها أطياف مختلفة من المصريين، وهذه المعارضة حق مشروع، فلكل رأيه في ما…
الثلاثاء ٢٧ مارس ٢٠١٨
من الصعب تغيير سلوك الأنظمة والمجموعات والأفكار بين عشية وضحاها، فعلى سبيل المثال السلوك القطري العدائي تجاه دول المنطقة قديم ويحتاج إلى وقت طويل حتى يتغير، فقد اعتاد هذا النظام أن يكون ضد دول المنطقة ومصالحها لسنوات طويلة، كما أنه اعتاد على أذى جيرانه والإساءة إليهم، وما اختلف اليوم هو أن السلوك الحالي كان يمارس سابقاً في الخفاء، أما اليوم فقد أصبح علناً وجهاراً نهاراً، وذلك عبر دعم إعلامه للاعتداء الإرهابي الحوثي على المملكة العربية السعودية بالصواريخ الباليستية، وفتح منابر قناة الجزيرة مجاناً لقادة الإرهاب الحوثي، وكذلك من خلال قرصنة الأجواء التي أصبح يمارسها النظام القطري بشكل اعتيادي على الطائرات المدنية، وهذا ما تكرر بالأمس عندما اقتربت مقاتلتان قطريتان من طائرتين مدنيتين مسجلتين في الإمارات، مما شكل تهديداً لأرواح الركاب الأبرياء، وهذه ليست المرة الأولى، فقد سبقت هذا العمل الاستفزازي عمليتان مماثلتان، واتخذت الإمارات إجراءاتها القانونية حيالهما! كذلك من الصعب تغيير السلوك الإرهابي لدى الجماعات والميليشيات، ومنها الحوثية، فتلك الصواريخ الباليستية السبعة التي أطلقها الحوثي على الرياض، ونجحت القوات المسلحة السعودية في إسقاطها رسالة واضحة بهزيمة الحوثيين ويأسهم، فهم يدركون أن ما يقترفونه جرم كبير، وإيران التي تمدهم بالصواريخ تدرك أن مثل هذا الاعتداء لن يمر دون حساب، ورغم ذلك يصرّون على سلوكهم الإرهابي، فاليأس يجعلهم يحرقون ما بقي لهم…
الإثنين ٢٦ مارس ٢٠١٨
ما هو سر قوة العلاقة الإماراتية الكورية؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نشير إلى أن العلاقات التي تجمع دولة الإمارات بجهورية كوريا الجنوبية تاريخية وقديمة وتعود إلى أكثر من ثلاثة عقود، أما سر هذه العلاقة، فيكمن في عنصرين مشتركين يجمعان بين البلدين، أولهما أن مشروع البلدين بني منذ اليوم الأول على «الإنسان»، فتعليم الإنسان وصحته وحقوقه الإنسانية والاجتماعية والحياتية تقع دائماً ضمن أولويات البلدين، وبالتالي فإن القدرة على فهم الآخر والتفاهم بين الطرفين كانت أسهل دائماً، وثانيهما وهو أمر آخر مهم أيضاً، وهو الاحترام والثقة المتبادلان بين البلدين قيادة وحكومة وتقدير الطرفين لتجربة الآخر، وهذا ما يجعل العمل المشترك بين البلدين يسير بشكل انسيابي وسريع، ولدى الإمارات رؤية استراتيجية في علاقتها مع كوريا الجنوبية بغض النظر عن الشخص الذي يحكم، أو الحزب الذي يتولى زمام الأمور، فمصلحة البلدين والشعبين دائماً أمام عين مُتَّخِِذ القرار في الإمارات، وهذا يعكسه حجم المشاريع بين البلدين، كما تكشفه العلاقة القديمة بين الإمارات وكوريا الجنوبية، ولأنها كانت أولى العلاقات بين كوريا وإحدى دول المنطقة، فلم يكن غريباً أن يتصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالرئيس الحالي، ويهنئه هاتفياً بعد فوزه في انتخابات العام الماضي. العلاقة الإماراتية الكورية قوية وستصبح بعد الزيارة الحالية للرئيس…
الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٨
عندما يكون الإنسان محور الاهتمام وأساس البناء والهدف النهائي لأي مشروع، فبلا شك إن النتيجة ستكون رائعة وخلاقة... وعندما تكون سعادة الإنسان نصب عين القائد، فذلك يعني أن العمل سيكون متقناً والأداء سيكون متميزاً والجميع سيكون راضياً. يحق لنا أن نحتفل مع العالم بيوم السعادة العالمي، فالإمارات هي الدولة العربية الأولى في مؤشر السعادة العالمي كما نجحت في تحقيق أحلامها في بناء وطن متميز، وإنتاج مشروع متفرد من نوعه، وقد بدأت رحلة السعادة في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيام دولة الاتحاد عندما وضعت القيادة سعادة الإنسان نصب عينيها، فقد قالها الشيخ زايد، رحمه الله، صريحة واضحة: «ثروتي سعادة شعبي»، ومنذ ذلك الوقت في عام 1971 وحتى اليوم قيادة دولة الإمارات مستمرة في تحقيق النجاحات المتتالية في جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية والمعيشية، وتبحث دائماً عن المركز الأول في مختلف المجالات، ليس لأنها تريد المباهاة بموقعها المتقدم أمام العالم، وإنما لتثبت لذاتها أنها تعمل من أجل التميز وراحة الإنسان، فعندما نكون في مراتب متقدمة في المؤشرات العالمية المختلفة، فإن ذلك يعني أننا نحقق النجاحات، وعندما نحقق النجاحات، فذلك يعني أن الناس يستفيدون من هذه النجاحات والإنجازات، وعندما يحدث ذلك فبطبيعة الحال فإن المواطن والمقيم وكل إنسان على أرض الإمارات سيشعر بالرضا، وإذا شعر الإنسان بالرضا فسيكون، وبشكل تلقائي، سعيداً…
السبت ١٧ مارس ٢٠١٨
المشهد الإماراتي في باريس هذه الأيام يدعو إلى الفخر والاعتزاز، ففي عاصمة النور يوجد أكثر من 40 كاتباً ومثقفاً وأديباً وشاعراً وفناناً في معية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي دعا كل هؤلاء الكتّاب كي يحضروا إلى معرض باريس الدولي للكتاب، ويشهدوا حفل توقيع كتبهم التي قامت هيئة الشارقة للكتاب، وبتوجيهات من سموه بترجمتها من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية. وهذا الوفد الكبير الذي يرافق الشيخ سلطان يحضر فعالية مهمة، حيث تشارك مدينة الشارقة هذه المرة كـ«ضيف مميز» في معرض باريس الدولي للكتاب، وهذه أول مرة في تاريخ المعرض يتم فيها اختيار مدينة، وليس دولة كي تكون «ضيفاً مميزاً» في المعرض، وهذا بلا شك تقدير كبير واعتراف واضح بدور الشارقة في نشر الثقافة، وفي دعم الكتاب والكتّاب، ودعم النشر والترجمة منذ سنوات طوال. وقد كان حضور الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون إلى جناح الشارقة، ولقاؤه الشيخ سلطان تأكيداً على عمق العلاقات بين دولة الإمارات وفرنسا، وتأكيداً آخر أننا استثمرنا فيما يفيد بلدنا. وكلمات الرئيس الفرنسي في حق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، شهادة مستحقة، لرجل كرّس حياته في دعم وخدمة الثقافة والعلم والبحث والأدب والمعرفة. وفي دولة الإمارات نفتخر بأن يكون حاكم بكل ما ينشغل به من مسؤوليات، يراه العالم…
الثلاثاء ٠٦ مارس ٢٠١٨
قطر فعلت كل شيء يمكن أن يبعدها عن أي حل لأزمتها مع جيرانها ومع العرب، كما أنها قبل ذلك فعلت كل شيء يخالف المواقف العربية والمبادئ القومية، وتورطت في كل ما يهدد مصالح دول المنطقة وأمنها. واليوم ومقاطعة الدول الأربع لقطر تدخل شهرها التاسع لا يزال النظام القطري يراوح مكانه، بل ويصرّ على مواقفه ويرفض أي تراجع عن تصرفاته، أو تعديل لمواقفه، وهذا ما فاقم من أزمته وعقدها أكثر، وجعله يبتعد يوماً بعد يوم عن الحل، ويصبح أكثر بعداً عن أشقائه وأقرب إلى الغرباء من جيرانه. وموقف الدول العربية الأربع واضح منذ اليوم الأول، وهو ما أكده أمس وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال لقائه وفداً أميركياً يزور القاهرة، وهو ضرورة تنفيذ قطر للمطالب الثلاثة عشر والتزامها بمكافحة الإرهاب ووقف سياساتها المعادية. ما كشفته المقاطعة مع قطر أشياء لم يكن يعلمها أحد، فضلاً عن أن أحداً لم يكن يتوقع أن تكون دولة عربية وخليجية متورطة في أمور يفترض أنها بعيدة عنها. فما تم كشفه من عمق التطبيع القطري مع الكيان الإسرائيلي كان مفاجأة للجميع، إذ تبين أن قطر تتبرع بملايين الدولارات لدعم ومساعدة إسرائيل في الوقت الذي كانت تدعي فيه أنها تدعم حماس، والمقاومة الفلسطينية، فلم يكن دعم قطر لفلسطين وحدها، وإنما كان أيضاً لمن يحتل فلسطين، فمن يقتل أطفال…
الأحد ٠٤ مارس ٢٠١٨
ونحن نحتفل بمئوية الشيخ زايد وبمرور ربع قرن تقريباً على قيام دولة الاتحاد وتحقيق حلم الشيخ زايد، رحمه الله، في قيام الدولة، نكتشف أشياء كثيرة مهمة، منها أن الثروة الحقيقية في الإمارات لم تكن «النفط» الذي يستخرج من الأرض، وإنما هي رؤية ونهج زايد اللذان سار عليهما وتركهما لنا، وهذا ما يجعلنا نطمئن بأننا سنكون بخير، وأننا نمتلك ثروة لا تنضب أبداً، فنهجه ثروة متجددة ومستمرة ومستدامة، ونتعلم منه كل يوم شيئاً جديداً، وحتى في غيابه، فإن روحه ونهجه الباقي يجعلنا محتفظين بقوتنا وتقدمنا وتميزنا. في الأسبوع الماضي، تشرفت بإلقاء محاضرة في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بدعوة كريمة من الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، حول موضوع «زايد والإعلام»، وبقدر ما كان الموضوع مهماً بقدر ما كان صعباً، فالحديث عن الشيخ زايد والإعلام ليس بالحديث الهين، فشخصية زايد الكبيرة ليس من السهل الحديث عنها وعن كيفية استخدامه الإعلام، رحمه الله، حيث كان الحديث عن ذلك مثيراً، ونتذكر كيف استخدم الشيخ زايد وسائل الإعلام بطريقة عبقرية كي يوصل رسالته للجميع، ويخبر المواطنين في الإمارات التسع التي كانت تسير في مشروع دولة الاتحاد بما يحدث في اجتماعات حكام الإمارات، وفي الوقت نفسه كانت علاقة الشيخ زايد، رحمه الله، بالصحفيين والإعلاميين واحترامه لهم، مثاراً للاهتمام، فقد كان يعطيهم اهتماماً كبيراً،…