الأربعاء ٠٩ مايو ٢٠١٨
كان الحديث يطرح في فترات ماضية عن الوصولية الدعوية التي كان يمارسها بعض الدعاة في خطاباتهم للجماهير، ثم أخذت الشخصية الوصولية في اتخاذ مقاعدها أيضا في الحياة الثقافية والأدبية، ولعل ظروف التغيير ومتطلبات المرحلة التي نعيشها في هذه الفترة تبرز هذه الشخصية في الحوارات واللقاءات الإعلامية وغير ذلك من المنافذ التي تتبدى منها في كل حين، حيث إنها تفعل وتقول أي شيء من أجل الغايات والأهداف الشخصية فقط. بعد أن أصبح الحديث عن الحقوق الإنسانية سلوكا اجتماعيا يأخذ مكانه في الحراك الاجتماعي والثقافي، نشزت بعض الأصوات التي تحابي ما تبقى من الضد في قضايا لا يُختَلف على ضرورة إصلاحها العقلاء فطريا وإنسانيا، غير أن هناك من يوضع في مكان يتحدث فيه عن شأن العامة ثم يختلف مع إنسانيته وضميره من أجل الشعبوية وتجميع الجماهير، وهي الوسيلة التي تستميل الجمهور لولائه باستغلال عواطفه والكذب عليه، فإن كانت الأيديولوجيا الثقافية لا تصنع من المثقف ذلك، إلا أنها تتيح له مساحة من الفرص التي لا يجد فيها العوائق. حين يحضر المثقف الحقيقي في موقف يستوجب عليه إبداء الرأي فيه، فهو لا يقيس على ظروفه ومصالحه وأهدافه إنما يقدم المصلحة العامة ويتجاوز ذلك إلى تحييد رأيه الشخصي فيها الذي قد لا ينطبق مع طريقته في الحياة، فهو يمتلك المرونة الكافية لإقرار ما يتطلب فعله…
الأربعاء ١١ أبريل ٢٠١٨
حين تتناول الأخبار موضوعاً لانتشار مرض معد «كالجرب» برغم أن التوعية الصحية التي تزامنت مع هذه الأخبار كانت مطمئنة، إلا أن البعض من الناس يصاب بحالة من الهلع من انتشار المرض الذي قد يصيبهم أو يصيب أطفالهم بفعل العدوى، حيث إن الخوف من الإصابة يأتي في الاعتبار الأول أكثر من فهمه وكيفية علاجه ومدى سهولته إن حدث، وقد يتطور الإحساس بالخوف إلى حالة من الوسواس بسبب الأفكار المزعجة التي يتصورها الفرد، الأمر الذي ينعكس بتأثير سلبي سواء على المستوى النفسي له أو على البعد الاجتماعي في الحياة العامة. الجرب ليس المرض الأول الذي حدث وانتشر على مدى السنوات الماضية، بل إنه حسب كلام الأطباء والمختصين أقل خطورة من أي نوع من الأمراض المعدية شرط التوجه إلى علاجه والالتزام بالتوصيات الطبية التي تمنع نقله من المريض إلى غيره، وقد تطورت أساليب التوعية للتعريف به وتوضيح التدابير الوقائية اللازمة للحد من انتشاره بما في ذلك ما نشر عن وزارتي الصحة والتعليم من تصريحات مطمئنة. انتشار المرض في المدارس بدأ أولا لطبيعتها المزدحمة، ما برر حالة الاستنكار والسؤال عن دور وزارة التعليم، وإن كنا نعول على مسؤوليتها في جعل بيئات التعليم بيئات صحية آمنة، إلا أن ذلك لا يتم إلا بالتعاون مع الصحة المدرسية التابعة لوزارة الصحة والتي يجب أن تغطي هذا الاحتياج،…
الأربعاء ١٨ يناير ٢٠١٧
طالما ارتبطت الفنون ارتباطا وثيقا بالحضارات الإنسانية. لكن الفن في مفهومه الواسع يختزل إشكالا ثقافيا كبيرا، وقد بنيت كثير من المفاهيم المتعصبة حوله، والتي شكلت نزعة العداء للفنون في مجتمعاتنا العربية، فلا يجد الفن مكانه الطبيعي الذي يفترض أن ينشأ فيه كمكون ثقافي أساسي، ونلاحظ أن كل خطوة للتقدم بالفن وإحيائه يقابلها كثير من العوائق، وهنا تقف التيارات المتعصبة بقسوة كمضاد للفن، لتنتج التطرف وبالتالي الإرهاب بشكله الحالي كمشكلة لها أبعاد تراكمية وليست وليدة اليوم، وقد أصبحت المتاحف والآثار الفنية وشواهد الحضارات هدفا أوليا للتدمير في خارطة العمل الإرهابي. بالتركيز على الفهم التقليدي والصورة الأيديولوجية الحساسة التي يثيرها موضوع الفن؛ سنجد أن هناك فعلا متعمدا بحصر الفن في التراث الشعبي كتصور قاصر، غير أن إبقاء الذهنية العامة في هذه الحدود الفقيرة من المعرفة تعني إلزامهم بالتكرار والتمسك به كمبرر للحفاظ على الأصالة، ولا أقصد الإساءة إلى التراث لكن الفن في حقيقته منتج متجدد يرتقي للإبداع والتنوع، ويحاكي تغييرات العصر والتطور الفكري والإبداعي لدى الإنسان، ويعكس بعدا ثقافيا وشكلا من الوعي لدى المجتمعات، وهو من أهم اللغات التي تقدم كرسائل وتعبيرات إنسانية تتشكل من جوهر الإنسان، لتعطي صورا جمالية يمكن معاملتها كمنتج اجتماعي. على جانب إحدى الدراسات للفوتوغرافيا حذر «ريجيس دوبري» في أحد كتبه بقوله: «الخطر الوحيد الذي يهدد حضارة الصورة…
الخميس ٢٤ سبتمبر ٢٠١٥
تزامنت لدينا مناسبة يومنا الوطني مع حلول عيد الأضحى المبارك، فكل عام وأنتم والوطن بخير، وتقبل الله منكم صالح الأعمال.نتناول اليوم قضية الوطنية والمواطنة كمفاهيم تأثرت بالانفتاح الثقافي والفكري الذي مر به المجتمع في الفترة القصيرة الماضية، والتي أعطت دورها في إيجاد الحاجة إلى التطلع والبحث عنها، كأحد الحلول الملائمة لطموح المجتمع المدني، إضافة إلى ما حملت تلك الفترة من العوامل والأحداث التي أعطت تأثيرا واضحا انعكس في محاولات حثيثة لرفع الوعي الاجتماعي نحو تعزيز مفاهيمها، ولعلنا نلقي الضوء على مدى انعكاس القيمة المعرفية في الوعي الاجتماعي والممارسة السلوكية لدى المواطن.لا تُعدّ المواطنة رمزا ذا دلالة كاملة إلا إذا حددت مفاهيمه في قالب تكاملي يجمع ما بين المعرفة والتفاعل، فتحديد الدلالات لفهمها يقتضي إيجاد المضامين والسياقات التي تتشكل وفق معطيات معينة تتضمن الفكر والمعرفة والسلوك، وبما أنه لا يوجد مجال على مزايدة المواطن في حبه لوطنه، فالوطنية وفق هذا النمط تشكل لدينا أهم المعطيات، وحين تتوافر لدينا المشاعر الوطنية فلا بد من أن تظهر على الاستجابات العاطفية التي تفسرها طبيعة الانتماء والهوية، بينما هي تعطي رابطا وثيقا بين مفهوم الوطنية والمواطنة في الحس الفردي والاجتماعي، بمعنى أن الحب والمشاعر تجاه الوطن يجب أن يرتبطا بمدى فاعلية الفرد والجماعة في وطنهم حين يولد لديهم اتجاه الحاجة إلى التفاعل فيه.تلك العلاقة التي…
السبت ٢٥ يناير ٢٠١٤
تفتقر المملكة إلى وجود مراكز استطلاعات الرأي العام، التي تبين مستوى الرضا الشعبي عن أداء المؤسسات الخدمية، التي تهدف إلى الاسترشاد برأي العامة، وهذا يغيب دورها في تطوير القرارات والخطط التنموية والاستراتيجية، وقد تقدم بعض المراكز دورا فعالا يبعث الأمل، بالعمل على دراسات متخصصة في رصد اتجاهات الرأي العام، كالتي يقدمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، حتى لو كان هذا التقصي منحسرا في شأن القضايا الاجتماعية أو الظواهر التي تضر بالمجتمع وتتفشى فيه، وهذا لا يفقدها الأهمية، بل إن قياس مؤشرات المشكلة وتوجهات الرأي نحوها، يمكن اتخاذ القرارات النظامية في علاجها والحد منها. يشكل الاستطلاع أهمية بالغة في فهم الجماهير والجماعات، فهو يعكس صورة صادقة نسبيا عن أحاسيس الناس ومشاعرهم، كما أنه يمكن من تصحيح المفاهيم، وكذلك يساعد في تعديل الخطط والخدمات، فالوقوف على مؤشراته يعطي التوجيه الصحيح لصانع القرار في أي شأن سواء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وهذا يعني أن قياس الرأي لأفراد المجتمع يساعد في اتخاذ القرار المناسب؛ تجنبا للاصطدام والرفض الشعبي الناتج عن تبعات القرار، وهذا ما أسهم في نجاح وتقدم النظم في الدول الغربية، إذ إنها تولي قياس الرأي العام والاستطلاع إليه بوسائل الإعلام المختلفة أهمية بالغة، تكمن فاعليتها وقيمتها إلى جانب الحرية والديموقراطية. خدمة استطلاع الرأي أظهرتها الحاجة إلى التخصص، بعد الازدياد السكاني وبعد ما تعقدت…
الخميس ٠٩ يناير ٢٠١٤
كلفتني الجامعة بإجراء بحث يهدف إلى تدريب الطالب كأخصائي اجتماعي ميدانيا في المستوى الماضي، وقد خصصت لنا 3 مجالات: طبية وتعليمية واجتماعية، ومن المؤسف أن القطاع التعليمي شبه منعدم من دعم الخدمة الاجتماعية، لا سيما أن هذا يتزامن مع الظواهر السلبية في الحياة العامة، التي من الممكن أن تستجيب لها الخدمة الاجتماعية كمهنة، وتسهم في تجاوزها، وهذا إذا نظرنا إليها بصفتها نظاما ضروريا ومتخصصا لقيادة وتوجيه وإحداث التغير الاجتماعي، إذ إن من أهم أهدافها تأمين مستوى معيشي مناسب من الحياة لكافة أفراد المجتمع، إضافة إلى أن الرعاية الاجتماعية ـ بمختلف الاتجاهات التي يمكن أن تتبناها من خلال منظور ديناميكي ـ تعد أساسا لإيجاد التوازن والاستقرار الاجتماعي، ومدى نجاح سياساتها يُقاس بمقدار تجنب الوقوع في الأخطاء الناتجة عن التقصير والتخاذل وسوء التخطيط، خاصة في السياسة التعليمية، التي تعد واحدة من أهم قطاعات السياسة الاجتماعية. ما زال التعليم يشكل حركة محورية غير ناجزة بالشكل المرضي، ولا زلنا نبحث عن طرق مجدية للجوء إلى سياسة واقعية مدروسة لإعادة وترتيب نظم التعليم، سواء بالتغيير، أم إعادة الصياغة، أم البحث عن الإصلاح؛ لأجل تجاوز واقع التخلف الذي يعتري مدارسنا وجامعاتنا، وحين نسلط الضوء على الوضع الناتج عن القصور الوظيفي الذي يفترض أن تقدمه الأسرة أو المدرسة، سنجد الكثير من شكليات الانحراف أو المخالفات أو الجنوح…
الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣
عاشت الرياض ليلة عصيبة وفاجعة جديدة مساء السبت الماضي، وذلك جراء هطول أمطار غزيرة قابلها سوء التصريف، وهو ما تسبب في شل حركة السير ووقوع الحوادث في الشوارع الرئيسة، إضافة إلى نكبات الغرق في بعض الأنفاق والتقاطعات ذات المستوى المنخفض، بسبب تزايد منسوب المياة، الأمر الذي أدى إلى وجود ضحايا وقتلى ومفقودين، وذلك بحسب إحصاءات المديرية العامة للدفاع المدني. كما أفاد المتحدث الإعلامي بالدفاع المدني بأن جهازه اتخذ جميع الاحتياطات تحسباً لمواجهة التغييرات المناخية واحتمال هطول الأمطار في المرات المقبلة، وعلى رغم أن هذه الوعود غير واضحة فضلاً عن أنها غير مقنعة، ولا يمكن أن نتوقعها حلولاً مرضية، إلا أن هذا في الأصل لا يكفي، لأن هذه الاحتياطات تتحسب لحدوث المصيبة بعد وقوعها ومحاولة الخروج منها بأقل الأضرار، فلم نجد حتى الآن طريقة ممكنة، لإنجاح مشروع تصريف السيول الذي أثبت فشله، في حين أنه يجب اتخاذ الاحتياطات حتى لا نقع في المشكلة من أساسها. نقع في كل مرة تحت تأثير المشاهد التي لا تنتهي من مسلسلات الفواجع التي وقع ضحيتها المواطن، حتى إن حياة الناس واستقرارهم أصبحت على المحك لمجرد أن يهطل المطر، فبدلاً من أن يكون نعمة تحول إلى نقمة وكارثة، ويذكر أن مشاهدات الفيديو لأحداث الغرق رصدت ملايين المشاهدات، الأمر الذي أثار حفيظة المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، والمتابع…
الإثنين ١١ نوفمبر ٢٠١٣
قدمت 14 ناشطة حقوقية سعودية عريضة إلى عضوات مجلس الشورى تطالبن فيها بمساواة حقوق المرأة بالرجل، في حين أن المرأة السعودية لا يعترف بها كفرد راشد كامل الأهلية، فهي في جميع مناحي حياتها تعامل كقاصر، وتلزم بإيجاد «معرّف» و«ولي أمر» في أي شأن. تضمنت العريضة بحسب ما نشرته «الحياة» أموراً مهمة، يعتبر العمل عليها اعترافاً بحق إنساني، ويجب تعديل الأنظمة للإقرار به، ويأتي ذلك ضمنياً في إقرار حق المرأة بالاعتراف بهويتها وبالتصرف وإدارة حياتها وأطفالها، ويذكر أن أهم ما ورد فيها «تحديد سنّ الرشد وتفعيل البطاقة الشخصية للمرأة، وفرض عقوبات على من لا يعترف بها ويطالب بمعرّف، إلى جانب حق وصاية المرأة على أطفالها كما للرجل حق الوصاية على أطفاله». باعتبار دخول المرأة في الحراك السياسي تقدماً راقياً وحضارياً كنا نترقب التحول الذي كان مرجواً من الدور الذي سينعكس على الأحوال الاجتماعية، وفتح الملفات المعلقة لأعوام والتي لم تنفذ، واستعراض الجديد للمستقبل ومحاولة تفعيله، كنت أظن أن المرأة في المنصب المسؤول هي الأقرب لفهم حاجات بنات جنسها والأكثر شعوراً بما يعانينه من التمييز الاجتماعي، ولكن الأمر المؤلم والمخيب للآمال أنه بعد هذا الانتظار الطويل لإشراكها في المجال السياسي الذي يعتبر دوراً مؤثراً ومهماً لمساندة حق النساء في المجتمع، غير أن تنصيبها في الشورى قد يشكل حلولاً مجدية لتحسين أوضاعها مدنياً…
الإثنين ٢١ أكتوبر ٢٠١٣
كم أود أن كل سيدة تقول لرجل من موظفي الهيئة يعترض على شكل حجابها «متلثمة، لا تكلمني» أو «متسترة، لا تكلمني»، وشاهدنا مقطع فيديو تم نشره على «يوتيوب» يقص حكاية سيدة تعرض لها أحد رجال الهيئة، ويتحدث عن الواجب الذي عليها ستره من جسدها بينما الفتاة تلبس لثاماً ومتسترة في عباءتها وترد عليه بقولها: «نعرف الستر قبل نعرف الهيئة»، فمن الملحوظ أن بعض رجال الهيئة ما زالوا يعتدون على خلق الله، بحجة إجبارهم على التستر الذي يفترضونه، بينما تبرر التصريحات للمسؤولين في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند نزول أية مشكلة بأنها تصرفات فردية ولا تُنسب إلى نظام المؤسسة، وهذا في حين أنهم ينتهكون حرمات الناس وأعراضهم، وقد يجد كل معتدٍ منهم من يبرر أفعاله ويبرئ نفسه، في حين لا يتضح للمجتمع أنه نال عقوبة! ظهرت المرأة بمظهر تلك المحترمة التي تتسوق، لأجل نفسها وأطفالها، واختارت اللباس الذي يوجبه عليها ضميرها وأخلاقها من دون أن يظهر عليها أي شيء مريب، اللهم إنها «تتلثم»، على رغم أنها لو كشفت وجهها كاملاً فلا ضير في شرع الله، فمما يبدو أن هناك خلافاً شرعياً في وضع اللباس على المرأة، ومن هنا يتوجب على الهيئة أن توضح ماهية اللباس الشرعي الذي يفترض تعميمه على استخدام النساء في المملكة، ومن ثم يوضع…
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
في الأشهر الماضية، قبل مجلس الشورى وللمرة الأولى مناقشة العريضة التي تطالب بقيادة المرأة للسيارة في السعودية، وتضمنت 3000 توقيع من المواطنين والمواطنات من مختلف المناطق، وعادت قضية القيادة إلى ساحة الحراك من جديد، بخاصة بعدما كشف مصدر مسؤول في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن أنه تم إبلاغ أعضاء الهيئة بمنعهم ملاحقة سيارات تقودها «نساء». هذا التصريح يأتي في إصلاح الطريقة التي يفكر بها العامة، وأعني من الناحية الدينية بصفة أن جهاز الهيئة يتمثل واجهة الإصلاح السلوكي والأخلاقي لأفراد المجتمع بحسب ما يرون، إضافة إلى أن مسألة التطبيع بدأت تتحرر نسبياً من بعض المعوقات التي كانت تغذي هذه الأزمة سلباً، إذ إنها كانت نتيجة جدل تياراتٍ فكريةٍ تتحدث عن منع المرأة من القيادة باسم الدين أو التقاليد أو المتحدث باسم حقها الإنساني. فالطور الذي أعنيه أن القضية تطورت من كونها شأناً اجتماعياً بحتاً، لكي تنتقل إلى حال أفضل، تجعلها تستظل بحماية مؤسسة من أهم مؤسسات الدولة، خصوصاً أن هذه المؤسسة تساند الشرطة في الناحية الأمنية. وما زلنا نتأمل أن يُتخذ القرار المناسب، لحسم هذه القضية ودعم حق المرأة فيها، وأعتقد أن المجتمع أصبح جاهزاً لتقبل هذا الأمر، ربما تحدث بعض الإشكالات، لكن اتخاذ الآلية المناسبة لتطبيق القرار ستساعد في زوالها، وقد يرى البعض أن التشدد الحاصل…
الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠١٣
هناك الكثير من الأسر التي توفر العاملات للعمل في المنازل، ثم يحملونهن الكثير من المهام التي يجب ألا تفرض عليهن أصلاً، ومن إحدى سلبيات هذه الظاهرة تساهل بعض الأهالي في الاعتماد على العاملة المنزلية في رعاية الأطفال وتربيتهم وتدبير شؤونهم حين انشغال الأبوين، أو في أوقات غيابهما عن المنزل. إذا كان من الواجب على الأبوين اللذين ينتظران مولوداً أن يبحثان في الكتب والمؤلفات التربوية الخاصة بالأطفال، وعن البرامج التثقيفية لأجل النجاح في مواجهة هذه المرحلة من حياتهما، فلا ننسى أن العاملات يأتين من ثقافات مختلفة، فضلاً عن أنهن غالباً غير مؤهلات علمياً وتربوياً للعناية بالأطفال وتربيتهم، إضافة إلى أن الطاقة التي يستهلكها العمل في المنزل وكثرة المهام الموكلة إلى العاملة تصعب عليها نفسياً تقبل سلوكيات الأطفال أو التعامل معهم بعطف ورحمة، وعلى وجه آخر قد ينتج لدينا هذا التساهل والتعامل السيء سلوكيات وطباعاً سيئة، وأخطرها بناء الأطفال على النمط الكسول والاعتمادي، فالعاملة التي تعتني بالطفل ولا تمتلك الوعي، أو لا تُعطى الحق في توجيه سلوكياته الخاطئة وتقويمها، تتسبب سلباً في نشأته كشخص اعتمادي على من يسدد عثراته من دون أن يسعى بنفسه للقيام على ذاته، أو تصحيح أخطائه، بينما هو يعبث ويفعل ما يشاء وقد تلازمه هذه المشكلة حتى الكبر. يجب أن يكون وجود العاملة في نطاق الخدمة فقط، وبعيداً…
السبت ٢٠ يوليو ٢٠١٣
منذ أكثر من عشرة أعوام، والكثير من البرامج عُرضت على القنوات التلفزيونية بما تحمل في مضامينها من عروض التقليد الساخرة للشخصيات الإعلامية والفنية على الصعيدين الخليجي والعربي، وقد كانت من البرامج المسلية التي تؤخذ في إطار القبول لدى العامة، ولكن البرنامج «واي فاي» الذي تعرضه قناة mbc في موسمه الحالي، أثار الكثير من الجدل حول تقليد الشخصيات التي تناولها فريق التمثيل في حلقاته الأولى، خصوصاً الشخصيات الدينية وغيرها من التي حصلت على شعبية من المتابعين من خلال البرامج الافتراضية للتواصل الاجتماعي. وعلى الوجه المهم في القضية، يجب أن نعرف أن لا أحد فوق النقد إلا الأنبياء المنزهين والمعصومين منه، ولكن القدسية والنزاهة التي يعتقدها الفكر الاجتماعي السائد حول التعرض للمتحدثين باسم الدين جعلتهم لا يفرقون بين السخرية والنقد الساخر، وبالتالي تضعهم في منطقة النزاهة المحظورة، وغير ذلك لاحظت جرأة البعض من المعارضين على الاستدلال بالنصوص الشرعية لتوثيق اعتراضاتهم، وقد قرأت كثيراً من ردود الأفعال التي ترفق مع اعتراضها على هذا النقد نصوصاً من القرآن والسنة تتضمن معاني مؤثرة للوعيد الشديد الذي ينتظر الذين يسخرون من المؤمنين ليؤيدوا بهذه النصوص آراءهم حول هذا الموضوع، وكأنهم يخرجون الفريق الآخر عن دائرة الإيمان! هذه الاصطفافات التي تظهر لنا في كل قضية بما تحمله من الخلافات الفكرية، تغذي المشاعر السلبية والتنافر بين الآراء، وتجعل…