الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٢
تخيل معي رجلاً أميركياً في مدينة سان فرانسيسكو يشرب قهوته الصباحية وهو يطالع الجريدة في 4 ديسمبر 1971 فيقرأ خبر قيام دولة تحت مسمى الإمارات العربية المتحدة في الجزيرة العربية أو "أريبيا" كما كانوا يسمونها. أو تخيل يابانياً في طوكيو أو ألمانياً في فرانكفورت أو حتى دبلوماسياً بريطانياً -يعرف المنطقة جيداً- يقرأ الخبر ذاته. تخيل مدى استخفافهم (المنطقي) جميعاً بحظوظ خبر قيام اتحاد سباعي في الخليج العربي المحوط بصحراء مقفرة ومصالح متضاربة. وتجري الأيام وتصبح هذه الدولة ذات ثاني أكبر اقتصاد في محيطها العربي وذات بنية تحتية لا تُضاهى إلا من بُعد مئات الأميال وقوة دفاعية نوعية تنافس دولاً أغنى وأقدم منها بأضعاف وذات استقرارٍ سياسي لا يعرفه الكثير من أبناء الجوار، حتى أمست الوجهة المفضلة للعرب وغيرهم من أجل حياةٍ كريمة في مجتمعٍ يوازن بين انفتاحه ومحافظته. تلك هي معجزة الاتحاد.. أنه قام رغم كل الظروف الاجتماعية والتحديات الأمنية والتدخلات الاقتصادية والمؤامرات السياسية والسياق التاريخي. معجزة الإمارات أن كل المؤشرات كانت ضد استمرارها وهذا هو أحد أهم أسباب خصوصيتها التاريخية. تمر الإمارات اليوم بتجربة مهمة في تاريخها تجد فيه تحالفاً إخوانياً ليبرالياً يعارض النظام متجاهلاً مجموعة إنجازاته الهائلة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والعسكري لاختلافه معه على سرعة وماهية التطور السياسي للدولة. ويشترك شقا التحالف في كونهما مدعومين من تجمعات…
الإثنين ٠٤ يونيو ٢٠١٢
لابد من الإشادة بالمبادرة الكريمة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله - لتسوية القروض المتعثرة التي تقل عن خمسة ملايين درهم. حيث تشمل هذه المبادرة 368 مواطناً يصل مجموع ديونهم لـ 568 مليون درهم. والجدير بالذكر أنها تعتبر المرحلة الثانية من برنامج تسوية القروض الخاص برئيس الدولة في حين أن المرحلة الأولى شملت ذوي القروض المتعثرة التي تقل عن مليون درهم. ومما لاشك فيه أن المبادرة الكريمة لرئيس الدولة، قد رفعت الكرب عن المستفيدين وعائلاتهم أيضاً. وهي بمثابة تذكير بأن العلاقة الحميمة بين القيادة والشعب لا تزال تزداد دفئاً مع نمو الدولة وازدياد عدد المواطنين. ولكن يجب علينا أن نتساءل كيف نستفيد من هذه المبادرة؟ وكيف نضمن تعلم الدرس؟ فالسؤال الذي يطرح نفسه: كيف استطاع المستفيدون من مبادرة التسوية الوصول إلى هذه المرحلة أساساً؟ هل كان السبب عدم قدرة الأفراد على إدارة مواردهم ومصاريفهم الشخصية؟ هل كان تأثراً بثقافة استهلاكية؟ هل كان بسبب ضعف التشريعات المصرفية؟ هذه أسئلة تحتاج إلى إجابة شافية، وقد نجد الإجابة إذا قمنا بدراسة اقتصادية-اجتماعية تقوم بمقابلة المستفيدين الـ 368 واستيضاح ظروفهم وقراراتهم التي أدت بهم إلى الاقتراض والتعثر في السداد. ثم تُرفع نتائج هذه الدراسة إلى الجهات المعنية مثل وزارة الاقتصاد والبنك المركزي وذلك لتؤخذ بعين…
الإثنين ٢٧ فبراير ٢٠١٢
ردّاً على سؤال خلال مقابلة على قناة "العربية" الأسبوع الماضي حول دعوة العاهل السعودي الملك عبدالله مؤخراً لاتحاد خليجي، قال النائب أحمد السعدون رئيس مجلس الأمة الكويتي الجديد إنه يشجع التقارب والتعاون الخليجي ويراه ضروريّاً، وإنه لابد من أخذ ظروف كل دولة بعين الاعتبار. وتحت ضغط المذيع، أضاف السعدون أنه من الصعب على دولة مثل الكويت أن تدخل في اتحاد مع دولة تعج سجونها بآلاف سجناء الرأي. ردود الفعل الرسمية كانت شبه معدومة في حين أن ردود الفعل من الكويت والنشطاء الخليجيين رحبت بتصريح السعدون واعتبرته صادقاً وشجاعاً. وردود الفعل الأخرى على الشبكات الاجتماعية والمجالس الخاصة تراوحت بين نقد التصريح ونقد توقيته. والحقيقة أن غالبية من يلحون على استعجال الاتحاد يستحضرون الخطر الإيراني وتداعيات واقع التحول العربي. وبالنسبة للخطر الإيراني، ودون احتساب آثار الحزمة الأخيرة من العقوبات الاقتصادية، فإن الجمهورية الإسلامية على وشك الانهيار الاقتصادي. فإنتاجها النفطي في انخفاض مستمر منذ سنوات، ونسبة التضخم تقارب 20% وسعر كيلو اللحم تخطى 20 دولاراً أميركيّاً. أضف إلى ذلك بداية نهاية النظام السوري وعدم وجود أدلة قاطعة على تدخل مباشر في الشأن البحريني حسب تقرير البسيوني. ومن الواضح أن إيران وإن بقيت مصدر قلق لا تشكل خطراً عسكريّاً سياديّاً فعليّاً كخطر عراق صدام في 1990 على سبيل المثال. وفيما يتعلق بالملف النووي، فإن…