محمد خلفان الصوافي
محمد خلفان الصوافي
كاتب إماراتي

«الحوثي» كتب نهايته من الإمارات

الخميس ٢٠ يناير ٢٠٢٢

بغبائها السياسي، أدخلت «ميليشيا الحوثي الإرهابية» نفسها في قرار مرحلة «بداية النهاية» لمغامراتها السياسية لسببين اثنين. الأول: عندما تجرؤوا بوقاحة أن يجربوا ردة فعل دولة الإمارات باستهداف أمنها واستقرارها وهو «خط أحمر»، وتسببوا بحريق في صهاريج نقل محروقات بترولية و3 حالات وفاة و6 إصابات بشرية. السبب الثاني: أنه في الوقت الذي يعمل فيه الجميع في المنطقة والعالم على تهدئة الملفات الملتهبة، بما فيها ملف «الأذرع السياسية» التي هي على منوال «الحوثي» يبان سوء تقديرهم للمشهد السياسي ويرتكبون خطأ في استفزاز أوثق داعم لتحقيق الاستقرار والأمن. سببان كفيلان لتسريع نهاية تنظيم «الحوثي الإرهابي». فردة فعل دولة الإمارات وحقها في الدفاع عن سيادتها يكفله القانون والأعراف الدولية، وبلا شك سيكون الرد بحجم الفعل الإجرامي ليس فقط على المستوى العسكري الذي هو أحد الأدوات المشروعة، ولكن عليهم ألا ينسوا مكانة الإمارات في الساحة الدولية ومواقفها الإنسانية والشرعية. لهذا جاءت ردة الفعل الدولية والأممية بما يتناسب ودور الإمارات في تحقيق أهداف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والإنساني. بالفعل الإجرامي الذي قام به «الحوثي»، تأكد للمجتمع الدولي بأن أي محاولة للتفاهم أو مجرد التفكير في التعامل السياسي معه ليس إلا نوعاً من عملية التأجيل لحدوث أزمات أكبر ومآسٍ إنسانية أكثر، وأن سكوت المجتمع الدولي على جرائمه هو حافز له على الاستمرار في تحديه للقانون الدولي. فهم…

قلَقٌ على مستقبل قطر

الأربعاء ٠٥ يوليو ٢٠١٧

من الواضح جداً، أن القيادة السياسية في دولة قطر الشقيقة، التي تدير أزمة مقاطعة الدول الخليجية والعربية بوساطة اختلاق «أزمة» جديدة، أنها لا تسعى لمصلحة وطنها ولا شعبها، مع أن هاتين الخدمتين أمتع عملين يمكن أن يقوم بهما أي سياسي مخلص لبلاده، وبهما يدخل سجل الخالدين، لكن يبدو أن لهث هؤلاء القادة وراء الانتصارات الإعلامية اللحظية والمصالح الشخصية والأحلام السياسية بأن يكونوا مؤثرين في الإقليم، حتى ولو كان هذا التأثير من النوع السلبي الذي يدمرهم تاريخياً ويصنع الخراب والإرهاب في العالم.. يطغى على سلوكياتهم، في حين أن الأزمة تحتاج إلى مبادرة شجاعة لكسر الاحتقان السياسي والقبول بالمطالب الخليجية التي ستصب في النهاية في مصلحة دولة قطر نفسها. وبينما تمنى الخليجيون (سياسيون وأشخاص عاديون) أن تفاجئهم القيادة القطرية بالموافقة على الـ13 بنداً التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين ومصر، بعد تمديد المهلة الممنوحة لقطر 48 ساعة إضافية، بناءً على طلب من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، استمر صانعو القرار القطري على المكابرة والتعنُّت السياسي برفضهم لتلك المطالب عوضاً عما يمكن أن يعيد الأوضاع الخليجية إلى ما كانت عليه قبل الأزمة المستمرة لأكثر من شهر. الحكومة القطرية لم تفهم حتى الآن مخاوف الأشقاء وقلقهم من تبعات ما تقوم به من مكايدات لا يمكن…

نهاية مهنة الصحفي!

الأربعاء ١٥ مارس ٢٠١٧

عندما صرح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، خلال افتتاحه لفعاليات «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل»، الأسبوع الماضي، بأن وظيفة الصحفي ستكون خلال عقود «خبراً من الماضي»، فإنه كان يلخص ويفسر بتجرد كامل ما يجري على أرض الواقع من تطورات باتت تغير الكثير من الأنماط الوظيفية في كل دول العالم لأسباب مختلفة، بعضها ماديّ وبعضها تقني. ومع أن خطاب الشيخ عبدالله كان موجهاً إلى الجيل الحالي من الصحفيين الإماراتيين، ووفق رؤية شاملة، فإن «الهم» يشمل الجيل العربي بأكمله، علماً بأن هذا التحدي يبقى تأثيره على الوضع الإماراتي مقارنةً بالدول العربية وربما الغربية أيضاً بسيطاً، فغالباً ما يكون أي تغير جديد على المجتمع الإماراتي قد سبقه دخول مرحلة من الاستباق له وفق منهج إماراتي يستبق الحدث قبل وقوعه. الكل يدرك أن العالم يواجه ظاهرة مقلقة، فالجميع يعاني مشكلة «انقراض» عهد الوظيفة بشكل عام، وإن كانت الأمور لا تزال في بدايتها، خاصة بالنسبة لوظيفة الصحفي، إلا أن الأمر لا يعني تجاهله وعدم الالتفات إليه، وإذا كان يبدو من المبكر أن نقلق عربياً من هذا الأمر، لأسباب لها علاقة بالاستعداد التكنولوجي، على أساس أن البنية الأساسية التقنية في الدول العربية غير مهيأة بعد، فإن الاستعداد المسبق يمكن أن يقلل حجم الخسائر المتوقعة. الخبرة العربية تؤكد أن الجانب الأصعب في…

انتصار «سلاح الإنسانية» الإماراتي

الأربعاء ١٨ يناير ٢٠١٧

على الإرهابيين والمتطرفين أن يشعروا بالقلق والخوف من نجاح المساعي الإنسانية لدولة الإمارات ومحاولاتها تحقيق الاستقرار في المجتمع الأفغاني، لأن هذا النجاح يمثل خسارة لأصحاب «الأجندات» السياسية من دول وأفراد، ومن هذا المنطلق يمكن فهم ما جرى الأسبوع الماضي في قندهار من تفجيرات أودت بحياة عدد من الدبلوماسيين الإماراتيين. وتفسر الوقائع على الأرض الأفغانية أن نهج الإمارات في محاربة كارهي الخير يصب في صالح استقرار المجتمع الأفغاني، وإن كانت النتائج لا تفصح عن نجاحها إلا بعد مرور فترة من الزمن، لهذا فإن تقديم المساعدات الإماراتية للشعب الأفغاني ليس أمراً جديداً، بل بدأ مع الحرب العالمية ضد تنظيم «القاعدة»، أحد أبرز مهددي الاستقرار في العالم. أكاد أجزم بأن تذكّر معاناة الشعب الأفغاني لم يعد موجوداً إلا عند دولة الإمارات، فالجميع تقريباً نسوها، لأن الأهداف الإنسانية تراجعت في أجندات كثير من الدول الفاعلة. والإمارات كرست معيار القيم الإنسانية في تقديم مساعداتها، لذا كان من الطبيعي أن نجدها غير مبالية بما يحدث داخل أفغانستان (وغيرها) من تنافس بين القوى السياسية، فهي تركز على حاجات الشعب الأفغاني من مدارس ومراكز صحية ودور للأيتام. وبشكل عام فإن المساعدات الإنسانية بالنسبة إلى دولة الإمارات ليست خياراً تقدمه من أجل الحصول على مقابل أو مواقف سياسية من المجتمعات الأخرى، لكنها عقيدة ومنهج إنساني تبنته منذ قيامها حتى…

قمة المنامة.. رؤية جديدة

الأربعاء ٠٧ ديسمبر ٢٠١٦

القمة الخليجية السابعة والثلاثون تختتم أعمالها اليوم في البحرين، التي بلا شك ناقشت فيها العديد من الملفات الإقليمية والدولية مثل: الملف النفطي والحرب على الإرهاب وتنظيم «داعش»، والحرب اليمنية التي تسعى دول الخليج إلى إنهائها سياسياً، والأهم من تلك الملفات الملف الإيراني وكيفية وضع حد لسلوكياتها الاستفزازية المؤدية إلى الاضطراب الأمني في المنطقة. حقيقة لا يمكن القفز على إيران في هذه القمة، خصوصاً بعد أن اكتشفت القيادة الإيرانية سحر تمددها في الإقليم من خلال إقناع الغرب بأهميتها وأهميته في فرض سياستها الخارجية إقليمياً ودولياً، مما جعل قادتها العسكريون يصرحون بنيتهم في بناء قواعد عسكرية في خليج عُمان والبحر المتوسط والمحيط الهندي. الإلحاح على مناقشة «حلم» إيران في أن يكون شرطي منطقة الشرق الأوسط، وليس الخليج فقط كما كان في عهد الشاه، من خلال التمكين الأمني فيها، لا يمكن اعتباره من قبيل الترف الخليجي أو الفضول السياسي، بل التطرق له يكون من باب التفكير في إيجاد مخرج عمن يحاول أن يزج بالمنطقة كلها، بل والعالم إلى الاضطراب، كما هو حاصل الآن من قبل «داعش» والهجرات إلى أوروبا، والأخطر من ذلك أن تصرفاتها السياسية يبدو أنها تدفع نحو إجبار الآخرين على استخدام القوة العسكرية كأداة للحل لأي خلافات سياسية، كما هو حاصل في اليمن وسوريا. وإذا كان المشهد السياسي العام في دول…

«داعش».. عصابةٌ لا دولة

الأربعاء ٠٧ سبتمبر ٢٠١٦

هل يعني قتل الإرهابيين وزعمائهم وإجبار قادتهم على التراجع عن الأراضي التي يسيطرون عليها، القضاء تماماً على العمليات الإرهابية وإيقاف التطرف في العالم؟! إذا كانت الإجابة بنعم، فإن هذه الإجابة بالنسبة إلى المراقبين تعني الابتعاد كثيراً عن قدرتنا على تقييم نتائج التجارب الإرهابية السابقة التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط من أفغانستان ومروراً بباكستان إلى كل من العراق وسوريا، حيث تستقر دولة «داعش» المتوهمة. فتنظيم «داعش» -أقبح وجه إرهابي مرّ على الإنسانية حتى الآن- ليس تنظيماً مُبتكراً أو مستحدثاً، بل هو تطور «ممسوخ» لتنظيمات إرهابية سابقة مثل تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» الأفغانية. والشيء الجديد في «داعش» يتمثل فقط في نوعية جرائمه التي افتقرت إلى أدنى درجات الإنسانية، وفي مستوى الوحشية ضد ضحاياه، مثل عمليات الذبح والحرق أو الهجوم على دور العبادة، بما فيها المساجد. آخر قادة تنظيم «داعش» الذين قتلوا كان أبو محمد العدناني، الأسبوع الماضي، كما أن التنظيم خسر ما يقارب نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، وصورته في الإعلام تأثرت ولم تعد كما كانت، صورة «الدولة التي لا تُغلب». ومع أن هذه الحقائق تدل على تطورات إيجابية في محاربة التنظيم، فإنها في المقابل مبررات كفيلة بأن تدفع بالتنظيم الإجرامي إلى القيام بعمليات إرهابية تفوق كمّاً ونوعاً الجرائم التي ارتكبها من قبل، وذلك من أجل المحافظة على…

قناة «العالم» ومأزق إيران!

الأربعاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٥

حين تمارس وسيلة إعلامية تشويهاً للحقائق، وتحاول أن «تدلس» على الرأي العام ومتابعيها، كما فعلت قناة «العالم» وغيرها من المواقع الإعلامية التابعة لإيران مؤخراً حول حجم خسائر القوات الإماراتية في اليمن، فإنه ينبغي علينا أن نبحث عن الأسباب التي دفعت بها إلى هذا السلوك، وأن نطرح تساؤلات إنْ كان هذا «الحماس» في نشر مثل هذا الخبر هو نتيجة للتعبئة الأيديولوجية الإيرانية أم أنه جاء نتيجة لتطورات الوضع السياسي على الأرض في المنطقة، وأن ما تفعله هذه الوسائل الإعلامية هو محاولة «إنعاش إعلامي» لخسائر في التأثير السياسي والعسكري على الأرض اليمنية، وأغلب التقارير تشير إلى التفسير الثاني، وأنا أميل إليه. لقد اعتدنا من وسائل الإعلام الإيرانية أو من تلك التي يمولها النظام في إيران، مثل قناة «المنار»، أنها لا توجه سهامها ضد دول الخليج، إلا عندما تكون إيران في مأزق ناتج من تحركات خليجية وتريد أن تفتح جبهة إعلامية لإشغال الرأي العام لديها، فتجدها تزعم مرة بأن لإيران حقاً تاريخياً في البحرين، ومرة أخرى تزعم بأحقية إيران في الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها، هذا ما اعتدنا عليه من هذا الإعلام طوال الفترة الماضية، بل إن لغته كانت تزداد تشدداً كلما كان الواقع متأزماً وأشد احتقاناً، أو كما قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش: «الصراخ على قدر الألم!». وإذا كان…

حل عربي لمواجهة «داعش»!

الأربعاء ٠٨ يوليو ٢٠١٥

ما عاد خافياً على أحد بأن المزاج السياسي في الولايات المتحدة والغرب عموماً لم يعد يتقبل فكرة التدخل العسكري البري في أي من القضايا التي تخص منطقتنا العربية، ما دام الأمر لم يصل إلى المساس بالمصالح الاستراتيجية الغربية مباشرةً. وربما كانت تجربتا العراق وأفغانستان السبب في مثل هذا الموقف. هذا التوجه يلقى تأييداً كبيراً من الرأي العام ومن المحللين الغربيين، لأن التكاليف المالية والبشرية كانت كبيرة في التجارب السابقة. كما أنه لم يعد خافياً أن الجهود السياسية العربية في إقناع الغرب بأن «الحرب الفوقية» غير كافية لإنهاء خطر «داعش»، لم يكتب لها النجاح حتى الآن. لذا، فإن أفضل نصيحة يمكن أن يقدمها أي مراقب موضوعي لمتخذي القرار العرب، في ما يحدث من تراجيديا القتل وتمدد تنظيم «داعش» فكرياً وجغرافياً، هي: البحث عن آليات عربية خاصة للتضييق عليها، بل والبحث في فكرة شن حرب برية إن كان في ذلك «خلاص نهائي»، سواء من خلال تفعيل اتفاقية الدفاع العربي أو تسليح العشائر السنّية العراقية، لأن ما يحدثه هذا التنظيم يظهر أن آثاره السلبية للتأخر في القضاء عليه أكبر على الإسلام والمسلمين في العالم. المشكلة الكبرى، أن هناك بعض المحللين الغربيين لا يفرقون بين الإسلام كدين سمح وبين تطرف الحركات المتأسلمة، عندئذ فإنهم يعتقدون أن الذي يحدث في المنطقة هو حرب طائفية بين…

الإمارات.. والإعلام.. والتسامح

الأربعاء ٢٧ مايو ٢٠١٥

عندما يقع اختيار وزراء الإعلام العرب على، فكرة طرحتها دولة الإمارات العربية المتحدة تتعلق بدور الإعلام في نشر قيم التسامح ومكافحة التطرف، فإن المعنى الذي ينبغي أن نفكر فيه، أن هناك علاقة ببن ما يتم اختياره على الأرض الإماراتية وبين اختيار وزراء الإعلام للمشروع الإماراتي. وهذا الأمر ليس حالة افتراضية أو خيالاً ولكنه حقيقة، فدولة الإمارات تعتبر واحدة من أكثر دول العالم التي تتمتع بالتسامح والتعايش السلمي بين الناس. وبالتالي، يمكننا أن ننظر إلى اختيار المقترح الإماراتي على أنه بمنزلة شهادة عربية لكفاءة الوضع القائم في الإمارات، من حيث التسامح بين مختلف الأعراق والديانات، بل «الطوائف»، التي قد يعيش بعضها حالة صراع في بلادها، ولكنها تعيش بسلام على أرض الإمارات. بل يمكننا النظر لهذا الاختيار، على أنه اعتراف بأن الرسالة الإعلامية في الإمارات هي الأكثر نزاهة وخدمة للتسامح بين الناس، ولاسيما أن هذه الوسيلة في الدول العربية الأخرى أخذت منحى آخر غير خدمة فكرة التعايش السلمي بين أبناء الدولة الواحدة، كما هي الحال في العراق ولبنان، حيث تتغلب الطائفية في القنوات على خدمة المواطن، أو في مصر حيث تتصارع القنوات في قضايا تصرف المصريين عن التركيز على بناء وطنهم. إذن، بهذه الصورة فليس من قبيل المجاملة أن يتم اختيار المقترح الإماراتي ليكون الخطة الإعلامية لنشر التسامح ومكافحة التطرف، فهي من…

اليمن والقلق الخليجي

الأربعاء ١٨ فبراير ٢٠١٥

يبدو الخطر القادم من اليمن هذه المرة مضاعفاً، بل وأكثر خطورة من المرات السابقة، بما فيها الحرب الأهلية في اليمن عام 1994، لأن الجديد في هذا الخطر طرف مهدد لاستقرار المنطقة وهو إيران. ما يوجب على دول مجلس التعاون الخليجي التفكير معه بشكل جدي. فالخليجيون حتى الآن غير مؤثرين في الوضع اليمني بالطريقة التي تسمح لهم بالحفاظ على مصالحهم السياسية، أو هكذا يبدو من التقارير الإعلامية. وعندما كانت الأحداث في اليمن تنتقل من سيء إلى أسوأ، كان يتم التعامل معها كمسألة تخص اليمن وأن حجم تأثيرها السلبي على العرب يبقى محدوداً. لكن التدخل الإيراني لدعم الحوثيين، وهم أقلية ضمن أقلية في اليمن، يبدو كسعى للإمساك بـ«الخاصرة الخليجية اللينة». ومع أن الدول العربية عموماً لها مصالح استراتيجية مرتبطة بالوضع اليمني، فإن دول الخليج هي المعنية بشكل أساسي، لذا ينبغي لها الآن أن تركز على الكيفية التي يمكنها بها التعامل مع التحدي الجديد. في الواقع، ليست هذه المرة الأولى للتدخل الإيراني في الشؤون العربية، بل هي تكرار للسيناريو الإيراني في العراق ولبنان وسوريا. وهي الخبرة التاريخية التي أنه من الصعوبة بمكان إخراج إيران بعدما تتمكن من الوضع الداخلي. والخوف هو من أن يكون الأمر كذلك في اليمن. فهي إما أن تخلق ميليشيات تحركها متى أرادت ضد الحكومة الشرعية -كما تفعل في لبنان-…

طهران وواشنطن.. و«قمة الدوحة»

الأربعاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٤

قرأ متابعو تطورات العلاقات الأميركية- الإيرانية امتداح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للضربات العسكرية الإيرانية على «داعش»، بأنه تعبير عن تطور مهم في السياسة الخارجية بين البلدين، وأنه سيكون لذلك تأثير في خرائط العالم العربي، حيث تتمدد إيران في سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين. إن ما يقلقنا هو أن تكون تلك التأثيرات سلبية على دول المنطقة، لأن تعنت إيران لا يقتصر على الملف النووي فحسب، بل هو تعنّتٌ يهدف بالأساس إلى البحث عن دور فاعل في الإقليم. من الصعب أن ينعكس أي تطور في العلاقات الأميركية- الإيرانية إيجابياً على التوازنات في المنطقة، خاصة عندما تستعيد مصر «عافيتها السياسية»، كما يحدث الآن، حيث يراهن العرب على دورها في الحد من التمدد الإيراني. وبالتالي، فإن القمة الخليجية التي تختتم أعمالها اليوم، ستتطرق إلى تطورات السياسة الأميركية حتى لو أعطت «زخماً سياسياً» لدبلوماسية المفاوضات النووية، أو «أيدت» الدور العماني فيها، فإن ذلك لا يخفي حالة القلق لديها. لأن تجارب دول الخليج والمجتمع الدولي السابقة مع إيران -حتى في عهد الإصلاحيين- لم تكن تعطي أملاً أو تبشر بالخير، بقدر ما هي مرحلة لالتقاط الأنفاس للعودة إلى سياستها القديمة. هناك «ليونة» دولية في التعامل مع إيران، ربما كان الهدف منها إيجاد استراتيجية جديدة في المنطقة، وهذا واضح من مساعي الطرفين، لأن هناك اعتقاداً أميركياً بأن…

الإمارات وخطأ بايدن

الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٤

من المؤكد أن آخر شهادة تحتاجها دولة الإمارات لجهودها في محاربة الإرهاب الذي يهدد المجتمعات المستقرة في العالم هي شهادة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي انتقد موقف الإمارات في محاربة الإرهاب قبل أن يعتذر عن تصريحاته التي أطلقها في محاضرة له في جامعة هارفارد مؤخراً، دون دليل أو إثبات، وهي تؤكد على ارتباك الموقف الأميركي حول ما يجري في العالم. مبدئياً، بايدن شخص محنك في السياسة الخارجية وفي معرفته بالمنطقة، كونه كان عضواً في مجلس العلاقات الخارجية في الكونجرس الأميركي، وبالتالي فإن أي تبرير منه بأنه لم يقصد الاتهام، أو أنها «هفوة»، أو أنه لم يقصد الإمارات.. مسألة فيها شك، خاصة أن الاتهام جاء دون أن يوجَّه إليه أي سؤال من الجمهور، وإنما ورد ضمن سياق حديثه، كما أنه في المقابل لم يذكر دولا في المنطقة يعتبرها كثيرون سبباً رئيسياً فيما يحدث في المنطقة من فوضى. موقف الإدارة الأميركية الحالية في الكثير من ملفات المنطقة «ملتبس» بالنسبة لكثير من المراقبين، وهو غير واضح بما فيه الكفاية في محاربة جماعات الإسلام المتطرف، بما فيها «داعش»، على اعتبار أنها قبلت تشكيل الحلف الدولي بعدما تم «ذبح» الصحفي الأميركي بطريقة هيجت الرأي العام في الولايات المتحدة، بل إن هذه السياسة الأميركية يحسبها بعض المراقبين «متواطئة» في ملفات أخرى مع ما يحدث في…