الجمعة ١٦ يناير ٢٠١٥
الهدف من تصعيد الأزمة الأوكرانية ووضع العراقيل أمام كافة حلولها هو روسيا وليس أوكرانيا، ولأن واشنطن وحلف الناتو لا يقدران على المواجهة مع روسيا لأنهما يدركان أكثر من غيرهما مدى قوتها، فقد حاولا جرها لحرب داخلية في أوكرانيا تستنزف قوتها وتظهرها أمام العالم كدولة معتدية على جيرانها، لكن من الواضح أن هذا المخطط أيضاً فشل ويصعب الاستمرار فيه.. وذلك بعد الفشل الذريع لقوات النظام الحاكم في كييف في قهر المقاومة الشعبية في شرق أوكرانيا، مما اضطر بوروشينكو رئيس النظام أن يعترف بهزيمة جيشه ويلجأ للهدنة ووقف القتال بعد أن اعترف بأن جيشه خسر أكثر من نصف قوته، والجميع يرفض إمداد أوكرانيا بالسلاح، بما فيهم واشنطن والناتو، خشية الصدام المباشر مع روسيا. أيضاً من الواضح أن سلاح العقوبات على روسيا لم يؤت ثماره، وذلك بعد رفض الغالبية من الدول، إن لم يكن تقريباً جميعها، المشاركة فيه ضد روسيا، حتى العديد من كبرى الشركات الأميركية ترفض المشاركة، وحتى الآن مازالت موسكو تتحفظ في الرد على العقوبات الغربية، وهو الأمر الذي يلقى احترام وتقدير العديد من الجهات الغربية التي تعلم أن لدى روسيا ردوداً قوية لكنها لا تستخدمها حفاظاً على سمعتها العالمية وعلى علاقاتها مع الدول الأوروبية، وتصميماً منها على فصل الاقتصاد عن السياسة. وقد تصور البعض أن انخفاض أسعار النفط واهتزاز أوضاع…
الجمعة ٠٩ مايو ٢٠١٤
رغم أن استخدام المرتزقة قديم قدم التاريخ، إلا أنه انتشر بشكل كبير وبات ظاهرة عامة بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001، حتى أصبح ظاهرة يتم التعامل معها بشكل شبه رسمي، حيث توجد شركات عالمية متعددة الجنسية منتجها هو جيوش من المرتزقة تجمعهم من كل أنحاء العالم وترسلهم، حسب الطلب، لأي مكان في العالم، وتحت مسميات تناسب كل مكان، مثل القاعدة والنصرة وداعش وغيرها من التي ترفع شعارات إسلامية، وفي دول أخرى بشعارات قومية ومتطرفة، لكنهم جميعاً يخدمون مصالح دول وجهات محددة في العالم. في أوكرانيا استولت عصبة مدعومة علناً من واشنطن والأوروبيين على السلطة في كييف، عن طريق الانقلاب على السلطة الشرعية المنتخبة من الشعب. وهذه العصبة لا تنتمي بالعرق ولا الأصل أو الأرض للشعب الأوكراني، بل أتت من الجزء الغربي الذي استولى عليه الاتحاد السوفييتي من بولندا بعد الحرب العالمية الثانية، والذي لا يشكل سكانه أكثر من 8% من الشعب الأوكراني. وكان من البديهي أن يثور الشعب في باقي أجزاء البلاد ضد هذه السلطة الانقلابية، واندلعت الاحتجاجات في كل المدن الأوكرانية، وعندما حاولت السلطة الجديدة قمع هذه الاحتجاجات فشلت فشلاً ذريعاً، لأن قوات الجيش والأمن الأوكراني رفضت استخدام القوة ضد الشعب، فما كان من الانقلابيين إلا أن استعانوا بالغرب الذي أرسل لهم جيوش المرتزقة لتقوم بالعملية العسكرية الدموية القذرة…
الجمعة ٣١ مايو ٢٠١٣
منذ تسلُّم الإخوان المسلمين للسلطة في مصر، وشبه جزيرة سيناء باتت محوراً للأحداث والأحاديث بشكل ملحوظ، وكثر الحديث عن مشاريع التنمية القادمة في صحراء سيناء، هذا على الرغم من وجود أماكن ومساحات شاسعة من الأراضي داخل مصر، يمكن إقامة مشاريع التنمية فيها، وجذب الاستثمارات إليها، وستكون أقل تكلفة بكثير من سيناء الخالية من البيئة التحتية، ومن المياه والكهرباء. وأيضاً من السكان والأيدي العاملة، إلا أن سيناء هي الهدف، وبالتحديد "شرق قناة السويس".. ولا ندري لماذا بالتحديد شرق القناة وليس غربها، حيث مدن القناة ببنيتها التحتية والطرق الممهدة إليها والأيدي العاملة المتوافرة فيها، وأيضاً المساحات الشاسعة الخالية بين مدن القناة الثلاث بطول الساحل الغربي. منذ استيلاء الإخوان على السلطة، وعلى قرابة عام، وأحداث خطف وقتل الجنود والضباط من الجيش والأمن لا تتوقف، منهم من تم إطلاق سراحه وعودته من الخطف في أيام معدودة، بتمثيلية لا تقنع أكثر الناس سذاجة، ومنهم من مرت على اختطافه شهور ولم يعد حتى الآن، ومنهم من قتل جماعة مع زملائه بدم بارد في وضح النهار في رمضان الماضي. وفي كل الحالات المتهم مجهول. وهناك ملحوظة هامة تغيب عن الكثيرين، وهي أن مصر اخترقت اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، بإدخال قواتها الأمنية والعسكرية المسلحة لسيناء، ولم نسمع من إسرائيل أي اعتراض جاد على هذا الاختراق. ولا يمكن…
الجمعة ٢٦ أبريل ٢٠١٣
يتعرض القضاء المصري لتهديدات خطيرة من قبل جماعة الإخوان المسلمين، التي باتت لا تستحي ولا تخفي نواياها السيئة تجاه تدمير مؤسسات الدولة المصرية الحديثة، هذه المؤسسات التي بناها الشعب المصري على مدى قرون طويلة، بكفاحه وبجهده وبعلومه وبتاريخه العظيم، إذ تُعد المؤسسة القضائية المصرية واحدة من أقدم وأشهر مؤسسات القضاء في العالم كله، بل إن خبراء مصر القانونيين ساهموا بخبراتهم في إعداد وتأسيس مؤسسات قضائية في العديد من الدول العربية والأجنبية، والآن. وفي إطار سياسة الهدم المتعمدة من الإخوان المسلمين، نرى القضاء المصري مستهدفاً بشكل فاضح وفج، ولا نسمع ولا نرى من السلطة الحاكمة أي دفاع أو موقف واضح في مواجهة هذه الحملة التي يتابعها العالم كله. وقد أرسل الاتحاد الدولي للقانونيين، لجنة من خمسة من القضاة للتضامن مع قضاة مصر، منهم قضاة من بريطانيا وفرنسا وتونس، ومهمة اللجنة هذه التأكد من التزام السلطات المصرية بمبدأ استقلالية القضاء واحترامه، واجتمعت اللجنة مع القضاة المصريين واستمعت لشكواهم، وأكدت أنها ستنقل ما يتعرض له القضاء المصري للعالم كله. لقد عشنا حياتنا السياسية في مصر في صفوف المعارضة ضد النظام الحاكم على مدى أربعة عقود مضت، وكان سندنا الوحيد وحامينا الأول في معارضتنا للنظام هو القضاء المصري، وحتى التنظيمات والجماعات الإسلامية السياسية. وعلى رأسها الإخوان المسلمون، لولا القضاء المصري المستقل والمحايد والعادل، لما…
الجمعة ١٢ أبريل ٢٠١٣
التقرير الأخير للمركز التنموي الدولي (IDC) الأوروبي وضع مصر في المرتبة الأولى عالمياً في كم الاحتجاجات الشعبية ضد النظام، وبفارق يتعدى الضعف عما يليها من البلدان الأخرى، وجاء في التقرير أن أكثر من 80٪ من هذه الاحتجاجات من فئات شعبية غير سياسية من عمال وموظفين في مؤسسات مختلفة، وذكر التقرير أن الاحتجاجات وصلت للمؤسسات السيادية مثل القضاء والأمن والجيش وغيرها. هذا الوضع الذي وصلت إليه مصر لا يخفى على أحد داخلها أو خارجها، وبعد حملة الانتقادات التي شنها البرلمان الأوروبي على نظام حكم الإخوان في مصر وإعلانه الامتناع عن تقديم أية مساعدات لمصر، بدأت مؤشرات الاعتراضات والانتقادات تظهر في الولايات المتحدة على المستويين السياسي والإعلامي. الأمر الذي جن معه جنون الإخوان في مصر الذين يحاولون بدأب شديد أن يثبتوا لواشنطن جدارتهم بالحكم وبأنهم عند حسن ظنهم وظن إسرائيل بهم، ولكن من الواضح أنهم متورطون لدرجة غير عادية في الفشل في إدارة الأمور، الأمر الذي من المتوقع معه أن يفعلوا أي شيء ليشغلوا الرأي العام المحلي والعالمي عنهم. حتى لو أشعلوا فتنة طائفية حادة بين المسلمين والمسيحيين، ويبدو أن تمسكهم بالنائب العام "غير الشرعي بحكم المحكمة" إنما بهدف الإعداد لحملة اعتقالات واسعة تطال شخصيات عامة كثيرة، ولا يجرؤ عليها إلا النائب العام الحالي التابع لهم. الإخوان في مصر في ورطة أكبر…
الجمعة ١٤ ديسمبر ٢٠١٢
كشف تطور الأحداث في مصر في الأيام الماضية عن أشياء كثيرة، ربما لم تكن ملموسة أو معروفة للكثيرين من قبل، ومن أهم هذه الأشياء، الغباء السياسي الحاد الذي اتسمت به جماعة الإخوان المسلمين، والذي لم تصفها به المعارضة المصرية وحدها، بل وصفها به حتى حلفاؤها ومؤيدوها في الغرب، وعلى رأسهم واشنطن، سواء على المستويين الرسمي أو الإعلامي. حيث انتقدت غالبية وسائل الإعلام الغربية تعامل الرئاسة المصرية مع الأحداث ووصفت سياستها بالديكتاتورية. ويبدو أن هذا الأمر أثار قلقاً حاداً لدى جماعة الإخوان، إضافة لقلقها وتوترها الشديد من اشتعال الشارع المصري ضدها في كل المدن المصرية، وإحراق أكثر من خمسة وعشرين مقراً للجماعة، بما فيها المقر الرئيسي في "المقطم" في القاهرة، وهو المقر الذي كان الإخوان يعتبرونه حصناً حصيناً لهم. سقوط ضحايا في الأحداث الأخيرة أوقع الإخوان في مصر في حالة ارتباك شديدة، جعلتهم بالفعل يخشون المصير الذي يلقاه نظام مبارك المخلوع، وهذا ما بدا واضحاً في خروج قادة الجماعة لأول مرة للجماهير ووسائل الإعلام، وحديثهم الذي امتلأ بالاتهامات المباشرة لأشخاص وجهات أخرى بالمسؤولية عن القتلى في التظاهرات. فقد ظهر المرشد العام محمد بديع في وسائل الإعلام وهو يتحدث عن مؤامرة وتخريبيين وأسلحة وأشياء كثيرة مطابقة تماماً لاتهامات نظام مبارك للثوار في 25 يناير 2011. وزاد المرشد في حديثه، المرتبك المشوب بالقلق…