الجمعة ٠٩ مايو ٢٠١٤
شخصيا لا أحب التقبيل إذا سلمت على الرجال ولا أفعله إلا إذا كنت مضطرا لمنع سوء التفسير لموقفي. وخلال سنوات طويلة ماضية كنت أكره أيام الأعياد ومناسبات الزواج لأن هناك رجلا في حارتنا إذا سلم عليك (شفط) خدك شفطا وترك شيئا من بقايا فمه على وجهك. أعرف أن هذا (مقرف) لكنه كان يفعل ذلك من باب الحب والتقدير وليس من أي باب آخر. ولا أذيع سرا إذا قلت إنني تحاشيت كثيرا من المناسبات العائلية لكي لا أقع في براثن شفطه ونفخه ثم أضطر للمعالجة النفسية لما يزيد على ثلاثة أيام بلياليها. وحين قضيت في الغرب الأمريكي بضع سنوات قدرت للرجال هناك، حتى الأصدقاء منهم، أنهم يصافحونك فقط على بعد لا يقل عن متر ونصف أو مترين. وهذا يعني أنك ستسلم حتما من كل ما قد تنقله جراثيم شفاههم أو خدودهم أو خياشيمهم. وها نحن نجد سببا آخر لهذا التصرف الغربي الحميد بعد أن حل فيروس (كورونا) في بلادنا وأصبح نفس المصاب شرا مستطيرا يصعب منعه أو ضمان نتائجه. ولذلك كان من الجيد والمفيد جدا أن يطالب أطباء في الإمارات بالتوقف عن المخاشمة، التي هي حك الأنف بالأنف. وهي في نظري من أغرب عادات السلام التي لا تقتصر على منطقتنا فقط، بل توجد، أيضا، في بقاع نيوزلندية شهدت عليها…
السبت ١٢ أبريل ٢٠١٤
تخصص بعض الشركات الكبرى في العالم، وليس الدول فقط، جزءا من ميزانياتها للعناية بموظفيها وموظفاتها رياضيا، من خلال فتح مراكز تدريب وتريض وتنفيذ برامج توعية، متعوب عليها، عن أهمية الرياضة وأثرها على الصحة، باعتبار أن صحة الموظفين العامة تعني صحة الشركة الخاصة وتعافي إنتاجية العاملين بها. طبعا، هذا وعي متقدم عن وعينا الذي لا يزال يراوح عند نقطة الجدل حول رياضة البنات وإدخالها عنوة في حسبة (الأعراض) والمروءة وذرائع الفساد والإفساد. كأن البنت إذا لعبت رياضة بين زميلاتها داخل جدران النادي أو المدرسة سترتكب معصية أو تقع في الرذيلة ــ والعياذ بالله. وكأن هؤلاء الذين يقفون للرياضة النسائية بالمرصاد لا يرون فائدة صحية لها، كما هي فائدتها للذكور الذين تنشأ مراكز رياضاتهم وتطور على قدم وساق ورجل. ولا أدري إن كانوا يعلمون أو لا يعلمون أن ظاهرة السمنة لدى بنات المملكة تتجاوز نسبتها ما لدى الأولاد؛ بسبب عدم تشجيع البنت في المدرسة والجامعة والنادي على ممارسة الرياضة. والسمنة ــ كما نعلم ــ من أشد أسباب نشوء الأمراض واستفحالها، بما يؤدي إلى خسارات مالية باهظة على التطبب، ويؤدي إلى خسارة عناصر بشرية يفترض أنها عناصر منتجة ومؤثرة في مسيرتنا. ولذلك، أنا أعتبر رياضة البنات ضرورة وطنية وعنصرا من عناصر التقدم في بلادنا، ليس لأننا فتحنا نافذة صحية كانت مقفلة أمام البنات…
الثلاثاء ٢٥ مارس ٢٠١٤
في الوقت الذي عشنا موجة هائلة من التصنيف الديني والفكري في سنوات صعود جماعة الإخوان وحكمها في مصر يبدو أننا نشهد الآن انحسارا واضحا لهذه الموجة التي كادت أن تأخذ العرب إلى التنازع الفئوي والحروب الأهلية، التي لم تكن، كما توهم البعض، لتقتصر بأي حال من الأحوال، على المحيط القُطري الضيق لسببين. السبب الأول هو أن الجغرافيا العربية مترابطة عضويا رغم كل مظاهر الفرقة والاختلاف، والسبب الثاني أن جماعات الإسلام السياسي تستهدف العالم العربي كله وليس بلدا دون آخر. وكادت مصر، كما نعلم، أن تقع فعلا في حرب أهلية، لم تعرفها في تاريخها، جرّاء تساهل جماعات الإسلام السياسي بقيادة الإخوان في التعاطي مع التصنيف والإلغاء والعنف اللفظي، الذي وصل حد التّكفير وتوزيع صكوك الجنة والنار في خطب الجمعة وخطب الانتخابات. وهي مسألة بلغت حدها الأقصى حين أصبح الإنسان المصري، رجلا أو امرأة، يخشى على حياته ونفسه وجسده من عدوان يقع عليه جراء هذا التصنيف، الذي أصبح يبرر أو يقلل من شأن الإرهاب الذي يتدثر بعباءة الدين أو ينتسب في مجمله إلى فتاوى وانتحالات تستقوي بعصا النظام الإخواني الحاكم. هذه العصا الإخوانية أطلقت، بدون شك، بعض الخلايا النائمة والأصوات الكامنة، المتربحة حزبيا وشخصيا، من عقالها لتنشأ من جراء ذلك حالة رعب اجتماعي غير مسبوق عندما أصبح بإمكان أي متحدث، داخلي أو…
السبت ٠١ مارس ٢٠١٤
بمناسبة انعقاد جلسات الحوار الوطني عن التصنيف الفكري، تذكرت أنني قلت ــ في مقالة سابقة ــ إن مما أطلت التأمل فيه، وأنا أتدبر هذه الظاهرة العربية الصوتية أو اللفظية الجديدة، وقوع البعض، عن سابق قصد وتصميم، في مطب النظر إلى الكون، الطبيعي والبشري، بلون واحد، حيث يرفض كثيرون الاعتراف بالتعدد أو التمايز، أو حتى الفردانية التي تعطي لكل شخص طبيعة وجوده ونكهته ونوعية حضوره في حياة الآخرين الذين يشاركونه المكان والزمان. وهذا ما أدى ــ من وجهة نظري ــ إلى نشوء حالة من التصنيف الفكري الذي يعصف بمجتمعاتنا ومقدراتنا في كل مكان. ولذلك، لا غرابة أن يأتي من يقول بأن (التصنيف الفكري) يكاد يأخذ صيغة المذهب في زماننا، أي أن له قادته وتابعيه، بعد أن بلغ من الحضور الديني والسياسي والاجتماعي شأنا هائلا، وأصبح من الطبيعي أن نشير إلى فلان، أثناء التعرض لموقف أو لفظ ما، بأنه (تصنيفي)، بينما نتحدث عن هؤلاء الأشخاص أو أولئك بأنهم (تصنيفيون). وفي يقيني أن كل تصنيفي، ذكرا كان أم أنثى، لديه، في المبدأ، إيمان راسخ بأنه على حق مطلق وأن غيره على باطل محض. وما بين هذا الحق وذلك الباطل يتساقط كثيرون من كل التيارات التي تتنابز بأسلحة الإلغاء. وهذه هي الحقيقة التي نراها رأي العين في كل لفظ وتصرف في محيطنا الاجتماعي السعودي،…
الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠١٤
يخطئ الخليجيون خطأ جسيما حين يسبق اهتمامُهم بصغار وهوامش الإخوان في دولهم الاهتمامَ بمن يحركون آلة الإرهاب (الإخوانية) التي تسفك الدماء وتنزع الأرواح وتدك كل المكتسبات الوطنية العربية في هذا الزمن الطافح بأجندات الإسلام السياسي، التي تتوغل لحساب مصالح أجنبية توظفها في هذا البلد العربي أو ذاك. إرهاب الإخوان، وإرهاب الإسلام السياسي بشكل عام، له مراجع فكرية تاريخية عتيدة، وتتوفر له أرصدة مالية ضخمة، يديرها، من بين من يديرونها، يوسف القرضاوي، الذي يسكن في قطر، ويغرف من بحور ثروتها الطائلة ليغدق على الجحيم الذي يَصْلي أمة العرب، فيما يسميه البعض “ربيعها” ويسميه آخرون، وأنا منهم، “خريفها”. القرضاوي، أكثر من غيره، هو القادر من عرشه في قطر على مواصلة التأليب والتحريض على بلده مصر وعلى جيشها، الجيش العربي الصامد الوحيد، وعلى أهلها الذين يفتنهم كل يوم بفتاواه المرسلة على هواه وهوى من وظفوه ليلعب بالنار والدم في بيوتهم، بل ويلوّح بتلك النار أمام بيوت منطقة الخليج، التي باتت تضيق به وبارتكابات البغي والعدوان في خطابه المنبري والإعلامي بشكل عام. وهذا القرضاوي، من باب التذكير لمن نسي أو تناسى، هو نفسه الذي أفتى للمسلمين الأميركان بالقتال في أفغانستان. وهو نفسه الذي لم يتردد لحظة واحدة في حياته عن دعوة القوات الأجنبية للتدخل العسكري في بلدان العرب والمسلمين، بل كان يلوم بعض الدول…
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٣
لا أدري هل أقول باركوا لي أم سامحوني، فقد حصلت على شهادة الدكتوراه من أحد الدكاكين بعد أن دفعت مبلغا معتبرا فأصبح لقبي دكتور. وأصبحت لا أرد السلام على من يسلم علي ولم يشفع سلامه بالدال ومدلولاتها الاجتماعية المعروفة. وقد وجدت نفسي فجأة أتصدر المجالس، حيث لا يتحدث غيري ولا ينبس، حتى أعتى المختصين، ببنت شفة في حضرتي. أنا الدكتور وفي ذلك فضل لي عليكم، سواء قبلتم أم رفضتم.!! ثم إن فضيحتكم لي لن تقدم ولن تؤخر. كل ما هنالك أنني سأمزق صورة من شهادتي أمامكم ثم أحرقها لأبخركم بدخانها ثم تنسون وأنسى ونعود لما نحن فيه: جاء الدكتور.. راح الدكتور.. قال الدكتور وفي رأي الدكتور. وهذا هو المهم. أقصد هو المهم حين أقدمت على (عدم الأمانة) وأخذت دكتوراه (سكه) وعدت أجر ردائي زهوا بها وخيلاء بنفسي. ثم إن من كشفوا، ممن حصلوا على شهادات الدكاكين، لم يمسهم، فيما أعلم، عقاب ولم أسمع أنهم صاروا يغطون وجوههم حياء من الله والناس. وجوههم ومحاضراتهم وأحاديثهم مكشوفة للملأ، وكتبهم تشترى و(يوتيوباتهم) يشاهدها الملايين في مشارق المملكة ومغاربها، فلماذا أكون أنا مثاليا وأرفض شهادة سترفع من اسمي وقدري وحظوظي المالية والاجتماعية .؟!. وهناك، في رواية أخرى، أن الحاصلين على الشهادات العليا (الكذبية) للوجاهة لن يسألوا وحتى لن يعاتبوا، أي أنها حلال بلال عليهم.…
الخميس ١٥ أغسطس ٢٠١٣
الحمد لله الذي لا يحمد على كل (تحرك حكومي) سواه.. وحتى لو جاء هذا التحرك متأخرا أو أعرج فنحن نعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح بعد أن بُحت أصواتنا ونحن نتحدث عن كثير من قضايا الفساد والإفساد والجرأة على مؤسسات المجتمع. ومناسبة هذا الحمد، وهذا الشكر العلني، هي أن جهات حكومية بدأت اعتبارا من أول أمس ملاحقة حملة الشهادات الوهمية بعد تلقيها قوائم بأسماء الأكاديميين العاملين بهذه الشهادات من الإدارة العامة لمعادلة الشهادات بوزارة التعليم العالي. ولأن بعض الأخبار تصر على أن تحمل في بطنها نكتة فقد أفاد خبر القبض على (الوهميين) بأن من يثبت عدم استفادته وظيفيا من الشهادة الوهمية وتم حصوله عليها بغرض استخدامها لـ (الوجاهة) الاجتماعية فقط، فلن يتعرض لعقوبات وسيتم الاكتفاء بتوقيعه تعهدات تتضمن عدم تقديمها للجهات الرسمية. وهذا يعني، إذا سمحت لي وزارة التعليم العالي والجهات الرسمية، أن نقول للدجال مبروك عليك دجلك على الناس والمجتمع فاستمر بهذا الدجل والتدليس طالما أنك فقط (تُشخص) وتضحك على الناس. وأنا، وأظنكم معي، لا أوافق على استثناء من خدعنا كل هذه السنوات بـ (وجاهته العليا) من العقوبات المغلظة التي ستنزل بهؤلاء النصابين، الذين تجرأوا على عقولنا ومشهدنا الوطني والاجتماعي بشكل عام. ولذلك أطالب وزارة التعليم العالي بتزويدي، أو تزويد من تراه مناسبا أكثر مني، بقائمة الساعين للوجاهة الاجتماعية بالنصب…
الإثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢
يخترع المصريون (الظرف) كل دقيقة ليسهلوا طرق حياتهم الصعبة جدا، وليشعروا بأنهم على قيد الحياة الكريمة التي يستحقونها، ومع اقتراب شهر رمضان سمى المصريون تمورهم بأسماء الساسة المتنازع عليهم، فأصبح هناك (تمر مرسي) و (تمر شفيق) و (بلح الشعب)، والأخير هو الأرخص في التقاط ذكي لقيمة الشعب إذا ما قورن بالإخوان الأغلى في مصر الجديدة، وبالفلول الذين لا يقلون غلاء سوى بنسبة واحد فاصلة بالمائة.!! ويقول أحد الباعة الظرفاء : إن كل شيء في أرض الكنانة تغير بعد ثورة 25 يناير ، حتى مسميات التمر التي نداعب بها الزبائن، فبينما كانت أسماء تمر رمضان تخييلية عاطفية تتوزعها ليلى علوي وهالة صدقي وإلهام شاهين، سميناها هذا العام بأسماء واقعية سياسية لعلمنا بهموم جمهور الثورة، والقصد الذكي للبائعين ـ فيما يبدو ـ هو أن تتلذذ بالتمرة إن كنت تحب مرسي أو تسحقها بأسنانك إن كنت تكره شفيق والعكس صحيح، وفي الحالتين البائع هو المستفيد، سواء تلذذ المشترون بالتمر أم مارسوا السحق، الذي لا يعاقب عليه القانون. وقد توقعت أن يكون من بين أسماء تمر مصر الرمضاني تمر (الإعلان الدستوري المكمل) وتمر (أحمد الزند) رئيس نادي القضاة، حيث من المتوقع أن يقبل جماهير الإسلام السياسي عليهما أيما إقبال ليعبروا بوضوح عن مدى سحقهما بأسنان الصائمين الجائعين، وسيكملون بذلك ما فعلوه إلى الآن من…