الجمعة ١٩ أكتوبر ٢٠١٢
لعبت الأحداث التي رافقت تطور علم الطاقة النووية وتطبيقاتها دورا كبيرا في تكوين صورة مشوّهِة ومشوّهَة عنها لدى كثير من الناس، حتى غدت كلمة " نووي" -في أذهانهم- مرادفة للدمار، والخراب، وأمراض السرطان. رغم أنها في الواقع مجرد طاقة محايدة كغيرها من أشكال الطاقة تختلف استخداماتها باختلاف نوايا من يستخدمها، أي كما يقول المثل الدارج "السلاح يدين بدين حامله". المتأمل في تاريخ تطور الطاقة النووية سيكشف مقدار الظلم الذي أحاط بها، والذي سنحاول أن نحيط به في هذا المقال -ومقالات لاحقة- ليرى القارئ كيف أن الظروف لعبت دورا كبيرا في رسم هذه الصورة القاتمة. بداية يجب أن نصحح بعض المعلومات المغلوطة المتداولة، فليس صحيحا ما يشاع بأن آينشتاين كان صاحب الفضل في اختراع السلاح النووي، إذ يقول في إحدى مقالاته المنشورة "أن اختراع السلاح النووي ممكن من الناحية النظرية، ولكن لم أتوقع أن أشهده في حياتي" بدأ التاريخ النووي باكتشاف العالم الألماني مارتن لمعدن اليورانيوم عام 1789، لتتوالى بعد ذلك التجارب على مختلف المعادن غير المستقرة لفهم طبيعتها وطبيعة الإشعاعات الصادرة عنها، حتى جاء العام 1932 الذي اكتشف فيه جيمس النيوترون مما سرّع وتيرة الاكتشافات، ليصل العالم هان في نفس العام لاكتشاف عملية الانشطار لنواة اليورانيوم والتي كانت أول إثبات علمي لنظرية أينشتاين المشهورة والتي تحدثت عن تحول الكتلة إلى…