الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠٢٠
أثبتت الأيام القليلة الماضية أن كورونا ليس مجرد فيروس اجتاح العالم، وحصد مئات الآلاف من الإصابات، وعشرات الآلاف من الأرواح، بل هو أيضًا فيروس إعادة موازين القوى في العالم، فقد نجح كورونا خلال أيام قليلة في أن يكشف للعالم ما كنا نعيش فيه من أوهام تحت مظلة القوى العظمى، فالدول العظمى في زمن كورونا ليست بجيشها الجرار، وعتادها العسكري، وهيمنتها على اقتصاد العالم، وغزوها واستعمارها لدول سالمة آمنة، بل هي تلك الدول التي تملك إنسانية حقيقية، وليست إنسانية تفرضها عليها السياسة والدبلوماسية، وهنا لن أتحدث عن دول بعينها، أو شخصيات بعينها، ولكن سوف أتحدث عن دولة أعيش فيها هي دولة الإمارات العربية المتحدة، وما سوف أكتبه لن تقرأه في عناوين الصحف، أو في الأخبار المتداولة، لأنه الواقع الذي نعيشه هنا، الواقع الإنساني، الذي يلمسه من يعيش هنا فقط، لإنها دولة أفعال لا أقوال، يفعلون أكثر مما يتحدثون، ففي الوقت الذي يواجه فيه الوافدون أو الزائرون في كل دول العالم، مشكلات تتعلق باستمرار إقامتهم من منظور أنهم أصبحوا يشكلون عبئًا بشكل أو بآخر على تلك الدول، يخرج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولي عهد أبوظبي عبر فيديو متداول في وسائل التواصل الاجتماعي يتحدث فيه عن سعادته وتأثره بالمقيمين وهم يرددون النشيد الوطني لدولة الإمارات، ويقول"إذا…