نديم قطيش
نديم قطيش
إعلامي لبناني

مأزق خامنئي مع «صلح الحسن»

الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠٢٠

الكثير من المبالغة أحاط بقراءة وتفسير تغريدة لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، يصف فيها صلح الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب مع الخليفة معاوية بن أبي سفيان، بالمرونة الشجاعة. التفاسير التي استُنسخت عن بعضها بعضاً، أسقطت التغريدة على الواقع السياسي الراهن في إيران، وما يشوبه من انهيار اقتصادي بسبب العقوبات الأميركية القاسية مقرونة بتبعات وباء «كوفيد - 19»، وخلصت إلى أن التغريدة تندرج في سياق تهيئة المناخ الشعبي لتحول سياسي إيراني يجنح نحو التفاوض مع واشنطن! فكما اتسم الأداء السياسي للإمام الحسن بـ«المرونة الشجاعة»، يهيئ خامنئي نفسه لخيار سياسي مماثل. وقد شاعت التفاسير هذه بالتزامن مع أخبار عن سعي إيران لعقد صفقة تبادل سجناء مع الولايات المتحدة، وبعد أن كانت طهران أفرجت عن السجين الأميركي مايكل وايت (ما زال يقيم في السفارة السويسرية في طهران)، في حين تساهل ذراعها اللبنانية «حزب الله» في مسألة الإفراج عن مواطن أميركي من أصل لبناني آخر هو عامر الفاخوري كان موقوفاً بسبب تعامله السابق مع إسرائيل. وما شجع أيضاً على الذهاب هذا المذهب في تفسير التغريدة، أن أميركا وطهران وصلتا إلى تفاهم في العراق حول حكومة مصطفى الكاظمي، وهو في الواقع تفاهم تحوز فيه واشنطن الحصة الكبرى، بعد أن كانت إيران رفضت الكاظمي في مفاوضات سابقة، في حين يتمسك بعض مرتزقتها في العراق…