الثلاثاء ١٤ يوليو ٢٠١٥
في الاجتماع الأخير للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، الذي عقد هذا الأسبوع، أقر المجلس مجموعةً من القرارات المهمة التي ستشكل وجه العاصمة الرياض في الأعوام المقبلة، منها بعض القرارات الخاصة بإنشاء مجموعة من الطرق الدائرية، وإنشاء متنزه ضخم، إضافة إلى إنشاء ضاحيتين في شرق وشمال المدينة؛ لتخفيف الضغط على وسط المدينة. مثل هذا القرار بإنشاء ضواحٍ سكنية في الأطراف إذا ما تم الشروع فيه بسرعة؛ فسيكون من المشاريع الجبارة التي سيكون لها انعكاسات إيجابية على العاصمة من نواح عدة. فكلنا يتذكر المراسيم التي أصدرها الملك سلمان بن عبدالعزيز قبل أشهر، ومن ضمنها رصد 20 بليون ريال؛ لإيصال الخدمات من مياه وكهرباء إلى أراضي المنح في المملكة، والأراضي الممنوحة في شرق وشمال الرياض - للأسف - لم يستفد منها بالشكل المطلوب في حل أزمة الإسكان في العاصمة أو المساعدة في حلها، ونحن نعرف أن هناك مساحات محاطة بالخدمات داخل المدينة، ولكن أصحابها، لأسباب كثيرة، لا يريدون أن يطوروها، ونظام الضريبة عليها يبدو أنه يسير بشكل بطيء، وقد يستغرق إقراره أعواماً، لذا فإن إقامة مثل هذه الضواحي السكنية في الأطراف هو أحد الحلول لمجابهة هذه الأزمة، فما الفائدة في أن يمنح المواطنون أراضي سكنية في الأطراف ولا توجد فيها خدمات أساسية، فمنهم من يتركها للشمس ويأمل بأن تصل إليها الخدمات في الأعوام…
الثلاثاء ٠٧ يوليو ٢٠١٥
لعن الله «داعش» ومن يقف وراءه في شرق الأرض وغربها، الذي استهدف بجرائمه المساجد في دولنا المسلمة وكأننا عدوها الرئيس. هل ما يقوم به «داعش» نوع من الحرب النفسية ضد الشعوب العربية؟ فكلنا نشاهد الضحايا، وقبل سقوطهم قتلى وهم في أمان وطمأنينة، وبعد لحظات يصبحون أشلاء مقطعة جراء هذه الأعمال الخارجة على الدين والقيم الإسلامية والإنسانية. هل هذه التنظيمات الغامضة التي لا نعرف من يقف وراءها تقوم بإدارة التوحش، وهدفها خلق القلق لدى الإنسان البسيط؟ وأنا هنا أتحدث عما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي لبعض الحوادث التي لا أعرف حقيقتها، ولكنها تميل إلى روح النكتة لما يحصل في بعض المساجد في مجتمعاتنا بعد حوادث «داعش» الأخيرة، إذ تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي خبراً من جنوب المملكة، عندما هرب المصلون، وأولهم الإمام، حين أغلقت الريح باب المسجد بقوة! هذا شعور طبيعي في ظل استهداف هؤلاء المجرمين دور العبادة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نحن - ولاسيما في الخليج - مجتمعات مسالمة لم نتعود على مثل هذه الأجواء المتوترة، فهل يهدف «داعش» إلى تخويف المسلمين المسالمين من ارتياد المساجد؟ أي كذب هذا الذي يدعيه «داعش». في حادثة لا تبتعد كثيراً عن ذلك، ما قامت به السلطات التونسية بإغلاق 80 مسجداً بعد حادثة استهداف السياح الأجانب في أحد الفنادق في منطقة سوسة، ووصلتني رسالة…
الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠١٥
مسلسل حارة اليهود، الذي يبث على عدد من القنوات التلفزيونية المصرية؛ يحظى منذ بداية عرضة في شهر رمضان على كثير من الجدل في مصر وإسرائيل، المسلسل، الذي تدور أحداثه في حارة اليهود وسط القاهرة في الخمسينات من القرن الماضي، ومن خلال متابعتي حلقاته الـ10 المذاعة حتى الآن؛ يصور تلك الحارة التي يعيش فيها اليهود المصريون في تلك المرحلة، وهذا لا يعني أن غالبية سكان تلك الحارة هم من اليهود، بل هم خليط من المسلمين والمسحيين واليهود. المسلسل تدور أحداثه في فترة تاريخية حساسة في منطقتنا، وهي حرب فلسطين وإنشاء «إسرائيل» وما تعرضت له الجيوش العربية من هزيمة على يد «إسرائيل». المسلسل يتعرض لأسباب الهزيمة، من خيانة بعض الأنظمة العربية، وقضايا السلاح الفاسد الذي كانت تستخدمه الجيوش العربية في تلك الحرب. قصة المسلسل تدور حول علاقة حب عاطفية بين فتاة يهودية (ليلى)، التي تجسد شخصيتها الفنانة منة شلبي، وشاب مسلم (علي) الذي يؤدي دوره الفنان إياد نصار، على رغم أنهما جيران ويعيشان في حارة اليهود المندمج سكانها اجتماعياً، إلا أن المصاعب واجهتهما؛ بسبب خلفياتهما الدينية، ما دفع (ليلى) إلى الزواج من ابن باشا مصري يهودي، عندما طالت غيبة حبيبها علي الضابط، الذي ذهب للدفاع عن فلسطين مع القوات المصرية والتعرض للأسر والتعذيب هناك، ومن ثم استطاع الهرب من سجنه بمساعدة أحد…
الثلاثاء ١٦ يونيو ٢٠١٥
في كل عام، وقبل شهر رمضان المبارك، تنظم حملات إعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو إلى مقاطعة محطات تلفزيونية بذاتها؛ بدعوى أن تلك المحطات تدعو إلى نشر الرذيلة والفسق والفجور، وهي -على فكرة- قنوات سعودية خاصة، ذات شعبية طاغية في المجتمع السعودي والخليجي، فكيف بمثل هذه الدعاوى أن تكون صادقةً ودقيقةً؟! وهذه المجتمعات العربية محافظةً جداً على الأقل بالظاهر، والدليل على شعبية تلك القنوات، هو وجود الإعلان وبكثرة من الشركات المحلية، وهؤلاء لا يرمون أموالهم بتلك العفوية، فهم يعرفون أن تلك القنوات لديها نسبة مشاهدة مرتفعة في الأسواق التي يستهدفونها، وقد لا أكون مبالغاً إذا قلت إن بعض الدعاة الذين يهاجمون تلك القنوات ليست دوافعهم بريئة، فقد تكون شخصيةً بحتة، فبعضهم بالمناسبة يظهر في برامج دعوية في قنوات لا تختلف كثيراً عن القنوات التي يدعون إلى مقاطعتها. ليس هناك مبدأ واضح لديهم في هذه الادعاءات، فإما أن يتركوها كلها أو يقاطعوها كلياً إذا كانوا بالفعل صادقين، ولكن بعضهم يلعبون على وتر المحافظة على المجتمع وأنه معرض للرذيلة، وهذه قضية لا يمكن التساهل بها. الغريب أن من يشنون الحملات على بعض تلك القنوات في كل عام يستندون إلى دراسات وأبحاث تعزز وجهات نظرهم، بل إن بعضهم -كما صرحوا- لا يحتاج إلى مثل هذه الدراسات، فالحالة ظاهرة وواضحة، مثل هذه التناقضات تكشف…
الثلاثاء ٠٩ يونيو ٢٠١٥
تجاوزات بعض الجامعات في اختيارها المعيدين باتت شيئاً يدعو إلى القلق، بل يبعث الألم والوجع، لماذا؟ لأن الجامعات، وكالمعتاد، مؤسسات علمية أكاديمية لها أنظمة ولوائح؛ لضبط إيقاع العمل وحماية هيبتها من الاختراق، بل لو فُتح الباب على مصراعيه لأنصاف المؤهلين ومن لديهم «واو» مشددة للالتحاق بالجامعات كأعضاء هيئة تدريس؛ لانحنت الجامعات رويداً رويداً حتى تسقط علمياً وأكاديمياً، وحينئذ ستظل عالة على المجتمع والدولة، في الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون مصدر حياة وإلهام وحصناً منيعاً ضد الجهل للبلد وأهله. بعد هذه الإشارة إلى مكانة الجامعة، لن أتحدث عمّا تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصحف الإلكترونية عن تمادي جامعة شقراء في خرق الأنظمة واللوائح؛ من أجل تعيين ابنة «فلان» وولد «علان»، على رغم عدم كفاءتهم، بل سأتحدث عن رفض كلية الهندسة بجامعة الإمام طالباً سعودياً متفوقاً تقدم بأوراقه إليها يطلب انضمامه إليها معيداً. نعم رُفض المتفوق عبدالله السبيعي، ولم يشفع له تفوقه مع مرتبة الشرف في الهندسة الكهربائية، ولم تُكِّلف الكلية نفسها بإيضاح أسباب الرفض. شخصياً لم أصدق فحاولت الاتصال بالكلية ولم أجد رداً سوى أن العميد مسافر، وأعدت الاتصال بمكتب وكيل الجامعة عبدالله أبا الخيل، وكذلك لم أجد إجابة على هاتفي. لم يدر في خلدي ساعتها سوى الاستفسار عن معرفة رفض الكلية مواطناً سعودياً متفوقاً، وكذلك معرفة ما أشيع بأن…
الثلاثاء ٠٢ يونيو ٢٠١٥
في مقابلته مع قناة الميادين، كان الرئيس اليمني المخلوع يقدم مشهداً فكاهياً، ويعكس خيبة المشاهدين لرجل بهذا المستوى من السذاجة حكم اليمن أكثر من 30 عاماً، ويظهر نفسه أنه الطاهر النقي الزاهد في السلطة. إن ما قاله علي عبدالله صالح يمثل جنون العظمة، فهو يرى أن كل أبناء الشعب اليمني هم علي صالح، فلو قُتل فهو باقٍ في ضمائر الشعب اليمني، وكلنا يعرف أن من أوصل اليمن إلى هذه المرحلة هو قاسم مشترك فيها، فهو من تلاعب بمقدرات الشعب اليمني واختزلها في أقربائه، وكان همه هو أن تبقى السلطة في أقاربه، أما اليمن وشعبه فهو يدغدغ مشاعره وعواطفه؛ لتسويق ذاته، إذا كانت له أي صدقية باقية في بلده. استغربت من تكراره أن ما يمر به اليمن هو مؤامرة أميركية إسرائيلية، وفي المقابلة نفسها يكرر أنه على استعداد للتطبيع مع إسرائيل. أما أميركا التي يروج بأنها تقف خلف ما يمر به اليمن فالكل يعرف أن علاقته مع واشنطن كانت إستراتيجية، والآن أصبحت أميركا هي العدو له ولليمن كما يزعم، وهذا يذكرني بالخطاب الإيراني منذ الثورة الخمينية، والتي ترفع شعار «الشيطان الأكبر»، وهي تتسول لإرجاع علاقتها مع واشنطن، ويبدو أن علي صالح قد ارتمى في أحضان طهران، فهو كما قال لا يرى أن طهران تمثل تهديداً للعالم العربي، ونحن قد سمعنا تصريحات…
الثلاثاء ٢٦ مايو ٢٠١٥
إن الأعداء -بلا شك- متربصون ببلادنا من كل جهة، سواءً على المستوى الإقليمي أم الدولي، فدولنا الخليجية، وعلى رأسها المملكة، تعيش استقراراً سياسياً، وحركة تنموية مستمرة؛ فالإنسان وتطويره تنميته هو عمادها، والشواهد على ذلك كثيرة، ولعل من أوضحها ما يُخصص للتعليم من نسبة كبيرة موازنات ضخمة في هذه الدول. نحن نعيش نهضة حقيقية، تزامن ذلك مع أمن مستتب في عالم عربي غارق في الفوضى منذ بدء «الربيع العربي»، والذي استبشرت به الشعوب العربية، ولكن النتيجة هي دمار وفوضى وقتل للإنسان على أيدي تنظيمات تدَّعي الإسلام. وقد لا أكون مبالغاً إذا قلت إن هذا «الربيع العربي» هو تجسيد لمشروع بشر به الغرب لمشروع شرق أوسط جديد، إذ بدأت تظهر أشكاله البشعة بتفكيك الدول العربية على أساس دويلات إثنية ودينية ومذهبية، وهذا المشروع أدخل دول المنطقة في حروب طوائف يلعب الدين والمذهب الأداة الرئيسة فيها. الشرق منطقة عاشت التعايش بين الأديان منذ آلاف السنين، مقارنة بما حدث في أوروبا من حروب دينية وقومية فضيعة، ولكن منذ نهاية الحقبة الاستعمارية المباشرة من القوى العظمى وظهور الدولة العربية الوطنية التي لها إخفاقات كثيرة، ولاسيما في تأسيس دولة المواطنة الحقة؛ جعل الباب موارباً للتدخلات الأجنبية في شؤون المنطقة، وتلك القوى الدولية تستخدم كل الأسلحة للقضاء على هذا المشروع العربي الناهض، وقد يكون أخطرها باعتقادي هو…
الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠١٥
بلغ سكان العالم العربي حوالى 370 مليون نسمة، نسبة الشباب العربي منهم حوالى 70 في المئة، وهذه النسبة مرتفعة جداً، وهي خطيرة بالوقت نفسه، ولاسيما أن الشباب وفي أي مجتمع يعتبرون الأكثر حيوية وتفاعلاً مع قضايا مجتمعاتهم. وفي عالمنا العربي لا يختلف وضعهم عن حال المجتمعات الأخرى، بل إن الشباب العربي قد حصل على درجة مرتفعة من التعليم مقارنة بالأجيال السابقة، وهذا باعتقادي يخلق مشكلة كبيرة لمعظم الدول العربية في استيعاب الشباب ببرامج واستراتيجيات وطنية في التعاطي مع مطالبهم وحقوقهم، وكلنا يراقب المشهد العربي في وضعنا الراهن وما عبروا عنه من مطالب أصيلة لأوطانهم من خلال مطالب سياسية بالدرجة الأولى، إضافة إلى المطالب الأخرى والتي تشمل القضايا الاقتصادية والاجتماعية، ولكن هناك نسبة مرتفعة من البطالة بين الشباب العربي وهذه قضية خطيرة جداً إذا لم تُحل بشكل جذري. الشباب العربي هو من قاد ما يسمى «الربيع العربي» في الدول التي عاشت ولا تزال تمر بظروف تغير عسرة، وقد طالب هؤلاء بإسقاط الأنظمة الشمولية في بعض الدول العربية، وفي ظل عدم وجود قوى معارضة مؤسساتية من أحزاب ونقابات طلابية وعمالية تخلق وتعمل على رؤيا واضحة ومحددة نجد أن تضحيات الشباب العربي في تلك الأقطار قد أهدرت، بل إن ما كان يطالب به الشباب العربي من حرية وديموقراطية قد كفروا بها بعد أربع…
الثلاثاء ٠٥ مايو ٢٠١٥
فريق من يدَّعون المقاومة والممانعة، ومن يبيعون هذا الوهم إلى الشعوب العربية، والذين نجحوا في السابق في الضحك على شعوبنا؛ يبدو أنهم الآن وصلوا إلى درجة من إفلاس أخلاقي، فقد انكشفت ألاعيبهم، وسقطت أقنعتهم؛ ففي زمن الثورات التي قامت في بعض الدول العربية انكشف معدن هؤلاء، فالمبادئ، يا هؤلاء، لا تتجزأ إذا كنتم تقفون من حق الشعوب في الحرية والعدالة والحياة الكريمة. الشعب السوري عبر وبطريقة سلمية مطالباً بهذه الحقوق، واستمر في ذلك مدة تزيد على العام، وبسبب وحشية نظام الأسد انزلقت البلاد إلى مشهد دموي، وأصبحت مرتعاً للتنظيمات الإرهابية، بسبب إرهابية النظام نفسه. أين كان هؤلاء وقت سلمية الثورة السورية بالتعبير والوقوف إلى جانب تلك المطالب، أو على الأقل تقديم النصيحة للنظام السوري الذي يساندونه بأن يقدم تنازلات حقيقة تجنب البلاد إلى ما وصلت إليه الآن؟ لقد سكتوا، بل إن بعضهم برر بأن ما يفعله النظام هو من المقاومة والممانعة ضد القوى الاستعمارية وإسرائيل، وكلنا يعرف أن نظام الأسد الأب والابن كان الحارس الأمين على جبهة الجولان، وهذه الجبهة -كما هو معروف للجميع- هي طريق المقاومة الحقيقية، ويملك النظام السوري مشروعية وطنية وسياسية لاستعادتها، لكن كانت قوات الجيش السوري تعبث في مناطق عربية، كما حدث في لبنان، والذي أطبقت على أنفاس شعب لبنان لمدة قاربت 30 عاماً، وخرجت منه…
الجمعة ٠١ مايو ٢٠١٥
القرارات الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نهاية هذا الأسبوع تؤكد حرص القيادة السعودية على قضايا متعددة مهمة للوطن في حاضره ومستقبله؛ فالتغيرات التي حدثت في قمة الهرم السياسي بتعيين الأميرين محمد بن نايف ولياً للعهد والأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد تؤسس لمرحلة استقرار سياسي في عملية انتقال السلطة لفترة مستقبلية طويلة، وهذا في الحقيقة ما يحتاج إليه وطننا الذي يعيش مرحلة بناء من النواحي التنموية على صعد كثيرة، وقد شاهدنا في دول كثيرة أن مكتسبات الشعوب في تلك الدول تتعرض للدمار والفوضى؛ بسبب الصراعات السياسية وعدم مواكبة تلك الأنظمة السياسية لمتغيرات العصر أو لمطالب شعوبها المشروعة. القيادة الحكيمة في المملكة، تقرأ المستقبل بشكل واقعي، يجنبنا مثل هذه الصراعات التي قد لا تبقي ولا تذر من منجزاتنا الوطنية. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، وكما أكد الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- أن الأصلح للحكم هو من يتمتع بالكفاءة في إدارة البلاد، أتى الملك سلمان -يحفظه الله- في كلمة قالها قبل حوالى شهر، وأكد أن لا فرق بين مواطن وآخر، وأن معيار الكفاءة هو الحكم والفصل لمن يتولون الوظائف العامة، كبر أم صغر حجمها، والقرارات الأخيرة أتت معبرة عن رؤيته، سواء في المناصب السيادية أم الوزارية. إن المملكة دولة شابة تصل نسبة الشباب فيها نحو…
الثلاثاء ٢٨ أبريل ٢٠١٥
انتهت «عاصفة الحزم» بعدما حققت أهدافها وانتصرت للشرعية وأعادت الهيبة للإنسان العربي والمواطن الخليجي، من المعروف أن الأنظمة الخليجية مقارنة بغيرها من الدول تسعى دائماً إلى وحدة الصف العربي والتآلف الإقليمي والتعاون مع المجتمع الدولي؛ لتحقيق السلام والأمن العالميين، ولكن مثل هذا التعامل يفسر من بعضهم بأن دول الخليج دول ضعيفة، وهذا التأويل هو القشة التي قصمت ظهر البعير الفارسي، بل إن العجرفة الإيرانية دفعت دول مجلس التعاون إلى ركوب الأسِنَّة، فحينما يتمادى نظام الملالي في تهديده للأمن القومي الخليجي والعربي، ويندفع في استباحة كرامة المواطن العربي في العراق وسورية واليمن، هنا وَجَبَ على دول الخليج العربي بقيادة المملكة التصدي لهذا الخطر وهذه العدوانية. ولكن السؤال القائم الآن: هل انتهت الحرب؟ أقول هنا: انتهت الحرب العسكرية محققة أهدافها، وستظل الحرب الإعلامية قائمة والتي لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية، بل يجب أن تتبنى دول الخليج بمؤسساتها الرسمية والأهلية مشروعاً ثقافياً وإعلامياً؛ لنقل المعركة الناعمة إلى الداخل الإيراني؛ لأن التأثير الفكري والثقافي أكثر خطراً في النظام الإيراني؛ بسبب المكونات الاجتماعية المكونة للمجتمع الإيراني، والتي تتكون من أقليات وطوائف وعرقيات متعددة، قد لا تكون جميعها منصهرة في النسق الوطني الإيراني، بل إن بعضها تطالب بحقوقها والتي قد تصل إلى المطالبة بالانفصال، ولكننا -للأسف- لا نعمل بشكل منهجي لمعرفة التفاصيل والتوجهات لتلك الأقليات…
الثلاثاء ٢١ أبريل ٢٠١٥
إيران ونظامها السياسي الذي يدِّعي الإخوة الإسلامية منذ وصول نظام الملالي إلى الحكم في 1979، والذي استبشرت به جميع الدول الإسلامية، ولكن الواقع فضح ادعاءات هذا النظام منذ وصوله إلى الحكم في إيران، فقد كان ولا يزال ومع تغير الرؤساء الإيرانيين، والذي يوصفهم بعضهم بالمتشدد أو الإصلاحي كخاتمي أو أحمدي نجاد، هؤلاء الرؤساء هم من يعملون على زعزعة المنطقة العربية، وقد كان قائدهم الخميني هو من أسس لمنهج تصدير الثورة بمفهومها الإيراني إلى دول الجوار، ونحن نتذكر الحرب العراقية-الإيرانية، والتي تصدي فيها العراق، ومعه بعض الدول العربية لهذا السلوك الإيراني العدواني، والذي يغلفه بآيديولوجيات دينية ومذهبية وانخدع بها الكثير من شعوب المنطقة العربية، نحن نعرف أن التمدد الإيراني قد حقق بعض أهدافه في كل من العراق وسورية ولبنان، ولكن يبدو أن هذه السياسية الإيرانية قد انكشفت وبشكل فاضح في بعض الملفات السياسية والأمنية في عالمنا العربي وعلى المستوى الدولي. إيران التي ماطلت لأعوام في محادثاتها بشأن ملفها النووي مع القوى الغربية؛ مدعية بسلمية برنامجها النووي قد ركعت أخيراً في توقيعها على الاتفاق الإطاري مع تلك القوي الغربية، وسقطت هذه الادعاءات التي كانت تسوقها بسلمية هذا البرنامج النووي، والقيادة الإيرانية فقدت ورقة تعمل عليها لأعوام للاستهلاك الداخلي وخلق عداوات وهمية مع دول الجوار؛ معتقدة بأن التسويف في هذا البرنامج سيخلق منها…