الأربعاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٢
إن أخذتك الأقدار وزرت مصانع شركة تويوتا، فستسقط عينيك على لوحة رفعت في كل مكان مكتوب عليها "Good Thinking .. Good Product “ كلمات بسيطة لكنها تغرس في أذهان العاملين بأن الفكرة دائما هي طريق التميز والنجاح. سوشي سايتو وهو أب برنامج الاقتراحات في شركة تويوتا، وهو البرنامج الذي يعتبر اليوم من الأفضل إن لم يكن أفضل نظام للاقتراحات في العالم. رحلة سايتو لم تكن سهلة على الإطلاق فقد استغرقت رحلته مايقارب ال20 عاما حتى أوتت ثمارها. في عام 1951 ومع البدايات كان عدد الاقتراحات في الشركة لايتجاوز 789 مقترح سنويا فقط، منحت عليها مكافأت مالية قدرت في ذلك الوقت ب2638 $ . يعود سبب قلة عدد المقترحات في تلك الحقبة إلى عقلية تؤمن بأن "الاقتراح" لابد أن يوازي مفهوم "الاختراع " ، لذا عمل صاحبنا هذا إلى اقتلاع هذا المفهوم من أذهان الموظفين وزرع مفهوم أخر يرتبط بالبساطة والعدد حتى أرتفع المعدل خلال سنوات إلى 100 ألف مقترح سنويا يقدمها موظفي تويوتا. اليوم يتجاوز عدد موظفي الشركة 87000 ألف موظف، بلغت عدد اقتراحاتهم 700 ألف مقترح، الغريب والعجيب في الأمر بأن 99% من هذه الاقتراحات مطبقة !! لمعرفة كيف تم هذا ليقرأ كتاب : 40 Years, 20 Million Ideas: The Toyota Suggestion System By Yuzo Yasuda على فكرة…
الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢
بعد استقراري في مدينة مانشيستر للبدء في دراسة الدكتوراة، كانت أولى زياراتي السياحية - بعد شرائي السيارة - لهذا الملعب الشهير الذي يطلق عليه عشاق الشياطين الحمر " ملعب الأحلام "، هذا الملعب يعتبر مقصدا سياحيا مهما في مدينة مانشيستر تتوافد إليه يوميا وفود من جميع أنحاء العالم. خلال تجولي في انحاء الملعب صادفت مكتب الإدارة أمامي، فقلت في نفسي: لماذا لاأدخل وأسأل عن تذكرة لحضور أقرب مباراة لمانشيستر يونايتد، وهذا ماحدث بالفعل وبعد السؤال أجابتني موظفة الاستقبال بأن هناك مكتبا أخر خاصا لبيع التذاكر ولكن لاداعي للذهاب إليهم سأتصل بهم حالا لأستفسر لك عن مدى توافر التذاكر ( خدمة متميزة )، فرفعت سماعة الهاتف واتصلت فقرأت من ملامحها بأن كل التذاكر قد نفذت وقد كان حدسي صحيحا، لذا، أعتذرت مني وشكرتها على خدمتها هذه.قفلت راجعا لأستكمل جولتي، وفجأة وجدت نفسي أمام مكتب التذاكر، وقررت الدخول والسؤال بنفسي وكعادة هذه المكتب لابد من طابور أمامك فوقفت كما يقفون بانتظام، وعندما وصلت وجاء دوري سألته عن تذكرة لحضور مباراة مانشيستر يونايتد القادمة، بحث قليلا وسمعت صوت الطابعة وهي تطبع التذكرة فاستبشرت ثم دفعت وخرجت فرحا ومرحا. لا أخفيكم سرا بأني أتخذت في حياتي أسلوبا جديدا أراه مفيدا وهو " المراجعة "’، وأقصد هنا مراجعة مواقفي الحياتية وتقييمها لأتعلم منها وأستفيد وأصحح…
الثلاثاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٢
في رمضان الماضي دعاني صديق لمأدبة إفطار في مطعم " Kaleidoscope " الكائن في التحفة المعمارية الجميلة فندق اتلانتس – نخلة جميرا ، وصلنا هناك قبيل الإفطار ( تقريبا 20 دقيقة ). ولله الحمد والمنة – صديقي قام بالحجز المسبق وبدونه لكنا في خبر كان من الزحام الشديد عليه خصوصا في إجازة نهايـة الأسـبوع ، بعـد تأكيـد أمـر الحجـز مـع موظفـة الاسـتقبال ، قادنـا النـادل حتى طاولتنا ، وجلسنا نتبادل أطراف الحديث لدقائق وكنا أربعة ، بعدها انطلقنا حيث البوفية ، منا من بدا بالشوربات وأنا عاشق السلطات ذهبت مباشرة حيث الفتوش والتبولة ، عند رجوعي لطاولتنا صادفت في طريقي شخصا وفي ممر ضيق بين الطاولات لا يسمح بمرور اثنين فيه ، فأعطيته الطريق للمرور قبلي وتوقعت منه كلمة " شكرا " أو على الأقل ابتسامة ولكن هذا وللأسف لم يحدث . أكذب عليكم لو قلت إني لم أنتظر كلمة " شكرا " من هذا الرجل ، نعم انتظرتها لأني إنسان أبحث أيضا عن تقدير وعرفان ، من جانب آخر كنت أقيس درجة ثقافة استخدام هذه الكلمة بين أفراد المجتمع ، للأسف وجدتها جدا صعبة عند البعض حتى في الشارع أصبحنا لا نرى " دبل إشارة " التي تعني شكرا ، عندما تسمح للآخر بالمرور أمامك ، مع إن الحركة…
الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٢
ذات يوم وكالعادة خرجت من البيت باكرا ، فأدرت موجة الإذاعة لمحطة هي بالنسبة لي الأفضل، كانت ساعة السيارة تشير إلى السادسة فجرا، وإذ بمحاضرة عن عقوق الوالدين، محاضرة طويلة تخللتها التحذيرات والترهيبات وختمها المحاضر- جزاه الله خيرا- بالدعاء على كل من يعق والديه. بعدها مباشرة، الساعة السابعة تماما يبدأ برنامج البث المباشر الذي يقدمه مذيع مخضرم هو الأقرب إلى قلوب المستعمين من خلال أسلوبه الجميل الذي تحفه اللباقة، ومع تقديري لدور هذا البرنامج في حل الكثير من مشكلات المجتمع اليومية إلا أني قاطعت هذا البرنامج لسبب بسيط، وهو أني لاأريد أن أبدأ يومي بسماع مشاكل وسلبيات أراها تشابه محاضرة عقوق الوالدين فجرا من حيث بدء يوم جميل بروح سلبية. في الجانب الآخر هناك إذاعة محلية ناطقة باللغة الإنجليزية، في هذا التوقيت المبكر من الصباح تقوم باستضافة مجموعة من المتميزين الذين كانت لهم تجارب نجاح على أرض الإمارات، يوميا ليشاركوا مستمعيهم أسباب هذا النجاح في أجواء مفعمة بالإيجابية. حتى أوضح الصورة بشفافية، أنا لست ضد محاضرة دينية أو برنامج جماهيري يخدم أفراد المجتمع، لكنني ضد هذا التوقيت بالذات، ففي البكور يحتاج الإنسان إلى محفزات لا إلى مثبطات . وهذه الأخبار السلبية لها أثر غير مباشر على نفسية الفرد وأيضا على صحته. المغرد الجميل عبدالله النعيمي كتب يوميا " أكاد أصدق…
الأربعاء ٠٧ نوفمبر ٢٠١٢
محمد بابا يبلغ من العمر اليوم 85 سنة ( الله يعطيه الصحة والعافية )، قبل أكثر من أربعين عامًا وبالتحديد في سنة 1968 ترك قريته الصغيرة بالبروم ديستج هناك في ولاية كيرالا الخضراء بالهند وقدم إلى الشارقة. بدأ محمد في بيع المثلّجات للناس على البحر، واستمر على هذا الوضع لمدة عامين، وبعدها صنع له عربة من خشب وبدأ في بيع المكسرات، كان السيد محمد بابا مشهورا في بيع النخي أو مايعرف بالحمص الجاف المملح، و لايزال مكانه موجودا في منطقة المريجة بالشارقة . السيد محمد بابا سن سنة حسنة في تجارته، يكسب من خلالها زبائنه بأسلوب جميل و مؤثر، فهو يضع بجانبه أكياسًا صغيرة بحجم كف اليد، ليهديها إلى زبائنه كهدية إضافية بجانب مشترياتهم ، في داخل تلك الأكياس مكسرات متنوعة تستمتع بها في سيارتك وبدون مقابل، وهو فعل- بلاشك- يترك في قلبك الأثر الكبير رغم بساطته. اليوم .. أصبحت علاقة المسؤول أو التاجر مع المتعامل حساسة جدا وخطرة مع وجود العالم الافتراضي بين أيدينا، فالمتعامل بمجرد تلقي المعاملة السيئة يستطيع أن ينقل تلك الخبرة للعشرات بل المئات وأحيانا تكون موثقة بالصور، لذا وجب علينا الحرص والعمل بكل همة ونشاط لإرضاء كل المتعاملين. البرت شنايدر رجل أعمال ناجح، كتب مقالا بعنوان " خمسة أسرار لخدمة عملاء متميزة " دوّن فيها…
السبت ٢٧ أكتوبر ٢٠١٢
أن أكمل دراستي العليا كان هذا حلم طفولتي، والغريب إنه حدث بشكل لم يخطر على بالي، فبعد أن أنهيت دراستي الثانوية، تقدمت لأكثر من جهة لاستكمال دراستي في الخارج وكانت النية المواصلة والبقاء في الخارج حتى الوصول للهدف وهو الحصول على درجة الدكتوراة، وقدر الله أن تأتيني أربعة عروض من جهات مختلفة للدراسة في الخارج لكن الغريب كما ذكرت إن قراري الأخير كان الالتحاق بأكاديمية شرطة دبي، اليوم أقول هذه الخطوة كانت ولله الحمد موفقة جدا في حياتي وهو فضل أدين بالحمد والشكر لربي ومن ثم أخي محمد التي كانت فكرته وسعى لتمامها. فكانت أولى خطواتي في المرحلة الجامعية هنا في دبي ولم تكن في أمريكا أو بريطانيا كما كنت أحلم، ولكن الحلم لم يخفت وتحقق أخيرا بعد التخرج والبدء في العمل بثلاث سنوات ، فكانت مرحلة الماجستير هناك في الولاية الجميلة أوريجون في أقصى غرب الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم درجة الدكتوراة هناك في عاصمة الكرة الإنجليزية مدينة مانشيستر. دائما يقولون بأن " الغربة كربة " ولكني أعترض بشدة على هذا الوصف ف " الغربة خبرة " . فأنا أدين إلى الغربة بأنها وسعت مدارك فكري ، كما إنها صنعت مني إنسانا أكثر تسامحا مع نفسه وأهله والمجتمع المحيط به. أثناء هذه الرحلة رافقتني بطبيعة الحالة أسرتي، وهناك عشنا…
الثلاثاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٢
عادة ماتستغرق رحلتي اليومية من البيت حتى مقر عملي في الإدارة العامة للجودة الشاملة الكائنة داخل مبنى القيادة العامة لشرطة دبي خمساً وأربعين دقيقة، قد يراها البعض طويلة نوعا ما، لكنها بالنسبة لي هي رحلة ممتعة عنوانها خلوة مع النفس مع صباح كل يوم جديد، وفوق هذا خططت لها بأن تكون مستغلة 100%. الحكاية تبدأ وتنتهي في ثوان، بل هي لحظة، لكن أثرها عميق في النفس، بطلها الشرطي أول رقيب سير صلاح الدين، وهو من ينظم حركة دخول الموظفين عند مدخل الشارع الرئيسي المؤدي إلى الفرعي أمام مدخل القيادة صباح كل يوم. هذا المنظر نراه في أكثر من موقع، مع أكثر من رقيب سير، ولكن مايميز صلاح الدين ابتسامته وحركات يده التي دمجت بين السلام والسماح بالمسير، هذه الابتسامة هي سر تميزه ، فهي طاقة إيجابية له ولنا. أما الغريب في الموضوع فإنها ابتسامة تصدر تحت شمس حارقة ودرجة حرارة ورطوبة عالية، وأنا على يقين كامل بأن للطقس في بلادنا الحارة أثراً مباشراً على سلبية الكثير من تصرفاتنا اليومية. صديقي الشاعر عبدالله الخياط عندما سألته عن معنى الابتسامة كان جوابه شعرا: نور دروب الحزن يا باغي الخير *** خلف وراك إن رحت أحلى علامة فرح قلوب ترتجي منك تغيير *** أهدي النفوس البائسات .. ابتسامة أما الإمام سفيان ابن عيينة…