الخميس ٠٨ مايو ٢٠١٤
أنا آخر العنقود، بل مولدي جاء بعد انقطاع دام 9 سنوات ؛ ولهذا عمت الفرحة أرجاء البيت، والدي ـ رحمه الله ـ اشترى سيارة جديدة ( داتسون موديل 76 ) وسمًاها ( سيارة سعيد ). ثمّ ترك العمل وتفرغ للعائلة، فكثرت الرحلات والحفلات. وأصبحت أختي مريم تحتفل بيوم ميلادي سنويا، وهي التي تكفلت بمصاريف دراستي في ( مدرسة الشارقة الخاصة ) شكرا مريم. كانت حياتي هانئة مرفّهة ـ ولله الحمد ـ لكنني تَعَسْكَرْتُ كما يقولون ملتحقاً بأكاديمية الشرطة بعد تخرجي من الثانوية العامة ، وكانت فترة الإعداد الأوّلي ( 45 يوما ) صعبة حقّاً ، لأننا لم نرَ ولم نسمع ولم نكلم أحداً من العالم الخارجي ! كنت أرى بعض الزملاء يتساقطون ويخرجون، فأتعبني ذلك نفسياً ، وهنا ألهمني رب العالمين بإلهام جميل ، وهو " دام غيري رام أنا بعد أروم "أي : مادام بيننا شباب يكملون المسيرة فأنا كذلك أستطيع ! وبعد التخرج كان الحلم استكمال الدراسة العليا، فذهبت إلى أمريكا، يعلم الله أنني ركبت الطائرة وأنا لا أستطيع التفريق بين قلم الحبر و قلم الرصاص باللغة الإنجليزية ! لكني كنت أردد " دام غيري رام أنا بعد أروم " وتخرجت ـ بعون الله ـ بامتياز. وبعدها بدأت مرحلة الدكتوراة في بريطانيا وما فيها من ضبابية في البداية…
الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤
في هذه المساحة تناولت قصصاً عن الطموح والنجاح، فكتبت عن الدكتور علاء جراد، الذي أتى إلى الإمارات مدرساً، فصار رئيساً لجامعة، ومؤسساً لشركة استشارات، وكتبت أيضاً عن ذلك الطفل المعدم الذي منَعَه الفقر والتفكك الأسري من استكمال دراسته، لكنّه أبى إلا أن يكون الرجل الأول في بلده، ذلك هو الرئيس البرازيلي السابق، لولا دي سيلفا، وهذا يدلُّ على أنّ الطموح المقترن بالعمل والعزيمة والتغيُّر إلى الأفضل من مقومات النجاح، ومتى تغيرتَ إلى الأفضل فأنتَ ناجح! قدِمَ «خالد درستي» من موطنه إلى الإمارات في عام 2000، عرفته عندما تم تعيينه «مراسلا» في الإدارة التي أعمل فيها، ووظيفة «مراسل» تعني: من يقدم الشاي والقهوة إلى الموظفين والضيوف، مع توصيل الأوراق بين الإدارات المختلفة. يقول خالد: على الرغم من أنني كنتُ مراسلاً، فقد شاركتُ الموظفين في إعداد بعض العروض لبرامج تقنية، وفي عام 2003 افتُتِحَتْ إدارة جديدة، فنقلني إليها مديري للمشاركة مع فريق العمل التأسيسي، بعد أن أثبتُ له أنني أمتلك مهارات تتجاوز تقديم القهوة والشاي! يقول خالد: كان معدل راتبي يومياً 50 درهماً، وكنتُ أنفقها كاملة على الذهاب والإياب إلى عملي! لكنني صبرت وصابرت، ورُحتُ أعمل جاهداً على تطوير قدراتي لتحسين وضعي الوظيفي، صحيح أنني لم أحصل على درجة عالية، إلا أنني بالتأكيد لم أعد «خالد المراسل»! حضرتُ الأسبوع الماضي مؤتمر «أفكار…
الخميس ٢٤ أبريل ٢٠١٤
الأحد صباحاً، يتوافد الموظفون وأرباب الأعمال نحو مقار عملهم، منهم من يعلق في زحمة لا ترحم، ومنهم من يبكر، وفي البكور بركة. ومع بدايات هذا اليوم يتجمع عادة زملاء العمل دقائق، للحديث عن برامجهم، وكيف كانت إجازة نهاية الأسبوع، فمنهم من قضاها مع عائلته في منتجع، أو تجربة جديدة في مطعم جديد، ومنهم ــ وللأسف ــ كأنه لم يغادر مقر عمله، فالإجازة عنده كانت عملاً في عمل! بعدها يبدأ الجد، وتبدأ الاجتماعات، وتدور الحوارات حول نتائج الأسبوع الماضي، والمهام الجديدة للأيام المقبلة، فهناك من كان ناجحاً في تنفيذ المهام، وهناك المقصّر، نحفّز الأول، وننبه الآخر ونحثّهُ على بذل المزيد! ننهي الاجتماع الأول، وندخل مرحلة التنفيذ من خلال أداء الأعمال المطلوبة، والرد على مراسلات الجهات الأخرى، والذهاب إلى اجتماعات مختلفة، يحدث فيها التجاذب والخلاف، وقد تُدْهَشُ لأمور قد حدثت دون علمك، ولا تعرف على من تلقي باللوم! وأحياناً تناقش فكرتك الجديدة شفوياً داخل أروقة الاجتماع، وسرعان ما تجدها قد دوّنت باسم آخر (سبقك بها عكاشة!). وخلال اليوم تجد مَنْ في قلبه غضبٌ على إجراء معين من زميله في العمل، وآخر لا يريد العملَ معك، وتجدُ فريقَ عمل لا يجتمع ولا ينجز، وموظفاً متميزاً، ولأنه متميز تقع جميع المهام على عاتقه، وآخرين يأتون ويخرجون ولم يضيفوا إلى أنفسهم ولا إلى عملهم مثقال…
الجمعة ١٨ أبريل ٢٠١٤
أدعو ربي ألا يصاب هاتفنا في البيت أو خط الإنترنت بعطل حتى لا أتصل بالرقم (101) وأنتظر الدقائق الطوال لعل وعسى أن يصلني رد شافٍ، كما أنني أتحاشى الكثير من العروض التي تعرضها الشركة، لتبقى علاقتنا سطحية، مجرد دفع الفواتير والسلام (شعور مشترك بين الكثير!). لكن قدر الله أن يتعطل هاتف البيت الأسبوع الماضي، فتعوذت من إبليس، واخترت أول الصباح الساعة 6:30 «لقلة الضغط» للاتصال بهم، وكان يوم ثلاثاء، وصدق حدسي، فكان الرد سريعاً من الموظف (شريف) الذي كان قمة في الذوق والتعاون، شرحت له المشكلة، فقام بتسجيل الشكوى، وأخبرني بأنه خلال يومين سيتم حلها بإذن الله. شريف لم ينهِ المكالمة، بل قال لي: ألاحظ أنك لاتزال تستقبل الفواتير الورقية، فهل تريد أن تستقبلها عن طريق البريد الإلكتروني؟ فقلت له: خير ونعمة، ففيها حماية للبيئة! وبعد أن أنهى شريف هذا الإجراء الثاني، فاجأني بخدمة أخرى، فقال لي: لديك في برنامج «مزيد» 32 ألف نقطة، أي ما يوازي 320 درهماً، فهل تريد أن أضعها في حسابك؟ فقلت له: ولم لا! وتم الإجراء الأخير، وودعني شريف، وقد لبى كل طلباتي وزيادة، شكراً شريف! القصة لم تنتهِ هنا، لم تمر ساعة حتى جاءني اتصال من الفني، قائلاً: أنا أمام البيت لإصلاح العطل، فقلت له: توقعت أن تأتوا خلال يومين! فقال لي: المؤشر لدينا…
الخميس ١٠ أبريل ٢٠١٤
من حسن حظي أنني أخٌ لفنان تشكيلي (هشام)، أتذكره وأنا صغير وهو يرسم لوحة جدارية كبيرة (وجه وحش) بعد حادثة سرقة بيتنا القديم، كأنه يقول للسارق: لا تكررها مرة أخرى! ولايزال يضع في صالتنا جميع التصميمات التي يُكَلّفُ بها، ويسألني: أيُّها أجمل وأكثر تعبيراً! ومازلت أفرح لاستشارته وأغتَبِطُ، لأنني أول من يشاهد الشعار الجديد قبل اعتماده رسمياً، ولهذا أصبحت أستمتع بتذوق هذه الفنون من شعارات وخطوط ولوحات صنعتها أيادٍ مبدعة. فلطالما جذبني الشعار (O2) على فانيلات فريق الأرسنال الإنجليزي قبل أن تستحوذ «طيران الإمارات» على حقوق الرعاية، وعندما بدأت دراستي في مانشيستر اكتشفت أنه عائد إلى شركة اتصالات، وعلى الرغم من تعدد الشركات المنافسة إلا أني يممتُ شطر محلها إعجاباً بشعارها! وقعت معها ـ بدايةً ـ عقداً هاتفياً، وبعد وصول أسرتي للإقامة معي كان العقد الثاني (هاتفاً جديداً لزوجتي)، وأردفته بعقد ثالث لابنتي شيخة بعد أن بدأت تذهب إلى مدرستها مشياً على الأقدام، كنتُ وقتَذاك أدفع ما يقارب 200 باوند شهرياً، وهذا يعتبر مبلغاً كبيراً بين أوساط الإنجليز! فوجئتُ ـ يوماً ـ برسالة شكر من الشركة (بادرة جميلة) مع قطعة شوكولاتة قدرت قيمتها بـ 50 بنساً! استأتُ ـ بصراحة ـ فقلت في نفسي: حان وقت «التنقريش» فراسلتهم، قائلاً: أنا عميل لديكم منذ سنوات، وأدفع ما يقارب 200 باوند شهرياً! ومع…
الخميس ٠٣ أبريل ٢٠١٤
طفولة الكوري: من الجيل الذي عانى أعباء الحرب الكورية، حيث كان الفقر مدقعاً؛ ولهذا كان يبيعُ الكعك مع أمه ليساعد الأسرة، كان متفوقاً جداً إلا أنه لم يذهب للمدرسة الثانوية، لأنه كان يعمل ليوفر المصروفات الجامعية لأخيه الأكبر! ولعشقه للعلم انتسبَ للمدرسة التجارية المسائية، ولتفوّقه أُعفِيَ من دفع الرسوم. وبعد التخرج أراد الالتحاق بالجيش لكنّه فشل في تجاوز الفحص الطبي، فالتحق بكلية التجارة وعمل جامعاً للقمامة ليوفر المصروفات الدراسية! طفولة البرازيلي: من عائلة فقيرة جداً. وإذا كان الكوري درس الابتدائي؛ فإن البرازيلي لم يكمل تعليمه الأساسي، وعمل ماسحاً للأحذية، فَحِرَفِيّاً في ورشة، ثم ميكانيكياً، وبائعاً للخضراوات، وبعد ذلك التحق موظفاً في شركة للتعدين. قال عن أمه: علّمتني كيفَ أمشي مرفوع الرأس! نجاح الكوري: بعد أن تخرّج في الجامعة، رأى في التجارة والاقتصاد طوقَ نجاة لفقر دولته، فالتحق بمصنع هيونداي عام 1965، ولأنه نابغة ارتقى بسرعة من موظف بسيط حتى أصبحَ مديرها التنفيذي، وهو في الـ35 من عمره! ليجعلَ منها شركة عالمية ذائعةَ الصيت. أراد نقل تجربته التجارية الناجحة إلى السياسة، لقناعته بأن إدارة الدول لا تختلف عن إدارة الشركات، فواجه الأزمة العالمية بتدابير ناجعة حافظ بها على مركز دولته المتقدّم (الاقتصاد الثالث عشر عالمياً). نجاح البرازيلي: على الرغم من كونه لم يُكمل تعليمه، وعلى الرغم من فشله مرات عِدَّة، إلا…
الخميس ٢٧ مارس ٢٠١٤
عندما وصل رونالدو إلى الأولدترافورد وهو في عمر الـ17 ربيعاً، قال له مدربه السير أليكس فيرغسون: سترتدي الرقم 7! فقال: لا أستطيع (هذا يعني أنه سيكون خليفة أريك كانتونا)، فردّ عليه السير: بل تستطيع! يعلّق رونالدو على هذه الحادثة وهو في بداية رحلته الاحترافية بأنها «منحتني ثقة لا تقدّر بثمن». وها هو يفوز بالكرة الذهبية! خلال مسيرة 27 عاماً في ملعب الأحلام حقق السير لمانشيستر يونايتد 38 بطولة، ولأن الأرقام لا تكذب فقد خصصت جامعة هارفارد فريق عمل لدراسة صفات هذا المدرب القيادية فوضعتها في مقال من أروع ما قرأت، أخيراً، أطلقتْ عليه Ferguson’s Formula عدّدتْ فيه ثماني صفات: 1- كان يستثمر جيداً في المواهب الشابة، لكنه في الوقت ذاته كان يقول: «لن أفوز بالبطولات مع الصغار!». 2- كان يمتلك جرأة في بناء الفريق، وأعاد بناء مانشيستر يونايتد خمس مرات، ومع كل فريق كان يحقق البطولات! 3- ولأنه لا يعرف إلا الفوز لم يقتصر عمله على مهارات كرة القدم، لكن زرع قيم الفوز! 4- أنا القائد: يقول السير أنا أتعامل مع محترفين تصل عقودهم إلى ملايين الجنيهات، لكني قبل المجيء إلى اليونايتد قررت أن أكون الأقوى! 5- لا أتأخر: ليس هناك أجمل من «أحسنت»، لكني لن أتأخر عن الانتقاد عندما يكون ذلك لمصلحة فريقي. 6- نتدرب للفوز: في آخر 10…
الخميس ٢٠ مارس ٢٠١٤
حينما كان شاباً «كان يلبس أبهى الثياب وأغلاها، ويضمّخ نفسه بأبهج عطور دنياه، حتى إنه ليعبر طريقاً ما، فيعلم الناس أنه عبره، وكان يتأنق في كل شيء، حتى المشية التي انفرد بها وشغف الشباب بمحاكاتها، وعرفت لفرط أناقتها واختيالها بـ«المشية العمرية». وفجأة حدث التغيير «كان يقسم تفاحاً أفاءه الله على المسلمين، فتناول ابن له صغير تفاحة، فأخذها من فمه، وأوجع فمه فبكى الطفل الصغير، وذهب لأمه فاطمة، فأرسلت من اشترى له تفاحاً. وعاد إلى البيت وما عاد معه بتفاحة واحدة، فقال لفاطمة: في البيت تفاح؟ إني أَشُمُ الرائحة، قالت: لا، وقصّت عليه القصة ــ قصة ابنه ــ فَذَرفت عيناه الدموع، وقال: والله لقد انتزعتها من فم ابني وكأنما أنتزعها من قلبي، لكني كرهتُ أن أضيع نفسي بتفاحة من فيْء المسلمين قبل أن يُقَسَّم الفَيءُ». في تجربة ثانية لي، وقبل أسابيع تم تكليفي بتدريس دورة الطلبة الجامعيين مادة «جودة الأداء الشرطي» في أكاديمية شرطة دبي، وبناءً على نصيحة صديقي د.علي سباع بأن تكون البداية مع «الطموح»، لأنّ تطبيق الجودة والتميز يتطلب طموحاً لا حدود له حيثما طُبّقَ ومتى طُبّق. وبينما أنا أقول «بسم الله» استعداداً لعرض المحاضرة، كنت أُسائلُ نفسي: من أين أبدأ؟ هل أبدأ من مقولات وخبرات رواد التنمية والقيادة الغربيين؟! ولكن ومن حيث أدري ولا أدري عادت بي الذاكرة…
الخميس ١٣ مارس ٢٠١٤
«بابا أنت مشغول اليوم؟».. سؤال فاجأتني به ابنتي مريم (10 سنوات)، أجبتها: تقريباً لا. فقالت: ممكن نذهب لـ«المول» لشراء هدية لصديقتي بمناسبة يوم ميلادها؟ قلت: على الرحب والسَّعَة، لكن بعد العصر. وهكذا انطلقنا للمول الأقرب للمنزل، ولأن مريم حددت المحل والجهة التي ستشتري منها الهدية، فبمجرد الوصول توجهت مباشرة إلى الهدف، وبدأت رحلة المعاينة والاختيار، وبينما هي كذلك، رنَّ جرس هاتفي، إنها ابنتي «هيا»، قالت لي: ممكن أكلم أختي «مريم»؟ أخذت مريم الهاتف وذهبت بعيداً وتكلمت لدقائق عدّة، ثم أنهت المكالمة، سألتها ماذا تريد؟ قالت: تريدُ أن أشتري لها هدية لصديقتها! بعد 20 دقيقة تقريباً انتهينا وذهبنا لـ«الكاشير»، فقلت لمريم: منْ سيدفع؟ أشارت إليَّ، وقالت: أنتَ طبعاً! قلت وأنا أحضنها: «يعني ورطتيني مريوم! وليش ما تدفعين من راتبك الشهري؟». قالت: ما يكفي! وهنا قطعتْ حوارَنا الموظفة الفلبينية التي كانت تراقب الموقف، فقالت: شعرت بالغيرة وأنا أراك تحضن ابنتك هكذا! سألتها: لماذا؟ فقالت: أنا أيضاً لي أب، بل إنني ابنته الوحيدة، وأفتقده كثيراً، لكن أنا هنا وهو بعيد عني هناك في بلدي الفلبين! عدْنا أدراجَنا، لكنّ هذا الموقف لم يفارق مخيلتي وقلبي، فما أكثر المواقف الإنسانية التي نراها كل يوم، لكنها تظلّ حبيسة الصدور، القليل منها يخرج كحوارنا القصير هذا، «فهذه بنت اشتاقت لأبيها، وتلكَ أم تخدم في بيت تاركةً ضناها…
الجمعة ٠٧ مارس ٢٠١٤
«كيفَ كانتْ تجرِبَتُكم مع الاجتماعاتِ التي حَضَرْتُمُوها خلالَ مِشْوارِكم المِهنيّ؟». هذا السؤال وُجِّه إلى 100 موظف، وكانت إجاباتهم عليه متفاوتة: 79% منهم رأى أن الاجتماعات كانت سيئة للغاية، و14% حسنة، و7% قالوا إن الاجتماعات كانت رائعة جداً. أنا شخصياً ـ أيها السادة ـ أحَبّذ بدءَ صباح كل يوم أحد باجتماع مع فريق العمل لهدفين: الأول إنساني بَحْت، إذ نسترجع أنشطتنا خلال إجازة نهاية الأسبوع، فنزداد تواصلاً وأُلْفَة، وإقبالاً على العمل، وربّما نكتشفُ أشياء لم نعهدها وأماكن لم نزرها. والثاني تنظيمي، إذ نعيد متابعة تكاليف الأسبوع الماضي وقياس نسب إنجازها، وننظم جدولنا للقادم من المهام. «ليزا كواست» وضعت نقاطاً مهمة لإنجاح أي اجتماع، تقول: إنّ تطبيقكَ لها سيساعدك على كسب إعجاب مديرك وزملائك في العمل، أهمها: - حدد هدف الاجتماع مبكراً، واكتب أجندته ثمَّ أرسله للمتوقع حضورهم، ليكونوا مستعدين للمناقشة الجدية. - المكان والزمان المناسبان في غاية الأهمية، والتغيير والتجديد من الأمور المسْتَحَبّة لإثارة المزاج الفكري خلال الاجتماع. - لا بُدَّ من التدوين وإرسال محضر الاجتماع خلال 24 ساعة. - الحماس والإيجابية، ليكون الاجتماع أكثرَ جاذبية وحيوية وعطاء. وللحماس قصة أرويها: زميلي المتميز الدكتور عبدالرحمن المعيني سافرَ مرافقاً والدته في رحلة علاج (أعادهما الله لنا سالمَيْن غانمين)، فتم تكليفي بمهام إدارته مؤقتاً، وكان عليّ حضور اجتماع خاص بقادة التحسين في مركز…
الخميس ٢٠ فبراير ٢٠١٤
وهو في الـ15 من عمره تقريباً، رأى «لاليه» أحدَ كبار قريته ينتزع طفلاً من حضن أمه وهي تبكي، فسأل أمه عن السبب؟ قالت: إنّ القبيلة تقتل أي طفل يُنْعَتُ بـ«مينغي» ولقبُ «مينغي» معناه «ملاعين»! لا يعرف لاليه لابوكو الكثير عن نفسه، ولا عن مولده؛ لأن قبيلته التي تسكن وادي أومو في إثيوبيا لا تحتفظ بأية سجلات مكتوبة، لكنه يُخَمّن أنه ولد بداية الثمانينات من القرن الماضي. تلك الحادثة التي عاشها ـ في سن مبكرة من عمره ـ أيقظت في نفسه سلسة من التساؤلات حول هذه المعتقدات الدموية، فكل من تنمو أسنانه العلوية قبل السفلية هو طفل ملعون! وكل من يولد لأبوين من دون «موافقة إنجاب» من كبار القبيلة فهو ملعون! وكل من يولد خارج إطار الزواج فهو ملعون! أي: «مينغي» يجب قتله! في عام 2008 توقفتْ كل هذه التساؤلات وبدأ تحقيق الحلم، يقول لاليه: قابلتُ وجهاء القرية، وقلت لهم: أنتم تظنون أن هؤلاء الأطفال الـ «مينغي» ملعونون ويسببون المجاعة والأوبئة، فهلا أعطيتموني أحدهم، لعل لعنته تحل بي! وافق بعضهم ورفض الآخر، ومن هنا كانت انطلاقة منظمة «لابوكو لأطفال أومو». أنقذ لابوكو حتى الآن 37 طفلاً تراوح أعمارهم بين عام و11 عاماً، وهم يعيشون في بيت شيده بمساعدة من مصور فوتوغرافي وصانع أفلام من كاليفورنيا يُدعى جون روو. ومن ثمار هذا…
الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤
قال معاوية لرجل: من سيد قومك؟ فقال: أنا. فقال له: لو كنت كذلك لم تقلها! بعد أن «طاار المدير» لابد أن تتجه الأنظار إلى المدير القادم، من هو؟ وماذا سيفعل؟ يقولون: «لو دامتْ لغيركَ ما وَصَلتْ إليك»، ولكن الأعمالَ أكثرُ ديمومة وأعلى صوتاً، وهذا يقتضي أن يثبت المدير الجديد جدارته سريعاً، ويقوم بالتغييرات الحاسمة التي تخدم ولا تهدم! إريكا أندرسون وضعت خطوات خمساً للقائد الجديد لإجراء هذه التغييرات بسلاسة وسرعة، قالتْ: ■ تعرف إلى أوضاع المؤسسة جيداً: وهذا مهم للمدير الذي يدخل المؤسسة لأول مرة، وضروري للمدير الذي ترقى للمهمة الجديدة في المؤسسة نفسها. وهنا أيضا نقطة لابد أن تكون في حسبانك أيها المدير الجديد، فزملاء الأمس أصبحت أنت رئيسهم، ومديرك أصبح زميلك، ومن كان يتحدثُ معك بالأمس قد يتوجس اليوم خيفةً أو حذراً، وقد يختلف تعامله معك، فإما أنْ تتوطّد العلاقة وإمّا أن تنهار الثقة، الحل بيدك: راقب الوضع جيداً، واستمع للجميع باهتمام فهو الطريق الأول لكسب القلوب. ■ الحلفاء: عندما تبدأ بمراقبة وضع مؤسستك، استمع للجميع (فحينما كنتُ على مقاعد الدراسة، جاءنا مدير جديد، وأول ما فَعَلهُ، الاجتماع بنا ـــ كلاً على حدة ـــ ليسمعَ منا ما نَوَدُّ، وما نكره!) هنا ستجد الأشخاص الذين يشاركونك الرؤية، فساعدهم لأنك ستحتاج لمساعدتهم غداً. ■ شاركهم قرارك: قبل البدء بالتغيير؛ قل…