لهذا… يحبون محمد بن زايد
للمكان ذاكرة وشخوص وحكايات وتاريخ يُروى، وتعتمد قصة الأمكنة على الأثر الذي تتركه في إنسانها، أو في ذلك العابر الذي مر بها سائحاً أو مقيماً بها لحظات من عمره، ماذا أضافت له، وكيف سكنت الصورة دواخله، وفي أية زاوية احتفظ بها؟ في زمن ما، كانت «الذيد» المكان، واحة خصبة غنية، يعرفها أهل الإمارات، صورتها ارتبطت بالنخيل والماء والنوق و«الغافة» وعراقيب الرمال وسحر تموجاتها وصفاء البداوة، فكانت عامرة بالناس في كل أوقاتها، وتحتفل بهم على طريقتها في موسم «القيظ» وفي نهايات الأسبوع وسط جنانها وخيرات أرضها. مثّلت مرحلة تاريخية مهمة من عمر الدولة ومسيرة نهضة الزراعة وتطورها، وكذلك بالنسبة لذاكرة الذين سكنوها أو حملوا منها بقايا أثر، فالذيد قصة طويلة وجميلة عند كل من عرفها، ورغم أن تلك البساتين الخضراء أصابها العطش ومات نخيلها بعد صبر وانتظار وهي واقفة شاهدة على تاريخ المكان. بقيت مجرد جذوع يابسة وخرائب وحسرة على ذلك الزمن الغني. خلال مرحلة بدايات قيام الاتحاد كانت الذيد هي مركز المنطقة الوسطى التي تساوي في موقعها الاستراتيجي كبريات مدن الدولة، فكانت أكبر محطة توليد كهرباء تخدم المناطق العديدة والمتفرقة هناك تستقر في جنباتها، وكذلك أكبر مستشفى، ومحطة مطافئ ومركز شرطة، وفي مرحلة الثمانينيات تأسست المنطقة التعليمية الوسطى فيها. وكانت فيها يوماً المدرسة الثانوية الوحيدة التي جمعت طلاب المناطق المجاورة،…