الجمعة ١٧ يناير ٢٠١٤
ليس عنواناً لفيلم سينمائي، ولا لرواية ستصدر قريباً، بل واقع فاجأ الجميع، فعلى الرغم من كل الشغب "وزارة الداخلية ترفض تسميته إرهاباً" الحاصل في بلدة العوامية منذ نحو 27 شهراً، إلا أن دبلوماسيين يزورانها بسيارتهما ذات اللوحة الخضراء، ثم يقف الإرهابيون، وليسوا المشاغبين، لهما بالمرصاد ويطلقون النار عليهما ويحرقون سيارتهما، ولولا لطف الله لكان العنوان الأبرز في الإعلام الدولي: مقتل دبلوماسيين حرقاً في السعودية، ولكم أن تتخيلوا باقي تفاعلات القصة وتأثيرها السيئ في بلادنا. وبعيداً عن الزيارة السرية، إذا صح التعبير، التي قام بها أعضاء السفارة الألمانية للعوامية والهدف منها وكم مرة تكررت، فإن الحادثة ربما تيمم الأنظار قليلاً نحو إرهاب طال مداه، وجرائم تضرر منها الوطن وحوادث إطلاق نار متواصلة لم تتوقف، مع كل سعة الصدر التي تتم بها مواجهة ذلك، مَن يدري.. قد تكون الحادثة الأخيرة فرصة لتغيير التعاطي مع هذه الحوادث وإعطائها الصفة الحقيقية التي تستحقها. باختصار لم يعد الأمر يحتمل اعتباره شغباً يقوم به بعض الصبية. تبسيط "إرهاب" العوامية، وكأنه صادر من مشاغبين "الله يهديهم"، هو في حقيقته إعطاء الفرصة لهم، ولمن خلفهم، ولمن ساندهم، ولمن تعاطف معهم، بالاستمرار في غيهم وإجرامهم.. وهنا يحق لنا أن نسأل: ما الفرق بين إرهاب القاعدة و"شغب" العوامية؟ هنا "قاعديون" يقتلون الأبرياء من مواطنين ورجال شرطة، ويحرقون مراكز حكومية، ويعيثون…
الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠١٣
الشارع السعودي ييمم وجهه هذا الأسبوع لجلسة مجلس الوزراء، ترقباً لإعلان ميزانية العام المقبل 2014، فهذا الحدث السنوي ربما يختلف عن أي حدث اقتصادي آخر، ومرد ذلك أن الميزانية السعودية تحمل الطابع التنموي للدولة بأكملها، وينتظر المواطن السعودي ما تحمله من جديد، فاتحاً أشرعته ليبحر مع احتياجاته ومتطلباته، فهو يرى أن الحكومة هي المسؤولة أولاً وأخيراً عن توفيرها، ليفاجأ في نهاية الأمر بأن انتظاره طال لكن متطلباته غدت صعبة المنال. ومع أن الميزانية تحمل في طياتها كل عام من الإيجابية الكثير للمواطنين، فإن اللغة التي تكتب بها لا تعكس ترجمتها لأهداف تنموية تنسجم مع الخطط الخمسية، وهو الأمر الذي يعود بالسلب على استقبال المواطنين لها، حيث لا يرون فيها سوى تكرار لأرقام جامدة لا تعود عليهم بالفائدة المباشرة، وهنا لا بد أن نعذر الناس، فميزانية لا تلبي تطلعاتهم وأمانيهم لن تجد منهم القبول والرضا، والعكس صحيح عندما تلامس الميزانية احتياجاتهم بشكل مباشر وصريح، مع عدم إغفال أن الفجوة تتسع ما بين الميزانية والخطط التنموية، وهو ما يوسع الفجوة أيضاً بين المواطن والميزانية. وحتى تكون الميزانية أكثر مصداقية لدى المتلقي، ينتظر منها أن تكون أكثر واقعية في عرضها وفي أهدافها لكل وزارة ومؤسسة حكومية، ومن الضروري أن تضع المواطنين، وبالأرقام، في صورة ما تحقق من قضايا رئيسة قد يكون استمرارها بالوضع…
الإثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠١٣
أثار التقرير الأخير لوكالة الطاقة الدولية، عندما أشار إلى أن الولايات المتحدة ستتفوق على السعودية وروسيا لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم في 2015، الجدل مجدداً حول استغناء واشنطن عن النفط السعودي، واقترابها من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة، وبالتالي تقليل اعتمادها على إمدادات ''أوبك''. أما وقد تزامن التقرير واتفاق القوى الغربية مع طهران بشأن ملفها النووي، فقد فتح الباب موارباً لنظرية انهيار تحالفها مع السعودية، وترك الجمل بما حمل لشرطي الخليج القادم، افتراضاً، وهو بالطبع إيران. يغفل الكثيرون من معتنقي هذه النظرية أن استغناء العالم عن النفط السعودي أمر شبه مستحيل، على الأقل خلال الخمسين عاماً المقبلة، ولا يمكن أن تدير الولايات المتحدة ظهرها لمنطقة الخليج لأسباب عدة، هذا إذا جزمنا بتوقفها عن استيراد النفط السعودي. أول الأسباب أن استقرار أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم خط أحمر للسياسة الأمريكية، باعتبار أن ذلك سيضغط على أسعار برميل النفط، وهو أمر لا توده ولا ترغبه ولا تنتظره الولايات المتحدة، أما السبب الثاني أن المارد الآسيوي (الصين) ودول آسيا لا تزال تعتمد، وستظل تعتمد، بشكل كبير على النفط الخليجي، وبحسب الخبراء سيستمر هذا لعقود مقبلة، وأي أضرار اقتصادية تصاب بها ستنعكس سلباً على اقتصاد العم سام، وهو آخر ما يمكن أن تقبل به الإدارة الأمريكية وهي الخارجة للتو من أزمة مالية…
السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٣
منذ إعلان دول الخليج إجراءات تستهدف التعاملات المالية والتجارية لمغتربين لهم علاقة مع حزب الله، والاجتماعات تتوالى لمسؤولي مجلس التعاون الخليجي لوضع الآليات المناسبة لتنفيذ القرار، الذي يستهدف كشف الخلايا المرتبطة بالحزب ورصد حركة الأموال الداعمة. حتى الآن لم يتم الإعلان عن طبيعة هذه الآليات أو تفاصيلها، فقط أنباء تتواتر عن إجراءات يعلنها الجانب الرسمي اللبناني فقط، ونظراً لأن تدخل حزب الله السافر في سورية لمعاونة نظام بشار الأسد، أفضى إلى ارتفاع منسوب الطائفية في المنطقة لأعلى معدلاته منذ قرون طوال، كان من الطبيعي أن يُطرح السؤال: هل شيعة الخليج مستهدفون من الإجراءات ضدّ حزب الله؟ أكثر ما ضرّ المواطنين الشيعة في الخليج، إدخالهم في قضايا سياسية خارجية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، سواء من قبل أقلية منهم لا تُذكر، أو من قبل جهات خارجية مرتبطة بشكل أو بآخر مع إيران، وبالتالي يتم إقحامهم في أزمات لم يختاروها أساساً، وهذا ما جرى من قبل حزب الله الذي أراد بكل خبث اللعب على ورقة الشيعة في الخليج وتصوير المسألة وكأن الحزب هو حامي حماهم، على الرغم من عدم وجود أي مؤشرات لتجاوب شيعي خليجي، إلا من قلة لا يمكن التعميم على أنهم يمثلون الأغلبية من طائفتهم، وعندما فعل حزب الله ما فعله من قتل وتنكيل طائفي في سورية، التفتت الرقاب…
الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٣
بعيداً عن تهديد الشيخ عيسى الغيث عضو مجلس الشورى، بمقاضاة الشيخ محمد العريفي، بشأن إعادته تغريدة على موقع ''تويتر'' رأى فيها انتقاصاً له، باعتبار أن القضاء وحده الذي يفصل في مثل هذه الاتهامات، فلا يملك أي متابع للشأن السعودي إلا الترحيب بخطوة الغيث، وأي خطوات أخرى مشابهة، التي ستفضي في النهاية لإيقاف العبث الذي أضحى هاجساً يطعن في مصداقية وسائل التواصل الاجتماعي، ليس لسوئها، بل لسوء استخدامها. ولأن القانون فوق الجميع، أو هكذا يُفترض، فلم تكن هذه الفوضى التي تجتاح ''تويتر'' قد بلغت أوجها في دول أخرى استفادت بصورة مثالية من مواقع التواصل الاجتماعي، فيما لا يزال القانون مغيباً في ''تويتر'' السعودي، لا لقصور في التنظيمات والتشريعات، ولا استمتاعاً بحجم الشتائم والتعريض والقذف الذي نشاهده بشكل يومي وبأسماء صريحة، إنما لغياب ثقافة اللجوء إلى القانون والقضاء، فغدا الفرد منا يتحمّل إساءات جمة دون أي خطوة قانونية تسهم في تنظيف هذا الغث المسمّى مجازاً تغريداً. صحيح أن المستخدمين يتحملون مسؤولية صمتهم عمّا يتعرضون له من إساءات لها تبعات قانونية واضحة، إلا أن عدم التقدم خطوة من قِبل الجهات الرسمية في توعية المستخدمين بحقوقهم وواجباتهم أمر لا يمكن إغفاله، فلا يُعرف حتى هذه اللحظة عدد القضايا التي حُكم فيها، أو تلك التي رُفضت لعدم وجود دلائل وقرائن، لا أحد يعلم كم تستغرق…
الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٣
عندما قررت مجلة الـ«نيوزويك» العريقة مطلع هذا العام إيقاف نسختها الورقية، بعد أكثر من ثمانين عاما على صدورها، صاحوا: ألم نقل لكم الصحافة الورقية تموت رويدا رويدا؟ إنها في الرمق الأخير من حياتها؟ لا يلامون فقد رأوا في وفاة الـ«نيوزويك» ضربة للنشر التقليدي. واستمر «اللطم»، إذا صح التعبير، بانتظار جنازة الصحف والمجلات المطبوعة. هناك من يتنبأ، وهناك من يتكهن، وهناك تابعون لا يقرأون الصحف أصلا ومع ذلك يتوقعون، ونوع رابع يرى الصحافة الورقية مرتبطة بشكل أو آخر بالحكومات، لذلك لا بأس من الانضمام لهذه الحفلة الصاخبة وتمني وفاة صاحبة «الحكومة». وعلى هذا المنوال جاء الدور مؤخرا على الصحافة الإلكترونية، فبعد أن كانت هي البعبع الذي يخوفون به الصحافة الورقية غدت هي الضحية، أما البعبع الحاضر بقوة هذه الأيام فهو: مواقع التواصل الاجتماعي.الكذبة الكبرى، بل لنقل النكتة الكبرى، القول إن مواقع التواصل الاجتماعي سحبت البساط من تحت أقدام وسائل الإعلام. ولو سأل أحد ممن تلقفوا هذه الكذبة، واقتنعوا بها، وتناقلوها، وروجوا لها، سؤالا بسيطا: ما الذي تعتمد عليه هذه المواقع الاجتماعية؟ لعرفوا على الفور أنها في أساسها، وسيلة لنقل الخبر، ولم تكن، إلا نادرا، مصدرا للخبر ذاته. فالغالبية العظمى من النقاشات اليومية في موقع شهير مثل «تويتر»، يكون مصدرها الصحف الورقية ومواقعها الإلكترونية والتلفزيون والإذاعة، باعتبارهم يملكون المصداقية والمحتوى، ولولا وسائل…
السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢
لا أحترم من يتوارون خلف العبارات المنمقة، ويمررون أجنداتهم بين السطور. لا يعجبني من يفضلون المداهنة يوماً، والمغازلة يوماً آخر، والمنطق يوماً ثالثاً، ثم فجأة يتحولون للعدائية الشديدة والتحريض في اليوم الرابع. تجدهم حولك أينما يممت وجهك، يتخفون ولا يعلنون عن انتماءاتهم الحقيقية، وكأنهم يعلمون أن وراء الأكمة ما وراءها. يناصرون ''إخوانهم'' وتنظيمهم العالمي بحماس منقطع النظير، والويل والثبور لمن يطلق عليهم لقب ''إخواني''. فهل هناك ما يخشونه؟ لا تجد من يجيب عن هذا السؤال أبداً. هل يتمنون ربيعا إخوانيا في الخليج؟ لا شك أن ذلك غاية أمنياتهم ورغباتهم، ربما ليسوا جميعا يصرحون بها، ولكنهم يعملون عليها ليلاً ونهاراً، في حين أن بعضهم أكثر صراحة ودون مواربة أو ''تقية''، ويعلنها بأن ''الحل'' هو ربيع يعم دول الخليج، هكذا، فهذا هو مطلبهم الأول، أما وسيلتهم فلن يجدوا أفضل من وصول ''الإخوان'' في مصر وتونس واليمن. يعتقدون أن ذلك مبرر كاف لـ ''تسريع'' وتيرة الحركية التي يعملون تحت مظلتها في دول متعددة وتحت غطاءات ومسميات مختلفة. أن يصل الغنوشي وجماعته للحكم في تونس، أو أن يحكم الدكتور مرسي مصر، أو أن يكون الزنداني هو المنظر لمستقبل اليمن السعيد في ظل الإخوان المسلمين، فهذا أمر تحكمه صناديق الاقتراع في تلك الدول، كما أنه اختيار تلك الشعوب وهي التي تحدد صواب اختياراتها من عدمه.…