الأحد ٣١ مارس ٢٠١٩
في 19 مايو (أيار) 2017 وقبل ساعات قليلة من هبوط طائرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في زيارته التي قام بها للسعودية آنذاك، أطلق الحوثيون صاروخاً من نوع «بركان 2» باتجاه الرياض، حينها علقت صحيفة «كيهان» الإيرانية، المقربة جداً من «الحرس الثوري» والمرشد الأعلى علي خامنئي على الهجوم مستخدمة عنوان «الهجوم الصاروخي لـ(أنصار الله) على الرياض. الهدف التالي: دبي». وخلال أربع سنوات فقط بلغ عدد الصواريخ المطلقة من قبل الحوثيين على السعودية منذ بداية العمليات العسكرية في اليمن أكثر من 220 صاروخاً باليستياً، بينما فاق عدد المقذوفات 70 ألف مقذوف، وهو ما استدعى وزير الخارجية الأميركي للتعبير بصراحة عن انزعاجه من الدعوات المتكررة من قبل كونغرس بلاده لإيقاف التعاون المشترك بين الولايات المتحدة والمملكة التي تقود تحالفاً ضد انقلاب الحوثي في اليمن، عندما قال خلال جلسة استماع في مجلس النواب التابع للكونغرس الأميركي: «من حق المملكة أن تدافع عن نفسها وشعبها كما هو الحال لنا لو حصل وسقط صاروخ في دنفر أو لوس أنجليس أو نيويورك»، وهو المنطق الذي لم يتمكن أحد في جلسة الاستماع من تفنيده أو مواجهته. المشكلة لدى بعض النخب الغربية أنهم لا يشعرون بضرورة هذه الحرب طالما أنهم ليسوا واقعين فعلياً تحت خطر تلك الصواريخ، وكيف يمكن أن تكون هناك منصات لإطلاق صواريخ باليستية وكذلك مئات الصواريخ…
الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٩
على مدى سنوات طويلة مضت، كان هناك شعور عارم لدى «حزب الله» بأنه يتمتع بقدر من الحصانة والإفلات من الحساب، وكذلك أن لديه مساحة يتحرك فيها دون تحمل مسؤولية سلوكياته العدائية وأفعاله الإرهابية، باستغلال ثغرة موقف القوى الكبرى المتردد أمام تحميله مسؤولية أفعاله كحزب أقرب إلى الجماعات الإرهابية من الأحزاب السياسية، والعائد إلى طبيعة وضعه غير المسبوق داخل النظام السياسي في بلاده، لكن حدود مواجهة «حزب الله» لم تتحمل ثقل الأدلة التي تشير إلى أنشطة الحزب الإجرامية في لبنان وخارجه، فبدأت الدول الأوروبية شيئاً فشيئاً في تصنيفه حزباً إرهابياً بعد أن كانت الولايات المتحدة فعلتها منذ زمن طويل، ثم سقطت أخيراً ذريعة «الوضع السياسي» وطبيعة مشاركته في الحكومة اللبنانية، وأصبح الحزب في مواجهة مكشوفة مع العالم، ولم يعد ممكناً مواصلة خداع العالم بأنه مكون سياسي لا يمكن للمعادلة السياسية اللبنانية المضي من دونه. يتمتع «حزب الله» بثقل لا يمكن إنكاره على الساحة السياسية في لبنان، فالجماعة الشيعية التنظيم الوحيد في لبنان الذي لم يسلم سلاحه بعد انتهاء الحرب الأهلية، إلا أن هذا الثقل لا يستقيه من دعم شعبي داخلي، وإنما من دعم إيراني كبير أتاح له الحصول على قوة عسكرية ضخمة استخدمها سواء لترهيب خصومه من الأحزاب والتيارات السياسية في لبنان، أو أيضاً لتقديم دعم ميداني كبير للنظام في سوريا،…
الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٩
أكثر الشعارات السياسية خطورة تلك التي تدعو إلى امتلاك الحقيقة المطلقة. ربما هو أمر مفهوم في بعض الأحيان، فالقاعدة الأولى في السياسة قائمة على المصالح، وليست الأخلاق أو المثاليات، كما فعل الكونغرس الأميركي، الذي كان أول الداعمين للمساعدات الأميركية للحرب في اليمن ضد الحوثيين، ثم تغيرت مواقفه ليصبح فجأة من أنصار تعليقها. ومن وقفوا ضد التمدد الإيراني في المنطقة هم أنفسهم من صوتوا لقرار يصفق للنظام الإيراني ويطرب له، فليست هناك هدية أفضل من هذه تقدم له من المشرعين الأميركيين. وبالطبع لم تكن هناك مبررات منطقية لهذا الموقف، سوى تكرار لمناكفة مجموعة من هؤلاء المشرعين للسعودية، في أعقاب أزمة مقتل خاشقجي. بالطبع السؤال الأكثر جدلية؛ ما دخل تلك الأزمة في حرب قامت أساساً بعد انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران ضد الشرعية اليمنية؟! الإجابة هنا تعود إلى موضوع المصالح والتجاذبات السياسية بين الكونغرس من جهة، والإدارة الأميركية من جهة أخرى. وبعيداً عن نية الإدارة الأميركية، استخدام الفيتو باعتبار أن هذا القرار يضرُّ العلاقة الثنائية في المنطقة، ويؤذي قدرة واشنطن على محاربة التطرف، فإن الجميع يرغب في انتهاء الصراع في اليمن، ودعم التحالف، الذي يقود مهمة دعم جهود الشرعية في حماية اليمن من تحولها إلى جمهورية إيرانية وحشية، وإذا كان هناك قلق حول حقوق الإنسان فيجب ألا يغفل أن هناك أيضاً أرواحاً…
السبت ٠٩ مارس ٢٠١٩
لعقود طويلة، لم يتوقف الجدل حول تمكين المرأة في المملكة، فمن جهة تؤمن الدولة بأن المرأة تعد عنصراً أساسياً من عناصر قوتها، ومن جهة أخرى عملت جهات داخل المجتمع على عدم نجاح أي مشروعات لتمكين المرأة، والتبرير طبعاً ذاته، الحكاية القديمة التي لا تتغير: تغريب المجتمع؛ وهو الأمر الذي جعل مساعي الحكومة تمضي بشكل بطيء جداً، وساهم في تأخير توفير مناخ آمن للمرأة، وعدم تسهيل خدمات تساعدها على القيام بواجباتها الوطنية كعنصر فعال في المجتمع. ثم كانت القفزة الكبرى في تمكينها، بعدما غدت عنصراً رئيسياً في «رؤية المملكة التنموية 2030». عندها قامت الدولة بحزمة من الإصلاحات ومراجعة الأنظمة واللوائح لدعمها، فهناك إيمان بأن تمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، سيسهم في دفع عجلة التنمية بما يحقق رؤية الدولة للتنمية المستدامة، وكذلك رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22 في المائة إلى 30 في المائة، باعتباره مطلباً مهماً ومؤشراً على نجاح تلك الإصلاحات. في يوم المرأة العالمي، الذي حل أمس، تجد المرأة السعودية نفسها وقد حلقت عالياً في فترة زمنية قصيرة، فالتدابير التي اتخذتها بلادها لحماية حقوقها وتمكينها، ما كان لأحد أن يتخيلها قبل أعوام قليلة فقط، فقد صدر أمر ملكي يؤكد على جميع الجهات المعنية بعدم مطالبة المرأة بالحصول على موافقة ولي الأمر عند تقديم الخدمة لها، أو إنهاء…
الأحد ٢٤ فبراير ٢٠١٩
على وقع إدراج تعليم اللغة الصينية في مناهج التعليم السعودي، وتعزيز الثقافة السعودية بإثراء تنوعها، اختتم الأمير محمد بن سلمان ولي العهد جولة آسيوية غير تقليدية طالت ثلاثاً من أهم دول القارة، وبقدر ما وصفت زيارة باكستان والهند والصين بأنها سياسية كطابع كل زيارات القادة في العالم، فإن الاقتصاد والثقافة وتعزيز الشراكات كانت العناصر الأبرز. حضر الأمير محمد بن سلمان في جولة هي الثانية من نوعها للحلفاء الآسيويين، ليؤكد أن تحالفات القوى الكبرى، في آسيا وغيرها، لا يمكن أن تستغني عن المملكة كعنصر رئيسي في رؤية ولي العهد في تعزيز التحالفات الاستراتيجية للمملكة وتنوعها بين الشرق والغرب، وليثبت أن السعودية قادرة على تعزيز علاقتها مع القوى المتضادة أو حتى مع المتخاصمين، كما تفعل مع الهند وباكستان، دون أن تثير حساسية في هذه العاصمة أو تلك. الدور السعودي المؤثر على الساحة الدولية تم التعاطي معه بشكل واضح للعيان في بكين ونيودلهي وإسلام أباد، فكبريات العواصم الآسيوية تعي تماماً ماذا يعني أن يزورها ولي عهد المملكة، وما حدث هناك مؤشر حقيقي، عبرت عنه بكل قوة ووضوح الصين والهند وباكستان، بأن تعزيز التحالف مع الرياض فيه مكاسب جمة للجميع، وهو ما يشير إلى أن الحضور السعودي المؤثر على المستوى الدولي، لا يمكن لأحد أن ينكره أو يشوهه ناهيك عن إلغائه. أما قصة الاستهداف…
الخميس ١٧ يناير ٢٠١٩
قبل أيام، استهدف الحوثيون بعملية إرهابية غادرة احتفالاً للجيش اليمني، بواسطة طائرة «درون» إيرانية الصنع، حملت 30 كيلوغراماً من المتفجرات، انفجرت في الهواء فوق المنصة الرئيسية لكبار الضيوف، وأسفرت عن سقوط 6 قتلى و18 جريحاً من أفراد الجيش اليمني، الذين كانوا يحيون الاحتفال بحضور عدد من كبار قادة الجيش. هذا الهجوم مثَّل انعطافة خطيرة أمام اتفاق السلام المبرم في استوكهولم منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي؛ لكن هذا الهجوم لم يكن هو الانتهاك الوحيد الذي ارتكبه الحوثيون منذ بدء وقف إطلاق النار في الحديدة. فقد بلغت الانتهاكات نحو 500 انتهاك مسجل، ناهيك عن خرقهم لالتزامهم في السويد من خلال عدم الوفاء بمواعيد الانسحاب النهائية من ميناء الحديدة، التي حددتها الأمم المتحدة، كما لم يتم التوافق على إجراءات بناء الثقة، وهو ما يضع اتفاق استوكهولم بعد مرور أكثر من شهر على إبرامه، على حافة الانهيار، بتعنت الحوثيين وعدم تنفيذهم لالتزاماتهم التي أقروها ووافقوا عليها مسبقاً أمام المجتمع الدولي. ربما ليس جديداً هذا النكوص الحوثي عن مخرجات استوكهولم، فالميليشيا الحوثية أثبتت منذ اليوم الأول لانقلابها على الشرعية اليمنية في سبتمبر (أيلول) 2014، أنهم ليسوا أداة للسلام، ولن يجنحوا يوماً للسلم؛ بل إن هناك أكثر من 75 اتفاقاً منذ الحروب الست التي جرت بينهم وبين الجيش اليمني، لم يلتزموا باتفاق وحيد بينهم، وهو…
الخميس ١٠ يناير ٢٠١٩
حسناً فعلت قطر بوضعها النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بأسمائها، وإعلانها رسمياً عن موقفها الحقيقي من الاحتلال الإيراني لسوريا. فاعتبارها، على لسان سفيرها في موسكو، أن لإيران مصالح «مشروعة» في سوريا، وتأييدها حماية طهران مصالحها هناك، وأن «النظام السوري، الذي قمع معارضيه، هو الذي يتحمل مسؤولية فسح المجال للتدخلات الخارجية الدولية والإقليمية، ولا يجب لوم الآخرين»، ليس إلا جزءاً من فصل جديد من رواية التناقضات القطرية التي عاشت المنطقة والعالم معها في دوامة لأكثر من عقدين من الزمن؛ فالدوحة تدعم من جهة، ولسنوات عدة، جماعات متطرفة تقاتل على الأراضي السورية نظام بشار الأسد وحليفه الإيراني، ومن جهة أخرى تقف مع إيران في احتلالها الأراضي السورية وتشرعن وجودها، أي إنها تدعم طرفين متقاتلين في آن واحد، وهذه قمة التراجيديا السياسية التي تتفنن فيها قطر بحثاً عن دور تعتقد أنه يمنحها أفضلية دبلوماسية بالمنطقة، ولا يهم إن كانت النتيجة تغذية الصراعات واستمرار الحروب... لا يهم إن كان ذلك أسوأ ما يفعله نظام حكم في العالم، المهم هو أن قطر تواصل ممارساتها وسلوكياتها التخريبية التي لا ينافسها فيها أحد. بالطبع الموقف القطري لم يشرح ما «المصالح المشروعة» لإيران في سوريا، أو ما هي مثل هذه المصالح الممكنة لدولة أجنبية على أراضي دولة أخرى. وهذا التعريف القطري العجيب للسيادة قد يكون مفهوماً في حالة…
الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٨
على وقع أوامر ملكية تتواصل مسيرة الإصلاح الهيكلي للدولة، وتنهي السعودية عاماً آخر من طريق طويل في تعزيز الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، طريق مرسوم ليواكب التطورات التي تجتاح العالم وتحديات جمة ليست ببعيدة عنها، وبحثاً عن مستقبل لا يمكن الولوج إليه إلا بالوسائل التي تناسبه وتتكيف معه، مستقبل بدأت تظهر ملامحه في قفزات تحققها وزارات تعمل وفق حوكمة ومؤشرات أداء، وقيادة تشير بإصبعها إلى مكامن الخلل وتصلحه، ومجتمع متماسك لا تهزه مؤامرة هنا أو حملة ظالمة هناك، وميزانية تركز على خدمات المواطنين وتميزها، ومؤشرات أداء اقتصادي مبشرة، فالعجز ينخفض والإنفاق يرتفع، وفوق هذا كله مواطنون ينتظرون دائماً الأفضل من بلادهم باعتبار أنه حق من حقوقهم. فعلاً السعودية تتغير إلى الأفضل، والسعوديون مؤمنون بأن الأجمل لم يأتِ بعد. قادت المرأة السيارة عندما ظن الكثيرون أن ذلك أمر محال، وبين ليلة وضحاها أصبحت النساء جنباً إلى جنب يقودن سياراتهن في شوارع الرياض وجدة والخبر وجازان وباقي المدن السعودية، لم يحدث المحظور كما تخوف الكثير، ولم تسجل حالة تحرش واحدة بالنساء منذ السماح لهن بالقيادة، وهو ما يلفت النظر فعلاً كيف لهذا المجتمع أن يتطور ويتغير إيجاباً دون أن يتخلى عن مكتسباته ومبادئه. لم تكن قيادة المرأة وحدها طبعاً هي المؤشر على ذلك وإنما مثال واحد فقط، ففي هذا الشهر وحده استضافت الدرعية الجميلة…
الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٨
لأكثر من شهرين والصحيفة العريقة «واشنطن بوست» تقود حملة غير مسبوقة ضد السعودية، إثر الجريمة البشعة التي راح ضحيتها جمال خاشقجي. حملة استخدمت فيها الصحيفة كل ما هو مشروع وغير مشروع. تسريبات مجهولة. مصادر مشكوك فيها. مقالات موجهة. استهداف غير مبرر. اغتيال معنوي لأي رأي لا يدين السعودية. وهجوم شرس قلّت فيه الموضوعية وكثر فيه التجني. محررو الصحيفة الذين يفترض أنهم يلتزمون المهنية، يهاجمون المملكة وقيادتها بشكل شخصي، ويواصلون اتهاماتهم بلا أدلة وبراهين، طبعاً وجدت الصحيفة في جريمة مقتل خاشقجي فرصة لتصفية حسابات عديدة، سواء مع إدارة ترمب أو غيرها، وكانت السعودية هي الوسيلة المثلى، وهذا ليس موضوعنا عموماً، ما يهمنا هنا هو ما يمكن وصفه بفضيحة «واشنطن بوست» التي كشفت عنها الصحيفة نفسها، في تحقيقها المنشور أمس، بأن كل مقالات الراحل جمال خاشقجي، وكل ما كتبه من انتقادات ضد بلاده، وكل توجهاته التي عرضها ووصف على أثرها بأنه «ناقد» للسعودية، لم تكن سوى غطاء للكاتب الحقيقي، والموجه الأساسي، والمحرض الكبير، وهو النظام القابع في الدوحة، أي أنه وعلى مر نحو عام كامل وعشرات المقالات التي نشرت، كانت جميعها مزورة وغير حقيقية، كتبت باسم كاتب ووضعت صورته عليها، بينما الكاتب الحقيقي هو دولة تخاصم المملكة وتعاديها، فهل مر في تاريخ الإعلام الدولي فضيحة مثل هذه؟! غني عن القول إنه لا…
الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٨
بعد نحو 18 شهراً من المقاطعة الرباعية لقطر، ها هي الأزمة تغدو وكأنها أمر هامشي لا ذكر له، ربما تمر وكأنها سطر في الأخبار كل أسبوع، أو إجابة في مؤتمر صحافي هامشي لسؤال من مراسل صحافي أرسلته قطر خصيصاً لذلك، أو حتى محاولة مستميتة من حلفاء الدوحة في أنقرة وطهران لإحياء العظام وهي رميم، أما غير ذلك فلا أحد يذكر أن هناك أزمة، باستثناء النظام القطري الذي يعتبرها أزمته الوجودية، ومعه الحق في ذلك، حيث واصلت الدولة القطرية بأكملها، بحكومتها وأميرها ومؤسساتها، وريالها طبعاً، محاولتهم المستميتة لعدم دخول أزمتهم غياهب النسيان. طوال فترة العام ونصف العام تلك لا هم لهم إلا هذه الأزمة، ولا يشغلهم إلا الدوران حول الكرة الأرضية لاستجداء الدول، واليوم تلو الآخر تثبت النظرية التي تماشى معها العالم بأسره؛ أن هذه الأزمة قطرية بامتياز وليست خليجية كما تستميت قطر لترويجها، ومن الطبيعي أن من لديه أزمة يكون هو المعني بحلها وليس غيره. ربما كل أولئك الذين توقعوا أن الأزمة طارئة أو مؤقتة أو مسألة أشهر، وأولهم القابعون في الدوحة، أعادوا حساباتهم وغيروا قناعاتهم، بأن المشكلة أكثر تعقيداً من إعادة المياه لمجاريها على طريقة عفا الله عما سلف. لم تعد هذه القاعدة ممكنة سياسياً في المرحلة الحالية، إما أن تتغير الاستراتيجية التي بني عليها نظام حمد بن خليفة،…
السبت ٢٤ نوفمبر ٢٠١٨
حطت رحال طائرة ولي العهد السعودي في العاصمة الإماراتية أبوظبي مساء أول من أمس، كأول محطة لجولة عربية واسعة تشمل ست دول يقوم بها الرجل الثاني في المملكة، ضمن دبلوماسية جديدة انتهجتها السعودية منذ تولي الملك سلمان الحكم في بلاده أوائل 2015، تقوم في أساسها على الاستفادة القصوى من هذه الزيارات بتعزيز المصالح مع الدول الأخرى وتطوير العلاقات معها، أكثر من كونها زيارات بروتوكولية تنتهي منافعها بنهاية الزيارة نفسها، وضمن هذه الدبلوماسية سبق لولي العهد السعودي أن قام بجولتين ناجحتين للغاية، آسيوية في أغسطس (آب) 2016، وأوروبية أميركية في أبريل (نيسان) 2018، وهذه المرة تكون الوجهة عربية لتشمل الإمارات والبحرين ومصر وتونس والجزائر وموريتانيا، وذلك في مسعى متواصل للأمير محمد بن سلمان من أجل تعزيز مكانة بلاده سياسيا واقتصاديا وعسكرياً، والترويج لرؤية المملكة 2030. ومن أجل أيضاً تعزيز الحضور الدبلوماسي السعودي القوي باعتبار أن المملكة لاعب رئيسي لا يستغني عنه العالم، بشهادة رئيس أكبر دولة في العالم دونالد ترمب الذي قال عن المملكة «إنها حليف لا غنى عنه». تزامن الجولة العربية لولي العهد السعودي مع ترؤسه وفد بلاده في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين الأربعاء المقبل، يشكل فرصة مهمة لتعزيز الدور القيادي، إقليمياً ودولياً، للمملكة، باعتبارها العضو العربي الوحيد في مجموعة العشرين، وكذلك فرصة من جانب آخر لأن تمثل السعودية…
الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٨
غداً تدخل العقوبات الأميركية المشددة على إيران حيز التنفيذ، وهي عقوبات سبق وأن أعلنتها واشنطن على مراحل، كما أنها ليست العقوبات الأولى التي تتعرض لها إيران، فتاريخها حافل بالعقوبات بأنواعها كافة، ففي الفترة بين 2011 - 2012 زادت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضغوطهما على إيران عبر فرض عقوبات جديدة على الصادرات النفطية، حينها ردت طهران بالسيناريو المعتاد: تهديدات بمناورات بحرية، واختبارات لصواريخها الباليستية، وتحذيرات بإغلاق مضيق هرمز. وصرّح محمد رضا رحيمي، الذي كان آنذاك نائب الرئيس الإيراني، بأنه إذا فُرضت عقوبات «لن تمر قطرة نفط واحدة عبر مضيق هرمز»، إلا أن العقوبات مرت وملايين براميل النفط صُدرت ولم تبدر ردة فعل واحدة. وفي أغسطس (آب) من العام الماضي، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب «قانون مواجهة خصوم أميركا من خلال العقوبات»، الذي شمل اتخاذ خطوات ضد برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، والحرس الثوري والميليشيات التابعة له، وإثر الموقف الأميركي هدّد أيضاً كبار قادة «الحرس الثوري» بأنه من شأن أي جولة جديدة من العقوبات الأميركية أن تثير رداً قاسياً ضد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. وتكرر الأمر مجدداً في مايو (أيار) الماضي عندما أعلن الرئيس ترمب انسحابه من الاتفاق النووي، حينها قال الرئيس الإيراني حسين روحاني: «إنهم يريدون وقف صادرات النفط الإيرانية بالكامل». مخاطباً الأميركيين: «إذا كنتم تستطيعون، افعلوا وسترون النتيجة». كما أكد…