الثلاثاء ١٢ أبريل ٢٠١٦
بمعزل عن استعادة مشهد سريالي، يذكرك بمسرحية «غربة» أو فيلم «الحدود»، فإن من المفارقات المذهلة أن تجد عشرات السوريين يتعرضون لقنابل غاز مسيل للدموع، ليس في درعا ولا حمص، بل على بعد آلاف الأميال في منطقة تدعى إيدوميني على الحدود اليونانية – المقدونية. هناك في إيدوميني مخيّم حدودي «خارج هذا العالم» فلا هو في أوروبا ولا في آسيا، يضم 12 ألفاً من اللاجئين تقطعت بهم السبل وتكسرت أحلامهم بالاستقرار في إحدى الدول الأوروبية، بعد تحطم آمالهم بالعيش في وطن عصفت به الصراعات والشهوات والفوضى. لاجئون وحكايات عن تشرّد، لخصتها فتاة حنطية اللون لم تتجاوز العاشرة من عمرها، التقطت صورتها كاميرات المراسلين وهي تحمل يافطة كتبت عليها: حلب – كوباني - تركيا -اليونان - مقدونيا - ألمانيا، وهو مسار رحلة العذاب التي قطعتها وأسرتها للوصول إلى الأراضي الألمانية، قبل أن تتقطع بهم السبل على الحدود المقدونية التي أغلقت أخيراً بموجب اتفاق مع أنقرة يقضي باستعادتها اللاجئين لاستيعابهم في مخيمات على الأراضي التركية. لم يتوانَ رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس عن وصف مخيم اللاجئين في إيدوميني بأنه «عار على الحضارة»، وكأنه ليس في أراضي بلاده! غير أن كلامه يهدف إلى التعبير عن أن أثينا لا تملك سوى التنصل من معاناة اللاجئين، لإقناعهم بمغادرة أراضيها ولو للعودة من حيث أتوا، وبعضهم جاء من…
الثلاثاء ٠٨ مارس ٢٠١٦
لا شك في أن اعتراف سرتاج عزيز مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية بإيواء بلاده قادة لـ «طالبان» الأفغانية، يشكل ضغطاً هائلاً على إسلام آباد، في وقت تعاني كابول عجزاً في مواجهة مسلحي الحركة في بعض مناطق الجنوب الأفغاني. عزيز وهو أبرز مستشاري رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وأحد أقرب معاونيه، اختار الإقرار بهذا الأمر الذي حامت حوله الشكوك منذ سنوات من دون أن تعترف به إسلام آباد صراحة، في كلمة أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي. لم يكتفِ المسؤول الباكستاني بهذا الحد، بل طمأن مستمعيه الى إمكان استخدام وجود قادة من «طالبان» وعائلاتهم على الأراضي الباكستانية، للضغط على الحركة من أجل إحلال السلام في افغانستان. وبدت إسلام آباد بهذا الموقف وكأنها تريد تثبيت دورها في أي محادثات سلام أفغانية مستقبلاً، خصوصاً أن عزيز قال في كلمته إن حكومة بلاده «ضغطت على هؤلاء القادة (في «طالبان») للمشاركة في أول حوار مباشر مع كابول في 7 تموز (يوليو) 2015، إذ هددناهم بالطرد وقيّدنا تحركاتهم وإمكان وصولهم الى المستشفيات أو حصولهم على تسهيلات. لذا نعتقد بأننا اظهرنا صدقية في دفع الحوار، مع الأمل بأن تلقى مبادرتنا تقديراً، وتضطلع الحكومة الأفغانية بدور أكثر نشاطاً في إنجاح المحادثات». وتنبع أهمية هذا الكلام من كونه يتزامن مع محادثات رباعية تشارك فيها باكستان…