الأربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥
لن تستوعب عقول كثير من الحاقدين وأصحاب الفتنة طبيعة العلاقة بين شيوخ الإمارات، كما لن تستوعب عقول الغرب عموماً، وتلك المنظمات المجحفة خصوصاً، طبيعة العلاقة الأخرى بين شعب الإمارات وحكامها، لن يستوعبوا ذلك، لأن ما يحدث هنا مختلف تماماً عما تملكه عقولهم من انطباعات، ويختلف جملة وتفصيلاً عن النظريات كافة التي يؤمنون بها، هذه هي الحقيقة التي تستعصي على فهمهم دائماً، فالإمارات نموذج متفرد، ليس في ذلك مبالغة بقدر ما هو واقع نعيشه. كلمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في القمة الحكومية، أول من أمس، فيها كثير من الدروس التي يمكن أن تفك بعض أسرار تفرد العلاقة بين شعب الإمارات وقيادته، وأسباب المحبة الخالصة التي يكنها مواطنو الدولة لشيوخهم وحكامهم، فنحن هنا، خلاف ما يعرف الغرب، لدينا والد يرعى أبناءه، لا رئيس يعيش في معزل عن شعبه، هذا ما سنّه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وهذا ما أجاب به ــ رحمة الله عليه ــ الصحافي الذي قال له «أنت تدلع شعبك بعملك»، فقال له: «هل لديك أبناء؟ ألا تصرف على أبنائك؟ هناك فرق بين الواجب والدلع، وشعبي هم أبنائي، وما أقوم به واجب». وهذا ما نشعر به كشعب في كل قرارات وتصرفات وتحركات صاحب السمو رئيس الدولة،…
الإثنين ٢٦ يناير ٢٠١٥
ما تقوم به دولة الإمارات في مجال الاستمطار هو بحق عمل يدعو إلى الفخر، فلقد حققت الدولة في هذا المجال نجاحاً مبهراً، وبصمت، وسخّرت العلم والتقنية في مواجهة المناخ الجاف الذي يقل فيه معدل الأمطار السنوية عن 100 مم، ومع وجود معدل تبخر عالٍ للمياه السطحية، ومعدلات ضئيلة لتجدّد المياه الجوفية، فكانت النتيجة نجاحاً لافتاً في مجال علمي جديد وصعب. استثمرت الدولة في هذا المجال ملايين الدراهم، وقبل ذلك استثمرت في شباب متسلح بالعلم والتخصص، وأعطتهم ثقة كاملة لإدارة هذه العمليات الصعبة والمعقدة، لم تبخل أبداً على الصرف بسخاء لإنجاز مهمة المحافظة على كل قطرة ماء تنزل من السماء، ورعايتها بشكل كامل منذ تشكل السحب في السماء إلى وصول هذه القطرة لباطن الأرض، ووفرت لذلك ست طائرات مجهزة بأدق الأجهزة اللازمة للاستمطار، وجهزت كل مستلزمات العملية والبيئة التحتية اللازمة لنجاحها، بدءاً من إنشاء شبكة محطات أرضية تقوم برصد عناصر الطقس على مدار الساعة، وتضم هذه الشبكة أكثر من 65 محطة أوتوماتيكية موزّعة بشكل مدروس على مناطق متفرقة من الدولة لتتلاءم مع الطبيعة الجغرافية لكل منطقة. إضافة إلى رادارات متطوّرة، منها جوية ثابتة، ومنها متحركة، وتقوم هذه الرادارات بمراقبة السحب الممطرة التي تستخدم في توجيه الطائرات لوضعها داخل المكان المناسب داخل السحابة، ويقوم الرادار بتشريح السحابة إلى مقاطع عرضية يتم من…
الأحد ٠٧ ديسمبر ٢٠١٤
أصرّ البعض على تحويل قضية النقاب إلى قضية دينية، مع أنها قضية أمنية في المقام الأول، وهذا الأسلوب ليس بجديد، ويهدف إلى إخراس كل الأصوات، وإسكات كل من يعارضهم الرأي، من خلال تجييش المجتمع، وإيهامه بأن المتحدث مسّ الخطوط الحمراء في العقيدة والشرع، مراهنين على أن الغالبية لا تقرأ، فيهبوا هبّة رجل واحد للسبّ والشتم، وهذا ما حدث، إذ لم يكلف معظم المهاجمين أنفسهم عناء قراءة المقالات، وكثير منهم يعتقدون إلى الآن أنني طالبت المرأة الإماراتية بخلع الحجاب، والنساء بالتعري، ومنهم ذلك الشاعر صاحب القصيدة العصماء، الذي لم يفرق بين «النقاب» و«الحجاب»! ومع أنني بالفعل لست عالم دين، كما قال كثيرون، لكنني لا أعتقد أيضاً أن معظمهم رجال دين وعلم، بل إن كثيراً ممن تحمسوا للدفاع عن الإسلام، باعتبار القضية تمسّ الدين، تمادوا في اتباع الأسلوب الجاهلي في الردود، المعتمد على الإهانة والتطاول والبذاءة، ومسّ الأعراض، وتحويل القضية إلى شخص كاتبها، فابتعدوا عن أبسط مبادئ الإسلام في الدفاع «المزعوم» عنه، وتناسوا أن المسلم ليس باللّعان ولا الطعّان ولا البذيء! لست عالم دين مجدداً، لكنني مسلم أحب ديني، ولا أقبل أن يشوّه هذا الدين أحد، وللأسف، فإن ما حدث في قضية النقاب ما هو إلا انعكاس لحال المسلمين، وسلوكياتهم الغريبة في مختلف بقاع العالم، والتي أسهمت بشكل مباشر في تشويه صورة…
الخميس ٠٤ ديسمبر ٢٠١٤
القضية ليست فقط في اعتداء «منقبة» على امرأة بسكين، هذه قضية كبيرة لا نختلف على ذلك، لكننا لسنا قلقين أبداً من إمكانية القبض على الفاعل أو الفاعلة وتحويله للقضاء ليأخذ عقابه الذي يستحقه، هكذا عوّدتنا وزارة الداخلية، وهذا ما عهدناه من رجال الأمن. ما هو أكبر من قضية اعتداء «المنقبة»، هو النقاب نفسه، وعلينا الآن مناقشة هذه القضية بشيء من الصراحة والجرأة والموضوعية والتوازن أيضاً، وقبل أن يثير هذا النقاش أي إنسان، عليه وعلينا أيضاً أن نعرف أن النقاب لا علاقة له بالدين، فهو غير مفروض على المرأة المسلمة لا بآيات قرآنية ولا بأحاديث، كما أنه ليس من الموروث التقليدي الإماراتي، ولا يمت للزي النسائي القديم أو الحديث بأي صلة، هو في الواقع والتاريخ دخيل على مجتمع الإمارات، وهذا أمر لا خلاف عليه، ومن يعتقد غير ذلك فهو إما متشدد، أو يتحدث بغير علم، أو مجادل يعشق الجدل العقيم! لا يرتبط النقاب بالإسلام، فهو ليس جزءاً من تعاليمه، فضلاً عن ذلك فإن الممارسات العملية أثبتت أن هناك من يستغل النقاب لأغراض أخرى، منها تجاوزات اجتماعية، ومنها وظيفية، والأخطر من هذا كله تجاوزات أمنية تندرج تحتها جرائم مختلفة، فهو وسيلة جيدة لإخفاء الشخصية، ولكم أن تتخيلوا ما يمكن أن يفعله المجرمون وهم واثقون بصعوبة اكتشاف شخصياتهم. كثير من الجرائم والسرقات لم…
الأربعاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٤
للنجاح ثلاثة عناصر رئيسة، ومن الصعب أن ينجح مشروع ما دون هذه العناصر الثلاثة: فكرة، وقائد ملهم، وفريق عمل مخلص يؤمن بالقائد وبرؤيته، ويعمل على تنفيذ هذه الرؤية بجدية واهتمام. هذه العناصر الثلاثة اجتمعت قبل 16 عاماً في دبي، حين استدعى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، إلى بقعة صحراوية خارج مناطق العمران في دبي، وقال له: «هذا هو مكان مشروعنا الجديد، هنا ستكون مدينة الإنترنت، وبعد عام واحد فقط أريد أن نحتفل سوياً بافتتاحها». الفكرة كانت غير تقليدية، وتحمل جرأة ومخاطرة، ففي ذلك الوقت كانت شركة «غوغل» في بداية عامها الأول، ولم تكن أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي قد ظهرت بعد، ولم تنتشر الثورة الرقمية، ولم تعرف المنطقة بعدُ الخدمات الإلكترونية أو الذكية، لأن الهاتف الذكي ظهر بعد هذا التاريخ بتسع سنوات، لكن كان هناك استشراف للمستقبل، وكانت دبي تتهيأ وتستعد لاحتضان التطورات المذهلة في عالم التقنية بمدينة متكاملة للإنترنت، هذه الفكرة التي ابتدعها قائد ملهم، ونفذها فريق عمل يؤمن برؤية هذا القائد. وبعد عام واحد فقط، ظهر بنيان مدينة الإنترنت في تلك المنطقة الصحراوية، وبجهود ضخمة من فريق العمل، يقف على رأسهم محمد بن راشد، فكانت زياراته لموقع البناء شبه يومية، ومتابعاته عبر الهاتف لا تتوقف، وكان في معظم…
الخميس ١٧ يوليو ٢٠١٤
في مثل هذا الوقت، قبل 10 سنوات، غادر دنيانا الأب المؤسّس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، غادر دنيانا جسداً، لكنه طوال الفترة الماضية موجود في قلب شعبه، وموجود في زوايا ومناطق الوطن كافة، بل موجود في مختلف قارات العالم. في مثل هذا الوقت قبل 10 سنوات، غادر زايد دنيانا، لكني، وعلى المستوى الشخصي، لم يمرّ عليّ يوم واحد من هذه السنوات جميعها، لم أسمع فيه اسم زايد، ولم يمرّ يوم لم أسمع فيه عبارة «الله يرحمه ويغفر له»، ولم يمر يوم من دون أن أقرأ أو أشاهد أو أتابع شيئاً عن سيرة الشيخ زايد العطرة، وبالتأكيد لست وحدي في هذا الأمر، فهناك أكثر من مليون إماراتي يشتركون في هذا الشيء، يذكرون زايد، ويترحّمون على زايد، ويعشقون سيرته ومواقفه، ويتذاكرونها بشكل يومي، بل لسنا وحدنا في هذا الأمر، فهناك ملايين من البشر لا نستطيع إحصاءهم، يردّدون اسم زايد بشكل يومي، في باكستان وفي مصر، في فلسطين ودول إفريقيا، في أميركا وآسيا الوسطى، وفي مختلف القارات، وبكل لغات العالم.. مئات الآلاف يتلقون علاجهم في مستشفيات أقامها زايد، وهي تحمل اسمه، وملايين الطلبة تخرجوا، أو مازالوا يدرسون في مدارس بناها زايد، وهي تحمل اسمه، وهناك مئات الآلاف من العائلات تعيش في بيوت وشقق سكنية بناها زايد، وهم يذكرون اسمه…
الأربعاء ١٦ يوليو ٢٠١٤
أبوظبي تسير في الاتجاه الصحيح لتطوير الخدمات والرعاية الطبية المميزة، وخطوتها التي خطتها في مجال الشراكات الطبية مع أكبر المستشفيات العالمية، هي قفزة نوعية في الفكر والتخطيط الاستراتيجي الصحيح والتنفيذ الواقعي معاً، وكانت النتيجة هي قرب افتتاح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، الذي يعد أحد أهم المشروعات الطبية التي تنفذ في الإمارات بشكل عام، نظراً إلى السمعة الطبية الراقية، والمكانة المتميزة، والخبرة العريقة التي يملكها هذا المستشفى، فهو محافظ على مكانته بين أفضل مستشفيات الولايات المتحدة الأميركية والعالم، ويحتل برنامج القلب وجراحات القلب فيه المركز الأول عالمياً منذ عام 1995. قمة الذكاء أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون، وقمة الذكاء أن تستفيد من تجربة رائدة عبر سنوات طويلة من الزمن، فأبوظبي استطاعت أن تستفيد من كل خبرات هذا المستشفى الذي تأسس عام 1921، وتالياً فإن رصيد هذه الخبرات الطويلة أصبح اليوم في متناول المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، يعنى بهم وبصحتهم، بكل إمكانات وأجهزة وتقنيات هذا المستشفى العالمي الرائد، ويكفي أن نعرف أنه تم حتى الآن تركيب 30 ألف جهاز طبي متطور، و20 ألف جهاز تقنية معلومات، وعند افتتاح المبنى سيكون هناك أكثر من 3000 طبيب ومتخصص وفني وموظف، هم باختصار من الكفاءات العالمية في هذا المجال، والأطباء الذين سيأتون إلى أبوظبي هم على الدرجة العالية نفسها من التأهيل لأطباء كليفلاند…
الأربعاء ١٤ مايو ٢٠١٤
نقدّر تماماً حرص الجهات المعنية على عدم إثارة القلق والرعب بين فئات المجتمع، بسبب الخوف من فيروس «كورونا»، وندرك تماماً أن مجتمعنا قابل لتشكيل بيئة خصبة للشائعات بسرعة، والشائعات قابلة للانتشار والتضخم لدرجة كبيرة، وبسرعة أكبر وأسرع من سرعة الضوء، وتالياً فالتعامل مع «كورونا» يجب أن يكون حذراً وشاملاً، وكما تعمل الجهات على متابعته، واتباع الإجراءات الكفيلة بالوقاية منه، ومراقبة الوضع الطبي العالمي ومواكبته، لابد من التعامل مع المجتمع أيضاً بشفافية تامة، من دون مبالغة وتهويل، ومن دون صمت وتكتم. بداية فإن الفيروس، وإن بدا خطيراً، إلا أنه لايزال تحت السيطرة، بل هو غير ضار إطلاقاً إلا على كبار السن، والمصابين بأمراض نقص المناعة، وبعض الحالات التي تعاني أمراضاً، في حين أن هناك مئات الحالات أصيبت بالفيروس وشفيت منه، من دون أن تعرف أصلاً أن هذه الأنفلونزا ما هي إلا «كورونا»، وهناك عشرات الحالات، إن لم تكن المئات، أصيبت بالفيروس وشفيت منه بعد قضاء أيام عدة في المستشفى! هو فيروس كغيره من الفيروسات، صحيح هناك وفيات، لكن الوفيات بالأنفلونزا العادية عددها أكبر إلى الآن من وفيات «كورونا»، وصحيح أنه قد يشكل خطورة على الإنسان، لكن خطورته لا تقارن بالسرطان، على سبيل المثال، وتالياً ينبغي على المجتمع ألا يصاب بالرعب، ولا داعي لتحميل الأمور أكبر من حجمها، وبدلاً من نشر الشائعات…
الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠١٤
استطاعت وزارة الاقتصاد، ودائرة التنمية الاقتصادية في دبي، ضبط الأسواق بطريقة مميزة، لا ندعي أنهما فعلتا كل شيء، لكنهما استطاعتا وبشكل واضح الوقوف إلى جانب المستهلك في قضايا كثيرة، واستطاعتا ترسيخ ثقافة حماية المستهلك، دون الإضرار بالشركات والاقتصاد، كما أنهما استطاعتا فرض هيبتهما على السوق، فلم يعد التجار أحراراً في التصرف كيف يشاؤون في الأسعار، والقوانين، والضغط على المستهلكين، وتالياً وجد المستهلك أبواباً مفتوحة عدة، وواضحة لإيصال صوته، إن شعر بالظلم، أو أراد رفع شكوى على أي محل تجاري أو شركة، صغيرة كانت أو كبيرة، وعلى الفور تتحرك الفرق، ولا تهمل الشكوى، وفي معظم الأحيان، إن لم يكن جميعها، يعود الحق إلى أصحابه. تجربة مميزة ليتها تصل إلى القطاع العقاري، فهو مملوء بالشكاوى، والظلم أحياناً، وفيه كثير من التجاوزات، وعلى الرغم من وجود العديد من الجهات المعنية بتنظيم هذا القطاع، إلا أنها غالباً لا تستطيع التدخل لحل هذه المشكلات، أما أسباب ذلك فهي كثيرة! بداية لابد أن نقرّ ونعترف بأن هناك قانوناً ساري المفعول، ينظم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، وأهم ما ينبغي أن نعرفه في هذا القانون، الذي صدر عام 2007، بندان مهمان، أولهما حفظ للمستأجر حقه في عدم إخلاء الوحدة العقارية المستأجرة، إلا وفق حالات محددة، ولابد من إبراز أسباب مقنعة لطلب الإخلاء، إضافة إلى مهلة تصل إلى عام…
الثلاثاء ٠٦ مايو ٢٠١٤
لا يعقل أن تتوجه جميع الشركات العقارية في الإمارات إلى سوق المباني والشقق الفاخرة، في حين أن معظم القاطنين هنا هم من الفئات المتوسطة وما دون المتوسطة، وعليهم تقوم قطاعات اقتصادية عديدة ومختلفة، سواء من حيث الاعتماد عليهم كمشغلين لهذه القطاعات، أو مستهلكين ومستخدمين لها، ولا يعقل أن يكون تركيز الشركات العقارية منصباً على إيجاد فرص عقارية للاستثمار والترفيه للأثرياء ورجال الأعمال، بهدف تحقيق أعلى مستويات الربح، ونترك الشريحة العظمى تواجه مصيراً في غاية السوء مع ملاك ومؤجرين وشركات وساطة عقارية لا ترحم أيضاً! هناك خلل في المعادلة العقارية، أدى إلى وجود فوضى سعرية وصلت إلى حدّ جنوني، وهي مازالت تصيب شرائح كثيرة من المواطنين والمقيمين، العرب والأجانب، بالقلق وعدم الاستقرار، ما يعني انعكاساً سلبياً للغاية على مجتمع بأسره، وهذا يجب ألا يستمر، فتحقيق وخلق توازن في سوق العقار، أصبح أولوية وضرورة ملحّة ينبغي على الجهات الحكومية التفكير فيها، والعمل على تحقيقها بسرعة، قبل أن تتفاقم الأمور بشكل أسوأ من الوضع الحالي، رغم أن الوضع حالياً هو الأسوأ الذي يمرّ على ارتفاعات الإيجارات منذ سنوات الأزمة المالية، وبالضرورة لا يعني ذلك تجاوز الأزمة، فالأزمة المالية تجاوزتها الحكومة منذ سنوات عدة، بقدر ما يعني انتصار مؤشر الطمع والجشع على مؤشر العرض والطلب! لن يتحقق التوازن في السوق العقارية، إلا إذا أعادت…
الأحد ٠٢ مارس ٢٠١٤
هو هكذا على طبيعته وفطرته، منتهى الطيبة والرحمة والإنسانية، لا يتصنّع، وليس من أولئك الذين يطلبون شعبية جماهيرية من أجل منصب، ولا هي ورقة يلعب بها من أجل كسب تعاطف، أو رغبة في أصوات إضافية، إنه يعشق إنسان الإمارات لأنه جزء منهم، هو واحد منهم، يشعر بأحزانهم، ويشاركهم كل اللحظات، أينما كانوا. الصورة أبلغ من الكلام، واللحظات التي وثقتها الصورة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، بمستشفى سيؤول، تساوي ملايين الكلمات، بل وترجح كفة كل الموازين، لا أروع، ولا أصدق من مشاعره الفطرية العفوية، وهو يحضن مريضاً إماراتياً، بكل حب وحنان ورحمة، ولا أجمل من تقبيله طفلة إماراتية على رأسها، ولا شيء يعادل شعور المواطن الإماراتي بأن قيادة الدولة خلفه أينما ذهب، فهو لن يكون يوماً وحيداً في مجابهة المصاعب.. والمرض! الجرعة النفسية أقوى وأشد تأثيراً بالإيجاب في أي مريض من مئات المضادات الحيوية، فكيف وصاحب هذه الجرعة هو أحد رموز الدولة وقادتها، هو أحد أبناء زايد رحمة الله عليه، وأكثرهم شبهاً له، في هيئته، وضحكته، وطلته الرائعة! الشيخ محمد بن زايد حرص على أن يستهل زيارته إلى كوريا الجنوبية بالاطمئنان على مرضى إماراتيين في مستشفيات سيؤول، والالتقاء مع مهندسي وطلاب دولة الإمارات المبتعثين للدراسات العليا، وطلبة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، الذين يدرسون في…
الجمعة ٢١ فبراير ٢٠١٤
عند تقديمه للحديث عن مبادرة 1971 تطرّق الدكتور عبدالله الريس، مدير مركز الوثائق والبحوث، إلى تاريخ الإمارات، مشيراً إلى أن هناك دلالات وآثاراً ووثائق تدل على وجود حياة وحضارة في الإمارات تعود إلى أكثر من 5000 سنة، والمركز يحتفظ بكثير من الوثائق تعود إلى مئات السنين، بعد أن بُذلت جهود كبيرة للحصول عليها من دول مثل البرتغال وإسبانيا والهند ومختلف دول أوروبا، نظراً لوصول المستعمرين البرتغاليين والأوروبيين إلى هنا في فترة مبكرة جداً! كثيرون، ومنهم مواطنون، يربطون تاريخ الإمارات بنشوء الدولة في عام 1971، وكثيرون، ومنهم مواطنون، لا يعرفون الكثير عن الحضارات والآثار التي وُجدت وتعود إلى آلاف السنين، كما أن كثيرين لا يعرفون شيئاً عن الإمارات قبل عام 1971، وهنا تكمن أهمية المبادرة التي أطلقها ويرعاها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والتي تهدف إلى نشر الوعي المعلوماتي والثقافي والتوثيقي للجيل الحالي والأجيال المقبلة، من خلال مسابقات وفعاليات وأنشطة في مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لنشر معلومات عن طريق تشجيع الناس على البحث تتركز جلّها حول تاريخ الإمارات القديم والحديث، وصولاً إلى عام الاتحاد وإشهار الدولة 1971. شخصياً لم أكن أعرف شيئاً عن نشاط الفينيقيين في الإمارات، ولم أكن أعرف أنهم وثّقوا أبوظبي في وثائقهم، بعد أن اكتشفوا أن اللؤلؤ فيها هو…