الخميس ١٧ سبتمبر ٢٠٢٠
شعوب الشرق الأوسط سئمت الصراع، وهي جميعها تحلم بمستقبل يحمل لها السلام والاستقرار والتنمية والتطور العلمي، ولا يعارض ذلك إلا من يقتات ويزدهر على الصراع والفوضى وعدم الاستقرار، والمنتفعون بشكل مباشر على حساب الشعوب. هؤلاء فقط هم أشد منتقدي ومهاجمي اتفاق السلام التاريخي، الذي وقعته الإمارات أمس مع إسرائيل، ومهما كانت حدة معارضتهم وهجومهم، فإن ذلك لن يُلغي أبداً بداية الحقبة الجديدة التي أحدثتها الإمارات في منطقة الشرق الأوسط، والقائمة على التفاؤل والتعاون، وبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة، وأساسها نشر السلام ونبذ العنف والكراهية. أقبلت دولة الإمارات على هذه المعاهدة لمصلحة شباب المنطقة، فهي تهدف إلى ضمان أكبر فائدة للمنطقة وللشعوب، بعد فشل المقاربات السابقة في تحقيق النتائج المطلوبة، لتأتي المعاهدة ضمن رؤية مستقبلية للمنطقة، فالعالم العربي، ومنطقة الشرق الأوسط، يعيش فيهما أغلبية من الشباب، تسعى إلى تجاوز خلافات الماضي، وتتطلع إلى المستقبل، خصوصاً أن 65% من سكان المنطقة هم دون سن الـ35، ويتطلعون بشغف إلى مستقبل أفضل. لقد تعبت الشعوب العربية من استمرار الصراع والكراهية، وترغب في العمل المشترك للنهوض بالمنطقة وازدهارها، وهذا لن يتحقق إلا بترسيخ السلام، وضمان الاستقرار. معاهدة السلام مع إسرائيل ليست موجهة ضد أحد، ولا تسعى إلى إلحاق الضرر بأحد، هي قرار سيادي استراتيجي إماراتي بالدرجة الأولى، تسعى من خلاله إلى تحقيق ثلاث أولويات، عدّدها…
الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠٢٠
الحفاظ على مسافة آمنة مع الناس، أو التباعد الجسدي، وارتداء الكمامة، هما أهم الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، والإصابة به. بالتأكيد بقية الإجراءات مهمة للغاية، ولكن عدم التزاحم وعدم التجمع بأعداد كبيرة، والحفاظ على التباعد الاجتماعي والكمامات، هي ضمانة شبه مؤكدة لحماية النفس، ووقاية المجتمع من عدوى فيروس كورونا المستجد. لذلك التركيز على الالتزام بالإجراءات الاحترازية هو الشغل الشاغل للجهات المختصة هذه الأيام، خصوصاً بعد أن لاحظت هذه الجهات وجود تراخٍ ولامبالاة عند عدد ليس بقليل من الأفراد والمؤسسات والمطاعم والمراكز التجارية، وحتى المدارس الخاصة. هذا التراخي في تطبيق الاستعلامات بشكل كامل أسهم بنسبة تفوق 80% في تخطي عدد الإصابات بالفيروس في يوم واحد أكثر من 1000 إصابة. ارتداء الكمامة إجراء وقائي مهم جداً، لذا ليس من المستغرب أبداً أن تتشدد السلطات المعنية في مخالفة كل من يكسر هذا الإجراء، ولا غرابة أن تبدأ هذه السلطات في نشر المراقبين في معظم المراكز التجارية للتأكد من التزام الناس بارتداء الكمامة، والالتزام بشكل عام ببقية الإجراءات، ولعل أحدث التقارير المنشورة حول إجراءات الوقاية من فيروس كورونا تؤكد ذلك، حيث ذكر تقرير حديث نشرته مجلة NEJM، أنه «يبدو وبقوة أن الكمامة تلعب دور اللقاح ضد فيروس كورونا من خلال أنها تقلل من شدة المرض، لأنها تقلل من عدد الفيروسات التي ستدخل إلى…
الإثنين ١٤ سبتمبر ٢٠٢٠
تفعيل القانون وتشديد العقوبات هما الحل الأمثل للسيطرة على الممارسات السلبية الخاطئة، والتجاوزات المستمرة التي نشاهدها بشكل يومي على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء تلك المتعلقة بمخالفة التعليمات والبروتوكولات الخاصة بمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، أو تلك الممارسات والسلوكيات السلبية المخالفة لقوانين الدولة وتقاليد المجتمع. وهذا ما تقوم به شرطة دبي، مشكورة ومقدّرة، في هذه الأيام، وهو الإجراء الصحيح الذي سيضع النقاط على الحروف، وسيقضي على كثير من السلوكيات الشاذة، المؤذية للمجتمع، والمخالفة للقانون، وهي من دون شك تحتاج في هذا الوقت إلى مساعدة ومساندة وتعاون جميع أفراد المجتمع، في أمرين مهمين، الأول هو الإبلاغ عن المخالفات والتجاوزات التي يشاهدونها في المحال والمطاعم والمتاجر، بالطرق القانونية المتاحة، وضمن الوسائل العديدة التي أقرتها الشرطة لهذا الهدف، أو بالالتزام التام بجميع الإجراءات الاحترازية والقوانين المتعلقة بكبح انتشار فيروس «كورونا» المستجد، وهو الأمر الثاني. شاهد معظمنا ذلك «الآسيوي» الذي يرقص بطريقة مهينة، وهو يرتدي الزي الإماراتي، في مقهى مليء بالناس المتراصين بطريقة تخلو من أي التزام بإجراء التباعد الجسدي، ولا شك في أن سلوكه كان مؤذياً للعين والقلب، والمشاعر، وكل من شاهده كان يتمنى ألا يمر فعله المشين مرور الكرام، فهو فعل فاضح علني، يُجرّمه القانون. وهذا بالضبط ما فعلته شرطة دبي، فلم تدع هذا الفعل يمر دون إجراء رادع، فقامت بإلقاء القبض على…
الأحد ١٣ سبتمبر ٢٠٢٠
منتهى اللامبالاة والإهمال في تصرفات البعض.. أحدهم يخرج من الحجر وهو مصاب بالمرض، يصوّر نفسه ويضع الفيديو على «السوشيال ميديا»، يعترف بإصابته بالمرض، ويذهب إلى شراء «القهوة»، ويختلط بأفراد المجتمع، دون مراعاة أو خوف على صحتهم وحياتهم، وكثير من المطاعم والمحال التجارية تتراخى بشكل ملحوظ في إجراءات التباعد الجسدي، بل وتتعمد إضفاء أجواء الإثارة سواء بالرقص والغناء، أو بالتنزيلات الضخمة لجذب الجمهور وخلق التزاحم! هؤلاء لا يجب السكوت على ممارساتهم إطلاقاً، وما قامت به السلطات المختصة من إعادة هذا المريض إلى الحجر، وتغريمه 50 ألف درهم، وإغلاق مقاهٍ، وتغريم مطاعم ومحال تجارية، وتفعيل المخالفات عليها، إجراء صحيح، نتمنّى أن يطبق على كل مخالف حتى يرتدع الجميع! منحنى أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في الإمارات يتصاعد بشكل غريب ومقلق، إذ وصل إلى أرقام لم تشهدها الدولة منذ أربعة أشهر، ويتزايد يومياً بمعدلات ليست بسيطة، وهذا ما استدعى تدخل الحكومة، التي أعلنت تشديد وتفعيل لائحة العقوبات الخاصة بالتهاون وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وكسر البروتوكولات الصحية! الزيادة في معدلات الإصابة تتطلب من الجميع وقفة مع النفس، إذ منذ شهر واحد فقط، تم تسجيل 179 إصابة فقط، ليرتفع هذا الرقم خلال شهر واحد إلى أكثر من 1000 حالة إصابة، بمعدل زيادة يفوق الخمسة أضعاف، وهو أمر مؤسف ومحزن ومقلق للغاية! كثيرون يتحملون مسؤولية ذلك،…
الخميس ١٠ سبتمبر ٢٠٢٠
يبدو أن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، اختلطت عليه الأمور، خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الوزاري، الذي عقد أمس، عبر تقنية «الفيديو كونفرنس»، فلم يستطع التفريق بين كونه وزيراً لخارجية فلسطين، وكون بلاده تترأس دورة المجلس في هذا الاجتماع، ما أدى إلى حدوث جدل «بيزنطي»، كانت نتيجته إنهاء الجانب الفلسطيني لأعمال المجلس، وإلغاء مشروع القرار العربي، حول متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية! المالكي رفض قراءة مسودة القرار، وماطل في رفضه، إلى أن أنهى الجلسة، رغم أن مشروع القرار كان متوازناً، وجميع بنوده كانت تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، مثل تأكيد الإجماع العربي على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وتأكيد أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط، هو حل الدولتين على حدود 67، وتأكيد حق دولة فلسطين في السيادة على عاصمتها القدس الشرقية، ومقدساتها، ورفض «صفقة القرن» الأميركية وقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها! رغم هذا كله، فالوزير الفلسطيني استغل وجوده كرئيس للاجتماع الوزاري، وأصر على عدم قراءة مشروع القرار، بل وإلغائه وإنهاء الاجتماع، خلافاً لكل التقاليد المتعارف عليها في اجتماعات المجالس الوزارية للجامعة العربية، لأنه بكل بساطة كان يريد توجيه القرار إلى لغة الشجب والتنديد البالية والمرفوضة، والتي عفى عليها الزمن والمكان والتاريخ! وفي كلمته، وباعتباره رئيساً للدورة الحالية، تعرض…
الأحد ٠٦ سبتمبر ٢٠٢٠
زيادة ملحوظة في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد، هي بالفعل «مقلقة»، حيث بدأنا نسمع عن أرقام لم نسمعها منذ أشهر عدة، واعتقدنا أنها مرحلة انتهت، تجاوزناها، ولن نعود إليها، لكن الواقع يؤكد أن الفيروس لايزال موجوداً، ولايزال ينتشر بسرعة، وتراجع الكثيرين عن الاهتمام بالإجراءات الاحترازية، هو السبب الرئيس في معاودة نشاط الفيروس، وسرعة انتشاره، وانتقاله من شخص لآخر! هناك أسباب عدة لزيادة معدلات الإصابات اليومية بالفيروس، لكن وفقاً للإحاطة الإعلامية حول مستجدات فيروس «كورونا»، والوضع الصحي في الدولة، فإنه من خلال رصد وتتبع الحالات، لوحظ أن معظم الحالات جاءت بسبب التجمعات الناجمة عن الزيارات العائلية والاجتماعية، من غير التقيد بالإجراءات الاحترازية، مثل: التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات! للأسف هناك شعور عام، عند كثير من العائلات، بأن مرحلة «كورونا» انتهت، وانتهت معها الإجراءات الاحترازية، فعادت الحفلات، والمناسبات، والتجمعات بأعداد كبيرة، عادت حفلات القران، والزواج وأعياد الميلاد في المنازل، وبأعداد تقدر بالمئات، والمشكلة ليست في تنظيم هذه الحفلات فقط، بل الطامة الكبرى تكمن في الممارسات التي تحدث خلالها، من مصافحات وتقبيل وأحضان، وتقارب جسدي شديد، ورمي الكمامات جانباً، والتصرف بأريحية تامة، دون الالتفات إلى الفيروس أو المرض وأضراره، ومن دون أي تخوف رادع منه، ما يضاعف خطورة الإصابة بالفيروس، وسرعة انتشاره بأعداد ليست قليلة، ضمن العائلة الواحدة! الجهات المعنية عندما قررت إعادة…
الأربعاء ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٠
معدلات الإصابة اليومية بفيروس كورونا المستجد بدأت تتزايد في الأيام الأخيرة، ورغم أن هذه الزيادات تعتبر مقلقة دون شك، فإنها متوقعة، بل ربما نشهد في الأيام المقبلة زيادات أخرى محتملة في أعداد الإصابات اليومية، وهذا انعكاس طبيعي جداً لزيادة حركة أفراد المجتمع، وعودة الحياة في المجالات كافة. زيادة معدلات الإصابة اليومية بنسبتها الحالية، رغم أنها مقلقة، كما صرح بذلك وزير الصحة عبدالرحمن العويس، فإنها تحت سيطرة الجهات المعنية كما هو واضح، ويجب أن توضع تحت محور واحد فقط، وتبعث برسالة واحدة للمجتمع، مفادها التشديد على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، التي يأتي على رأسها تجنب التجمعات والزيارات، خلال الفترة الحالية، والتقيد بالتباعد الجسدي. عودة الأعمال، وعودة الحياة إلى مدارس الدولة، تزيدان بالضرورة احتمالية انتقال الفيروس من شخص إلى آخر، لكن مع التقيد بالإجراءات الاحترازية في أماكن العمل، وفي المدارس، فإننا بذلك نقلل فرصة وصول الفيروس إلى المنازل، وانتقال العدوى إلى كبار السن، إذ إن الفيروس أشد خطورة وشراسة عليهم! وبصراحة شديدة، فقد لمس الجميع اهتماماً منقطع النظير في معظم مدارس الدولة، بالالتزام بالتعليمات الإرشادية، والإجراءات الاحترازية، وبدأ العام الدراسي في الدولة مختلفاً عن كل عام، لكن من الواضح جداً أن الجميع مدرك، تماماً، لضرورة إعطاء صحة وسلامة التلاميذ الأولوية القصوى، وعلى حساب أي شيء آخر! لقد كان للبروتوكولات، التي أقرتها الجهات…
الثلاثاء ٠١ سبتمبر ٢٠٢٠
في واحد من أهم القرارات التي تضع الأنشطة الاقتصادية في مسارها الصحيح دون تضارب، ودون إلغاء للمنافسة العادلة، أصدر سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم قراراً يقضي باعتماد ضوابط وشروط وإجراءات تأسيس الشركات من قبل الجهات الحُكوميّة في دبي، وذلك لتحقيق تنظيم تأسيس هذه الشركات من خلال تقنين الضّوابط والإجراءات التي يجب على الجهات الحُكوميّة التقيُّد بها في هذا الخصوص. ومن الواضح جداً أن الهدف الأسمى المراد الوصول إليه من خلال هذا القرار هو ضمان عدم منافسة القطاع العام للقطاع الخاص في مزاولة الأنشطة الاقتصادية، وهذا ما اعتادت عليه بعض الجهات الحكومية في السنوات الأخيرة، ما تسبب في إيجاد خلل في المنافسة، وفي تحقيق دورة اقتصادية واضحة ومفيدة. دخول الجهات الحكومية إلى ملعب القطاع الخاص، ومنافسته في الأنشطة الاقتصادية له سلبيات كثيرة، أولها أن دورة رأس المال في القطاع الخاص أكثر فاعلية وتأثيراً في المجتمع من دورته في القطاع الحكومي، وثانيها أن المنافسة تصبح غير عادلة للقطاع الخاص، إضافة إلى سبب ثالث هو انعدام توافر أي قيمة مضافة لهذه الشركات الحكومية من ناحية الخبرات أو التقنية، فهي كونها مملوكة للحكومة تعتمد على جذب القوى العاملة، والحصول على العقود، وهذا أيضاً يؤدي إلى المنافسة غير العادلة. من ناحية أخرى، فإن تخفيض الحكومة توظيف القوى العاملة في هذه الفترة بسبب الظروف…
الأحد ٣٠ أغسطس ٢٠٢٠
العام الدراسي الجديد لن يكون عاماً طبيعياً، بل هو عام استثنائي في توقيته وشكله وكل الظروف المحيطة به، مليء بالتحديات، لكننا في دولة استطاعت دائماً أن تواجه التحديات وتتغلب عليها، لذا فنحن جميعاً نتطلع إلى أن يحقق جميع الشركاء، والأطراف المعنيين بالعملية التعليمية، النجاح في تجاوز هذه التحديات الجديدة بتحقيق نتائج إيجابية، وينجحوا في مواجهة كل التداعيات المرتبطة بوجود فيروس كورونا المستجد، ومنعه من التسلل والانتشار بين طلاب المدارس. نتفهم تماماً أن قرار العودة للمدرسة قد يكون مُقلقاً لبعض أولياء الأمور والطلبة، لكن الاهتمام الحكومي الكبير، والبروتوكولات الصحية التي أقرتها الجهات المعنية للمدارس، سيعملان بالتأكيد على إزالة هذا القلق شيئاً فشيئاً، خصوصاً أنه من الواضح جداً التزام المدارس بالإعلان أخيراً عن إجراءات صارمة في الصحة والسلامة، لحماية أبنائنا الطلبة، والكوادر المدرسية من الإصابة بالعدوى. وعموماً كل من يشعر بالقلق حيال عودة المدارس، يمكنه التحدث مع مدرسة أبنائه، لمعرفة المزيد حول الأسلوب الذي ستتبعه في الحفاظ على صحة وسلامة الطلبة، وعن دوره كولي أمر، فهذه مسؤولية الجميع، وتقع على الجميع، البيت والمدرسة والجهات المعنية بالتعليم، وأيضاً الجهات المعنية بالصحة. خلال الفترة المقبلة، سيتعين على المدارس الالتزام بتوجيهات الصحة والسلامة، لحماية الجميع من الإصابة بالعدوى، وهذا يعني أن المدرسة قد لا تبدو كما كانت عليه في السابق، حيث ينبغي خلال هذه الفترة…
الخميس ٢٧ أغسطس ٢٠٢٠
«المفكر العربي الكبير»، كما وصفته مذيعة القناة التي يديرها هو بتمويل قطري، أظهر لكل من شاهده من العقلاء، وغير المتعصبين، والمحايدين، سذاجته وحماقته وضعف حجته، وخلو عقله من الفكر تماماً، والأسوأ من ذلك أسلوبه المكشوف دائماً المعتمد على التلاعب بالعواطف والمشاعر والدين من دون حجج وبراهين، لاستغباء كل من يصدقه، ويصدق أكاذيب وافتراءات الآلة الإعلامية القطرية، المنفق عليها بسخاء! هي ذاتها أساليبهم لم تتغير، رغم أنها أصبحت سقيمة ومملة ومكررة، وكشفها العقل العربي الحر، تلاعب واضح بالألفاظ لكسب العاطفة الجمعية، واللعب على وتر الدين والقومية العربية، وإقحام تهمة محاربة الإسلام لكل من يكشف زيفهم وأجندتهم المدمرة، إضافة إلى رمي التهم جزافاً من دون دليل، ومحاولة إلصاق صورة نمطية بكل من يناصبهم العداء، يكرّسونها في إعلامهم المأجور، وعبر ذبابهم الإلكتروني المنتشر بفعل دولاراتهم وأموالهم المهدرة! المفكر «الكبير»، الخالي عملياً من أي فكر مفيد، عزمي بشارة، يقول إن الإمارات ضد الديمقراطية، وهي تعادي وتحارب الأنظمة الديمقراطية في الوطن العربي، ولا تقبل بوجودها، وسعت إلى إسقاطها، يقول ذلك من وسط العاصمة القطرية الدوحة، فهل قطر من وجهة نظره هي مركز الديمقراطية في المنطقة؟! وهي تعشق الديمقراطية؟! تُرى لماذا لا يوجّه حديثه للنظام القطري كي يقبل بالديمقراطية، وينصحهم، بما أنه مستشارهم الأعظم، بتقديم نموذج ديمقراطي نهتدي به؟! تُرى أي دعم قدمته قطر للدول العربية…
الثلاثاء ٢٥ أغسطس ٢٠٢٠
ندرك تماماً أن اتخاذ قرار حاسم بشأن شكل وآلية التعليم في العام الحالي أمر صعب للغاية، ليس هنا في الإمارات فقط، بل هو محط جدل ونقاشات وتجاذبات في معظم دول العالم، فالمسألة ليست سهلة، وكل الخيارات المطروحة صعبة، ولها من السلبيات تماماً كما لها من الإيجابيات، ولا يوجد خيار أفضل من الآخر بشكل مطلق. في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، يرى مسؤولو القطاع الصحي ضرورة عودة الأطفال إلى المدارس بعد عطلة الصيف، محذرين من أن عدم انتظامهم في التعليم أكثر خطراً عليهم من الإصابة بـ«كوفيد-19». وقال المستشارون في بيان أصدروه قبل يومين هناك، إن «الأدلة أظهرت أن عدم الانتظام في التعليم قد يفاقم مشكلات الطلبة الصحية والبدنية والنفسية»، ويؤكدون أن هناك أدلة واضحة على أنه حتى إذا أصيب الأطفال بـ«كوفيد-19»، فعادة لا تكون الإصابة خطرة، ونادراً ما تؤدي إلى الوفاة. وفي الوقت ذاته يرفض وجهة النظر هذه كثير من الأطباء والتربويين والمختصين، فهم يؤكدون أن انتشار الفيروس، وإن لم تثبت خطورته على الصغار، فإنه دون شك خطر على الأساتذة والمدرسين، وأولياء أمور الأطفال وذويهم من كبار السن، فمن يضمن عدم انتقال الفيروس من الطفل إلى أبيه أو أمه أو جدته؟! وفي بلد عربي، كالأردن مثلاً، ألمح وزير الصحة هناك إلى الخلاف بين وجهتي نظر متباينتين إزاء موضوع العودة إلى المدارس،…
الإثنين ٢٤ أغسطس ٢٠٢٠
مجرد تساؤل، ومن دون أي تدخل في اختصاصات الجهات الرسمية المعنية، ماذا سيحدث لو تم تأجيل بداية العام الدراسي إلى بداية شهر نوفمبر المقبل؟ هل هناك ضرر كبير سيلحق بالعملية التعليمية؟ أم أن التواريخ ثابتة ولا يمكن تغييرها مهما كانت الظروف والملابسات؟ هل الوضع سيكون صعباً للغاية، وسيؤثر بشكل حاد في التعليم، أم أنه سيكون أكثر وضوحاً، وأكثر استقراراً وطمأنينة للطلبة وأولياء الأمور والمدارس أيضاً؟! نمرّ بظروف استثنائية، صحيح أننا نعيش في الإمارات حالة نفسية أفضل من غيرنا، بفضل جهود الدولة في محاصرة ومكافحة فيروس «كورونا»، إلا أن الوضع العالمي العام لدرجة انتشار الفيروس المستجد، لايزال غامضاً حتى الآن، فهناك من لايزال يتحدث عن موجة مقبلة، وهناك من لايزال يحذر من التجمعات، لذلك اتخذت بعض الدول إجراءات احترازية من ضمنها تأجيل بداية العام الدراسي، وذلك لمراقبة وضع الفيروس، ومثل هذا الإجراء لاشك أنه جيد. الوضع حالياً مُربك، والجميع مُرتبك، أولياء الأمور وإدارات المدارس على حد سواء، والجهات المختصة تركت مسؤولية الأمر برمته على عاتق المدارس الخاصة وأولياء الأمور، لهم حق الاختيار بين التعليم في المدارس، وفق اشتراطات يمكن وصفها بأنها صعبة ومملة للطلبة، أو التعليم عن بُعد بكل ما فيه من سلبيات وإيجابيات، وكلا الأمرين صعب للغاية، ولا يمكن لأي ولي أمر أن يستطيع اتخاذ قراره بأريحية، فالموضوع أكبر منه…