الثلاثاء ٠٦ أكتوبر ٢٠١٥
لماذا أقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الانخراط العسكري المباشر في الحرب الأهلية – المذهبية -الإرهابية الدائرة في سوريا منذ سنوات؟ هل يطوّر مستقبلاً انخراطه هذا المقتصر على استعمال طيرانه الحربي لمساعدة الرئيس بشار الأسد، وعلى تدريب ما تبقى من جيشه والميليشيات "الفئوية" التي شكّلتها إيران ودرّبتها ومولّتها وسلّحتها، والتي تضم إلى السوريين لبنانيي "حزب الله" وعراقيين وأفغاناً وباكستانيين وغيرهم؟ هل يكون التطوير بإرسال فرق عسكرية روسية تضمّ آلاف الجنود وربما عشرات الآلاف لاحقاً أو أكثر؟ وهل يشمل التطوير مهمة القوات بحيث تصبح مساعدة الأسد على التخلّص من كل أعدائه، وعلى إعادة سيطرته على جغرافيتها كلها بعدما كانت واستناداً إلى تصريحاته (بوتين) ومواقفه المُبلَّغة إلى اوروبا وأميركا حمايته ونظامه في مناطق سيطرته الحالية؟هذه الاسئلة تطرحها كثيراً هذه الأيام وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والإسلامية والعالمية، وتقدِّم أجوبة عنها نابعة حيناً من معلومات دقيقة، وحيناً من معلومات مجتزأة عمداً أو عفواً، وحيناً من تحليلات تنطلق من الواقع الراهن روسيّاً ودولياً وسوريّاً واسلامياً ومن التمنّيات والالتزامات السياسية والعقائدية. لكن رغم ذلك تبقى هناك حاجة إلى محاولة للبحث عن أجوبة اكثر دقّة لأن الناس في حاجة الى معرفة المزيد وخصوصاً الذين منهم "يأكلون العصي" في سوريا والعراق وغيرهما، والذين "يعدّونها" مع خوف عندهم أن يصبحوا من "آكليها" مثل الشعوب اللبنانية. علماً أن محاولة كهذه…
الإثنين ٢١ أكتوبر ٢٠١٣
لم يفاجئ غضب المملكة العربية السعودية على روسيا العالم. فالأخيرة لم تقصّر في دعم نظام الأسد لمواجهته وبكل الوسائل الثورة الشعبية العارمة عليه منذ منتصف آذار 2011. وعمّق ذلك التنسيق السياسي الذي كان قائماً بين موسكو وطهران ووسَّعه. فضلاً أن روسيا تعاملت مع "المبادرة السعودية" التي توجه بها اليها الأمير بندر بن سلطان المسؤول الأول عن الأمن القومي في البلاد باستخفاف ظهر في تفاصيلها التي سرَّبتها إلى وسائل الإعلام. ولم يفاجئ غضب المملكة العربية السعودية على أميركا قسماً كبيراً من العالم رغم أن انكشافه الرسمي للرأي العام والمجتمع الدولي لم يحصل الا أخيراً. ذلك أن قادتها حرصوا دوماً على عدم التعرّض للدولة الأعظم علانية لاعتبارين أساسيين، أولهما التحالف الوثيق القائم بينهما منذ تأسيس الدولة السعودية الذي رسَّخته المصالح المشتركة وخصوصاً بعد اكتشاف النفط فيها وتحولها دولة مهمة لتأمين استمرار تدفّقه، أو للتحكم باسعاره، أو للحؤول دون تحوله وسيلة أو أداة في الصراعات السياسية الكبيرة إقليمية أو دولية. وثانيهما مظلة الحماية التي فتحتها أميركا دائماً فوق المملكة، والتي صارت حاجة ماسة لها في العقود الأخيرة، أولاً بسبب تهوّر عراق صدام حسين وطموحاته السعودية من وراء احتلال الكويت، وثانياً بسبب التهديد الذي شكّله لها النظام الإسلامي في إيران منذ تأسيسه عام 1979، أو بالأحرى للعائلة الحاكمة فيها ولاحقاً للخليج العربي الذي تتزعمه…
الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٣
أثار انتخاب الشيخ حسن روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية ثم انفتاحه على الحوار مع أميركا، فتحادُثه ورئيسها باراك أوباما هاتفياً، حماسة باحثين اميركيين لدرس تطور أوضاع هذه الجمهورية منذ قيامها، وذلك لمعرفة ما حققته من نجاح، ولاستشراف إمكان توصلها وواشنطن إلى إنهاء القطيعة المزمنة بينهما وإلى حل المشكلات الكبيرة التي رافقتها. ماذا جاء في دراسات هؤلاء؟ جاء فيها أن إيران تحوّلت من الدفاع إلى الهجوم منذ عام الغزو الأميركي للعراق. فهي رحَّبت به، بل استدرجته عبر حلفائها الشيعة، كما يتردَّد في أوساط عراقية عدة، لأن الراحل صدام حسين الذي غزاها وحاربها تسع سنوات كان عدواً مميتاً، ولأن انهيار نظامه أراحها وفتح في الوقت نفسه أمامها الباب لاحداث نقلة نوعية في أمنها القومي. ذلك أنه كان بعد انهيار الإتحاد السوفياتي التهديد الرئيسي لها. وقيامُ عراق موالٍ لها أو على الأقل محايد من شأنه ضمان الأمن القومي الإيراني. الغزو الأميركي المذكور أعلاه خلق فراغ سلطة في العراق عجزت القوات التي نفذته عن ملئه. ذلك أن إيران إستبقته بدعم الشيعة العراقيين المؤيدين لها وبمساعدتهم على تأليف ميليشيات خاصة بهم. وقد قام هؤلاء عندما حاربت القوات الأميركية الإنتفاضة السنية عام 2007 بملء الفراغ. ولم تمانع الإدارة الأميركية في ذلك. إذ أنها كانت تواجه تهديدين واحد سني وآخر شيعي. وكانت خطتها التخلّص من الحرب مع…