الخميس ٠٦ يناير ٢٠٢٢
أين الأكاديمي والمفكر الإماراتي، لماذا لا نرى الأكاديميين الإماراتيين المتخصصين على شاشاتنا المحلية والدولية، أين إسهامات المفكر الإماراتي وحضوره الفعال في المجتمع، أليس حريّ بنا أن نرى خبراءنا ومفكرينا في وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من الهواة؟ جُل هذه الأسئلة أو لعلها جميعها ربما تناهت إلى مسامع من يقرأ سطور هذا المقال مثلما عادت من جديد تتردد على مسامعي بعد شرف التكليف الذي نلته من قيادتنا الرشيدة لإكمال المسيرة الزاخرة لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، التي بدأها معالي الدكتور جمال سند السويدي، وله منا جميعاً كل الشكر والتقدير. وسط ذلك السيل من الأسئلة المشروعة والتي تنم عن حرص المجتمع على أن يكون للأكاديمي والمفكر الإماراتي دوره المجتمعي، تتبادر أسئلة أخرى، تتمثل في: هل لدينا شح وندرة في وجود مفكرين وأكاديميين إماراتيين، هل الناتج الفكري لهم قليل أم الوصول إليه هو المعضلة، هل المؤسسات الوطنية أو الإعلامية في غنى عن المفكر والأكاديمي الإماراتي؟ كلا وحاشا، أن يكون هناك شح في كوادرنا الإماراتية الأكاديمية والمفكرة، وهي في وطن جُبل على قيادة حكيمة تدرك قيمة العلم منذ القائد المؤسس، طيب الله ثراه، وحتى يومنا هذا، وتأخذنا إلى الخمسين سنة القادمة وما بعدها. قيادة همها الأول والأخير بناء الإنسان الإماراتي. تزخر دولة الإمارات وتفاخر مؤسساتها بمساهماتها في الوصول بالعديد من كوادرها إلى تراكم من الخبرات…
الإثنين ١١ يونيو ٢٠١٨
في العام الثاني للأزمة القطرية، أو لنكون أكثر دقة في انتقاء العبارات وتوصيف الحالة يمكن القول، في العام الثاني «لتوريط نظام الحَمَدين قطر وإبعادها عن محيطها وامتدادها الطبيعي»، نتساءل مع القارئ الكريم: ما الذي تبقى في جعبة نظام الحَمَدين للعام الثاني للأزمة؟ لعل ما يتبادر إلى أذهان البعض بعد مرور عام على توريط نظام الحَمَدين قطر: هل كان قرار المقاطعة الذي اتخذته المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين قراراً صائباً؟ حريٌّ بنا هنا أن نرد على ذلك التساؤل بالقول، وهل كان هناك قرار أفضل للتعامل مع نظام الحَمَدين؟ يسعفنا أحد القراء بالقول: لِنَعُد إلى اتفاق الرياض في 2013 ثم الاتفاق التكميلي في عام 2014، ونستذكر مدى التزام نظام الحَمَدين بهما، عندها سندرك ما إذا كان القرار في محله أم لا. بل على العكس، يضيف قارئ آخر، كشفت هذه المقاطعة حقيقة نظام الحَمَدين، وهو ما ظهر في تصريح خالد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع، حين قال إن قطر أُجبرت على المشاركة مع التحالف العربي في اليمن. لقد بات من منظور نظام الحَمَدين أن مواجهة تدخلات النظام الإيراني في المنطقة وأخطار سياسته على العالم العربي نوع من الإجبار بدلاً من أن يكون واجباً. نعود مع القارئ الكريم إلى حقيبة الحَمَدين وما تبقى في جعبتها للعام الثاني لتوريط قطر. ما الذي كان فيها…
الأربعاء ١٦ أغسطس ٢٠١٧
تحدثنا في المقال السابق عن الهوية الفريدة التي منحها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لشعب الإمارات، فإضافة إلى هوية اللغة والدين والوطن، أصبحت عبارة «عيال زايد» هوية لكل إماراتي، حتى بات، طيب الله ثراه، «هوية وطن» في حد ذاته. وقد ختمنا مقالنا السابق بتساؤل موجه للقارئ الكريم، وهو: هل من تصورات ومقترحات لتعزيز ما منحه، طيب الله ثراه، من هوية فريدة لشعبه؟ نسير مع القارئ من جديد لعرض بعض التصورات والمقترحات من خلال هذه الرحلة. يزور عدد من الأهالي أبناءهم الذين تشرفوا بدخول الخدمة الوطنية، وإذا بعبارة «عيال زايد» وقد زينت زيهم العسكري مباشرة فوق أسمائهم. تنهمر الدمعة من أحد الأهالي، مستذكراً ما قاله زايد: «هذا الوطن يتطلب جندياً قوي العزيمة». بدأ العام الدراسي 2018/2017، عاد الطلبة في يومهم الأول بكتبهم الدراسية. يُقلب أحد الآباء كتب ابنه وإذا بكتاب «زايد هُوية وطن». يستفسر من أحد المدرسين عن ماهية هذا الكتاب. يُجيب المدرس: «خُصص لجمع المقولات الخالدة لزايد في جميع الأنشطة والمجالات. فحين نتحدث مثلاً عن مجال التعليم أو المرأة في كتاب التربية الوطنية، نرفق ملاحظة في نهاية كل موضوع عبارة أنظر كتاب (زايد هُوية وطن)، ليلاحظ فيه الطالب مساهمة زايد ودوره في هذا المجال، ويدرك مدى أهمية الدور الذي قام به…
الإثنين ١٧ يوليو ٢٠١٧
لا تزال حالة الإنكار تخيم على القيادة القطرية التي تدفع بدورها للبقاء بعيداً عن القراءة الموضوعية والمنظور الاستراتيجي للوضع، بل والانحراف بزاوية هذه القراءة لنراها تقتصر على تسطيح للأزمة القطرية، التي تَكَفلَ بها مسؤولو القيادة القطرية والإعلام القطري، فنراه حتى اليوم يردد أن وكالة الأنباء القطرية قد تعرضت لاختراق، وأن ما يحدث اليوم هو حصار وليس مقاطعة، وهو نتيجة حقد وحسد من قبل الدول المقاطعة! ويستمر هذا التسطيح وينجر معه الكثير من أهلنا في قطر حتى باتت الأزمة القطرية لا تعدو، من منظور القيادة القطرية، كونها حصاراً «جائراً» كما تدعي، والمضي بتعنت ونظرة لا تجد فيها أبجديات القراءة الاستراتيجية، ويقتصر الأمر على محاولة إثبات للشعب القطري أن لا تغيير طرأ أو سيطرأ عليهم. وعلى المستوى الخارجي الترويج للمظلومية ومحاولة زرع فكرة أن ما يحدث اليوم هو حصار وليس مقاطعة. حصحص الحق وتكشفت الرؤية بأن المبادئ الـ 6 التي ترتكز عليها المطالب الـ 13 للدول الأربع المقاطعة ليست ردة فعل آنية، بل تعود إلى سنوات من التآمر تمت مواجهتها لتفضي إلى اتفاق الرياض في 2013، والاتفاق التكميلي في 2014 الذي كشفت تفاصيله قناة CNN. حصحص الحق ولا تزال القيادة القطرية ماضية في تسطيح المشكلة، وبالتالي ذهاب أهلنا في قطر بعيداً عن جوهر المشكلة لهذه الأزمة وتبعاتها. نسير مع القارئ هنا لنجيب…
الخميس ٢٩ يونيو ٢٠١٧
لا يفصلنا عن انتهاء المدة المقررة لالتزام السلطة في قطر وتنفيذ مطالب الدول المقاطعة سوى 3 أيام . مطالب لا تخدم مصر والسعودية والإمارات والبحرين فحسب، بل شعوب المنطقة بما فيها الشعب القطري الشقيق. مطالب تتمثل في الوقوف بوجه الإرهاب الذي لا يعرف ديناً أو لغة سوى لغة الدمار. دمار لا يستثني أحداً، حتى مَن يقوم بتمويله. وبدلا من الإنصات لصوت العقل، إذا بالقيادة في قطر ما زالت تسعى إلى تسطيح المشكلة ومحاولة إفراغها من محتواها بالتركيز على اعتبار أن هذه المقاطعة نوع من الحصار، وسعيٌ مِن قِبل هذه الدول لفرض وصايتها على السياسة القطرية وتجريدها من قرارها الوطني! هذه الوصاية التي ستحرم قطر مثلاً من أن تكون «كعبة المضيوم»! فما هي «كعبة المضيوم»؟ وهل هي حكر على السلطة القطرية، أم أن لها مفاهيم أخرى؟ وكيف يمكن لمفهوم «كعبة المضيوم»، من منطلقات السلطة القطرية، أن تهدد شعبها كما هو الحال بالنسبة لشعوب الخليج والمنطقة؟ بدايةً يمكن النظر إلى مفهوم «كعبة المضيوم» على أنه «إغاثة الملهوف» في العادات والتقاليد العربية والقبلية. مفهوم لا شك أنه أمر محمود يلاقي قبولاً لدى الشعب القطري والعالم العربي والإسلامي. لكن إذا أخذنا الجانب المنطقي لهذا المصطلح في صورته الجميلة وأهدافه النبيلة، فيمكن أن نشير بأريحية إلى أن الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية قد سبقت القيادة…
الإثنين ١٥ مايو ٢٠١٧
ثلاث دوائر لا بد من رسمها بشكل تتقاطع فيه، ثم يتوجب متابعتها للوصول إلى المخرجات في المستقبل. أدعو القارئ الكريم للتريث في فك طلاسم ما تقدم حتى يأتي وقتها. بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن المحطة الأولى له خارجياً ستكون للمملكة العربية السعودية في 23 مايو (أيار) الحالي وتزامنها مع ثلاث قمم، بدءاً من القمة الثنائية التي تجمع الجانب الأميركي بنظيره السعودي، مروراً بالقمة الأميركية مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي وانتهاءً بالدول العربية والإسلامية، استوقفني أمر أدعو القارئ الكريم إلى أن يشاركني فيه. يأخذنا التاريخ للعودة إلى عام 2009، لنستحضر زيارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في مستهل رئاسته، فكانت الوجهة جمهورية مصر العربية. عيون العرب شاخصة ومهللة لعصر جديد في عهد أوباما، بعد دمار حلّ بالأمة العربية قبل أن يحل بالعراق وذلك مع الغزو الأميركي للعراق في عام 2003. تصفيق حار من الحضور يستمر لدقائق، يأخذ الحماس البعض ليقف وأصوات تهتف فرحاً بأوباما، كيف لا فهو القادم بعهد جديد مغاير لسلفه. خطبة عصماء يقاطعها الحضور بالتصفيق كلما جاءت تلك الخطبة على ذكر الإسلام، يتطرق أوباما لعدد من القضايا التي تهم المنطقة، يؤكد مسؤولية بلده بطريقة أو بأخرى فيما حدث في العراق، وضرورة مساعدته وشعبه لتحقيق الاستقرار فيه. يسير القارئ بخياله لترتسم لديه الصورة القاتمة للعراق الذي…
الإثنين ٢٦ ديسمبر ٢٠١٦
«الولايات المتحدة لن تتدخل لمقاتلة حزب الله، فحزب الله لم يعلن الحرب على الولايات المتحدة، ولم يتآمر ضدها بخلاف (داعش) و(النصرة)». ما الرابط بين تلك العبارة وعنوان هذا المقال؟ لعل هذا السؤال الذي يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم الذي ستترك له المساحة ليفك طلاسم ذلك الربط، ولكن بعد أن نسير معه في السطور التالية. إنه عام 2003، الولايات المتحدة تغزو العراق، وأحد محاور الشر كما تطلق عليه (النظام الإيراني) يسهم في نجاح ذلك الغزو. تدبّ الفوضى في العراق وتزداد سوءًا بعد إعلان بول بريمر حلّ الجيش العراقي. الفراغ الأمني تزداد ملامحه شيئًا فشيئًا، وينطلق النظام الإيراني بواجهته «فيلق القدس» وقائده قاسم سليماني لتعزيز النفوذ الإيراني وتأثيره في العراق. يزداد الوضع تدهورًا في العراق وتزداد معه الخسائر الأميركية. إنه 2005، تصنف الولايات المتحدة الأميركية قاسم سليماني على أنه داعم للإرهاب الدولي، وتفرض عليه عقوبات عززها القرار الأممي رقم 1747 في 2007 يحظر بموجبه مجلس الأمن السفر على قاسم سليماني، ويعد أي بلد يسمح له بالعبور أو السفر متحديًا العقوبات المفروضة. إذن العراق دولة ذات حدود دولية معترف بها، وبالتالي وجود سليماني فيها يعتبر انتهاكًا لتلك العقوبات. ولكن.. عداد الخسائر الأميركية ما زال مستمرًا. ما العمل؟ القوات الأميركية في العراق تنسق الترتيبات الأمنية مع النظام الإيراني، وبالتالي لا بد من أن يكون…
الجمعة ١١ نوفمبر ٢٠١٦
على خلاف جميع التوقعات، استطاع المرشح «الجمهوري» دونالد ترامب الفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية متقدماً على منافسته «الديمقراطية» هيلاري كلينتون التي أشارت آخر استطلاعات الرأي إلى أن فرص نجاحها تصل إلى 90%. وقبل الخوض في غِمار السياسة الأميركية المتوقعة في المنطقة يمكن قراءة السياسة الخارجية في فترة جورج بوش وباراك أوباما على النحو التالي: اتسمت السياسة الخارجية في فترة الرئيس الأسبق جورج بوش بنوع من الراديكالية والاندفاع وهو ما دفع المحللين إلى وصف إدارته بـ«المحافظين الجدد»، أسفر ذلك الأمر في خوض أميركا لحرب أفغانستان وغزوها للعراق. نتج عنه بداية فراغ أمني في المنطقة لم تستطع الولايات المتحدة من ضبط أبعاده ما أسفر بدوره عن تنامي التدخلات الإيرانية في المنطقة وتزايد خطر الإرهاب في المنطقة وانعدام الأمن في أفغانستان، أفضى من ناحية أخرى وبسبب الأزمة الاقتصادية إلى تأثير كبير على الاقتصاد الأميركي الذي لم يعد يحتمل النفقات العسكرية الباهظة. كما بُنيت السياسة الخارجية لإدارة أوباما على النقيض من السياسة الخارجية لسلفه، وذلك رغبة في تخفيف حدة الرادكالية ومحاولة معالجة آثار الأزمة الاقتصادية. هذه السياسة دفعت بدورها كذلك إلى مزيد من الفراغ الأمني مع انسحاب القوات الأميركية من العراق، وظهور ما عُرف بثورات «الربيع العربي» التي دفعت إلى انهيار كلي لبعض الأنظمة الحاكمة مثل ما هو الحال في ليبيا واستمرار انعكاساته على…
الإثنين ٠٧ نوفمبر ٢٠١٦
بالرغم من الانتقادات المستمرة من قبل الاتحاد الأوروبي للنظام الإيراني حيال ما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات في إيران، فإن ذلك لم يمنع من أن تكون البوابة الاقتصادية مجالاً لعودة العلاقات وتعزيزها بين إيران ودول الاتحاد الأوربي بعد الاتفاق النووي، والتي أدت إلى الزيارات المتتالية والمتبادلة. نسير مع القارئ الكريم لتناول أفق تلك العلاقة في ظل ما تشهده إيران من تحسن في مجالها الاقتصادي وتأثيره في المستوى السياسي. لا يخفى علينا كيف دفع استمرار النظام الإيراني في برنامجه النووي إلى قيام الاتحاد الأوروبي منفرداً بفرض عقوبات عليه من قبيل وقف استيراد النفط وإعادة تزويد الطائرات الإيرانية بالوقود والدعم اللوجستي وغيره، ناهيك عن عقوبات أخرى تتعلق بحقوق الإنسان والحريات. حيث كانت إيران تصدر قرابة 600 ألف برميل نفط يومياً إلى زبائنها في أوروبا وعلى رأسهم إيطاليا وإسبانيا، وسرعان ما تراجع ذلك الرقم في ظل تلك العقوبات. ومع توقيع الاتفاق النووي بين مجموعة 5+1 وإيران شهدت هذه الأخيرة زيارات متعدد من قبل العديد من الدول المنضوية تحت الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي انعكس إيجاباً على هذا الاتحاد حيث أرسل ممثليه إلى إيران الذين ما فتئوا يرحبون بالمشاركة الإيرانية في محاربة الإرهاب، ما أصبح وسيلة قوية للنظام الإيراني لتحقيق مزيد من النفوذ في المنطقة وتحديداً العراق. هذا التقارب لم يكن له أن يحول دون استمرار…
الأربعاء ٣٠ مارس ٢٠١٦
خلال الفترة المنصرمة التقى المرشد الإيراني علي خامنئي بأعضاء مجلس الخبراء، هذا المجلس الذي يأتي وفق الدستور الإيراني بوصفه المراقب لسلوك المرشد وأفعاله، والمنوط به اختياره وعزله، في حال عدم كفاءته للاستمرار في هذا المنصب. نسير مع القارئ في السطور القادمة، لنرى هل يوحي ذلك اللقاء بما تقدم، أم أن الأمر يأتي مغاير له؟ لم يكن للمرشد الإيراني أن يفوّت الفرصة من دون أن يرسل رسائل غير مباشرة لأولئك الذين اجتهدوا لإزاحة رموز مقربة للمرشد في مجلس الخبراء. ونقصد هنا رئيس مجلس الخبراء في دورته الرابعة محمد يزدي، وكذلك الأصولي مصباح يزدي اللذين خسرا سباق الانتخابات. حيث أشاد في بداية اللقاء بالدور المهم الذي لعبه كل من محمد يزدي ومصباح يزدي، واعتبر عدم وصولهم إلى المجلس في دورته الخامسة خسارة. انتقل المرشد الإيراني لاستثمار خسارتيهما بالقول إنهما تقبلا الخسارة، بل وباركا للفائزين على خلاف الطريقة غير اللائقة التي انتهجها المعترضون على الانتخابات في عام 2009. انتخابات مجلس الخبراء والبرلمان وخسارة العديد من الأصوليين من دون وجود أية اضطرابات تعطي دلالة من منظور المرشد، أن الانتخابات السابقة كانت نزيهة ولم يشبْها أي تزوير، وأن ما حدث من اضطرابات في الانتخابات الرئاسية في 2009، مردُها أولئك الذين لم يتقبلوا الخسارة، ويقصد هنا بالطبع مهدي كروبي ومير حسين موسوي. عاد المرشد الإيراني من…
الإثنين ٠٧ مارس ٢٠١٦
أعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية العاشرة في إيران بتقدم تيار الإصلاح وداعمي الحكومة، الذين يطلق عليهم «تيار الاعتدال»، على الغريم التقليدي؛ التيار الأصولي. وجاءت النتيجة على النحو التالي: - فوز تيار الإصلاح - الاعتدال بـ81 مقعدًا. - حاز التيار الأصولي 62 مقعدًا. - فاز المستقلون بـ75 مقعدًا. - انتخابات إعادة لعدد 67 مقعدًا. - 5 مقاعد للأقليات (اليهود – المسيحيون – الأرمن – الآشوريون – الزرادشت). نسير مع القارئ في السطور المقبلة لاستعراض أهم الملاحظات التي تجلت في هذه الانتخابات: نستدعي بداية تصريح المرشد الإيراني الذي جاء له تصريح لاحق يجُبُّ ما قبله. فما حيثيات ذلك؟ مع الاستعداد للانتخابات، وسعيًا من النظام الإيراني لرفع نسبة المشاركة التي يراها تأكيدًا على شرعيته، صرح المرشد الإيراني بأنه يحق حتى للمعارضين للنظام الحالي المشاركة في الانتخابات. توقف حديث المرشد هنا ليعطي إيحاء بأن النظام، على خلاف السابق، يتقبل أولئك الذين يناهضون فكره، خصوصًا في ما يتعلق بولاية الفقيه المطلقة وصلاحياتها. فُتحت أبواب الترشح.. انطلق كثير من الإيرانيين على مختلف توجهاتهم لتسجيل أسمائهم للترشح على ضوء ما قاله المرشد. وزارة الداخلية الإيرانية تعزز من تصريح المرشد؛ حيث لم ترفض سوى أقل من ألف مترشح من أصل 12 ألف مترشح.. منسوب التفاؤل يزداد.. تتجه بقية الأسماء إلى مقص رقيب النظام الإيراني.. إنه مجلس صيانة الدستور. لا…
الأربعاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٥
يأتي مصطلح الدولة العميقة للدلالة على مؤسسات في دولة ما، تضاهي في بعض الحالات قوتها قوة الحكومة، بل وتصبح معطلة لقراراتها في بعض الأحيان، مما يجعل الطريق أمام تلك الحكومة في اتجاهين، إما مسايرة الدولة العميقة، وإما الاصطدام بها. ولعل السؤال الذي من الممكن طرحه هنا هو: هل يصدق ذلك على دولة مثل إيران، في ظل نظامها الجديد الذي يأتي الولي الفقيه على رأس ذلك النظام؟ نسير مع القارئ في هذا المقال لتلمس الداخل الإيراني، لنصل لاحقًا إلى إجابة له. إنه صيف 2013.. المنافسة محتدمة في إيران. ما الذي يجري؟ هناك احتفالات في شوارع طهران والمدن الكبرى. حسن روحاني يتفوق على منافسيه ليظفر بكرسي الرئاسة. تنهال عليه التبريكات بالفوز، وفي انتظار تنصيبه رسميًا لهذا المنصب. سنوات التخبط الإداري ومواجهة الغرب والشعارات والتصريحات الحادة، وانعكاسها على تردي الوضع الاقتصادي آن الأوان أن تنقضي بعد انتهاء رئاسة أحمدي نجاد. الأمل يحدو الشعب الإيراني للاستبشار خيرًا بالحكومة القادمة، كيف لا فهي حكومة التدبير والأمل. ولكن مهلاً. هل شعار المفتاح الذي كان يرفعه روحاني لديه كل الأقفال للقيام بفتحها، أم بعضها وأهمها بيد الغير؟ بيان إيجابي قادم من الداخل الإيراني باتجاه روحاني، فحواه إيجابية؛ فهو يبارك له الفوز ولكن.. بين ثنايا سطوره عبارة «الاستعداد للتعاون بإيجابية مع الحكومة الجديدة». بيان آخر يحمل ذات المعنى…