الإثنين ٠٩ مارس ٢٠١٥
«أول طائرة إيرانية تحط في اليمن منذ عشرات السنين»..ما تقدم هو واحد من عشرات العناوين التي وردت في مواقع الأخبار الإيرانية للاحتفاء بتدشين الرحلات الجوية بين البلدين، حيث شهدت كل من إيران واليمن في الأسبوع الماضي أول رحلة طيران بينهما..في الوقت التي حطت الطائرة الإيرانية في مطار صنعاء، كانت قد حطت طائرة يمنية في مطار الخميني بالعاصمة الإيرانية طهران. حتى الآن يبدو الأمر طبيعياً فتسيير الرحلات بين الدول هو جزء من العلاقات الثنائية والمتعارف عليها دولياً، ولكن يتبادر السؤال هنا: هل هناك ما هو أبعد عن مجرد طيران؟ نسير مع القارئ الكريم، لتناول خلفيات هذا الأمر، وما هي أبعاد تلك الخطوة. لا يخفى على القارئ ما تشهده الساحة اليمنية بعد الانقلاب «الحوثي» على الشرعية، والاستيلاء على صنعاء، وبالتالي محاولة الالتفاف على المبادرة الخليجية ومحاولة فرض سياسة الأمر الواقع عن طريق فرض إقامة جبرية على الرئيس هادي وعدد من وزرائه. هذا الأمر، وعلى الرغم من استهجان المجتمع الدولي للخطوات «الحوثية»، إلا أن النظام الإيراني كانت له نظرة مغايرة لذلك، فوصول «الحوثيين» واستيلائهم على السلطة يأتي من منظور مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين أمير عبداللهيان على أنه زاد من قوة الأمن في المنطقة، وتضييق الخناق على التنظيمات الإرهابية. هذا الأمر ساهم بدوره في سعي النظام الإيراني إلى تعزيز موقف «الحوثيين»…
الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥
في الوقت الذي تنطلق فيه المظاهرات المناوئة للحوثيين في الداخل اليمني ويأتي الانتقاد والاستنكار سواء على المستوى الخليجي أو الإقليمي أو الدولي، تطالعنا زاوية أخرى تسير مغايرة لما تقدم، بل إنها تأتي على النقيض من ذلك. نسير مع القارئ في السطور القادمة لمعرفة تلك الزاوية وعلى ماذا تستند في رؤيتها للداخل اليمني. بداية ونظرا لتبعات ما عرف بالربيع العربي جاءت المبادرة الخليجية لإخراج اليمن من ذلك الاحتقان والوصول إلى خريطة توافقية للقوى الفاعلة فيه. لم يستمر الوضع على ما هو عليه بعد التجاوزات الحوثية التي طالت العاصمة صنعاء. المبعوث الدولي الخاص لم يتوقف عن جهوده للوصول إلى حل توافقي بين الأطراف وفق المبادرة الخليجية. الحوثيون يصعدون من مطالبهم وإذا بمبادرة «السلم والشراكة الوطنية» التي أعطت الحوثيين مساحة سياسية كبيرة. الحوثيون لم يكتفوا بذلك بل سعوا إلى تحقيق مزيد من النفوذ والتمدد جنوبا. يستمر الحوثيون في خطواتهم وإذا بالإعلان الدستوري يأتي بوصفه واقعا سياسيا مفروضا على اليمن ليخرج من دوامة إلى أخرى. المظاهرات المناوئة لهذا الإعلان تنطلق في مختلف مدن اليمن، ومن كان بالأمس مؤيدا وداعما للحوثيين يأتي ليعلن رفضه اليوم لتلك الخطوة الانقلابية. مجلس التعاون الخليجي يعتبر الانقلاب الحوثي نسفا كاملا للعملية السياسية السلمية التي شاركت فيها كل القوى السياسية اليمنية. مجلس الأمن يعبر عن القلق الشديد من التطورات في…
الإثنين ٠٩ فبراير ٢٠١٥
يفصلنا شهران عن موعد الوصول إلى إطار سياسي يمهد بدوره للوصول إلى اتفاق شامل مع نهاية المهلة المحددة لمباحثات البرنامج النووي بين إيران ومجموعة 5+1 في يوليو القادم. وفي ظل القراءات المتباعدة بين الطرفين، تعتبر المدة المتبقية قصيرة، وهو ما يحتاج بدوره إلى تضافر الجهود ومزيد من اللقاءات. نسير هنا مع القارئ لمعرفة مستجدات تلك المباحثات، وما هي تلك المزايدات التي لا يفتأ المسؤولون الإيرانيون يرددونها. لعلنا بداية نستشف من تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مدى استشعار الطرف الإيراني بضرورة حث الخطى واقتناص أي فرصة لتكثيف تلك اللقاءات مع الطرف الآخر بغية تذليل الصعاب. حيث قال إن لقاءه بكيري في جنيف يأتي لمعرفة مدى إمكانية تسريع اللقاءات للوصول إلى اتفاق نووي. هذا الأمر بدوره تجلى من خلال لقاءات متقاربة المدة بين المديرين السياسيين والفنيين من كلا الطرفين. جاءت بداية في جنيف تلتها لقاءات على هامش مؤتمر «دافوس»، وانتقل الأمر لاحقاً إلى العاصمة التركية اسطنبول على مستوى المديرين والسياسيين والفنيين. يعود الفريقان من جديد على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي لعقد جولة جديدة من تلك المباحثات قد تنتهي إلى لقاءات ثنائية بين إيران وعدد من مجموعة الـ5+1. حيث تأتي الجولة القادمة بوصفها الجولة الثالثة عشرة، والثالثة منذ تمديد المباحثات في 24 نوفمبر الماضي. إذن فالخطى تتسارع والجهود حثيثة، وبالتالي يتساءل…
الإثنين ٢٢ ديسمبر ٢٠١٤
يأتي ملف الفساد في إيران بوصفه أحد أهم الملفات الشائكة المتعاقبة على الحكومات الإيرانية، التي وقفت ولا تزال عاجزة عن معالجته وانتخاب أفضل السبل لمواجهته. ولعل نظرة إلى تقرير منظمة الشفافية الدولية تدفع إلى إدراك ما وصلت إليه إيران من مستويات خطيرة من الفساد، حيث حلت في المرتبة 136 من بين 175 دولة في الفساد. وهو ما أسهم في زيادة الحنق الداخلي من تفشي الفساد الذي استشرى، حتى، كما يرى بعض نواب البرلمان الإيراني، داخل الأجهزة المناط بها مواجهته. فكيف هي طبيعة الفساد في إيران؟ وما الخطوات والإجراءات التي تنوي حكومة روحاني اتخاذها لمواجهة هذا الملف؟ حين تتوفر عوامل من قبيل الفقر والبيروقراطية وتزايد معدلات التضخم وتدني الأجور في مقابل غلاء المعيشة، تصبح البيئة التي تعيش تلك العوامل فيها أكثر عرضة لتفشي الفساد. ولقد ظلت إيران حتى قبل ثورة عام 1979 تعاني من الفساد، ولو بدرجات متفاوتة. ورغم الشعارات التي رافقت هذه الثورة، فإن هذه المعضلة ظلت قائمة. غير أن هناك عوامل أخرى اختصت بها الحالة الإيرانية دفعت باتجاه تفشٍّ فاحش لهذه الظاهرة، فالعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران وتزايدها خلال السنوات الأخيرة قد أسهمت في ظهور من يُطلق عليهم «المتربحون»، الذين لم يكونوا بعيدين عن التواصل مع مؤسسات النظام نفسها. لقد جاء العنوان العريض، المتمثل في الالتفاف على العقوبات، بوصفه…
الإثنين ٠١ ديسمبر ٢٠١٤
لطالما ظلت التجربة الاتحادية لدولة الإمارات العربية المتحدة مثالاً ونموذجاً لأولئك الباحثين عن التجارب الاتحادية الناجحة في المنطقة. وبات المنظرون والمفكرون يتخذون من هذه التجربة مقياساً ومؤشراً في دراستهم للتجارب الوحدوية الأخرى. ونحن بدورنا وفي خضم احتفالاتنا بعيدنا الوطني الثالث والأربعين يتوجب علينا أن نعود من جديد وننظر إلى تجربتنا الاتحادية لنستخلص منها تلك العوامل التي أسهمت في تدعيم ذلك الاتحاد وديمومته الممزوجة بالتطور في جميع المجالات. ولعل أولى تلك العوامل التي أسهمت بداية في ظهور هذا الاتحاد بعد توفيق الله ورحمته لهذا الشعب هو وجود شخصية ذات توجهات وحدوية لديها إيمان راسخ بأهمية الوحدة والاتحاد، إنه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي يقول عن الاتحاد «إن الأصل هو الوحدة، أما التجزئة فهي الاستثناء المؤقت وغير الدائم»، وبالتالي فـ«الاتحاد هو طريق القوة وطريق العزة والمنعة والخير المشترك». العامل الثاني هو وجود قناعة ودعم من قبل المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. فجاء ذلك الاتحاد بين إمارة أبوظبي ودبي ليكون نواةً ودافعاً ومحفزاً قوياً باتجاه انضمام بقية الإمارات الأخرى لهذا الاتحاد. يقول في ذلك طيب الله ثراه «هذا الحلم الجميل الذي بدأ في قرية السميح باتفاق بين دبي وأبوظبي على التنسيق في الشؤون الأمنية والخارجية، والدفاع وتوحيد الجوازات، صار…
الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤
جاء 24 نوفمبر (تشرين الثاني) وسط سباق ماراثوني بين إيران و«5+1» للوصول إلى اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي، ولكن أبت التباينات الكبيرة بين الطرفين إلا أن تدفع بهذه المباحثات إلى تاريخ آخر حُدد أن يكون في يونيو (حزيران) 2015 للوصول إلى اتفاق نهائي يسبقه اجتماع في مارس (آذار) 2015. وما بين منتقد لهذا التمديد ومرحب به يتبادر السؤال هنا، وهو هل هناك خاسر ورابح من نتيجة التمديد وكيف يمكن أن يُقرأ هذا الأمر؟ بداية لا تزال هناك قضايا محل تباين كبير بين الطرفين بدءا من مسألة التخصيب، وما يلازمها من العدد المسموح به لأجهزة الطرد المركزي، مروراً برفع العقوبات، وانتهاء بالمدة الزمنية التي يجب أن يستمر فيها الاتفاق الشامل. هذه القضايا جاءت بوصفها معاضل حقيقية بين الطرفين، ليس فقط لمجرد التوصل إلى تفاهمات حيالها، وإنما لكيفية خلق مسار لها والتأكد من التزام كل طرف بما تم الاتفاق عليه. ففي الوقت الذي تسعى فيه إيران للاحتفاظ بأجهزة الطرد المركزي التي بحوزتها، بل وتسعى لرفعها إلى ما يقارب 190 ألف جهاز طرد مركزي نوع IR1 وتطوير نوعيات متقدمة منها، تسعى «5+1» إلى خفض هذا العدد إلى مستويات متدنية، ربما لا يتجاوز 3 إلى 4 آلاف جهاز طرد مركزي من هذا النوع. ويعتبر رفع العقوبات وليس مجرد تعليقها أمرا مُلحا لإيران، ويتوجب أن…
الإثنين ١٠ نوفمبر ٢٠١٤
عشر سنوات انقضت على رحيل الشيخ زايد، طيب الله ثراه، إلا أن شخصية بحجم الشيخ زايد لا يمكن إلا أن تحفر اسمها بماء الذهب على صفحات التاريخ، الذي يبقى لنا نحن الإماراتيين ليس تاريخاً وإنما حاضر ومستقبل. كيف لا وزايد هُوية وطن. إننا حين نتحدث عن هُوية اللغة والتاريخ والثقافة والدين، فإن الكثير من الشعوب تشاطر بعضها البعض في هذه الهويات. وكما أن للشعب الإماراتي هُويته الخاصة والمتمثلة في دولته، فإن بقية الشعوب لديها كذلك هوياتها الخاصة فيما يتعلق بهُوية الوطن. ولكن يأبى، طيب الله ثراه، إلا أن يُضفي على الشعب الإماراتي ما يميزه عن غيره. فأصبحنا حتى بعد رحيله نتغنى بهجة وسروراً حين نسمع عبارة «عيال زايد»، فمن منا لم يسمع هذه العبارة عند زيارته لإحدى الدول سواء الخليجية أو العربية؟ من هذا المنطلق ونظراً لأهمية الهُوية في تعزيز الوحدة الوطنية، نسير مع القارئ لعرض بعض التصورات والمقترحات. لا شك أن نشر ثقافة زايد بوصفه «هُوية» هو أمر في غاية الأهمية لنا نحن الإماراتيين. فحين نتحدث عن أهمية الهُوية في المجتمع، فإنه بالإضافة إلى هُوية الدين واللغة، يتعين أن يكون زايد من أهم الهُويات التي يتوجب وضعها في الحسبان. فكيف يمكن تحقيق ذلك؟ لنتخيل التالي: يزور عدد من الأهالي أبناءهم الذين تشرفوا بدخول الخدمة الوطنية وإذا بعبارة «عيال زايد»…
الثلاثاء ٢٨ أكتوبر ٢٠١٤
هنأ الرئيس الإيراني السيد حسن روحاني الشعب الإيراني بحصول الفريق الإيراني الأولمبي للمعاقين على 120 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية، وذلك خلال مشاركة هذا الفريق في الألعاب الآسيوية في إنشيون بكوريا الجنوبية. ومن المعروف أن الشعب الإيراني تواق ومحب للرياضة ولديه إحساس وطني وتفاعل كبير مع مثل هذه المناسبات، فهنيئا له هذه الإنجازات. غير أن هذه الفرحة ما لبثت أن اصطدمت بجدار الجرائم الشنيعة التي تعرضت لها بعض النساء والفتيات الإيرانيات من خلال رش مادة الأسيد عليهن من قبل مجهولين بحجة ما يطلق عليه في إيران «الحجاب السيئ»، وهو ما رفضه التيار الأصولي، معتبرا أن من قام بهذه الحوادث هو مدعوم من الخارج لإثارة البلبلة في الداخل. وبين فرحة الشعب الإيراني بتلك الميداليات وغضبه من تلك الجرائم لا يزال الإيرانيون في انتظار ما ستسفر عنه أولمبيات أخرى، وما الذي ستناله إيران من ميداليات في هذا الماراثون. نسير مع القارئ في هذا المقال لمعرفة هذه الأولمبيات واستشراف حظوظ إيران فيها. وقد يكون من باب الغرابة أن نقول إن إيران قد دخلت هذه الأولمبيات وهي بحوزتها الميدالية البرونزية. فكيف ذلك؟ بداية، تم التحضير لأولمبيات البرنامج النووي الإيراني بعد التوصل إلى اتفاق مبدئي في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2013، وبدأت الانطلاقة في 20 يناير (كانون الثاني) 2014، حيث دخل النظام الإيراني متسلحا ببرنامج نووي…
الخميس ١٦ أكتوبر ٢٠١٤
يشهد العالم على الدوام طفرات كبيرة في مختلف المجالات، ولا سيما التكنولوجيا منها، فتأتي الطابعة ثلاثية الأبعاد (3D printing) بوصفها أحد أهم الاختراعات التي من المتوقع أن تحدث طفرة في مجال التصنيع؛ فهي قادرة على استنساخ وتصنيع المجسمات في شكلها ثلاثي الأبعاد، وبالتالي توفير الوقت والجهد. ولم يكن لهذه التقنية أن تغيب عمن هو ساعٍ على الدوام لتحقيق مزيد من النفوذ في المنطقة، فجاء النظام الإيراني سباقا في هذه التكنولوجيا، ولكن هذه المرة ليس في الجانب الصناعي الذي يواجه صعوبات في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، غير أنه يحسب للنظام الإيراني التقدم الذي حققه رغم تلك الإشكاليات. فجاء توظيف تلك التقنية في جانب آخر نسير مع القارئ خلال السطور القادمة لنكتشف جوانبه. لكي تقوم باستنساخ أمر ما، فإن الأمر يتطلب وجود نموذج تقوم بالبناء عليه لتقوم الطابعة ثلاثية الأبعاد بدورها. وفي الحالة التي بين أيدينا لم يكن من نموذج لدى النظام الإيراني أفضل من نموذج «حزب الله» اللبناني لتقوم الطابعة ثلاثية الأبعاد باستنساخ نماذج مثله. فهذا النموذج يدين بالولاء في ظهوره وحتى في تسميته إلى النظام الإيراني الذي قدم، ولا يزال، كل الرعاية له، وهو أمر لم يعد خافيا، بل لا تخلو تصريحات المسؤولين الإيرانيين من ذلك، ولعل آخرها تصريح العميد أمير علي حاجي زادة قائد قوات الجو التابعة…
الجمعة ١٠ أكتوبر ٢٠١٤
لم يكن للأحداث المتسارعة في العراق وسيطرة «داعش» على أجزاء من شماله أن تكون بعيدة عن الدوائر السياسية والعسكرية في إيران. ويمكن القول إن عدم دعوة إيران لمؤتمر جدة ومن بعده مؤتمر باريس، يعتبر تاريخا لقياس الموقف الإيراني من التحالف الدولي قبل انعقاد هذين المؤتمرين وبعدهما. ونسير مع القارئ هنا لمحاولة قراءة الموقف الإيراني وما طرأ عليه من تغيرات قبل وبعد. الوجه الحسن لـ«داعش» تمثل في وجود مساعٍ دولية لمواجهته والتسليم بأن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق سوى باستثمار جميع الطاقات في مواجهة هذا التنظيم الإرهابي. ومع ظهور إشارات إيجابية من الدول الغربية مثل فرنسا وبريطانيا وحتى أميركا في مسألة الاستفادة من إيران في المجهود الدولي ضد «داعش»، كانت التصريحات الإيرانية تسير حول عدم وجود إشكالية في المشاركة في هذا الجهد، شريطة أن تكون أميركا كما قال الرئيس الإيراني جادة في محاربتها للإرهاب. وعبارة «جادة» تحمل معها منظوراً إيرانياً لعله يكون مغايراً لما تحمله بقية الدول المشاركة في هذا التحالف. فالجدية في محاربة هذا التنظيم يقرأها النظام الإيراني على أنه يتوجب معها الاعتراف بالحكومات التي تواجه على أرضها هذا التنظيم، وبالتالي ضرورة التنسيق معها لمواجهته، وبذلك تعتبر هذه التحركات جادة لمواجهة الإرهاب وليس لها مآربها الأخرى. فسارت الموافقة الإيرانية غير المباشرة والمغلفة بردود فعل إيجابية، مترقبة لموقف إيجابي من…
الثلاثاء ١٦ سبتمبر ٢٠١٤
يأتي عنوان هذا المقال بعد العملية الجراحية التي أُجريت للمرشد الإيراني آية الله علي خامنئي مؤخرا وما صاحبها من عودة لتساؤل ظل يشغل المراقبين نظرا لأهميته وما يترتب عليه من تفاعلات مهمة تلامس الشأن الإيراني بشقيه الداخلي والخارجي. يتمثل هذا السؤال في: من يخلف المرشد الإيراني؟ بداية لقد تردد موضوع معاناة المرشد الإيراني من هذا المرض لسنوات عدة. وما أن تزداد الشائعات حول هذا الأمر، يظهر المرشد ليفاجئ أولئك من خلال زيارته لإحدى المؤسسات الإيرانية أو لقائه بالمسؤولين. والحقيقة أن إعلان النظام الإيراني لخبر إجراء هذه العملية كان مدروسا بحيث يحول دون ظهور شائعات يستمر صداها لفترة تنعكس ربما سلبا على الداخل الإيراني. إن مسألة من سيخلف المرشد هي موضوع مطروح في إيران وإن كان لا يطرح على الملأ. ولعل أبرز تصريح في هذا الشأن جاء عن طريق عضو مجلس الخبراء دري نجف آبادي بقوله: «ندعو الله أن يحافظ على قائد الثورة ولكن علينا أن نفكر حاليا بمرحلة ما بعد قائد الثورة». ويأتي التساؤل هنا كيف هي آلية اختيار المرشد؟ وهل توجد عوامل من شأنها التأثير على مسألة الاختيار؟ وفقا للدستور الإيراني يقع على عاتق مجلس الخبراء عملية اختيار المرشد ومراقبته وكذلك عزله في حال تبين أنه عاجز عن القيام بواجباته. يطالعنا تاريخ النظام الإيراني بعد سقوط الشاه ليتبين معه…
الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤
في الوقت الذي تستعد فيه كل من إيران و«5+1» لجولة جديدة من المباحثات على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال سبتمبر (أيلول) الحالي الذي يعد الاجتماع الأول بعد تمديد فترة مباحثات البرنامج النووي الإيراني حتى 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي - قامت الولايات المتحدة الأميركية بفرض عقوبات جديدة على أكثر من 25 شركة وفردا إثر اتهامات بخرق العقوبات المفروضة على إيران. وما إن جرى الإعلان عن هذه العقوبات حتى بدأ الداخل الإيراني بالتفاعل سريعا تجاهها، موجها سيلا من الانتقادات للإدارة الأميركية، مؤكدا أن مثل هذه العقوبات ستؤثر سلبا في سير المباحثات حول البرنامج النووي. ويأتي هذا التفاعل ليطرح بدوره تساؤلا يتمثل في أنه هل بالفعل يمكن لهذه العقوبات أن تدفع إلى توقف المباحثات أو عرقلتها؟ نسير مع القارئ هنا لنحاول الوصول إلى إجابات عن هذا التساؤل. بداية، تمثل المنظور الأميركي لهذه العقوبات الذي جاء على لسان ديفيد كوهين، نائب وزير شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، أن ما قامت به الولايات المتحدة بفرضها هذا الحظر يعكس العزم على الاستمرار في اتخاذ إجراءات ضد أي شخص، في أي مكان، ينتهك العقوبات المفروضة على إيران. ومما تقدم يمكن أن نستقرئ أن الجانب الأميركي ينظر للعقوبات الجديدة تجاه الشركات والأفراد على أنها جاءت نتيجة خروقاتها ضوابط قد أقرت في السابق…