طالب الرفاعي
طالب الرفاعي
روائي وقاص كويتي

مكتبة محمد بن راشد تأسر قلبي!

الخميس ١٦ أكتوبر ٢٠٢٥

في يومٍ ما، كانت المكتبة مكانًا لقراءة الكتب وإجراء بعض الدراسات، لكن دور المكتبات اليوم، بوجود محركات البحث، ومنصات التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي، اختلف تمامًا، فهي الذاكرة الباقية لكل أمة، وهي جسر وصلٍ حضاري وفكري وثقافي وفني بين أي أمة وباقي شعوب العالم. وإذا كان المكتوب يُقرأ من عنوانه، فإن مكتبة «محمد بن راشد»، تدلُّ على نفسها لكل من ينظر إليها وحيثما كان، فلقد جاء تصميمها المعماري على هيئة صفحتي كتاب مفتوحتين تملآن الفضاء بقرب مياه بحرٍ يزغرد بزرقته! بدعوة كريمة من «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة»، شاركت في الاجتماع الخامس للجمعية العمومية لـ«منتدى الجوائز العربية» ممثّلًا عن جائزة «الملتقى للقصة القصيرة العربية»، وكم سعدتُ بأن تحتضن مكتبة محمد بن راشد محاضرة عن روايتي الجديدة «دوخي.. تقاسيم الصَبا»، بمشاركة الأستاذ عبدالحميد أحمد من مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية. تبدو المكتبة للرائي هادئة تُجاور موجات البحر، لكن لحظة يضع رجله داخلًا يشعر بهيبة المكان، المفتوح على إضاءات طبيعية، والمُطعّم بأخشاب بُنّية دافئة تدُخل الألفة على روح أي زائر.. كعادتي في أي محاضرة لي، أحضر باكرًا كي أمدُّ شيئًا من الود بيني وبين المكان، فتألفه روحي.. لحظة خطوت داخلًا المكتبة، وقفتُ حائرًا ومبهورًا أمام جدار عريض مغطّى بالكتب ومرتفع بعدد سبع طوابق! طلبتُ من المصوّر أن يلتقط صورةً لي،…