الإثنين ١٥ ديسمبر ٢٠١٤
في كل مرة يحاول البعض أن يشوه صورة ديننا الحنيف من خلال تصويره على أنه نواة للتطرف والكره، ونهج للحروب والقتل والدمار، يتجدد إيماننا بحقيقة عظمة هذا الدين من خلال قراءتنا الصحيحة له، إذ من رحمته على البشر أن أتى ليحدد مسالك الحياة وأسس التفكير والقياس والاجتهاد؛ كي يتحقق الهدف الأسمى للإنسان بحياة كريمة في الدنيا والنعيم الأبدي في الآخرة. إسلامنا العظيم ليس الفرد أو الجماعة أو هذا الاسم أو ذاك، بل هو الوحي الإلهي الذي يعلم ما في الغيب وبواطن الأمور، وهو التشريع الذي بني وفق المصلحة العليا وليس وفق تفسير إنسان وهوى آخر، وبالتالي فالقول إن الإسلام يجسده ذاك الداعشي أو ذاك الإرهابي هو قول مردود عليه، فما يقوم به المسلمون ليس بالضرورة هو الإسلام، كما أن الإسلام لا يمكن أن يجسد كما هو الحال في فلسفات وأديان أخرى في فرد معين أو ممارسة جماعة. في مجتمعنا يختلف الجميع تقريبا حول الكثير من القضايا الحياتية الحديثة، فلن تجد اتفاقا مهما حاولت حول مسائل كعمل المرأة أو الاختلاط أو عمل البنوك أو شرعية الأسهم أو التأمين أو العمل في الشركات الأجنبية إلخ، وإن كنا دائما ما نجد التنظير هو السمة الغالبة في تحديد المواقف، إلا أن هناك من يمتلك الجرأة في الخروج بقوله وفعله دون خوف، مثبتا في ذلك…
الإثنين ٢٤ نوفمبر ٢٠١٤
تنطلق قناة العرب خلال الأسابيع القادمة في وقت يشهد فيه الفضاء التلفزيوني الإخباري تغيرات عديدة نتيجة تبدل في الأجواء السياسية من جهة، ونتيجة لإعادة هيكلة قنوات متنافسة من جهة أخرى. يقول البعض إن توقيت انطلاق القناة والذي من المتوقع أن يكون قبل نهاية هذا العام يأتي مواتيا لعدة اعتبارات أهمها أنها تأتي بعد استقالة عبدالرحمن الراشد من إدارة قناة العربية، وهي القناة المهيمنة على القنوات الإخبارية الموجهة للسعودية بشكل خاص، إضافة للمصالحة الخليجية، والتي من المؤكد أنها ستؤثر إيجابا في خفض حدة اللغة الإعلامية التي تنتهجها قناة الجزيرة حيال دول الخليج، وهو ما يعني أن هناك إعادة رسم للخارطة الإعلامية للقنوات الإخبارية من حيث الخطاب والتوجه والقدرة على المنافسة في أجواء من تبدل الأسماء والاتجاهات. قناة العرب والتي تصف نفسها قناة سعودية خاصة، تغطي الخبر السياسي الإقليمي والعالمي دون تسييس، عبر تزويد المشاهد بالأخبار الدقيقة المحايدة المعتمدة على التحري والتحليل العميق؛ تقع في تقديري في خطأ قد يلاحظه البعض وقد يتجاوزه البعض الآخر، فالقول بأن القناة ستعمل على تغطية الخبر السياسي بالحياد عبر التحليل العميق، يحوي في مكوناته الثلاثة ذاتها تناقضا فيما بينها ويطرح منذ البداية أكثر من سؤال. فكيف يحدث الحياد والخبر الذي ينقل قد تم تحليله تحليلا عميقا، أليس التحليل يبنى وفق منطلقات تعتمد على رأي المحلل أو…
الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤
لماذا يكره الكثير من أبناء الدول العربية والإسلامية الغرب؟ الجواب بالنسبة لي سهل جدا، وسأذكر الأسباب الوهمية والأسباب الحقيقية، فلكي نكون قادرين على تجاوز هذا الشعور البغيض في أنفسنا علينا أولا أن ننظر للأمور بعيدا عن التحليلات اللفظية الرنانة، والغارقة في الأوهام والتضليل، مع البقاء متفهمين لطبيعة النفس الإنسانية المتشككة والسجينة للتفسيرات المريحة. يبرر الكارهون الغرب وكل مُثُله وإنجازاته أنهم يبغضون هؤلاء لأنهم كافرون، لا يؤمنون بالله كما نؤمن به، في حين ينسون أن الأولين من أمتنا كانوا يتعاونون مع الكفار ويتبادلون معهم المعاهدات والاتفاقيات، ويتعاملون معهم باعتبارهم بشرا لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. يقولون إن الغرب سرق خيرات العرب والمسلمين، وينسون أن المستغفل فقط هو من يستطيع السارق أن يستغفله ويستغله، فإن كان الغربي سارقا فأين فطنتك وعقلك اللذان يحميانك منه؟ وإن كان هؤلاء يردون السبب في ذلك إلى دعم الغرب لبعض الأنظمة العربية فإن الحديث يقول: "كما تكونوا يولى عليكم". يقول الكارهون، إن الغرب انتهازي، ويحيك المؤامرات، ويغلب القوي على الضعيف، ويساند العدو على الصديق، ويكره الإسلام ويحارب الله ورسوله و.. و..، وهي أوصاف إذا ما قارناها بما نحن عليه اليوم سنجد أننا مثلهم تماما، فالفساد مستشر في عالمنا الإسلامي والدول تحيك المؤامرات بين بعضها، والمتنفذ يستغل الضعيف، والأخوة والصداقة تتحقق في ظل المصالح، و"داعش" ومن على…
الإثنين ١٠ نوفمبر ٢٠١٤
العمل الإجرامي الذي وقع مؤخرا في بلدة الدالوة في الأحساء كشف لنا عددا من الحقائق التي لا بد أن نتنبه لها إذا ما كنا نريد حقا أن نحمي الداخل السعودي من السرطانات الطائفية التي تحيط بنا، والتي تعمل على التسلل مستغلة بعض أجواء الاصطفاف المقيت الناتج عن الجو المشحون بالتصارع الفكري والعقائدي والسياسي. الإدانة الرسمية كانت أولى تلك الحقائق، فعلى الرغم من أن هناك مجهودات لا ترقى بعد لتوحيد الصف الداخلي ضد الصوت الطائفي إلا أن وجود الفعاليات الرسمية في عزاء المواطنين الذين استشهدوا جراء هذا العمل الإرهابي في أجواء اتسمت بكل الطقوس الشيعية؛ هو في أحد أوجهه اعتراف ضمني بأن هؤلاء المواطنين الشيعة هم أبناء الوطن، وهو كذلك اعتراف ضمني بحق الجميع في أن يمارس معتقده بالشكل الذي كفله له حق الاختلاف الديني الذي طالما ادعى البعض أنه غير موجود! الشيعة في المملكة ليسوا كلهم على شاكلة مجرمي العوامية كما أن ليس كل محافظ ومتدين تابع للقاعدة أو داعش، فالنظر للمواطن باعتباره مواطنا له حق الاختلاف والاعتقاد، يعني أن لكل مواطن الحق في أن يمارس قناعاته دون عنف، وأن جزءا من ردم الهوة التي ولدتها أحداث المنطقة يعني أن على الدولة أن تعمل كل ما في وسعها لاستيعاب كل أطياف المجتمع بسنته وشيعته، وذلك بخلق قنوات تواصل شعبية تجعل…
الإثنين ٢٠ أكتوبر ٢٠١٤
أتذكر زياراتي أثناء المرحلة الجامعية لبعض المكتبات لشراء بعض الكتب التي كان يوصي بها بعض أساتذتي الذين كانوا بالنسبة لنا مرشدين وموجهين على المستويين الأكاديمي والفكري، وكيف كانت المفاجأة كبيرة عندما أبلغني في إحدى المرات مسؤول المكتبة بأن الكتاب الذي أبحث عنه غير مسموح به، بل وينصحني بألا أبحث عنه وألا ألوث عقلي الشاب بأفكار سخيفة لا تناسب عاداتنا وتقاليدنا الحميدة. تذكرت هذه القصة، عندما كنت أتحدث قبل أيام مع أحد الزملاء عن سياسة الحجب والمنع لبعض المواقع الإلكترونية التي يعلم الكثيرون أنها أصبحت أكثر جذبا للفرد من الكتب الورقية، وأكثر قدرة على التأثير، إلا أن لكل زمن ظروفا ومعطيات كما يقال، فما كان في التسعينات ـ على سبيل المثال ـ ممنوعا من حيث الأفكار والآراء أصبح اليوم من المسلمات التي تناقش في مجلس الشورى بشكل علني، فما كان ممنوعا في الماضي أصبح مسموحا بعضه، وما كان مسموحا بعضه أصبح اليوم يحارب بشكل علني من قبل الدولة خصوصا فيما يتعلق بأدبيات بعض الجماعات الدينية المتطرفة التي كانت ـ وحتى الماضي القريب ـ تستخدم التحايل والمكيدة المبطنة في توجهاتها. وإن كنت هنا سأتجاوز معضلة أننا ما زلنا لا نعرف بالتحديد ما الجهات التي تصدر أوامر الحجب إلا أني سأطرح بعض التساؤلات آمل أن أجد من يفيدني عنها: فهل هناك سياسة مكتوبة…
الخميس ١٦ أكتوبر ٢٠١٤
على الرغم من أن العرب عرفوا أشكالا مختلفة من العمل الإعلامي عبر التاريخ المحكي والمكتوب شعريا كان أم نثريا؛ إلا أن العمل الإعلامي بأشكاله الحديثة شهد الكثير من الالتباس منذ أن أصبح الإعلام عملا احترافيا ووسيلة لها تعريفات واضحة وأسس وشروط وحدود مهنية وأخلاقية، فقد استخدم الإعلام كما هو الحال في كثير من الدول التي يسيطر فيها السياسي على كل مناحي الفكر والثقافة ليروج لأهداف وسياسات ليست بالضرورة في صالح المتلقي للمادة الخبرية، وهو ما جعل الكثيرين يفقدون الثقة بما يكتب أو يبث من قبل المؤسسات الإعلامية التي في غالبيتها تتبع لتوجيهات المسؤول أو الرقيب. في الملتقى الإعلامي الخليجي الثاني الذي نظمته الكويت واختتمت أعماله يوم أمس كان واضحا أن هنالك رغبة كبيرة من قبل المسؤولين الرسميين على تأصيل فكرة جديدة أعتقد أنهم كأفراد يؤمنون بها، وهي أن الإعلام بشكله الرسمي قد انتهى بسبب الثورة الإعلامية الكبيرة التي شهدها العالم عبر سيطرة منصات تواصلية لا يمكن السيطرة عليها، وهو تماما ما صرح به معالي وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في مداخلة له في الجلسة الافتتاحية، ولكن في الوقت ذاته كان هناك شبه اتفاق على أهمية إعادة النظر في مكونات هذا الإعلام الذي ندعو لاستقلاليته، وذلك من خلال التركيز على كشف مواطن الفرق والاختلاف بين ما يوصف بالخبر المحايد والمنقول بموضوعية…
الإثنين ١٣ أكتوبر ٢٠١٤
ليس من طبعي أن أنظر إلى لأمور بشكل عاطفي، خصوصا تلك الأمور التي ترتبط بالسياسة والإعلام والمجتمع، فكثير من تلك الأحداث يتم تصميمها وفق تخطيط ممنهج، أو تضليل مبرمج، أو تمويه مقصود، ولذلك لم أكن ممن روج وقارن واحتفل بفوز الباكستانية الشابة ملالا يوسف، والهندي كايلاش ساتيارثي بجائزة نوبل للسلام لهذا العام نظير نضالهما ضد قمع الأطفال والمراهقين، ومن أجل حق الأطفال في التعلم وفق بيان لجنة الجائزة. إن سألتني قلت لك إن الشابة الباكستانية التي أصبحت "أيقونة" إعلامية بعد نجاتها من حادثة محاولة قتلها من قبل جماعة طالبان في باكستان لانتقادها منع تلك الجماعة المتشددة الطالبات من التعلم، ليست إلا فتاة تتناسب قصتها مع السيناريو المثالي الذي به يمكن أن تخلق "أيقونة" بشرية يمكن لها أن تكون وجها حيا لفكرة سياسية وسفيرة لأجندة تقدمية تدعم أهدافا تتجاوز خدمة المجتمع وتتعدى الصبغة الإنسانية والحقوقية التي يحاول الإعلام إيهامنا بها. انظر معي كيف أن الجائزة تم منحها لذكر وأنثى، ثم هما كذلك من بلدين يوصفان بالإخوة الأعداء؛ أي باكستان والهند، وهما دولتان نوويتان، كما أن الفائزين يتناقضان بأن أحدهما في مقتبل العمر، بينما الآخر في عمر الشيخوخة، كما أن ملالا الفتاة هي ضحية العنف الطالباني في حين أن الرجل كايلاش هو المناهض السلمي المؤمن بمبادئ الزعيم الهندي غاندي، وأخيرا وليس آخرا:…
الخميس ٠٩ أكتوبر ٢٠١٤
كمتابع للشأن الإعلامي ومتخصص في مجال العلاقات العامة فإن من أهم ما يلفت نظري عند متابعة وسائل الإعلام هو الدور الذي تلعبه تلك الوسائل في تثبيت مفاهيم، ومحاربة أخرى، وهو الدور الذي مهما استقل الإعلام يبقى أسيرا لدور فكري يؤمن به ويعمل على دعمه بكل ما أوتي من قوة الحجة والإثبات الخبري والتحليلي. لا يختلف اثنان على أن قناة العربية ومنذ أن انطلقت عملت على حمل لواء محاربة الفكر الإسلامي المتطرف، في حين أن بقية القنوات الإخبارية المنافسة تعمل بشيء من التقية بين الدعم المبطن لتلك الجماعات وما بين النقد المعلن المزركش بتبريرات محركها الأساسي مواقف سياسية لدول تدعم هذا التأرجح البراجماتي. قناة العربية انطلقت في بداياتها لتحارب بشكل صريح الفكر القاعدي الذي كان عند ظهوره يكتسب الكثير من التعاطف الشعبي، حيث أفردت لذلك برامج واستقطبت محللين متخصصين في هذا الشأن، وذلك من أجل تعرية هذا الفكر المعادي للاعتدال الإسلامي، والساعي لقلب أنظمة حكم مستقرة في منطقة موبوءة بالاختلافات والأطماع الإقليمية والدولية، وهو ما فسره البعض دون وعي حقيقي بأنه عداء للإسلام ذاته. اليوم وبعد أن اضمحلت "القاعدة" باعتبارها أملا رومانسيا لدى بعض ممن اختلطت في أذهانهم خلفيات الحقائق وأصبحت من الماضي بدأت قناة العربية في تصدر المشهد الإعلامي من جديد باعتبارها رأس الحربة الإعلامي في حرب تعرية ما يسمى…
الخميس ٠٢ أكتوبر ٢٠١٤
في دراسة حديثة لـ"نيلسون"، أجريت خلال الربع الثالث من العام الماضي حول مستوى الاستعداد الفردي لمشاركة الغير في مستلزماته الأساسية من مسكن وملبس ومركبات وغيرها، كان لافتا أن يكون معدل استعداد الأوروبي لمشاركة ممتلكاته الخاصة مع الغير ٥٤٪، وأن استعداده لمشاركة الغير بممتلكاتهم كان ٤٤٪، كما أن في أميركا كان المعدل ٥٢٪ و٤٣٪ في وقت كان استعداد مشاركة الشرق أوسطي والأفريقي لممتلكاته الخاصة مع الغير ٦٨٪، وأن استعداده لمشاركة الغير بممتلكاتهم كان٧١٪ ، مما يعني ـ وبقراءة سريعة للأرقام ـ أن الأوروبيين والأمريكان أكثر استعدادا للعطاء من سكان الشرق الأوسط وأفريقيا والذين يحرصون أكثر على الأخذ. الدراسة التي أجريت عبر الإنترنت خلال الربع الثالث من العام الماضي ٢٠١٣ وعلى عينة مكونة من ثلاثين ألف شخص في ستين دولة، كشفت بشكل واضح أن الكثير مما يقال حول الدافع وراء عمل الخير والحرص عليه، نابع من الإيمان الداخلي بأهمية التكافل الاجتماعي باعتباره عمادا أساسيا لمحيط أقوى، وأن المحرك الحقيقي للعطاء هو شعور الإنسان ذاته بواجبه الإنساني لا باعتبار ذلك جزءا من الرياء الاجتماعي، كما كشفت هذه الدراسة أن الاستعداد للعطاء لا يرتبط بالضرورة كما يظن البعض بمقدار ادعاء البعض بالمثاليات وتمسكهم السطحي بالمثل والتشريعات، فمجتمع شرق أوسطي كالذي نعيش فيه كنت أتوقع أن يكون أكثر حرصا على التكافل بالعطاء منه على التكافل…
الخميس ٢٤ يوليو ٢٠١٤
لأن الكويت وقطر والإمارات تمنح راتبا لكل مولود ـ حسبما نقله بعض المتحمسين في موقع تويتر ـ فإن السعودية يجب أن تقوم بذات الشيء، وهو المطلب الذي أطلق خلال اليومين الماضيين عبر وسم خرج باسم "#راتب_لكل _مولود"، فصممت الإعلانات التي تشرح وتروج للفكرة، التي من الواضح أنها خرجت للحياة دون تفكير عميق وتحليل للواقع المقارن، وبمجهود أفراد من الواضح أيضا أنهم متضررون، ومقتنعون بأن ذلك سيحل بعضا من مشاكلهم الشخصية. لست ضد مثل هذه الهاشتقات التي تدعو إلى بعض الحراك الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالقضايا التي تمس المواطن البسيط، إلا أنني ضد الانجرار خلفها، والترويج لها دون التفكير بعمق القضية وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية. المقارنة مع الدول الخليجية المذكورة والمطالبة ببعض ما تقوم به لمواطنيها، فيه سذاجة واضحة، فكل الدول المذكورة ليست لديها مشكلة في تزايد أعداد المواطنين، ولا تعاني من مشاكل حقيقية في التوظيف، خاصة أنها دول من حيث المساحة الجغرافية يمكن إدارتها حضاريا واقتصاديا واجتماعيا بكل يسر، ولا تتطلب مجهودات فائقة في تكريس مبدأ التنمية المتوازنة عبر البلاد، وهي كلها تحديات تعيشها المملكة، ويجب أن تدار بشكل رصين وبرؤية بعيدة. هذا المقترح ـ وفي مجتمع تقليدي كالذي نعيش فيه ـ سينتج دون شك زيادة في المواليد، خاصة أن المحدودية الاقتصادية لكثير من الآباء لم تمنعهم من الإنجاب دون حساب،…
الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤
سألني صديق أسكتلندي قبل يومين، أين يمكن له أن يذهب في وقت فراغه؟ خاصة بعد أن ينهي ارتباطاته العملية، التي غالبا ما تكون في فترة العصر، قلت له إن رمضان هو شهر خاص في المملكة، إذ يختلف الجدول اليومي ويتحول الليل نهارا والنهار ليلا. فقال: ولكن هل هذا ينعكس كذلك فيما يتعلق بالأماكن السياحية في المدينة، أم أنه فقط شأن يتعلق بساعات الدوام الرسمية، فترددت قبل أن أجيب، لا لأني لا أملك الجواب، ولكن لأني لست على يقين في الكيفية التي بإمكاني أن أقدم له حقيقة أنه ليس لدينا واقعيا شيء يمكن أن يطلق عليه أماكن سياحية. فجل ما يعرف السعودي لقضاء وقت فراغه هو إما الأسواق أو الاستراحات أو المتنزهات، التي خصصت للعائلات ومن تنطبق عليهم مواصفات الفضيلة. في أي مدينة في العالم، ستجد عندما تصل إلى الفندق الذي ستسكن فيه زاوية مخصصة لمطويات تدلك على أين تذهب؟ وماذا تفعل لتتعرف على المدينة؟، فالجولات التعريفية متعددة، والمتاحف متنوعة تناسب جميع الاهتمامات، والمباني التاريخية والرسمية تجدول زيارات خاصة للاطلاع عليها وعلى ما تقدمه من خدمات للمواطن وإرث تاريخي، والمتنزهات مفتوحة للجميع، وتقدم كل عوامل الجذب، فهي لا تكتفي بشجيرات متهالكة وكشك مرطبات ومقاعد أكلها الدهر و شرب. ليس نقدا لجهة رسمية ما أحاول أن أرمي إليه، بل دعوة لتحويل كل…
الإثنين ٢٨ أبريل ٢٠١٤
من السذاجة الواضحة في منطق العديد من الأشخاص المنخرطين في نقاشات وسائل التواصل الاجتماعي، الذين في غالبهم لا يفرقون بين الشيوعي والشيعي مثلا، أو بين الليبرالية والإمبريالية، هو كونهم يرون أن نقد عمل أي مسؤول هو طيف من أطياف المعارضة، أو العمل ضد المصالح العليا للوطن، واصفين النقد والناقد في حين بأنه معاد، وفي حين آخر بأنه أداة في يد جماعات معادية، أو دول كارهة، أو جماعات مناهضة، وهي أوصاف لا تمت للحقيقة والواقع بأي صلة، فنقد العمل الحكومي هو من أهم مكونات المجتمعات الحية، التي تتشكل بفعل التغيرات والمتطلبات لتواكب العصر وآمال الشعوب. من أهم مظاهر هذه السذاجة ـ وربما أسميها التخلف الفكري ـ هي نظرة البعض لأي نقد يطال أيا ممن يصفون أنفسهم برجال الدين، ولا أقول الدين الحنيف ذاته، باعتباره نابعا من فكر ليبرالي معاد للدين وأسسه المقدسة العظيمة، في وقت يجهل أغلبهم ما هي الليبرالية؟ كمفهوم سياسي أو فكري، ولا يعرفون عنها إلا ما كتبه وقاله خصومها، ممن يرون في كل تيار فكري يغرد بشكل مختلف عن نمطه المعتاد، أنه خارج عن الدين وعدو له، متناسين أن عظمة الفكر الإسلامي عبر العصور الزاهرة، التي يتفاخر بها هؤلاء ـ عندما تضيف لهم ـ كانوا في أغلبهم مفكرين قاموا بالنظر للأمور بشكل مختلف، إما من أجل مواكبة الزمان،…