الخميس ٣٠ يناير ٢٠١٤
كانت وسائل الإعلام في الماضي تستخدم في الغالب كوسيلة للسيطرة على الجماهير، أو قناة يمكن من خلالها التواصل معهم؛ بهدف إيصال رسالة معينة سياسية كانت أم اجتماعية، وذلك لإحداث تغيير محدد في السلوك العام أو في طبيعة المواقف. إلا أن الإعلام مع تطور قنواته وأدواته أصبح يشكل إغراء حقيقيا لأصحاب رؤوس الأموال، الذين وجدوا فيها القدرة على أن تكون وسيلة لترويج المنتجات، وبالتالي منجما حقيقيا للتسويق وجني الأرباح المالية، ممن لديه القدرة على دفع المال من أجل الوصول لأكبر قدر ممكن من الجماهير. إلا أن الملاحظ من خلال متابعة الكم الهائل من وسائل الإعلام التلفزيونية والورقية والإلكترونية التي ظهرت خلال الأعوام الماضية، خاصة في العالم العربي، أن هناك اختلالا في الطريقة التي يفكر فيها صاحب الوسيلة، بحيث قد يكون إنشاء هذا الكم الهائل من وسائل الإعلام ناشئا ليس من منطلق كونها مشاريع تجارية هدفها الربح المالي، بل هي أقرب للعودة للعقلية التي أسست عليها تلك الوسائل في بداياتها والمتمثل في السيطرة على الجموع لأهداف ليست بالمؤكد تجارية. أقول هذا بعد أن اطلعت على الأرقام التي نشرت مؤخرا في بيان لاتحاد إذاعات الدول العربية يفيد أن هناك ١٣٢٠ قناة تلفزيونية حكومية وأهلية في العالم العربي، وأن الهيئات التي تبث أو تعيد بث قنوات فضائية على شبكاتها بلغ عددها خلال العام الماضي…
الخميس ٢٣ يناير ٢٠١٤
لماذا لازالت العالمية عصية على السعودي؟ ولماذا ورغم ما يروج له بأن لدينا أفضل نظام تربوي لا زال السعودي غير قادر على لفت الأنظار في المحافل الدولية أو المسابقات الأممية أو حتى المسابقات الرياضية؟ الأزمة الأهم في بناء الإنجاز السعودي ترتكز في انحصار الأمل في تكرار الماضي واختزال الإنجاز في القدرة على الحفظ، على الرغم أن العالم اليوم لم يعد يتحرك وفق ديناميكية التاريخ وما يحمله من مشاهد مضيئة. هل يعقل أن تستطيع الصومال أن تخرج للعالم ممثلا ينافس في أكبر مسابقة للأوسكار ونحن لم نستطع بعد حسم السبب المنطقي لمنع السينما في بلادنا!، كيف سينظر "برخاد عبدي" الذي رشح لهذه الجائزة الراقية عن فيلمه "كابتن فيليبس" بعد أن استطاع أن يتحول من سائق تاكسي بسيط في مينيسوتا الأميركية إلى نجم ناجح بكل المقاييس؟ أقول كيف سينظر لمجتمع لازال يرى في بشرته وجنسيته أنه من عالم سفلي لا يستحق إلا الخدمة في بيوت ذوي الأصول؟ كيف يمكننا أن نستمر في المكابرة ولم تسجل لنا كتب التاريخ الحديث إلا بعض الإنجازات الخجولة التي كثير منها صناعة إعلامية أو طبخة تسويقية بمذاق الاستعراض السريع الزوال. لدينا أزمة في تربية العقول على الإنجاز الفردي فأصبحنا لا نستطيع تحقيق أي إنجاز جماعي، فنحن مختلفون كأفراد ومتعددو التفكير كجماعات، لا نتحرك إلا بدافع الحاجة، وتلك…
الإثنين ١٣ يناير ٢٠١٤
من أهم ما يميز عصر الإعلام الاجتماعي أنه قادر على تحويل القصة البسيطة إلى حدث اجتماعي كبير تسخر له الإمكانيات الفكرية والأقلام المتحمسة، كل ذلك من أجل إحداث تغيير معين في غالبه يخدم أغراض عناصر محدودة، تملك مفاتيح الأمور وتستفيد من تبدل الأحوال أو بقائها كما هي عليه. لست من المؤمنين بأن قناة العربية تخدم أغراضا صهيونية كما يدعي المغالون من المتحمسين لميدان رابعة، وكذلك لست على قناعة بأن قناة الجزيرة تحركها غرفة عمليات تديرها عناصر من حماس، والتي ترى في "الإخوان" حليفا استراتيجيا لمنهجها السياسي، فرغم تقارب الأهداف بين تلك الأطراف إلا أن هناك أجندة إعلامية مستقلة للقناة أو هكذا نعتقد. من المخزي أن يفجر البعض في الخصومة فيتهم خصمه بأقبح الأوصاف، وذلك عبر بناء سيناريوهات مؤامراتية سخيفة لدرجة يصعب تصديقها من الإنسان العاقل، فكيف يمكن تصديق أن تخدم قناة العربية -وهي قناة تعمل ضمن الغطاء السياسي السعودي- أغراضا صهيونية، والمملكة هي الدولة التي وقفت لسنوات طويلة -وما زالت- ضد التقارب مع الكيان الصهيوني في وقت هرولت إليه دول عدة بما فيها من تدعي لنفسها اليوم أنها تحمل راية الإسلام والعروبة! لست أدافع هنا عن "العربية"، فهي قناة فيها من الأخطاء والعيوب ما يمكن أن تفرد له دراسات وبحوث خصوصا في جوانب من مهنيتها وحياديتها الصحفية، إلا أنه لكي…
الخميس ٣١ أكتوبر ٢٠١٣
احتفل مؤيدو أحد مشايخ الإعلام خلال اليومين الماضين بوصول قدوتهم إلى سبعة ملايين متابع في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، في تظاهرة إلكترونية تحمل في ثناياها الكثير من المعاني التي -جلها- تدل على سذاجة فردية وتبعية سطحية لرقم لا يعني في حقيقته إلا مجموعة من المهتمين بمتابعة شخصية متناقضة ورؤية استعراضية استغلت حقيقة كون المجتمع ينجذب للظواهر الصوتية. يرى هؤلاء أن الرقم الكبير من المتابعين هو دليل على حب المجتمع لتلك الشخصية الفاضلة، وفي الوقت نفسه ينسون أن الأتباع في وسائل التواصل الإلكتروني أغلبهم جموع تتلذذ بالتقرب من الشخصيات المثيرة بكل معاني الإثارة، السلبية والإيجابية، وأن من يجلس خلف لوحة المفاتيح غالبا ما يكون ممن يفضل أن يقف موقف الخصم بدلا من موقف المؤيد في ساحة تسير تلقائيا في اتجاه الاختلاف أكثر من اتجاهها نحو التلاقي والاتفاق. التاريخ يوثق لنا أن هتلر كان قد استطاع أن يجمع خلفه أمة كاملة متحدة في رؤية مريضة إقصائية عنصرية، في مقابل غاندي الذي جمع صوت الشعب الهندي كله لينهض سلميا في سبيل تحرير البلاد من الاحتلال الإنجليزي، ولنتعلم من هذا التاريخ كذلك أن عدد الجموع ليس دائما دليلا على نبل من تتبع، وأن الزعيم قد يكون ورقيا بفعل صناعة الجموع. كتبت في السابق أن لديدي غاغا المغنية الأميركية المثيرة للجدل تربعت ولا زالت على…
الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠١٣
خلال الأسبوعين الماضيين انشغل الناس في مواقع التواصل الاجتماعي بقضيتين رئيسيتين، تمثلت الأولى بحملة ٢٦ أكتوبر التي دعت لقيادة المرأة للسيارة، والثانية بحالة التحرش التي تعرضت لها مجموعة من الفتيات في مجمع تجاري في مدينة الظهران من قبل بعض الشباب وفي وضح النهار وأمام جموع غفيرة ممن يصطفون كعادتهم لمعرفة ما يحدث، دون أن يكون لهم أي دور سوى التصوير وإطلاق صرخات الراقصات. في المجتمع السعودي هناك تياران رئيسيان تختلف الرؤى بينهما جذريا، أو هكذا يبدو عند النظر للمسائل المرتبطة بالمرأة وبالمطالبات الإصلاحية الإدارية الخاصة ببعض المؤسسات التربوية والفكرية التي تسيطر على المشهد الاجتماعي منذ عقود. لكل طرف مؤيدون ومريدون ولكل طرف حججه واستدلالاته، ففي جانب نرى طرفا يميل إلى النظرة الأكثر معاصرة لمناقشة الأمور من منطلقات منطقية واجتماعية وأمنية، في حين نجد أن الطرف الأكثر تشددا يميل الكثير من كوادره لممارسة لغة التخوين والتكفير والقذف الصريح باسم المحافظة على الموروث الذي يرون أنه يجب أن يبقى ثابتا، ولا يمكن مواءمته من منطلق أن الدين صالح لكل زمان ومكان، حيث يستخدمون ذرائع مختلفة، جلها لم تعد مقبولة لا دينيا ولا واقعيا. الغريب في الأمر أن الطرف الذي طالما اتهم المتشددون أفراده بأنهم دعاة انحلال المرأة كانوا أول من أقام الدنيا على مشهد التحرش الذي تعرضت له الفتيات في الظهران، مطالبين…
الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣
لا يمكن النظر لما حدث ليلة اليوم الوطني، من قتل شاب وجرح آخر من قبل كوادر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتباره حالة فردية وخطأ غير مقصود، فالمطاردة التي شهدتها شوارع الرياض ليلتها تجاوزت في مخيلتنا كل مشاهد الإثارة الدرامية التي اختزنتها مخيلتنا من أفلام المطاردات الأميركية ومطاردات العصابات. لن أناقش الأسباب التي قد تكون دفعت تلك الكوادر لمطاردة الشابين، وصدم سياراتهم مرارا حتى دفعتها للسقوط من مرتفع ومن ثم الهروب من المكان، ليلقى شاب حتفه ويبقى الثاني في العناية المركزة، وأدعو الله أن يلطف به، ولكني سأناقش وأطرح مجموعة أسئلة لا بد من تناولها والتعاطي معها رسميا وشعبيا للحد من التجاوزات التي يقوم بها بعض المنتسبين لهذا الجهاز من أجل تحويله من جهاز يرى نفسه أنه فوق القانون إلى جهاز يخضع للقانون ككل مؤسسات الدولة. لا بد من الاعتراف أولا أن الأنظمة الداخلية للهيئة لا تعتمد المحاسبة الداخلية وفق الأسس المطبقة في باقي المؤسسات الأمنية، والتي تتضمن المحاكم العسكرية أو السجن الانفرادي، وهو أمر ينبع في تقديري من كون الهيئة لم تكن في الأساس مؤسسة أمنية عسكرية بل مؤسسة فكرية تسعى لتطبيع أجندة حياة وليس تطبيق نظام أمني. لست أفهم إلى يومنا هذا السبب الذي يجعل الهيئة جهازا مستقلا في حال سلمنا أن دورها هو أمني كما يقول…
الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠١٣
أنا على قناعة بأن منصات التواصل الاجتماعي استطاعت أن تعيد تشكيل المشهد الثقافي؛ بحيث أصبح مثقفو اليوم هم مجموعة من الأفراد الذين لم يكن ليكون لهم مكان في الماضي، والذي كان يتحكم به مسيرو الإعلام التقليدي نتيجة سيطرة توجهات فكرية معينة أو بفعل الرقابة على أفكار بعينها، وهي الأفكار التي نجد المدافعين عنها اليوم يتسيدون تلك المنصات الحديثة، مثيرين بفعل اطلاعهم وشغفهم الشخصي بقضايا الحوار الجوهرية، ومحفزين لنعمتي التفكير والنقد. في ظل هذه الأجواء التي يصعب فيها تحديد فكر معين أو السيطرة على فكر آخر، ظهر السعي المخطط من البعض الانتهازي نحو خلق الحدث ليتحول هو مع الحدث لقضية رأي عام أو "أيقونة" فكرية تبنت ذلك الفكر أو ذلـك الحدث، فتـحول كاتب معين لنـجم تلفزيوني وتحول شـيخ لأيقونة إلكـترونية، وتحول المعترض والناقم إلى الثوري الافتراضي وتحول الفنان إلى رجل أعمال يقدم الهدايا ويتوسل كرم الأمير. كتبت في الماضي أن "تويتر" وأخواتها استطاعت أن تصنع لنا نجوما تمكنت أن تحرك الحوار الثقافي والاجتـماعي عبر تحريكها للمـياه الراكدة لكثير من المواضيع الشائكة، وقد أثروا وحركوا وغيروا ودفعوا المسؤول للتجاوب مع متطلباتهم، ليصنعوا لنا واقعا رقابيا جديدا، واليوم أقول: إن المنصات ذاتها استطاعت أن تصنع لنا أشخاصا اشتهروا، ليس بسبب ما أثاروه من أفكار وحوارات، بل بسبب مسرحيات وتمثيليات بكائية أو استعطافية أو…
الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣
كنت وما زلت أترنح في قناعتي حول إمكانية تحقيق اتحاد عربي أوخليجي، وبين كون هذا الاتحاد هو مجرد حلم جميل صعب المنال، خصوصا في ظل أجواء التخندق والتحزب والمصالح المتناقضة بين الدول، إلا أني في الوقت ذاته، أرى أن الحديث عن هذا الحلم القابل للتحقق، من أهم العوامل المساعدة على فك الاحتقان العربي، وزرع بذرة أمل في الأجيال القادمة التواقة للخروج ببلادها من حالة التخلف التقني والعلمي والفكري لعالم أكثر تقدما وريادة. أكملت يوم أمس الشهر الأول من رحلتي الأوروبية التي تنقلت خلالها بين ثماني دول وأكثر من ١٧ مدينة، ما بين شمالها القارس البرودة وجنوبها المفعم بالحرارة، وربما شيء من الرطوبة، وفي كل مرة أتجاوز فيها حدود دولتين أقف لأتأمل كيف تبدأ الاختلافات تظهر بين هذا الشعب وذاك، مع بقاء روح أوروبا بادية على كل ما يحيط بالمكان والزمان. عندما نطالب باتحاد خليجي، فإننا من أجل تحقيق ذلك لا نتوقع أن تحل أولا جميع المشاكل العالقة بين الدول، ولا أن يؤدي ذلك لأن تطغى دولة على أخرى، أوتلغى أسس سياسية دستورية لدولة معينة، لتحل محلها أسس حكم جديدة، فالخلافات الرسمية والشعبية في أوروبا ما زالت قائمة، والتناقض والصدام بين مكونات الدولة الواحدة نجدهما لم يتمكنا من التغلب على السياسة الداخلية لبعض الدول، كما هوالحال في بلجيكا والمتمثل في الخلافات…
الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠١٣
تعرضت فتاة مسلمة يوم الأحد الماضي في العاصمة السويدية ستوكهولم لاعتداء عنصري بسبب ارتدائها الحجاب، مما دفع عددا كبيرا من سيدات المجتمع السويدي غير المسلمات لإطلاق حملة باسم "احتجاج الحجاب" اشترك فيها سياسيون ومقدمو برامج تلفزيونية، وذلك من خلال نشر صور لهن في مواقع التواصل الاجتماعي وهن لابسات الحجاب تضامنا مع الفتاة، وكذلك من أجل حث الحكومة السويدية على ضمان حقوق النساء المسلمات في المجتمع السويدي. الحملة شهدت تلبية أكثر من 4 آلاف شخص للدعوة عبر موقع تويتر بعد يوم واحد من إطلاقها، وقام كذلك أكثر من 100 شخص في موقع إينستاغرام بنشر صور لهن ورؤوسهن مغطاة بالحجاب، فيما انضم أكثر من 8500 شخص بعد ظهر الثلاثاء إلى مجموعة تحمل اسم حركة "انتفاضة من أجل الحجاب" في موقع الفيسبوك. وقد استقبلت وزيرة العدل السويدية بياتريس اسك يوم الثلاثاء الماضي، أي بعد يومين من إطلاق الحملة، ناشطات في تلك الحركة التي تمكنت بدورها من إقناع النساء السويديات بتغطية رؤوسهن بالحجاب، وذلك بهدف طرح مسألة وجود تمييز بنيوي، ولكي توصل رسالة للوزيرة بأن هناك شعورا لدى الحركة بأن هذا النوع من الجرائم يزداد تفشيا في ظل الحكومة الحالية. في ستوكهولم، حيث أقضي بضعة أيام برفقة زوجتي، يلفت نظرك عدد لا محدود من مظاهر التحضر والمدنية، ليس فقط في الطرق والمباني والمرافق، بل…
الخميس ٠٨ أغسطس ٢٠١٣
لا شك في أن مترو الرياض الذي أعلن عن ترسيته على ثلاثة ائتلافات عالمية الأسبوع الماضي يعد من أهم المشاريع التنموية التي تشهدها العاصمة منذ زمن طويل، وهو مشروع يأتي امتدادا للطفرة التي تشهدها البلاد ولله الحمد في مشاريع البنى التحية وبرامج الإصلاح الإداري والحكومي والتي بدأت قبل بضعة أعوام وأصبحت واضحة للجميع، تجلت في تحسن الخدمات المقدمة للمواطن وتسهيل حصوله على متطلباته المختلفة. وكأحد سكان العاصمة كان الازدحام الشديد في الطرق أحد أكبر المنغصات اليومية، فلم يكن من السهل علي أن أقضي أكثر من مشوارين في الفترة الصباحية وربما مثلهما في فترة المساء نظرا لاتساع الرقعة الجغرافية للمدينة وزيادة عدد سكانها ومركباتها المتنقلة، لدرجة كان واضحا أن على الدولة أن تقوم بتقديم حل جذري يجعل الحياة والعمل ممكنا، فقد وصل الأمر لحد كان من الصعب جدا الاستمرار في تجاهل المشكلة والتعاطي معها بالطرق السطحية من خلال فتح مسارات طرق فرعية أو تحديد اتجاه الطرق كما عمل به في مدن أصغر مساحة واختلافا جغرافيا وعمرانيا. فرحتي كانت غامرة عندما أعلن عن ترسية المشروع رغم أن المشروع حتى الآن حبر على ورق، وتبقى السنوات الخمس المقبلة الشاهد على حقيقة ما إذا كان سيتحول هذا المشروع لمنقذ من اختناقات المدينة، إلا أنه في ذات الوقت أقلقني كثيرا تصريح للمهندس إبراهيم السلطان، رئيس…
الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٣
في الأسبوع الماضي، تراجع أحد من أسميهم بمتمشيخي "تويتر" عن فتواه المثيرة للضحك، التي أعلن فيها حرمة السفر لدبي، فأثنى على قرار تراجعه هذا البعض وانتقد البعض واستمر البعض الآخر في السخرية من القصة من أولها لآخرها. السبب الذي يدعوني مجددا للحديث عن الموضوع هو كونه فتح على مصراعيها إشكالية القيمة الحقيقية لفتاوى "تويتر" وهل يمكن اعتبارها في الأساس فتاوى يمكن الاعتماد عليها من جهة، ومن جهة أخرى هل من المنطقي أن يصنف كل من هب ودب ممن رسم ملامحه برسم الدين على أنه شيخ، ويطلق أراء يصبغها بفعل شكله صبغة قدسية؟ وكما أن هناك بعض الانفلات في الآراء والتعليقات بين أوساط الشباب والمتداولين للثقافة الاجتماعية الإلكترونية، فإن هناك انفلاتا يجب أن يوضع له حد بين أوساط من يدعون أنهم حماة الدين، وهم لا يتجاوزون كونهم دارسين لبعض ملامحه، ولكنهم مفتقرون للوعي بحقيقة العالم المعاش اليوم، وتطورات الشعوب ومناهج تفكيرهم وعوامل التعرية التي حدثت للثقافات والمجتمعات والشعوب. كيف لي أن أثق برأي من يصدر فتوى ثم بعد يومين يتراجع عنها لأن أهل العلم أبانوا له بعض المعلومات التي كانت غائبة عنه بخصوص مدينة دبي وتحديدا فيما يتعلق بمجهوداتها في خدمة الإسلام، كيف لي أن أحترم رأيا يصدر من إنسان (يطير في العجة) ـ كما يقال ـ ويطلق أحكاما مجحفة دون…
الخميس ١٣ يونيو ٢٠١٣
ها نحن نستقبل الإجازة الصيفية بكل ما تعنيه من فرح للأولاد والبنات وضغط مالي ونفسي على الآباء والأمهات، فبين التمتع ببضعة أسابيع داخل المملكة أو بين السفر لخارجها يكمن الصراع الأزلي الذي سيدور بين أفراد العائلة الواحدة والتي سيفضل تيار الانفتاح فيها أن تكون في ربوع الخارج بينما المحافظ منها ماليا وفكريا دون أن يعرف أنه يوقع نفسه في مشكلة كبيرة سيفضل أن تكون ربوع المملكة هي الحاضن الأمين لصيف الأسرة وذكرياتها. ولكن يبقى أمام هذا الواقع حقائق لم أسمع عنها ولكني عشتها في يومين اثنين تنوعت بين الاستجداء وحب الخشوم لإيجاد مقعد على الناقل الوطني يأخذني من العاصمة إلى أكبر مدن المملكة جدة، فالحصول على مقعد لرحلة داخلية أصعب من الحصول على مقعد بين الرياض وهونولولو، وبين أن أجد غرفة في فندق والذي وصل أحدها – وهو فندق لا أخجل في وصفه بالبائس رغم أنه يعد من فنادق الواجهة البحرية - وصل سعره لسعر أغلى فنادق دبي والواقع في برج خليفة ويحمل علامة تجارية تبلغ قيمتها السوقية ربما ٣ أضغاف لأشهر علامة تجارية سعودية! السياحة المحلية تبقى حتى الآن مجرد شعار يستخدم لدواعي الترويج المؤسسي أو لزرع الشعور بالوطنية أو حتى مزايدة البعض بها، والقول إن المصايف المحلية لديها ما تحتاجه لاجتذاب السياح يختلف جملة وتفصيلا عما سمعته ورأيت…