الأربعاء ٣١ أغسطس ٢٠١١
سألني أحدهم على تويتر عن تعريف السعادة فقلتُ له "لا أعرف" وكل ما أعرفه هو أنني أجدها كل يوم في شيء جديد، وأظن بأنني أحتاج إلى عدة سنوات حتى أصل إلى تعريف مناسب لها، فالسعادة ليست قيمة مطلقة، بل إنها أحد أكثر متغيرات الحياة تقلباً وتشكلاً، تبعاً للناس والزمان والظروف. كنت قبل عدة سنوات مع صديق في برلين، وكانت الحرارة تقترب من درجة التجمد، إلا أن صديقي أصر أن نحتسي القهوة على الطاولة الوحيدة التي تُرِكَت خارج المقهى، ولشدة البرد لم أكن قادراً على الإمساك بالكوب جيداً، حتى إن المارة كانوا يستغربون منا بينما كان الآخرون يجلسون في داخل المقهى الدافئ. رجوته أن نعود إلى الداخل فقال لي: "سنسافر بعد يومين ونرجع لحرّ الصحراء مرة أخرى، فلا تستعجل". ثم أطلق بصره تجاه الشارع وكان الدخان يخرج من فمه وأنفه كلما تنفّس. فكرت في كلامه قليلاً فأدركتُ بأنني كنت أهربُ من السعادة الطبيعية إلى سعادة مصطنعة. كنتُ أشتكي من الحر في بلادي، وعندما جئتُ إلى هذه المكان الذي من المفترض أن يشعرني بالسعادة، وجدتُني، لا إرادياً، أهرع إلى ما أشتكي منه مرة أخرى. لماذا يربط أحدنا السعادة بزمنٍ معين؟ فبعضنا يقول: «سأمارس الرياضة عندما أحصل على ترقية في العمل، ويجب علي في هذه المرحلة أن أركّز في عملي أكثر". كلا، لن…