الخميس ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٢
في كثير من الأحيان أتساءل: إلى متى ستبقى لعبة شد الحبل بين الرجال والنساء؟ هل ستستمر إلى الأبد؟! أم سيأتي اليوم الذي نتصالح فيه مع أنفسنا ومع الغير، سواءً كنا رجالاً أم نساءً، ونعرف ماهية الفروقات التي بيننا، وفي الوقت نفسه نتعرف إلى طبيعة الطرف الآخر، وطريقة التعامل مع بعضنا بعضاً، وفقاً لطباعنا وتكويننا النفسي والجنسي المختلف؟! وأنا هنا أتحدث عن علاقة الرجل بالمرأة كشركاء حياة، يعيشون تحت سقفٍ واحدٍ، ومن المفترض أن تجمعهما علاقة قائمة على الحب والمودة والرحمة، ولكن للأسف هناك حالة دائمة من التحدي وشد الحبل تطغى على الطرفين، ومحاولة إثبات الذات ومن له السيطرة، أو بعبارة أخرى من يستطيع كسر رأس الآخر أولاً، ويفرض السيطرة على تلك العلاقة، ما يدفعني للتساؤل أيضاً: هل طبيعتنا البشرية جُبلت على هذه العلاقة؟ أم أن هناك خللاً قد حدث على مر الزمان، وأثّر في تصرفاتنا وتفكيرنا وجعل علاقتنا بهذا الشكل؟! في الآونة الأخيرة، بدأنا نلاحظ وجود تحدياتٍ كبيرة بين الرجال والنساء في مسألة إثبات الذات، وفرض السيطرة داخل العلاقة، فوجدنا أغاني تحث على تلك التصرفات، وبرامج تلفزيونية تدعو النساء إلى إظهار القوة وعدم الخضوع، وأخرى ترد عليها من الطرف الآخر، كما وجدنا منشورات وفيديوهات لا حصر لها، توضح كيفية تسيير العلاقة بين الرجل والمرأة، وجميعها تدعو إلى وجوب تحدي الطرف…
الأربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٢
كثيراً ما تحدث مواجهات بيننا وبين أولادنا، أو مع بعض الأشخاص في مجتمعنا أحياناً، خاصةً عندما نجد منهم إصراراً على الامتناع عن القيام بشيء صحيح أو التعنت في القيام بأفعالٍ خاطئةٍ بدافع العناد والعصبية، وربما مر الكثيرون منا بهذه الحالة، فمثلاً تطلب من أولادك الاجتهاد في الدراسة، وتجد منهم عدم قبول أو تجدهم يهددون بعدم دراستهم كرد فعل على ما لا يعجبهم، أو طريقة تفاوض يتبعونها للحصول على ما يريدونه. والأمر لا يقتصر على الدراسة فقط، فربما تجدهم يمتنعون عن الأكل أو الشرب أو حتى الخروج في نزهة لنفس الدافع والهدف، وفي النهاية نجد أن من يستخدم مثل هذا الأسلوب لا يضر إلا نفسه، وأن الشخص إذا درس أو اجتهد، ففي ذلك فائدة له ولنفسه بالمقام الأول، والتأثير هنا ليس على الأولاد فحسب، بل على أي شخص حتى أنفسنا. إن أردت شيئاً أو امتنعت عنه فاعلم أن الفائدة أو الضرر عائد عليك أنت وحدك، ولن يشاركك فيه أحد، فعندما تعاند أبويك فعليك أن تعلم أن سنة الحياة تقول إنه لا أحد باقياً لك إلا نفسك، وعليك أن تحسن تربية نفسك وتضبطها وتحثها على التقويم الصحيح والطريق السليم. وبعيداً عن أطفالنا تجد أن بعض الرجال أيضاً يهددون زوجاتهم على الدوام، ويتوعدون بالزواج من أخرى كنوع من أنواع الترهيب، ويستخدمون أسلوب التهديد…
الأربعاء ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٢
كثيراً ما يخطر ببالي، وبالتأكيد يخطر ببال الكثيرين، ممن يفكرون في شكل مجتمعاتنا في المستقبل، كيف سيكون شكلها؟ وما مضامين هذا المجتمع؟ وما المرجعيات التي سيعتمد عليها في نهجه وتفكيره؟ خصوصاً أن العولمة قد وصلت حتى إلى معتقداتنا، وطريقة تفكيرنا، وقيمنا، وأخلاقنا، وتصرفاتنا، بإيجابياتها وسلبياتها، ولا أنوي تقييم الوضع أو الوصول إلى فكرة أو مضمون محدد، يعيّن الصواب أو الخطأ، إنما أريد تصوير مجتمعاتنا الإنسانية، بعد أن تداخلت المرجعيات، وأصبحت أكثر انفتاحاً، وكيف ستتشكل العقول في مقبل السنوات. دخول الإنترنت، وكثرة السفر، والاطلاع على الثقافات المختلفة، وحتى دخول التعليم الأجنبي، وكثرة المداخيل، سواء من التلفاز أو الأفلام ووسائل التواصل أو الألعاب، وغيرها من الوسائل التي تُدخل على عقولنا وعقول أجيالنا معلومات وعبارات، جعلت الأمور متشابكة، ودعوني أتكلم عن نفسي، فأنا أجد في أحيان كثيرة أن هناك إرهاقاً كبيراً في فلترة الأمور، ما الجيد وما الصحيح وما الخطأ؟ ومع كثرة التكرار قد تتغير القناعات، فما أجده بالأمس خطأ قد أتقبله اليوم، ولو بدرجات معينة، هذا وأنا قادم من مرجعيات قيمها ثابتةٌ لا تتغير ولا تتبدل، ومحدودة المصادر، إن صح التعبير، فكيف لأجيال منفتحة على مصادر كثيرة ومتعددة، فمن أين سيخلقون هذا الفلتر لتقييم ما يصح وما يجب تجنبه، أجد في هذا الأمر مهمة صعبة جداً، إن لم تكن مستحيلة، فبالنسبة لهم…
الأربعاء ١٧ أغسطس ٢٠٢٢
كثيراً ما نسأل أنفسنا سؤالاً قد يحتار في إجابته الكثيرون؛ شباباً كانوا أم شواباً، كيف سيكون شكل الحياة بعد التقاعد؟ هل فعلاً سيأتي اليوم الذي أستقيل فيه من عملي؟ أو تنتهي رحلتي الوظيفية وأصبح من المتقاعدين؟! أم أنا من ذلك النوع الذي يريد أن يعمل حتى الرمق الأخير؟! في الحقيقة، وللأسف، نحن في مجتمعاتنا نفتقر إلى ثقافة التقاعد، فالأغلبية العظمى إما يفشلون في التخطيط لها، أو لم يضعوها في حسبانهم أو حساباتهم أساساً، ودائماً ما نتغنى بذلك النموذج الغربي الذي يصور لنا التقاعد على أنه بداية الحياة؛ حياة الراحة، أو تلك الصورة النمطية التي تخبرنا بأنه سيكون لدينا الوقت الكافي لكي نلف العالم، وبوجهة نظري أن هاتين الصورتين فيهما من المغالطة الشيء الكثير، صحيح أن هناك من يريد أن يصل لهذه المرحلة، وينعم براحتها وهناءة بالها - إن صح التعبير - وهناك من لا يريدها، فهو مستعدٌ ومستمتعٌ، وتجده في أسعد لحظات حياته وقت أن يعمل ويحصد ثمار عمله. ودعونا نعود لأصدقائنا الذين فشلوا في التخطيط لهذه المرحلة، فهؤلاء أجد أنهم الأقل حظاً في هذه الحياة؛ فهم كانوا يرسمون لهذه المرحلة على أنهم سيعيشونها بكل راحة، فقد خططوا لها جيداً، ولكن انقلبت الآية عليهم، فما كان من خطتهم إلا الفشل، وعن أي فشل نتحدث؟! عن فشل لا يمكن تعويضه فقد…
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠٢٢
اتجهت أنظار العالم خلال الفترة الماضية نحو دول الخليج العربي، وذلك لاحتضان المملكة العربية السعودية قمة جدة للأمن والتنمية، التي حضرها الرئيس الأميركي جو بايدن، وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي، وكلٌ من مصر والأردن والعراق، والحقيقة يجب أن تُقال: إن الأنظار اتجهت نحو دولنا قبل الزيارة بأشهر، خصوصاً مع ارتفاع أسعار البترول عالمياً، وترقب عالمي لنتائج زيارة الرئيس الأميركي، ومحاولته زيادة إنتاج البترول في دولنا، ولكن محاولته لم تنجح لكون دولنا ملتزمة بعقود والتزامات «أوبيك» و«أوبيك بلس»، وبعد كل ما أثير حول الزيارة ونتائج البيان الختامي، فمن هو يا ترى الرابح الأكبر؟! بوجهة نظري أن دولنا الخليجية هي الرابح الأكبر في هذه المحاولة السياسية الأميركية، فقد صرّحت المملكة العربية السعودية بأنه لا توجد أي خطة لزيادة إنتاج النفط، وهذا ما صرحت به الإمارات من قبل، فنحن في هذا الملف نعمل مع شركاء دوليين ومنتجين عالميين، لدينا اتفاقيات معهم وملتزمون بمبدأ العرض والطلب والحاجة العالمية للنفط، وهذا الأمر ليس مرهوناً بأي اعتبارات سياسية، ومحاولة الرئيس الأميركي أن يخفف من وطأة التضخم الحاصل في أميركا والغضب الشعبي هناك، لا يمكن حلها بمثل هذه الزيارة، خصوصاً أنها لم تحمل أي اتفاقيات واضحة، وإنما جاءت لتؤكد مكانة دولنا كشريك لا يمكن الاستغناء عنه عالمياً. ما شاهدناه من تلاحم وتآخٍ وعلاقات أخوة وصداقة بين قادة…
الأربعاء ٢٩ يونيو ٢٠٢٢
سمعنا خلال الأيام الماضية عن جرائم بشعة بحق بعض النساء، كجريمة قتل الطالبة الجامعية برصاصات عدة داخل الحرم الجامعي في المملكة الأردنية، أو تلك التي حدثت في جمهورية مصر العربية، عندما قام شاب بقتل فتاة لأنها رفضت الارتباط به، وجريمة القتل التي أقدم عليها زوج بطعن زوجته 14 طعنة، بسبب خلافه معها في دولتنا، قبل أيام، كل هذه الأحداث استهجنها الجمع والمجتمع، لكونها حوادث نادرة في وطننا العربي، والرابط الوحيد بين جميع هذه الأحداث المأساوية هو أنها جرائم عنف ضد المرأة، وهنا نتساءل: هل هذا النوع من العنف حالة خاصة تظهر لدى بعض الرجال المرضى نفسياً، أم هي ظاهرة مجتمعية تستوجب علينا الوقوف عندها وإيجاد حلول لها؟ قد يكون العنف ضد المرأة حالة شاذة، لم ولن تكون يوماً ظاهرة اجتماعية تتسم أو تتصف بها مجتمعاتنا، وما نراه من حين إلى آخر من حوادث أو أحداث نجد فيها عنفاً أو تعنيفاً ضد المرأة ما هي إلا تصرفات فردية شاذة من أشباه الرجال، الذين أرادوا الانتقام أو تفريغ طاقاتهم ضد غريماتهم، ولم يثنهم عن تصرفاتهم لا تعاليم ديننا الحنيف التي أتت لصيانة وحفظ حقوق الإنسان، وحفظ حياته وكرامته، ولم تفرق في هذا الحق بين رجل وامرأة، بل أعطت المرأة حصانة ضد أي اعتداء، وكذلك لم تثنهم ثقافتنا وأخلاقنا المجتمعية وما منحته شريعتنا…
الأربعاء ٠١ يونيو ٢٠٢٢
منذ بروز تطبيقات التواصل الاجتماعي وحتى الآن، ظهر لنا الكثير ممّن يمارسون الفتاوى الطبية أو الصحية، فمنهم من يتكلم عن تجربته الشخصية، ومنهم من يُفتي بناءً على تجارب والدته، وآخرون يُفتون بجهالة مطبقة، وفئةٌ أخرى ينصّبون أنفسهم مكان الجهات الصحية، فتارةً يحذّرون، وتارةً يشكّكون، وأخرى تجدهم خبراء يُملون على الناس تصرفاتهم وسلوكياتهم الصحية، وليت الأمر بقي على ذلك، بل تعدى هذا كله لتجد البعض منهم يصفون أدويةً وعلاجات وممارسات صحية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى في مجموعات تطبيق الـ«واتس أب»، صحيح أن هذا الأمر ليس بغريب على مجتمعاتنا التي دائماً ما نجد فيها من يوصي بأدوية وعلاجات، أو يقوم بتوزيع بعض الأدوية والمضادات الحيوية لأفراد العائلة وبعض الأصدقاء والمعارف وزملاء العمل بناءً على تجارب سابقة دون أدنى اتّباع لمعايير السلامة ودون خبرة، ولكن أخذاً بمبدأ «اربط صبعك وكل من ينعت لك دوا»، إلا أن ما تغيّر في الآونة الأخيرة أننا بتنا أمام حالة يمتهن فيها البعض هذه الممارسات ويُصدرون فتاواهم ونصائحهم الطبية دون حسيب أو رقيب. كما كثر في الآونة الأخيرة مدربو الصحة واللياقة وخبراء التخسيس ومروجو أدوية التقوية الجنسية، فبخلاف وجود مئات الآلاف من المنشورات والحسابات التي تروّج لهذه البرامج والعلاجات، ووجود من أصبحوا أصحاب هذه المهنة إلكترونياً، تجد أن هناك مافيا من الذباب الإلكتروني ينشرون ملايين المنشورات…
الأربعاء ١١ مايو ٢٠٢٢
ربّما يغيب عن الكثير منا أمرٌ مهم ونحن نربّي ونعلّم أبناءنا، ألا وهو الثقافة المالية؛ وأقصد كل ما يتعلق بالمال وكيفية إدارة هذا الجزء المهم في حياتنا، ولذلك ما إن ينفصل شبابنا عن والديهم مالياً حتى تجد العديد منهم، ولا أبالغ إن قلت معظمهم، يسيء إدارة المال، ولا أقصد هنا إدارة الثروات فهذا موضوع آخر، ولكن ما أقصده أنه حتى الراتب الذي يتقاضاه لا يحسن التصرف فيه، وسرعان ما تجده قد ورّط نفسه في قرض أو بدأ ببعثرة أمواله دون فائدة، وبعدها بفترةٍ قصيرة يعود لكنف العائلة لتدعمه وتحسن من وضعه أو حتى لتنقذه من ديون وقروض لم يعد باستطاعته سدادها، وهذه الحالة تكاد تتكرر في كل عائلة وداخل كل أسرة إلا من رحم ربي. الأمر الآخر الذي أجده أيضاً يؤثر بشكل كبير على الاستقرار المالي لشبابنا هو تكاليف الزواج والبهرجة الكاذبة التي ينقاد لها الكثير، سواء كان قادراً عليها أو حتى إن كان من أولئك الذين يخافون على «برستيجهم» أو منظرهم أمام المجتمع والربع، فتجده يقيم حفلاً أسطورياً ويسافر شهر العسل لأغلى الوجهات، هذا بخلاف الهدايا الثمينة والساعات وأطقم الألماس التي باتت شرطاً ولزاماً أن يقدمه الزوج لمخطوبته ووالدتها وغيرهما، كل هذا وغيره الكثير يجعل الزوجين يدخلان عش الزوجية وهما مثقلان بديونٍ ستفقدهم الكثير من المتعة في مشوارهم المقبل.…
الخميس ٢١ أبريل ٢٠٢٢
لن أتكلم عن حيوان لم يحافظ على سلالته، ولم يستطع مواجهة التحديات البيئية أو الحياة الفطرية في عالم وقانون الغاب، فبات مهدداً بالانقراض، بل سأتكلم عن اللبنة الأولى للمجتمع.. عن «الأسرة» التي باتت مهددة بالانقراض، في ظل عدم قدرتها على مواجهة المتغيرات الاجتماعية من حولها، فتقلص دورها، وبهتت مكانتها، وانعدم في كثير من الأحيان تأثيرها، وبالفعل في الكثير من الأحيان ما عادت تستطيع مواجهة قوانين العصر وطبيعته، التي مزقتها الأحداث والحوادث من حولها، وجعلتها أمراً ثانوياً قد يكون غير ذي تأثير خلال الفترة المقبلة. لا استغراب ولا استهجان لهذا الطرح، وهذه المقارنة، لأنها قد صادفت الحقيقة، وفيها جانب كبير من الصواب، فالأسر على وشك الانقراض فعلاً، فبعد أن انقرضت العائلات الممتدة، وبات كل شخص يعيش بمفرده بعيداً عن أسرته الكبيرة، وبعد أن تقلص دور الجد والجدة والعم والعمة والخال والخالة، ها نحن على أعتاب أن يتقلص دور الأم والأب، إن لم يكن قد تقلص فعلاً، خصوصاً إن نظرنا إلى الأمور من زاوية صعود الجيل الجديد المحمل بأفكار الاستقلالية والتفرد بالرأي، وينظر دائماً إلى نفسه على أنه من زمن الانفتاح، وأن مهاراته تمكنه من المطالبة بتلك الاستقلالية، بعيداً عن أسرته وما يحكمها من ضوابط وروابط. قد يقول قائل، وهو على حق، بأنك قد «تبالغ»، وأرد وأقول: لِمَ لا أبالغ، ومن حقي…
الأربعاء ٠٦ أبريل ٢٠٢٢
مازلنا، وللأسف، نعاني وبشدة الاتصالات الهاتفية المتطفلة من قبل مندوبي البنوك والاتصالات والشركات العقارية والأسهم، وفي الآونة الأخيرة شركات خدمات صيانة السيارات، ولا يقف الأمر عند الاتصال الذي لا يخلو من «ثقل الدم والغثاثة»، والذي يبدأ: «أنا فلان من شركة كذا، ممكن آخذ من وقتك؟ تجيب بكل بساطة: لا، أنا غير مهتم. يرد بكل عنجهية وتهكم: ليش مش مهتم؟ ترد: أقول لك شي، ليش ما تناسبني؟». ليكون موقفك في حسبانه أنك أنت من أسأت الأدب، فهو المسكين يقوم بدوره، ويبحث عن مصدر دخل له يعزز مكانته في الشركة المنتسب لها، أما أنت وانشغالاتك فلا قيمة لها في خطة عمله، وليس ذنبه أنك تتلقى مثل مكالماته يومياً ما يجاوز عدد أصابع اليد، أو أنك لم ترتب جدول أعمالك لتلقي مكالمته وزملائه المندوبين، أو أنك حتى إن كنت موظفاً «وتوّك» راجع من الدوام في الطريق، أو «تتغدا» فهذه مشكلتك، فدوامك ينتهي، أما المندوب فيعمل 18 ساعة واحمد ربك أنه تركك تنام ست ساعات. اقتحام للخصوصية، وتطفل على أحوالك، ومصير أموالك، بدعوى الترويج، خبتم وخاب ترويجكم إن كان هذا منوالكم، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يملؤون صفحات هاتفك برسائل نصية، ورسائل عن طريق «الواتس أب»، فتجدهم «ينطون» لك من كل حد وصوب، وفي كل تطبيق. خصوصياتنا باتت في مهب الريح أمام…
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠٢٢
في عالمنا اليوم أصبحت قروبات «واتس أب» جزءاً من تواصلنا واتصالنا، وجزءاً من محطاتنا اليومية نرسل ونتراسل ونستقبل أخباراً وصوراً وآراءً، حوارات هادفة وأخرى للتسلية.. وجانب خاص من قروبات العائلة التي يتسامر أفرادها أحاديثهم ويتناقلون من خلالها أخبارهم وصورهم ويعبّرون عن أفراحهم وأحزانهم، بل يتخطى الأمر أكثر من ذلك، لتصبح هذه القروبات مجالاً وفضاءً للمنافسة والتباهي وبعضاً من الجدل والجدال، ولا يخلو الأمر من بعض الرسائل المبطنة المقصودة من نجوم القروبات، هؤلاء ممن يتنافسون في الاختلاف فقط من أجل الاختلاف، كما تعرفون هم من أنصار «خالف تُعرف» هؤلاء ليس لديهم مبدأ ولا رأي، فقط، ما يريدونه هو أن يضعوا بصماتهم يميناً وشمالاً ليقولوا «ها أنا ذا، هنا أنا موجود»، وليت بصمته تلك نظيفة، لكنها ملوّثة بأدناس وأعراض الناس الذين يأكل لحمهم وينهشها، وهو العالم بقدر حاله ووضعه أنه ما كان ليجرأ أن يدلي بسطله وليس دلوه لو كان خطابه بالوجه وليس في الظهر أو عن طريق الكتابة المستترة أو المبطنة لتقبل التحريف والتزييف متى شاهد نفسه قد وضع تحت ضغط المواجهة. عموماً تستنزف قروبات «واتس أب» كثيراً من أوقاتنا ونحن نتفاعل مجبرين أحياناً مع رسالة أو صورة أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء من باب المجاملة، فلو لم تفعل ذلك لطالتك الانتقادات والعتابات وكأنك أجرمت بحق هذا الشخص، وحتى لو حادثته…
الأربعاء ٠٢ مارس ٢٠٢٢
تسعى دولتنا دائماً لتكون مركزاً تجارياً مستقطباً ومشجعاً للاستثمار، ونشاهد بين حين وآخر توجهات وسياسات حكومية لتغيير منظومة الأعمال التجارية، لتواكب التطلعات العالمية، والمحافظة على مكاسبنا الوطنية في هذا الجانب، ومن بين تلك التوجهات التي يقال عنها هنا وهناك أن حكومتنا ستتوجه في الأيام المقبلة نحو تطبيق مبادئ التجارة الحرة، والسماح للجميع بأن يكون جزءاً من هذه التجارة، بعيداً عن التوكيلات والوكالات التجارية التي تحد في كثير من الأحيان من مبادئ المنافسة العادلة، وتستغل المستهلكين، لعدم وجود من ينافسها. ربما تظهر هذه المشكلة جلياً في وكالات السيارات، حيث يوجد فرق كبير بالسعر بين السيارات المبيعة داخل الوكالة وخارجها، وفي المقابل يقدم الوكيل خدمات بسيطة لا تتناسب مع حجم الفرق بين السعرين، وفي جانب آخر، إن بعض وكالات السيارات ترفض استيراد سيارات بمواصفات مخصوصة، لحجب سياراتها عن فئة من الناس، وجعلها مناسبة لطبقة معينة، وقد أخبرني أحد الأصدقاء عن سيارة تُباع في دولة مجاورة، وتختلف بمواصفات بسيطة جداً، تكاد لا تذكر، عن السيارة المبيعة محلياً، وفارق السعر بين الاثنتين كبير جداً، وقد يكون هناك من يرحّب بهذا الأمر، خصوصاً محبي المظاهر، ممن يريدون التميز لطبقتهم الاجتماعية، ولكن من زاوية ثانية، هذا أمر مرفوض، فمن حق الجميع أن تتاح له خيارات متعددة، ويختار هو ما يناسبه. ولا يخفى عليكم اليوم صعوبة اقتناء…