الخميس ١٦ ديسمبر ٢٠٢١
لا نعرف مدى حقيقة ما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء من معلومات حول صفقة طائرات «إف 35» الأمريكية لدولة الإمارات، فهي قد تكون صحيحة، وقد لا تكون، ولكننا لا نستطيع أن نؤكدها أو نكتب عنها وكأنها أصبحت حقيقة، فالخبر لا يذكر اسماً ولا صفة للمسؤول الوهمي الذي استندت إليه في معلوماتها، ذلك من جانب التشكيك في الخبر، ولكن من جانب آخر نعرف أن جهات مسؤولة لدينا تحب وسائل الإعلام الأجنبية، وتسرب لها كثيراً من الأخبار بعيداً عن إعلامنا ووسائله الموثوقة، وهذا يجعلنا نعتقد بأنه قد يكون صحيحاً. وحتى لا نذهب بعيداً نعود إلى الخبر الذي نعلم علم اليقين بأنه سيحدث ردات فعل، وستنتج عنه تداعيات سنرى نتائجها قريباً، فالوكالة العالمية ذات المصداقية العالية تقول إن دولة الإمارات طلبت تجميد صفقة طائرات «إف 35» الأمريكية، وبوضوح أكثر سحبت الدولة طلبها لشراء ذلك النوع من الطائرات. وهذا يجعلنا نعود إلى الخلف قليلاً، وبالتحديد إلى يوم 28 نوفمبر الماضي، وهو اليوم الثاني للتوقيع الرسمي على صفقة طائرات «رافال» الفرنسية، حيث قلنا إن إتمام تلك الصفقة سيجعل الصفقة «التائهة» في دهاليز واشنطن خاضعة للتغيير، فقد طال تفكير بايدن و«تمطيط» مراحل اتخاذ القرار من المشرعين في الكونجرس، فإذا انتهوا من كل ذلك سيكون لكل حادث حديث، ويبدو أن الحديث قد بدأ فعلاً، سواء كانت معلومات «رويترز»…
الثلاثاء ٢٨ يوليو ٢٠٢٠
هل تعلم أنك تعيش في خدعة كبيرة؟ حواسك تخدعك، عقلك يملىء فجوات ذاكرتك ليرسم لك عالماً متصلاً جميلاً. بل لحظة أين أنفك؟ أليس من المفترض أن تراه دائماً بما أنه يقع في محيط رؤيتك. جرب أن تغلق عيناً واحدة أتراه؟ ما فعله عقلك أن عدل الصورة "بالفوتوشوب" وحذف أنفك من الرؤية! جميع حواسك متواطئة عليك فماذا تفعل؟ العالم يتلون تبعاً لمشاعرك فتارة تراه أبيض أو أسود أو حتى وردي! كذلك الأشياء في نظرتنا غالباً ما تبدو بخلاف ما نتوقعه أو نراه. فالأرض تبدو مسطحة مع أنها كروية. نرى الشمس تدور حولنا لنكتشف أننا لا ندور إلا حول أنفسنا. في وقت ما ظننا أننا مركز الكون لنعرف لاحقاً أننا لا نعيش إلا على هوامش مجرة صغيرة. بينما الشمس التي استطيع أن احجبها الآن بأصبعي، نستطيع وضع ما يقارب مليون كرة أرضية بداخلها! (أو بدقة أكثر أنت وأشكالك وفوقكم 1.3 مليون أرض). ولكن تبقى حل أعظم هذه الألغاز ألا وهو الزمن؟ اطلعت مؤخراً على كتاب "نظام الزمن" للفيزيائي الايطالي كارلو روفيللي. سأستعرض معكم بعض الأفكار التي لفتت انتباهي. نحن نفكر في الزمن تبعاً لخبراتنا اليومية، فالزمن كما نراه على ساعة الحائط أو اليد هو شي بسيط متجانس يتدفق بشكل ثابت مستقلاً عن أي شي آخر. الأحداث مرتبة بشكل منتظم ماضي وحاضر ومستقبل.…