الإثنين ٠٧ مارس ٢٠١٦
ربما يكون من أكبر الحيل والخدع السياسية في المنطقة ما تشهده إيران من أنواع الانتخابات المتوالية، رئاسية وتشريعية وبلدية، وتلك التي تخص سلسلة من المؤسسات التي وضعت وفق نظام معقّد مثل مجلس خبراء القيادة ومجلس صيانة الدستور، حيث يصوت أعضاء مجلس الشورى على اختيار ستة من أعضاء المجلس الذين يرشحهم رئيس السلطة القضائية، في حين يعيّن المرشد الستة الآخرين. والحقيقة أن توالي الجولات الانتخابية في هذا البلد، وما تحظى به من تغطية إعلامية في الدول العربية والغربية، يوحيان للعالم بأن ثمة حراكاً سياسياً حقيقياً يحدث، وتداولاً للسلطة يتم وفق الإرادة الشعبية بين تيارات سياسية متنافسة، ويطاول حتى رئاسة الدولة التي تتناوب عليها وجوه سياسية يفترض أنها تدير الدولة. وهذه هي الحيلة أو الخدعة الأولى التي يبتلعها العالم أو أنه يعرف الحقيقة لكنه يغض الطرف عنها لأغراض في النفوس. الخدعة الثانية تتعلق بمصطلحي الإصلاحيين والمحافظين، واختيار المصطلحين ينطوي على كثير من التضليل. فالإصلاحيون الذين عادوا للفوز في الانتخابات إنما يراد لهم…
الأحد ٠٦ مارس ٢٠١٦
بقايا القهوة في الفنجان شكلت خطوطاً غريبة، بدت لي كأنها صورة لحيوان مفترس. قلت لصاحبي: هل ترى صورة الحيوان المفترس في قعر الفنجان؟ قال لي: لا أرى شيئاً! ما الذي حدث؟ الخطوط العشوائية كانت بلا معنى، وأنا أسقطت عليها انطباعاتي وصوراً ذهنية سابقة لحيوان مفترس من الذاكرة، كنت أراه واضحاً بين الخطوط العشوائية. وكان صاحبي يبحث عنه. والسؤال الآن لماذا لم نرَ كلانا نفس الصورة والتعابير في قعر الفنجان؟ • الحياة لا تنتظر أحداً، ولا تعبأ بأحد أيضاً، كانت قبلنا وسوف تستمر بعدنا، كم حاولنا أن نبطئ من سرعتها بإضفاء معان وقيمة للأشياء من حولنا، ليتها ولعلها تلتفت لنا، كم حاولنا أن نثبت ملكيتنا للأشياء، ولكن الحياة بعد أن نفنى، في النهاية هي التي ترثنا وترث أشياءنا. وعندما حاولت أن أشرح له بتتبع الخطوط، بدأ يتفاعل وينقل انطباعاته وإحساسه، ويُكَوِّنُ صورة ذهنية قريبة. لقد اختلفنا في الرؤية، رغم أننا نشاهد الصورة عينها. لا يوجد تشابه في رؤية المشهد، فكلانا يرى…
الأحد ٠٦ مارس ٢٠١٦
لا نريد في هذه المنطقة دويلات طوائف ولا دويلات مذاهب، وإنما نريد دولاً وطنية تُحكم بالقانون، وتسير على نظام ودستور. باختصار هذا مطلب كل عربي من المحيط إلى الخليج، الكبار والصغار، النساء والرجال، ووصل الناس إلى هذه الحال بعد ما رأت الشعوب بأعينها من أخطاء، وما عاشته من أيام صعبة، فعرفت أنها لا يمكن أن تعيش إلا ضمن دولة وطنية تحمي الجميع دون تمييز ديني أو طائفي أو عرقي أو مذهبي، فالمواطن العربي، كأي مواطن في العالم، يريد أن يثق في مستقبله ومستقبل وطنه وأبنائه. لبنان حالة واضحة للدولة التي يعاني فيها المواطن، ولم يعد يثق في مستقبله، وهذا ما يردده اللبنانيون أنفسهم، والأزمة الأخيرة مع دول الخليج تجعل الكل يفكر في الوقوف إلى جانب هذا البلد الذي عانى الحرب الأهلية لسنوات طوال، فخسر الكثير، لكنه عمل بكل جد من أجل استعادة عافيته وقوته، ونجح، إلى أن جاءت لحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في عام 2005، فانقلبت الأمور رأساً على…
الأحد ٠٦ مارس ٢٠١٦
الثقافةُ هي الهوية وعلامة الوجود، والخيار وفعل الإرادة، وهي اختصار معارف الإنسان عن ماضيه وحاضره، واختزال رسالته الإنسانية والمعرفية وأساس نهضة الشعوب. وفي خضم الصراعات التي يشهدها العالم من حولنا، والتحديات الوجودية التي تواجهها الاقتصادات ذات المورد الواحد، يبقى التنويع في الاستثمار عاملاً أساسياً لنجاح الاقتصاد. واليوم نحن أحوج ما يكون إلى الثقافة كمورد اقتصادي واستثماري مهم لبناء مستقبل أكثر إشراقاً لأجيالنا القادمة. وبينما تجتاح النزاعات المنطقة، تعلي دولة الإمارات راية التنمية والمشاريع الكبرى والاستثمار في الشباب وأبناء الوطن وإيجاد فرص عمل جديدة، وتنمية المهارات الإبداعية والقيادية، وتبني الابتكار والأفكار الخلاقة التي توازي حجم التحديات حاضراً ومستقبلاً. ولأن الاقتصاد اصطلاحاً هو الانتفاع بكل الموارد المتاحة، فالثقافة هي المورد السامي والأمثل، لأن الثقافة التزام لأجل الإنسانية، بها يمتلك الناسُ أساس تطورِ مجتمعاتهم ونهضتِها المعرفية والاجتماعية والاقتصادية. وبها يعملون بتأثير إيجابي خلاق يرفع مستوى المعيشة ويرتقي بجودة العمل. وبالثقافة يتحدون لأنها قوة مُوحِّدةٌ تقوم على الإبداع، بالحوارِ والمعرفة، وهي قوةٌ محفّزةٌ للابتكار،…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٠٦ مارس ٢٠١٦
تعز هي أكبر حاضرة يمنية ينتشر أبناؤها في كل مدن وقرى اليمن وبها أكبر نسبة للمتعلمين ورجال الأعمال والصناعيين والحرفيين وموظفي الدولة والقطاع الخاص ودافعي الضرائب، وهي الأقل تواجدا في القطاعات العسكرية والأمنية، وكان من النادر مشاهدة السلاح في شوارعها وقراها، لكنها تحولت إلى ساحات قتال في كل ركن فيها، وتنازل الكثير من شبابها وكهولها عن أحلامهم وتفرغوا إما للبحث عن مورد للحياة أو الفرار من اقتتال أبناء الوطن الواحد، أو للمشاركة في الحرب العبثية التي فرضت عليهم. عرضت محطة الـBBC أخيرا فيلما وثائقيا بعنوان (تعز بين المطرقة والسندان) وكان الصاعق فيه المشاهد المفزعة للأوضاع الإنسانية المزرية في المدينة وانهيار كافة المؤسسات الطبية وتوقف العمل في المدارس وانعدام موارد المياه، وأظهرت بعض اللقطات كيف صارت تعز التي يحلو لأبنائها تسميتها بـ(الحالمة) مدينة تسكنها الأشباح والمقاتلون. منذ أكثر من 10 أشهر تستنجد تعز بالجميع لتجنيبها الاقتتال ثم لإنقاذها من الحصار الذي فرض عليها، وكان الجواب حينها أن استعادة عدن هو الخطوة…
د. حنيف حسنرئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي منذ العام 2014، وزير سابق، وأكاديمي، وكان مديراً لجامعة زايد.
الأحد ٠٦ مارس ٢٠١٦
لم يكن قرار دول مجلس التعاون يوم الثاني من مارس الجاري، بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية مفاجئا، بل كان واجبا ومستحقا منذ أنشأت إيران هذا الحزب الشيطاني سنة 1982، أو حزب اللات وليس حزب الله كما يسميه معارضوه في لبنان، والذي هو ثمرة خبيثة لشجرة خبيثة، منذ أن جعل مشروعه أن يكون جزءا من إيران في لبنان كما تنص وثيقة تأسيسه، الأولى والثانية، التي ترفع وتنتمي لولاية الفقيه الإيرانية ولا تنتمي للوطن ولا للدولة اللبنانية. سبقت هذا القرار الكثير من المؤشرات والمواقف، كان آخرها ما أثاره سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وتأكيده على أنه إذا كان العالم جادا في الحرب على الإرهاب فلا بد ألا يفرق بين إرهاب وإرهاب وأن الإرهاب واحد سواء أتى من داعش أو من الجماعات العنفية الموالية لإيران، كالحشد الشعبي وأحزاب الله وجيش بدر وغيرها. كما سبقه قرار دولة الإمارات بتصنيفه…
الأحد ٠٦ مارس ٢٠١٦
من غرائب الإعلام العربي القول أن إيران الجمهورية الإسلامية تعمل على تصدير الثورة. يقول بهذا خصوم إيران وحلفاؤها معاً. وهذا قول أقل ما يقال عنه إنه محيّر. فهي تهمة، كما يبدو، عند خصوم إيران. وهي وكما يبدو أيضاً، وإن على استحياء، مديح عند حلفائها وأتباعها، خصوصاً ما بات يعرف في العالم العربي بـ «إعلام الممانعة». بالنسبة لخصوم إيران، يمثل الاعتقاد بتصدير الثورة تسمراً عند العام 1979 حين كانت الثورة في ذروتها. أما بالنسبة لحلفاء إيران فيمثل شعار تصدير الثورة غطاء آخر - بجانب غطاء الممانعة - لما انحدرت إليه الثورة على يد رجال الدين الذين أفرغوا الثورة من مضمونها ونكصوا بها إلى الوراء أكثر من ألف ومئة عام. الغريب في الأمر أن المنبع الأول لدعوى تصدير الثورة كان تصريحاً للإمام آية الله الخميني بعيد انتصار الثورة عام 1979. ربما أن هذه كانت قناعة الرجل لما كان يخطط له ويعمل على تحقيقه تطبيقاً لما جاء في كتابه عن الحكومة الإسلامية. وبهذا…
السبت ٠٥ مارس ٢٠١٦
هزمت هيلاري كلينتون منافسها الديموقراطي بيرني ساندرز بسهولة. فقد بدا الرجل القادم من خارج «الإستابلشمانت» غريباً في طروحاته. هاجم نظام اللوبيات و»وول ستريت» والمؤسسات التي اعتادت أن توصل الرؤساء الأميركيين إلى البيت الأبيض. بدت أفكاره غريبة عن المجتمع الأميركي كأنه قادم من أميركا الجنوبية، أو من ثورات العالم الثالث. في حين التزمت السيدة كل المعايير التي يتبعها المرشحون للرئاسة، من الإشادة بممولي حملتها وتأكيد المحافظة على مصالحهم وتعزيز نفوذهم في الإدارة، وتجنيد جماعات الضغط، خصوصاً «إيباك» إلى التغني بإسرائيل وديموقراطيتها، وتكرار تعهد كل الرؤساء السابقين الاستمرار في دعمها سياسياً وعسكرياً في مواجهة الفلسطينيين والعرب، ونبذ كل من ينتقدها، أميركياً كان أو غير أميركي. حتى أن بعضهم (بايدن على سبيل المثال) يجاهر بصهيونيته ويزاود على جابوتنسكي في حق اليهود بـ»أرض الميعاد»، وحق واشنطن في رعاية هذه العودة، ويستخدم المسؤولون الأميركيون هذه الأسطورة لتحقيق مصالحهم الخاصة والعامة. وأكثر ما يلفت في حملة كلينتون الانتخابية تدخل صديقها المتمول اليهودي حاييم سابان الذي ذكّر…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٠٥ مارس ٢٠١٦
الانتصار على «داعش» في سورية ليس صعباً على الإطلاق، ولكنه أكثر صعوبة في العراق. إلا إذا أكمل عليه هناك الجيش نفسه الذي انتصر عليه في سورية، فيقف مناديه هاتفاً في المجاهدين الذين رفعوا راية سورية الحرة على مبنى بلدية الرقة «من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يصلّين العصر إلا في الموصل». بالطبع المعركة التي ستستعر من الرقة حتى الموصل تحتاج إلى أيام عدة وتحركات ديبلوماسية معقدة، ولكن الشعب واحد وكلهم يريدون الخلاص من «داعش» ومعه كل مستبد وطائفي. عندما صعد نجم «داعش» قبل عامين، صرّح أكثر من قائد عسكري أميركي، بل حتى الرئيس باراك أوباما نفسه، بأن الانتصار على التنظيم سيستغرق سنوات، أحدهم حددها بعشر. كلامهم صحيح لو كان الأميركي هو من سيقوم بهذه المهمة، أو جيش نظام مستبد مثل نظام بشار الأسد، أو قوات طائفية مثل الحشد والجيش العراقي، ذلك أن أهالي الرقة، وكذلك الموصل وبقية سُنَّة العراق وعشائرها، لا يريدونهم حكاماً عليهم مرة أخرى. هذا هو…
السبت ٠٥ مارس ٢٠١٦
قبل أيّام احتُفل بمرور ربع قرن على تحرير الكويت من غزو صدّام حسين. وكان لافتاً أنّ ذلك الحدث التحريريّ أثار من العواطف، على تضاربها، ما كانت أعمال التحرير من الغزاة والمحتلّين كفّت عن إثارته. ذاك أنّه بين 1956، سنة العدوان الثلاثيّ وحرب السويس، و1962، عام استقلال الجزائر، صُرفت آخر قطرة كانت تنطوي عليها الحماسة لتحرير الأرض من طرف أجنبيّ. فالحقبة المذكورة ما لبثت أن أدّت إلى تبديد واضح لما يُفترض أنّه تراكم قوميّ ضدّ محتلّ أجنبيّ أو مستعمِر. ففي المشرق انفجرت الصراعات الدموية بين الناصريّة وخصومها في لبنان والعراق والأردن، وكان ما عُرف بالصراع على سوريّة، ثمّ الوحدة المصريّة – السوريّة ومن بعدها الانفصال السوريّ، عبوراً إلى الصراع الناصريّ – البعثيّ، ووصولاً إلى الصراع الناصريّ – الفلسطينيّ وولادة حركة «فتح» التي انشقّت عن التيّار القوميّ العريض وانتزعت منه العلّة الأبرز بين علل وجوده. أمّا في المغرب، فبعد أشهر على استقلال الجزائر، انفجرت «حرب الرمال» الجزائريّة – المغربيّة ثمّ أطاح «جيش…
السبت ٠٥ مارس ٢٠١٦
لم يعد هناك مجال للشك في أن حزب الله «إرهابي»، فبعد أن خلع عمامة المقاومة ضد المحتل، ووجه سلاحه تجاه الشعب اللبناني قبل عشر سنوات تقريباً، وبعد أن تلطخت يداه وأصبح مشتبهاً به في جرائم قتل واغتيالات، وبعد أن أصبح شريكاً أساسياً في قتل وتهجير الشعب السوري، لم يعد هناك تصنيف آخر لهذا الحزب، ولم يعد هناك مجال للدفاع عنه، واعتباره مقاومة شريفة. حزب الله الذي سلمه زعيمه حسن نصرالله لإيران، فتحول الحزب وكل من ينضم إليه إلى أداة سهلة التحريك بيد النظام الإيراني، كان يفترض أن لا يذهب بعيداً في ولائه وتبعيته لنظام دولة أخرى، وفي لحظة ما كان يجب أن يتوقف عن الاستمرار في لعب دور «الجندي المطيع» لإيران و«الانتحاري الجاهز» لتفجير نفسه في أي مكان، وضد أي أحد. لذا كانت خطوة دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، اعتبار «حزب الله» إرهابياً، خطوة طبيعية وإنْ تأخرت قليلاً، إلا أن هذا التأخير من صفات المجلس الذي أصبح منهجه إعطاء الفرص…
السبت ٠٥ مارس ٢٠١٦
سنوات مضت كان الكتاب حاضراًبقوة ينتقل من بلد لأخرى ( تهريباً ) نعرف عنواينها دون قوقل والفيس بوكلأن القارىء كان وقتها عاشق يتطقسأخبار محبوبه ..! كان شارع جامعة الدول العربيةوسور الأزبكية مزار لمن يبحث عنكتاب قديم او حتى جديد فرائحةالكتب هناك تغريك بالسهر وأكواب الشاي تبرد ودفء الأكف يعانق الورق. لم تكن لتجمعها معارض او أمسياتودور نشر تتنافس على عرض الغلاف الملون والورق السميك ليدفع القارىءأكثر ..! حركة الطباعة والمطابع في هذا القرن وصلت ذروتها في وقت يجتمع فيه طلاب المدرسة لزيارة معرض الكتاب ليخرجوا بأكواب الذرة و العاب الخفة وأكياس الرمل السحري؟! لا أحد ينكر أن معارض الكتب لها تأثير قوي على تشجيع الجميع وكسرحاجز الخوف والوصول لدور النشر بسهولة ولكن يبقى السؤال الحائرلماذا نطبع ما لا يقراء ونقراء ما لانجد ؟! لماذا تراكمت العناوين وتداخلت وهجرالمعنى والحرف مكانه ليقع أسيرلرحلات الصيف وعصفور تويتروقصائد حب مكسوره ؟! هل طباعة عشرة كتب تساوي رأسمال المطبعة والباقي أرباح المساهمين لنشاهد إنتصار…