آراء

عبدالله المغلوث
عبدالله المغلوث
كاتب وصحفي سعودي

«ما عندك عند جدتي»

الأحد ٣١ مايو ٢٠١٥

كنت في منزل صديق وكنا نتحدث عن أحد الأشخاص. ففاجأني صديقي معلقا عليه: "ما عنده عند جدتي" دلالة على أنه لا يفقه شيئا. دخلت في حوار طويل معه احتجاجا على حطه من قدر ذلك الشاب وأكثر على تقليله من شأن جدته وجداتنا عبر إشارته السلبية لهن. لكنه لم يكترث. للأسف ليس هذا الصديق الوحيد، الذي يسيء لجداتنا. معظمنا نرتكب هذه الحماقة بقصد أو دون قصد. هل هذا هو ذنب جداتنا اللاتي بذرونا في هذه الأرض. غرسونا برفق وسقونا بسخاء حتى ترعرعنا وارتفعنا. وعندما حان وقت الحصاد نقذفهن. وكما يقال، لا يؤلم الشجرة الفأس. ما يؤلمها حقا أن يد الفأس من خشبها. محزن أن يكون جزاء جداتنا التهكم والسخرية والانتقاص. فبدلا من أن يرتبطن في أمثالنا وأحاديثنا بالحنان والدفء والنقاء والسخاء، ارتبطن بقلة الثقافة والوعي. لو تأملنا قليلا في هذه العبارات الغبية التي نرتكبها سنعلم تماما من هو الفقير في العلم والأدب والثقافة؟ يقاس كثير من الأمم والحضارات والشعوب من أمثلتها…

داود الشريان
داود الشريان
كاتب واعلامي سعودي

عبدالجليل الأربش

الأحد ٣١ مايو ٢٠١٥

على باب مسجد الإمام الحسين في حي العنود بمدينة الدمام، كان عبدالجليل الأربش يقف مع المتطوعين الشباب المكلّفين بحماية المصلين. بدأ الإمام إلقاء خطبة صلاة الجمعة. توقّفَت سيارة أمام باب المسجد. نزل منها رجل متنكّر بعباءة نسائية. حاول الدخول إلى المسجد. منعه الشباب المكلّفون بالحراسة من الوصول إلى المصلّين. لاذ الإرهابي بالفرار باتجاه مرأب السيارات. لحق به عبدالجليل للإمساك به، فجّر الانتحاري نفسه، وقُتل البطل الأربش وشقيقه محمد الأربش وابن خاله محمد حسن بن عيسى. عبدالجليل تخرّج قبل أسابيع من الولايات المتحدة، وعقد قرانه قبل أيام، وكان يستعد لاستكمال مراسم زواجه خلال الأشهر المقبلة، لكن الإرهاب خطفه من أمه وأبيه، وأهله ووطنه. عبدالجليل جسّد أروع معاني البطولة والشجاعة. ضحّى بنفسه من أجل حماية مواطنيه. جمع البطل الأربش بين الإيثار والشجاعة في مشهد نادر. كان بإمكانه، رحمه الله، أن يترك الانتحاري يلقى مصيره بنفسه، لكن عبدالجليل تعقّبه، وهو يعلم أن الانتحاري يتمنطق بحزام ناسف. كان مصرّاً على الإمساك به، لكن الإرهابي…

خالد الدخيل
خالد الدخيل
كاتب و محلل سياسي سعودي

الطائفية تملأ فراغ المنطقة!

الأحد ٣١ مايو ٢٠١٥

تعرّض السعودية لتفجيرين إرهابيين خلال أقل من أسبوع، وفي هذه الأيام تحديداً، يغري بالتساؤل إن كانت وتيرة العودة لاستهدافها مباشرة قد بدأت. كانت السعودية هدفاً للإرهاب منذ منتصف تسعينات القرن الماضي. وحققت أجهزتها الأمنية نجاحاً باهراً في إفشال هذا الاستهداف. كيف تمكّن الإرهابيون هذه المرة من تفادي عيون الأمن السعودي؟ كان من أهم علامات نجاح هذا الأمن توجيه ضربات استباقية للخلايا الإرهابية قبل تمكنها من تنفيذ مخططاتها. لماذا لم يحصل الاستباق هذه المرة؟ هناك سؤال آخر: من حيث أن تفجيري القديح والدمام حصلا في المنطقة الشرقية، واستهدفا مواطنين شيعة تحديداً، فهل يعني هذا أن موجة التفجيرات الجديدة ستقتصر على المنطقة الشرقية؟ في الماضي القريب كان إرهاب «القاعدة»، أو الموجة الأولى، يتركز في المنطقة الوسطى، ويستهدف بشكل أساسي رجال الأمن والمؤسسات الأمنية. حصلت حينها تفجيرات ومحاولات تفجير في المنطقة الشرقية، لكنها جميعاً اقتصرت على المنشآت النفطية، ومواقع الأميركيين. هذا يتكامل مع الأول. الآن يبدو أن المواطنين الشيعة هم الهدف. ومع أن…

مهرة سعيد المهيري
مهرة سعيد المهيري
كاتبة إماراتية

الطائفية والتكسب السياسي

الأحد ٣١ مايو ٢٠١٥

يعرف معجم أوكسفورد الشخص «الطائفي» بأنه الشخص الذي يتبع بشكل مُتعنّت طائفة معينة، أي إنه الذي يرفض الطوائف الأخرى ويغبنها حقوقها أو يكسب طائفته تلك الحقوق التي لغيرها تعالياً على بقية الطوائف أو تجاهلاً لها وتعصباً ضدها، في حين لا يعني مجرد الانتماء إلى طائفة أو فرقة أو مذهب جعل الإنسان المنتمي طائفياً، كما لا يجعله طائفياً عمله لتحسين أوضاع طائفته أو المنطقة التي يعيش فيها دون إضرار بحق الآخرين. أسوأ ما يمكن أن نتصور أن تتحول الاجتهادات السياسية، إلى معركة عقدية يغذيها كل من الجهل وطموح السياسيين قصيري النظر، وتخاض وكأنها معركة حياة أو موت، كما حدث في أوروبا القرن السادس عشر عندما تحولت كراهية الأغيار إلى حروب أهلية ضروس بين البروتستانت والكاثوليك، ولم يستطع أي منهما محو الآخر من خريطة الوطن أو الاجتهاد أو الوجود الإنساني، فعادوا بعد دفع ثمن باهظ إلى التعايش. فالنداء (الطائفي) ليس بالضرورة أن يصدر من أشخاص متدينين، فمعظم الأحيان تكون «الطائفية» السياسية مكرسة…

خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

كما تسير الخراف إلى المسلخ !

الأحد ٣١ مايو ٢٠١٥

قبل الربيع العربي وفوضاه الخلاقة بسنوات، ومع بداية الصراعات الطائفية الدامية في دول الجوار وبعدها، كتبنا هنا عن المخطط المرسوم والمعلن لتقسيم العالم العربي وتحويله إلى كيانات عشوائية متوحشة تتقاسمها المليشيات الإرهابية السنية والشيعية تبرز من خلالها الحاجة الدولية لهيمنة إسرائيل على هذه المنطقة من الفرات إلى النيل، بعد انهيار الدول العربية الكبيرة وغرق شعوبها في بحر الدماء.   لم نكن عباقرة ولا منجمين ولا نعلم ما لا يعلمه غيرنا، بل اعتمدنا على ما تعلنه وتكرر إعلانه مراكز الدراسات والبحوث في الولايات المتحدة وإسرائيل، ربما لفرط ثقتهم في حالة الغباء التي تسيطر علينا لم يجعلوا هذه المخططات سرية، بل أعلنوها على الملأ وهم واثقون بأن العرب سوف يسيرون إلى خرابهم مثلما تسير الخراف إلى المسلخ!.   اليوم قطع المخطط شوطا كبيرا جدا، فالعراق أصبح عمليا ثلاث دول لا علاقة لها ببعضها البعض، دويلة شيعية تتحكم فيها إيران في الجنوب، ودويلة سنية تحتلها داعش في الوسط، ودويلة كردية مستقلة لا شأن…

خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

كسر صلف الإرهاب

السبت ٣٠ مايو ٢٠١٥

تتعزز القناعات لدى كل العقلاء، بأن هناك استهدافا للمملكة العربية السعودية وأهلها وأمنها. وليس لدى يد الإرهاب العمياء تفريق بين إنسان وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، فالإرهابي الذي تطاول على رجال أمن يحرسون الحدود، أو رجال شرطة في العاصمة، أو أجانب يعملون في السعودية، هو نفسه الذي وجه إرهابه إلى دور عبادة في "الدالوة" و"القديح"، وهو نفسه الذي استهدف أمس جامع العنود في الدمام. وبصرف النظر عن تغير الأماكن والأهداف، لكن المؤكد أن هذه الحوادث، تعزز أهمية توحد كل المواطنين ضد هذا الإرهاب المبرمج. إذ ليس من مصلحة أحد تحقيق أهداف الإرهابيين ومن يناصرهم من أشقياء اتفقت مصالحهم مع ما تمارسه "داعش" و"القاعدة" و"جبهة النصرة" من عربدة تتوكأ على التدين. إن النقاش الذي ينبغي أن يسود بيننا، لا بد أن يأخذ في الاعتبار، أن أقصى أماني الإرهابيين، أن ينصرف النقاش إلى مواضيع لا تخدم وحدة الوطن. لقد كنت سعيدا أمس وأنا أجد خطيب مسجد الجمعة، يؤكد أن استهداف مسجد في…

جاسر عبدالعزيز الجاسر
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مدير تحرير صحيفة الجزيرة

الأمير والمواطن: معنى الدولة

السبت ٣٠ مايو ٢٠١٥

بث التلفزيون الرسمي السعودي، بشفافية عالية ونادرة الوجود عربياً، حواراً بين الأمير محمد بن نايف وأحد سكان القديح، أثناء تقديمه العزاء في ضحايا جريمة مسجد الإمام علي في القديح. في البدء اتهم المواطن الحكومة بالتراخي، وأنها إن لم تقم بدورها فهي شريكة في الجرم. هذا كلام خطر يتهم الحكومة بالتقصير، وفي أحسن الأحوال العجز إن لم يدرجها ضمن التواطؤ، ولم يسبق أن ظهر مثله عربياً وفي التلفزيون الرسمي ومن خلال مادة مسجلة كان يمكن تجاهلها وعدم بثها. الإصرار على نشر الحوار كما هو تأكيد على غياب الأقنعة، وترسيخ المكاشفة، وأن الدولة بأجهزتها لا يهمها سوى خدمة مواطنيها والتعرف إلى حاجاتهم، لكنها في الوقت ذاته الأصل والقاعدة، وهي الضابط للحركة، والمسؤولة عن الأمن لرعاياها بكل السبل الممكنة، وأن الشفافية مع المواطنين بلا استثناء، هي القاعدة العامة من دون إخلال بحدود سلطة الدولة ومساحة حركتها. هو حوار يبيّن للمواطن القلق معنى الدولة في رعايتها شؤون مواطنيها، وحرصها على خدمتهم، وقدرتها على ملاحقة…

راجح الخوري
راجح الخوري
كاتب لبناني

المستثمرون في «داعش»!

السبت ٣٠ مايو ٢٠١٥

هل كان من الضروري أن يدلي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بتصريحات على غير الحقيقة ليرضي الحكومة العراقية التي أغاظتها تصريحات وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر عن تقصير الجيش العراقي، عندما تحدث عن «استبسال وبطولات الجيش العراقي» يوم الثلاثاء الماضي؟ لم يكن هذا الكلام إشادة بهذا الجيش بمقدار ما كان نوعًا من السخرية الضمنية التي لم تتناول حيدر العبادي فحسب، بل تناولت بايدن نفسه الذي يعرف جيدًا أنه كان يسوق الأكاذيب! الغريب أن العبادي اعترض غاضبًا على تصريحات آشتون، الذي قال إن الجيش العراقي لم يبدِ أي إرادة بالقتال في مدينة الرمادي، التي بدا وكأنها سُلّمت تسليمًا إلى تنظيم داعش، مضيفًا: «لدينا مشكلة مع إرادة العراقيين في قتال تنظيم (داعش) وفي الدفاع عن أنفسهم»، والواقع أن الجنود العراقيين الذين فرّوا من المدينة، لم يكن لديهم أي نقص لا في العديد ولا في العتاد، إلا أنهم انسحبوا من مواقعهم تاركين عددًا من الدبابات والأسلحة الثقيلة، إضافة إلى كميات كبيرة من الذخيرة!…

محمد فاضل العبيدلي
محمد فاضل العبيدلي
عمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.

امريكا – ايران: حكاية جديدة

الجمعة ٢٩ مايو ٢٠١٥

تنسج النساء من حائكي السجاد الرحل في ايران سجاداتهن وهن يستوحين البيئة المحيطة بهن مثل الاشجار والجداول والطيور والاشخاص العابرين وكل ما في محيطهن فتصبح السجادة مثل القصة او السيرة. ومع تغير المكان وعناصره، لا تتشابه اي سجادة مع اخرى صنعتها ذات الانامل، كما ان تغير الازمان يجعل السجادة مثل السيرة المفتوحة. يبدو ان نقوش السجادة الايرانية ستتغير قليلا لأن ثمة رواية جديدة تكتب. ربما ان فصول الرواية الجديدة بدأت قبل سنوات، عندما اخذ مسؤولو ادارة اوباما يدرسون ويقلبون الخيارات حول الكيفية التي يتعين بها مواجهة ايران. ما الذي اسهم في ذلك؟ قد تكون حقيقة مهمة: ايران ليست العراق. وقدرة ايران على الرد او الايذاء اكبر من قدرة العراق في آخر سنوات حكم صدام حسين. فالعراق المنهك وقتذاك من حربين متتاليتين وحصار اقتصادي محكم طوال عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كان بالمقاييس الاستراتيجية والعسكرية خصماً يمكن التعامل معه بأقل قدر من الخسائر، وهذا ما اثبته على الاقل الغزو الامريكي…

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

السفارة في العمارة.. إيران والحزب ومستقبل سوريا

الجمعة ٢٩ مايو ٢٠١٥

ثلاثة خطابات متوالية، قتالية النزعة، أنعم بها الأمين العام لحزب الله على حزبه وعلى الطائفة الشيعية وعلى اللبنانيين والسوريين. ومؤدَّاها أنه مستعدٌّ للقتال في كل مكانٍ، ولو أدى ذلك لهلاك نصف الطائفة الشيعية أو ثلاثة أرباعها من أجل الحياة الحرة والكريمة (!). لكنه وهو يقاتل من أجل الحياة الكريمة هذه (يعني هل هو ذليلٌ الآن؟!) توعَّد فئاتٌ من شبان الطائفة الشيعية وكهولها سمّاهم: «شيعة السفارة» الأميركية في بيروت، بالويل والثبور وعظائم الأمور. فحبكت معي النكتة، وتذكرتُ فيلمًا لعادل إمام اسمه: «السفارة في العمارة»، عن المشكلات التي تعرض لها رجل مصري اكتشف أنه يسكن في عمارةٍ بالقاهرة استأجرت فيها أيضا السفارة الإسرائيلية بعد اتفاق كامب ديفيد. لقد دخلت السفارة إذن إلى قلب الطائفة، ونصر الله يهدد الذين يعارضونه من الشيعة بالاستئصال باعتبار أنهم جواسيس للولايات المتحدة، التي تجهد إيران من سنوات لعقد اتفاق معها حول كل شيء وليس حول النووي فقط! إنما إيران في نظر الأمين العام للحزب فوق الشك والمساءلة،…

سمير عطا الله
سمير عطا الله
كاتب لبناني

ماذا يعلِّب الفتى المبجَّل؟

الجمعة ٢٩ مايو ٢٠١٥

آخر أنباء السعادة من «الجمهورية الديمقراطية الاشتراكية» في بلاد الزعيم المبجل كيم جونغ - أون، الطافح فرحًا وحبورًا وضحكًا، أن عبقرية التصنيع توصَّلت إلى تعليب الأسلحة النووية في عبوات صغيرة، يمكنك - إذا شئت - أن تقدمها هدية في حفل عيد ميلاد. أنا شخصيًا، لن أصدق ذلك قبل أن أرى صورة الزعيم المبجّل، ضاحكًا، حليق الفودين، وهو يداعب قنبلة نووية ومن حوله الجنرالات يصفّقون. الزعيم المبجّل لا يتصور إلا إلى جانب مدفع، أو حاملاً رشاشًا. هواية. وبسبب الانصراف إلى التعليب النووي، لا تعرف كوريا الشمالية، إلى الآن، علب التونة والسردين والبولابيف. ترف استعماري، إمبريالي، رجعي، ذيلي، انحرافي، مضاد للثورة. جميلة، المصادفات العفوية. تقرأ لائحة الدول السبع الأكثر فسادًا في العالم، فتذهل للإنجاز: من ليست دولة منّا، فهي دولة صديقة، جمهورية، ديمقراطية، اشتراكية، حرّة. من ليس ليبيا، والسودان والصومال، فهو أفغانستان وفنزويلا وبلد الزعماء المبجّلين. لطالما شعرنا بالاعتزاز ونحن نسمع الرئيس السابق إميل لحود يهتف للصداقة الخالدة مع هوغو شافيز. النضال…

وليد شقير
وليد شقير
كاتب في صحيفة الحياة

من القلمون إلى طهران

الجمعة ٢٩ مايو ٢٠١٥

يفتش خصوم «حزب الله» على ما يمكن أن يقنعهم في خطاب أمينه العام السيد حسن نصرالله الأخير عن تبريراته للهجوم الذي ينويه على المسلحين السوريين في جرود عرسال ومطالبته الجيش اللبناني والحكومة بتحمل مسؤولياتهما في السيطرة على البلدة الواقعة على الحدود الشمالية الشرقية مع سورية. يرغب هؤلاء في تجنب المزيد من الخلافات مع الحزب ومن التصعيد في الحساسيات المذهبية التي يتوخّون خفض منسوبها عبر حوار الحزب مع تيار «المستقبل». فالسيد نصرالله برّر «المرحلة الجديدة» من حربه في منطقة القلمون السورية وجرود عرسال، بدحر التكفيريين لمنعهم من الانتقال إلى لبنان، وبأن تدخله في سورية حال دون ذلك، واتهم الشيعة الذين لا يأخذون برأيه بالتبعية للسفارة الأميركية وبالخيانة والعمالة والغباء، ووصم بعض السياسيين اللبنانيين الذين «يجاملون» الإرهابيين بالجهل. يلقى خطاب الحزب التعبوي قبولاً لدى جمهوره وبعض الأوساط الشعبية المسيحية، بأن التكفيريين قادمون وهو يمنعهم. لكنه لم يعد يحتمل الآراء الشيعية التي تعارض تورطه في سورية. وهو لا يقبل استمرار حملة خصومه الآخرين…