الأربعاء ١٨ مارس ٢٠١٥
حزنت جدا وأنا أستمع لشيخ فارسي معمم في مقطع قصير وهو يقول بكل صلف وغرور ما يلي: "نعم نحن أقلية مذهبية ولكننا اليوم نسكن ونربض فوق ما يقرب من 70% من النفط العالمي وبالتالي نسيطر على ثلث اقتصاد هذا العالم. نعم، نحن أقلية مذهبية ولكننا اليوم نحكم عواصم أربع دول عربية جوهرية، من سورية إلى العراق، ومن اليمن إلى لبنان. نعم نحن اليوم أقلية مذهبية ولكننا نسيطر على باب المندب ومضيق هرمز، ولم يعد لدى السنة سوى "قناة السويس" ولا معنى لهذه القناة إذا ما أقفلنا الباب وأغلقنا المضيق..". لم يكن هذا الشيخ الفارسي المعمم يتحدث في صالون خاص أو في دهاليز ندوة محصورة مغلقة. كان يتحدث إلى طلاب جامعة طهران وهي ذات المعمل الذي يتبارى فيه دهاقنة السياسة الفارسية ومن منبرها تخرج أشهر خطبة جمعة. وفي تاريخي مع الكتابة يعلم الجميع أنني تماما ضد تقابلية المذهب وضد التصنيف الطائفي على مرتكز المعتقد، لكن حديث هذا المعمم الإيراني الفارسي لا…
بدور بنت سلطان القاسميالشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي هي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، والمؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات. وهي عضو الأسرة الحاكمة في الشارقة
الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥
خلال مشاركتي في إحدى جلسات القمة الحكومية بدبي مؤخراً، أُثير سؤال في غاية الأهمية عن "العقبات التي تحول دون تولي المرأة للمناصب القيادية في العالم العربي" . في الحقيقة، لا أستطيع أن أتحدث عن المنطقة بأسرها، كما لا يمكنني الخوض في تفاصيل الإجابة عن هذا السؤال على نطاق واسع . ولكنني بالتأكيد أستطيع أن أسلّط الضوء على واحدة من العقبات الرئيسية التي تواجه المرأة العاملة في العالم العربي، ألا وهي مدة إجازة الأمومة . في الواقع، يفترض المجتمع من المرأة العاملة قدرتها على تحقيق التوازن المثالي بين مسؤولياتها الوظيفية وواجباتها الأسرية، ولا يتقبل فكرة تباين هذه القدرة بين سيدة وأخرى، ورغم وجود تقبّل اجتماعي واسع لفكرة دخول المرأة إلى سوق العمل والبحث عن نجاحها المهني، فإنه من ناحية أخرى، يتوقع المجتمع منها أن تكون ربة منزل على درجة عالية من الكفاءة، وهذه معادلة صعبة للغاية؛ إذ الاعتراف بحقوق المرأة وتمكينها هما شيئان مختلفان تماماً . فمن السهل أن تعترف بأهمية…
الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥
لم يكن الأمن الخليجي مهددا من الخارج كما هو عليه اليوم، النيروز الإيراني الذي يأتي في فصل الشتاء كشر عن أنيابه تجاه دول الخليج العربي، وما كان بالأمس مجرد تخمين أصبح اليوم مشهدا وواقعا وحقيقة واضحة لا لبس فيها، خاصة بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء، لدرجة أن أصبح مطار صنعاء يستقبل الطائرات الإيرانية لنقل المساعدات «الإنسانية لنصرة المظلومين في اليمن»! بلا رقيب ولا حسيب. أصبح الأمن الخليجي محاصرا بين تهديدين مصدرهما واحد وهو إيران، ولكنهما مقبلان من جهتين؛ تهديد مقبل من العراق بعد تدخل إيران الصريح بحجة محاربة «داعش»، وهي التي كانت بالأمس ترفض الاشتراك مع التحالف الدولي، واليوم تدعم الميليشيات الشيعية في العراق جهارا نهارا وجنرالات إيران يصولون ويجولون في العراق ويعدون الخطط العسكرية لا بغرض تخليص العراق من الدواعش ولكن لغرض في نفس يعقوب! والتهديد الآخر مصدره الحوثيون في صنعاء الذين يتلقون الدعم من إيران، والذين أصبحوا يحشدون قواتهم استعدادا لحرب عدن التي سوف تحسم الموقف إما للأحزاب…
الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥
لقد مثل مؤتمر «مستقبل مصر» الذي انعقد في الأيام الماضية حدثاً استثنائياً بكل المعايير ليس فقط لنتائجه الاقتصادية وإنما أيضاً لما دل عليه من أهمية مصر ومكانتها بحيث يهرع العالم للوقوف إلى جوارها من أجل تجاوز العقبات الاقتصادية الكؤود التي تعوق مسيرتها. كما أن المؤتمر كان فرصة لتبديد أي سحب عالقة في سماء العلاقات المصرية- الخليجية، فلقد حضرت دول مجلس التعاون الخليجي كافة والتزمت الكويت والسعودية والإمارات وعمان باثنتي عشر ملياراً ونصف المليار من أجل دعم الاقتصاد المصري. غير أن ما أود التركيز عليه هو الحضور اللافت لدولة الإمارات في المؤتمر الذي مثلها فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي. وكانت الكلمة التي ألقاها سموه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر هي الأقرب وصولاً لقلوب المصريين وعقولهم والتي استهلها بقول المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد منذ أكثر من أربعين عاماً: «لن يكون النفط العربي أغلى من الدم العربي»، ونقل تحيات صاحب…
الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥
لا أفهم كيف يقول مسؤول في مكانة وزير الخارجية الأميركي إنه يمكن القبول بالأسد لأنه يحتاج إليه في محاربة تنظيم داعش! تصريح جون كيري، هذا وحده يكفي لدفع ملايين الناس هنا إلى تأييد «داعش»، ولنفس السبب. فإن كانت حجة كيري أنه سيتعاون مع الأسد كرها في «داعش»، فإن ملايين السوريين بدورهم سيتعاونون مع «داعش» كرها في الأسد. ومبرراتهم أعظم من حجته. ربع مليون إنسان قتلهم نظام الأسد، بعون حلفائه من إيرانيين وحزب الله، ويستحيل أن يتصالحوا معه مهما كانت مبررات الأميركيين. فهل يظن وزير الخارجية الأميركي أن ملايين السوريين سيسكتون وينسون المذابح والتشريد الذي حل بهم، فقط لأن كيري قرر أن يتحالف مع شيطان ليقاتل شيطانا آخر؟ وسواء كان ما صدر عن كيري، وأثار غضب ملايين الناس، هو جزءا من محاولة «مساج» الإيرانيين، لإقناعهم بالقبول باتفاق نووي، أو أنها نصيحة مستشاريه الذين لا يعيرون اهتماما كبيرا لمأساة السوريين ومحنتهم، فإن ما قيل من أسوأ ما صدر عن كيري، على الرغم…
الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥
الأم، ما أروع الأم، حاضرة في كل زمان ومكان، هي زوجة الرجال وأم الرجال وأخت الرجال ومربية الأجيال، هي التي يقوم عليها أساس كل بيت، هي التي إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، هي كتلة مشاعر وطاقة من الحنان الذي لا ينتهي. عندما يتعلق الأمر بكِ لا أعرف كيف أعبّر، بل أنا في أحوال كثيرة فاشلٌ في التعبير، تتوقف الكلمات في صدري، وأقف عاجزاً عن الحديث مثل الأبكم حتى في أكثر اللحظات فرحاً وأكثرها حزناً. أدين لكِ بالكثير، فقد تعلمت منك ومازلت أتعلم، لا أكفّ عن ذكر الأشياء التي تعلمتها منكِ، تنصحينني دائماً بالصمت، تنبّهينني عند الخطأ، تتحدثين عن الأخلاق وحسن التعامل، لم أسمعك يوماً تتحدثين بالسوء عن أحدهم وتكتفين بعبارة: الله يستر عليهم، تكتفين بالصمت في مواقف كثيرة، ليس من باب السلبية، بل لتوجهين لي رسالة معينة عند الخطأ، أشعر حينها بالخجل وأتوارى بعيداً أشعر بذنبي وخطئي الذي اقترفته. أفتخر بكِ رغم بساطتك في كل شيء، افتخر أنكِ تمكنتِ…
الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥
هناك مشاعر بهجة عمت المواطنين بعد إعفاء وزير الإسكان من منصبه الأسبوع الماضي، وهذا باعتقادي له دلالات عدة، فقد أتى إعفاؤه بعد ساعات من تقديم عرض لرؤيا وزارة الإسكان لبرامجها الإسكانية أمام مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ويبدو أن ما قدمه وزير الإسكان كان ضعيفاً وبعيداً عن الواقع، والجميل في قرار الإعفاء أنه أتى سريعاً بعد لقاء الوزير مع أعضاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. سرعة قرار الإعفاء حقيقة هي بداية الحل -باعتقادي- لكثير من مشكلاتنا، ولاسيما في القطاعات الخدمية مثل الإسكان والصحة والتعليم والنقل وغيرها، وهي رسالة واضحة وصريحة لجميع الوزراء والمسؤولين من القيادة؛ أن من يقصر ويتأخر في مهامه فليس له مكان في الأجهزة التنفيذية، فكلنا لديه الشعور أن الوزير أو المسؤول سيتبوأ هذا المركز أعواماً عدة، ولكن الوضع قد تغير، والدليل ما حدث في تغير في الهرم الإداري لوزارة الإسكان، قبل هذه الديناميكية في سرعة المحاسبة واتخاذ القرار. كنا نتابع ما يجري في مجلس الشورى من مناقشات واستجوابات لبعض…
الإثنين ١٦ مارس ٢٠١٥
لا يكفي أن تنتزع لنفسك دوراً في الإقليم مستفيداً من انهياراته. الأهم أن يعترف الآخرون لك بهذا الدور، وأن يعتبروه طبيعياً ومتناسباً مع حجمك، وأنه ليس مؤسَّساً على حساب أدوار يستحقها الآخرون. وأن دورك ليس مشروع تهديد دائم. وأن برنامجك ليس تغيير ملامح جيرانك وإعادة صياغة بلدانهم بما يتناسب مع مصالحك وحساباتك الاستراتيجية. وتقول التجارب أن أطول الأدوار عمراً هي تلك التي لا تُبنى على ركام أدوار الآخرين، بل تترك لهم فسحة للتنفس والعيش، وأن الأدوار التي تُنتزع بالقوة معرّضة لتلقّي مفاعيل القوة المعاكسة، فضلاً عن احتياجها الدائم إلى لغة القسر للدفاع عنها. من التسرّع الاعتقاد بأننا في ختام معركة الأدوار في هذا الشرق الأوسط الرهيب. في المنطقة المدجّجة بأفخاخ الجغرافيا والتاريخ معاً. منطقة تتّسم حدود الدول فيها بهشاشة تعززها الولاءات العابرة للحدود. منطقة تشكو ضعفاً صارخاً في ثقافة التعايش، وقبول الآخر. ثم إن الأدوار الكبرى تحتاج إلى قاعدة صحية لضمان ديمومتها... إلى لغة جذّابة واقتصاد قوي وحسن إدارة والتفات…
الإثنين ١٦ مارس ٢٠١٥
لست متخصصا في السياسة، لكنني أقرأ كثيراً في التاريخ. التقاء المصالح الأمريكية مع الإيرانية أصبح ضرورة إستراتيجية كبرى للطرفين، تتعدى الشأن المحلي العربي، المقدور عليه لأنه في الجيب. استعملت في العنوان كلمة لقمة، وليس محطة أو هدف، لأن هذه المفردة هي التي تعبر بدقة عن شهية إيران وطريقة تناولها للطبق المفتوح أمامها. الهدف من الوجبة الجيوسياسية ليس التهام لقمة متى أصبحت سانحة بالصدفة، بل التخطيط لابتلاع الموجود في الوسط في قلب الطبق. الأماكن المقدسة في الغرب ومخزن الطاقة في الشرق هي أشهى ما في الوجبة. الهدف واضح من تصريحات المسؤولين الإيرانيين، وقد أصبحت تتكرر بتواتر سريع، لجس النبض الإقليمي والعالمي تجاه ذلك. السؤال الجاهز، ما هي مصلحة إيران من التورط في أصقاع اليمن البعيدة عنها، وهي مقبرة الغزاة التاريخية؟. هذا السؤال يقوم على استنتاج غير موجود، فإيران لم ولن تغزو اليمن عسكريا وليست بحاجة لذلك، لأنها استلمته بالاستثمار في المذهب، أي بالدعم المنهجي المالي والتدريبي والتثقيفي، للفرع الحوثي من الزيدية…
الإثنين ١٦ مارس ٢٠١٥
كان يحظى بامتيازات لم يكن أي من طلبة «المويجعي» يحلم بأن يحصل عليها، فقد كان يستطيع إدخال سيارته وإيقافها إلى جوار سيارات الدكاترة، وكان يحصل على وجبات مجانية من الكافتيريا، وجميع البحوث المطلوبة منا يقوم عدد من الطلبة جلوس الصف الأول بإعدادها له، وبينما طلاب آخرون يشرحون له المحاضرة التي غاب فيها في الأسبوع الماضي، يقوم طالب ثالث أو رابع بأخذ سيارته إلى محطة الغسيل لتلميعها وتبديل الزيت والفلتر! لم يكن رشود بروكسي ابن أحد أفراد الطبقة المخملية، ولم يكن تاجر عقارات، ولم يكن شخصية مجتمع كل ما فيه أنه كان في تلك الأيام يمتلك قائمة كبيرة بها الكثير من الأرقام، التي تبدأ وتنتهي على غرار 194.06.04.01 وتسمح لمستخدم شبكة الإنترنت وهي الوافد الجديد إلى الجامعة بالدخول إلى أي موقع يريده بعد تجاوز رقابة شركة اتصالات، بما يعرف اصطلاحاً بالـ«بروكسي»، كان من الاعتيادي أن تسمع صوت أحدهم كأنه متأخر عن موعد حقنة أفيون، وهو يتذلل بالصوت: رشود الله يخليك عندك…
الإثنين ١٦ مارس ٢٠١٥
عندما كان الرئيس الإيراني الأسبق السيد محمد خاتمي، يلقي خطابه أمام طلاب وأكاديميي معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، في حضور مجموعة من الخبراء والدبلوماسيين الروس الحاليين والسوفيات السابقين، ربيع سنة 2001، كنت جالسا إلى جانب أستاذي، وهو خبير سوفياتي سابق في شؤون العالم العربي، فسألته عما إذا كان الكرملين يستطيع أن يواجه الضغوط الإسرائيلية الأميركية الغربية، بعد قراره بيع إيران مروحة الضغط العالي، التي يحتاجها مفاعل بوشهر من أجل دخوله الخدمة النووية الفعلية، التفت صوبي قائلا: «نحن فعلا لدينا علاقات مميزة مع تل أبيب، ونحتاجها في مجالات تقنية وصناعية ملحة، ولكننا نعلم جيدا وتعلم تل أبيب أيضا، أن قنبلة إيران النووية خيار مؤجل جدا بالنسبة لملالي طهران، والإعلان عنها يحتاج تحولات كبيرة في الجغرافيا السياسية، وفي بنية التحالفات والعلاقات الاستراتيجية، بين الدول الكبرى والدول الإقليمية المؤثرة في منطقة الشرق الأوسط»، لكن أردف موضحا، أنه «لا يمكننا الحديث الآن عن سلاح نووي إيراني، بل عن مشروع نووي سيبقى تحت…
الإثنين ١٦ مارس ٢٠١٥
تمر بالعالم الإسلامي في عصرنا الحاضر نوازل مدلهمة وحروب مستعرة وهويات متصارعة وتنمية متعثرة وعلاقات متوترة وفوضى متربصة ومجتمعات تنشد الاستقرار والعيش الكريم، والمسلم في هذه الأحوال المضطربة يعيش حيرة وقلقاً ويبحث عن أمل ينقذ حلمه بالمستقبل، كما أن نكساته مريعة جراء سرعة وقوع التحولات واندهاشه من تقلب القناعات في أحزاب وأشخاص ومرجعيات دينية، ما انعكس على تردده في منح أي موثوقية لأي أحد. هذه الحال تكاثر حولها السؤال وطلب المخارج من تلك الكوارث، وهذا السؤال لا يزال مفتوحاً مادامت الحال تزداد اضطرابا وتوتراً، وأعتقد أن العودة في دراسة الظواهر إلى جذورها النابتة وأسبابها الباعثة مدخل مهم لمعالجتها والبحث عن علاج لها. واليوم نجد أن هناك إسلاماً يتفاقم جهل أبنائه به كلما أرادوا الدفاع عنه، كمن يريد قتل ذبابة بمرزبة تهشم كل ما تقع عليه، فلا الإسلام نفعوا ولا العدو منعوا، وأغلب الأدبيات والإنتاج الذي يصدر في هذه الحقبة توصيف للظواهر بلا معالجة، أو علاج لوجه من وجوه الأزمة مع…