علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ٢٣ فبراير ٢٠١٥
شريط طويل من الوجوه والأحداث، مر أمام عيني وأنا أتشرف يوم الثلاثاء الماضي بحضور «برزة قصر الحصن» التي أحياها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إطار مهرجان قصر الحصن، الذي يقام للعام الثالث على التوالي، ترسيخا لمكانة هذا المَعْلم التاريخي الذي شهد العديد من الأحداث، وتعاقب عليه العديد من حكام آل نهيان الكرام، حتى غدا واحدا من أهم المعالم التاريخية في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات. في مشهد يمزج بين العراقة والحداثة، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ضيوفه الرسميين من خارج الدولة وداخلها، بحضور عدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين، والتقى بعدد من المواطنين في أجواء حميمية، داخل فناء الحصن الذي تحتضن أسواره من الجهات الأربع المباني الحديثة والأبراج العالية، راسمة لوحة تجمع بين الماضي التليد والحاضر الزاهي، مما أعطى فكرة إقامة «البرزة» في هذا المكان أبعادًا تجاوزت الحدث نفسه إلى معانٍ أعمق، استمدت دلالاتها من هذا المزج…
الإثنين ٢٣ فبراير ٢٠١٥
نعيش جميعاً أزمة عميقة مع الإرهاب الذي يجذب إلى جبهاته آلافاً من أبنائنا جميعاً عرباً وأوروبيين. ونعيش صراعاً يومياً أصبح الإنترنت أكبر جبهاته ضد الأفكار المتطرفة التي لا تخضع للرقابة ولا الإدانة والمحاسبة. هذا الفكر الذي أطلق له العنان في الفضاء «السايبري» أسهم كثيراً في تجنيد المنظمات الإرهابية لكثير من الشباب من كافة الدول -بما فيها دول ديمقراطية. مئات وآلاف الدراسات التي صدرت في السنوات التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ترصد سلوك وأفكار الجماعات والمنظمات الإسلامية، إن التجربة التي يمكن اكتسابها من كل الدراسات والبحوث والتقارير المعمقة ذات الطابع الفكري هي أن منطقتنا العربية تعاني من هشاشة الأرضية التي يمكن أن تسمح للفكر المستنير أن ينمو ويترعرع ويكون قادراً على كسب العقول والقلوب ضد التطرف. ويتمثل جزء من المشكلة في غياب التسامح والحوار واحترام الآخر، الأمر الذي يجعلنا جميعاً وخاصة أبناء الديانات والطوائف والأقليات ضحية عند كل اضطراب، وقد رأينا هذا ماثلًا أمام أعيننا بشكل أكثر قسوة مع…
الإثنين ٢٣ فبراير ٢٠١٥
من يتابع مجريات العلاقة الأميركية - الروسية في السنوات القليلة الماضية، سيلحظ أن مواقف البلدين من أية قضية دولية لا تخضع لحسابات القضية نفسها، إنما هي رهن بطبيعة العلاقة بين واشنطن وموسكو وتحولاتها المختلفة. في كل شبر من الكرة الأرضية هناك دائماً وجهتا نظر مختلفتان، وهناك موقفان رئيسيان متضادان، وهناك محاولتا استقطاب على طرفي نقيض. في كل شبر من الأرض هناك دائماً أميركا وروسيا. من أميركا الجنوبية، مروراً بأفريقيا وحتى أقصى الشرق الآسيوي، يوجد بلدان يضعان العصي في العجلات بالتناوب في كل الاشتباكات السياسية، وهو ما خلق مناطق، ذات مشكلات مزمنة وعصية على الحل، في أماكن كثيرة من العالم، تذكرنا في شكل الخريطة العالمية وطبيعة العلاقات الدولية في حقبة الحرب الباردة. الدب الروسي جاء إلى منطقة الشرق الأوسط مدفوعاً برغبة جامحة في تكريس مفهوم العالم الثنائي القطب، والحفاظ على توازن الوجود في مقابل الحمار الديموقراطي الأميركي، الذي يرد بالشكل والقوة عينهما، لإبقاء الأوضاع كما هي. أما أميركا فأنهكها التعامل مع…
الإثنين ٢٣ فبراير ٢٠١٥
تكمن مشكلتنا الكبرى مع نظرية الشيخ بندر حول دوران الأرض مع الاستقبال. هو يقول إن أرضنا.. وأكررررر أرضنا، وحدنا، لا تدور، وهو في كامل الحق عقلا ونقلا لأننا لا زلنا في المربع الصفر ببرهان كوب الماء الذي رفعه فضيلة الشيخ. كان فضيلة الشيخ بندر يريد أن يقول لخارطة عالمه الإسلامي إن السادسة صباحا تشبه السادسة مساء، وإن العام 736هـ لم يختلف أبداً عن العام 1436 للهجرة ذاتها. وأنا كمسلم مؤمن لست مطالبا بالإيمان والاعتقاد بالفلك والفيزياء والرياضيات، ولست محاسبا على تصديقي بها من عدمه يوم الحساب والعرض. لكن فضيلة الشيخ بندر أراد أن يختصر نظرية العلم بيمينه التي يرفع بها كوب الماء للدلالة على نفي دوران الأرض، ومن ثم يرفع بيساره طرف المشلح الذي كان يدور على كتفه. هو صادق في كل ما قال لأنه يتحدث عن خريطة ساكنة جامدة في قلب عالم متحول. وحين يرفع الشيخ بندر كوب الماء للدلالة على جماد أرضه وعالمه فقد لا يعلم ما يلي:…
الأحد ٢٢ فبراير ٢٠١٥
إجراء تحريري منع إجازة مقالي الأحد الماضي، لعدم مناسبة ما طرحته في الوقت الحالي، ـ وبكل صدق ـ لم يغظني ذلك لأسباب كثيرة، منها أن إدارة التحرير أدرى بمصلحة المؤسسة الصحفية، ولا أشك أبدا في حرصهم على مصلحة جميع كتابهم، ولذلك وطنت نفسي على عدم نشر ما يحجب، لا في موقعي، ولا في أي موقع إلكتروني آخر، ولا أنكر أني أحيانا أفكر في ذلك، ولكن أحمد ربي أني سرعان ما أعتذر لمن يطلب أن أنشر ما يمنع، لأنه لن ينفعني هذا أولا، وثانيا لاحترامي لنظرة الزملاء في التحرير، التي لا يمكن أن أرمي بها عرض الحائط، والأهم أن (المضاربة) مع أقدار الله منبوذة؛ وهذه ـ الأخيرة ـ هي مقدمة باقي مقالي الذي أرجو أن يكون صالحا للتعود على الرضا، والعيش بعيدا عن المنغصات.. من أدعية الصادق المصدوق المأثورة ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "اللهم رضني بقضائك، وبارك لي فيما قدر لي؛ حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير…
الأحد ٢٢ فبراير ٢٠١٥
مثل سلفه الرئيس جورج بوش الابن، تحتل الحرب على الإرهاب العنوان الأبرز لسياسة باراك أوباما في المنطقة، وإدارته تقترب من نهايتها. ليس هناك خلاف على ضرورة هذه الحرب، لكن أوباما يسير على نهج سلفه في هذا الموضوع حذو القذة بالقذة. وهو نهج نعرف ويعرف الرئيس مآلاته ونتائجه. فقد دفع بوش الحرب على الإرهاب إلى ذروتها آنذاك باحتلال العراق، وتدمير الدولة فيه، ثم فتح المجال أمام تعاظم النفوذ الإيراني بعد تسليم الحكم إلى طبقة سياسية رثة مسكونة بالطائفية وروح الانتقام. ويعرف الرئيس أيضاً النتيجة التي انتهت إليها هذه السياسة. فبدلاً من مواجهة تنظيم إرهابي واحد، هو «القاعدة» عام 2001، يجد أوباما نفسه، وقبله كل المنطقة، في مواجهة أكثر من 50 تنظيماً إرهابياً في العراق وحده، إلى جانب تنظيمات أخرى في كل من سورية وليبيا ومصر. أوباما يكمل مسار بوش، على نحو يهدد بأن يكون أكثر خطورة على استقرار المنطقة، فهو من ناحية لا يدرك أو يتجاهل أن المصدر الذي يغذي الإرهاب…
عبدالله بن زايد آل نهيانسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان - وزير الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب.
الأحد ٢٢ فبراير ٢٠١٥
لقد قمت بزيارتي الرسمية الأولى كوزير خارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى أستراليا قبل خمس سنوات.. ولقد شاهدت حينها مجتمعاً ملهماً يحتضن مزيجاً من التنوع والتعددية يعد مصدر فخر وقوة.. ولقد وقفت معجباً بالتزام الدولة الأسترالية بمبادئ السلام وقيم العدل واحترام الآخر وهو ما يعتبر بحق نموذجاً يحتذى به. وقد رأى العالم أجمع قوة الشعب الأسترالي في ديسمبر الماضي، حين استهدف الهجوم الإرهابي ضد مقهى «ليندت كافيه» القيم الأسترالية، مثلما استهدف الضحايا الأبرياء. لكن الشعب الأسترالي أحبط هذا المخطط الشرير، وأثبت وحدته في مواجهة الجريمة، فأثار إعجابنا وقد شاركناه حزنه وغضبه. واليوم تواصل أستراليا معركتها ضد الإرهابيين الذين يشكلون تهديداً للعالم أجمع، وإننا نثمن مشاركتها في التحالف الدولي ضد «داعش»، حيث يعد ذلك رسالة قوية للعالم حتى يقف صفاً واحداً للدفاع عن شعوبنا ومبادئنا. إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة نؤكد التزامنا الراسخ بخوض هذه المعركة. فعلى الجبهة العسكرية يقوم طيارونا بمهاجمة مواقع «داعش» في سوريا. وقد كثفنا في الآونة…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٢٢ فبراير ٢٠١٥
مثيرة للسخرية تلك المشاهد والتصريحات التي نراها ونسمعها من زوار فندق الموفينبيك بصنعاء وهم يلتفون حول معلمهم الأممي، مستنزفين وقتهم الثمين في تبادل أحاديث لا قيمة لها ولا تأثير، ومنتظرين لظهور الدخان الأبيض من غرفة بعيدة يتفاوض فيها مندوبو عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح، وحين يتوافقان سيكون على ضيوف المنتجع مباركة ما يتوصل إليه «الزعيم» و«السيد» بعد التأكد من ظهور أسمائهم في وثيقة التوقيع النهائية، وليراجعوا الحصة التي وهباهم إياها، ولا أظن إلا أنهم سيبتلعون الفتات الذي يتناسب مع وزنهم الحقيقي، وسيزعمون أنهم انطلقوا من حرص على سلامة الوطن، بينما الواقع أنهم يتكالبون على أي موقع يمنحهم فرصة البقاء تحت دائرة الضوء. مساء الخميس الماضي خرج بنعمر ليبشر اليمنيين بأن اتفاقا قد تم التوصل إليه ونص على استحداث مجلس جديد (مجلس الشعب الانتقالي) يشكل مع مجلس النواب الحالي مجلسا جديدا اسمه (المجلس الوطني)... ماذا يعني هذا؟ من دون مراوغة وكلام مكرر مللنا سماعه من مبعوث العناية الأممية؛ فالإعلان…
الأحد ٢٢ فبراير ٢٠١٥
تقديرات مراكز الأبحاث الغربية متشائمة جدا حيال إمكانية وضع حد للتمدد السريع والمتواصل للتنظيمات المتشددة المتطرفة وقدرتها على انتزاع المزيد من الأراضي، وإعلانها ولايات جديدة، بانتظار تحقيق حلم قيام الدولة الإسلامية الكبرى. ليس فقط لأن عدد المتشددين المنخرطين في المعارك إلى تزايد، وأن الولايات المتحدة التي تقود تحالفا عريضا ضد «داعش» تفتقر إلى أي استراتيجية واضحة، أو صارمة، لكبح انتصارات التنظيم الذي يزداد تأقلما مع قصف الطائرات، بل ثمة اليوم من يتحدث عن تعاطف متصاعد بين الشباب الصغار في الغرب مع الظاهرة. وفي استفتاء للرأي أجراه «معهد الاستطلاع البريطاني» منذ أشهر، تبين، وهنا المفاجأة الكبرى، أن واحدا من بين كل أربعة مراهقين فرنسيين أبدى إعجابه بتنظيم داعش، وأن 27 في المائة من الفرنسيين عموما أظهروا رأيا إيجابيا أو حتى إيجابيا جدا، مقابل 6 في المائة من الإنجليز و4 في المائة من الألمان. والتمايز الفرنسي ليس عائدا لكثرة عدد المسلمين في فرنسا، فهؤلاء لا يتجاوزون 6 في المائة من عدد السكان،…
السبت ٢١ فبراير ٢٠١٥
عندما قام الاتحاد في 2 ديسمبر 1971 قاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حملة موسعة في مناطق الدولة كافة لإدخال تعليم الإناث الحديث، بصفته رئيساً للدولة وقائداً للمسيرة الاتحادية المظفرة. وسخر لذلك الإمكانات المادية والبشرية والمعنوية كافة في إطار تشجيعه ودعمه اللامحدود لنشر التعليم في أوساط النساء في مناطق الدولة كافة، ومن أجل تهيئة الظروف لهن لإكمال تعليمهن الجامعي خارج البلاد. والواقع أن إدخال تعليم المرأة في الإمارات لأول مرة في بداية خمسينيات القرن الماضي كان مرحباً به، وذلك عندما افتتحت المدرسة القاسمية للبنات في الشارقة بجهد مشترك بين حكومة الشارقة وعدد من المواطنين ميسوري الحال آنذاك، ولم تواجه العملية أية معارضة، كما حدث في بعض دول الخليج العربي الأخرى، بل كان المواطنون مقتنعين، رغم تقليدية المجتمع، بأن حق المرأة في التعليم مساوٍ لحق الرجل. ومن حسن حظ المرأة في الدولة أن (أم الإمارات) سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تقف باستمرار خلف…
السبت ٢١ فبراير ٢٠١٥
طلب التفويض الذي أرسله باراك أوباما إلى الكونغرس في 12 من الشهر الحالي، لإجازة استخدام القوة العسكرية ضد «داعش»، لن يغيّر شيئا من الأسلوب الاستعراضي الذي غلب حتى الآن على الأداء الأميركي ضد الإرهابيين منذ 8 أشهر، وتحديدا في العراق. المشهد بدا مثيرا للتساؤل، عندما وقف أوباما متوسطا نائبه جو بايدن ووزيري الخارجية والدفاع، ليقول إن طلب التفويض لا يعني أن أميركا سترسل قوات برية إلى العراق أو سوريا، وإنها لن تنجرّ إلى التورط في حرب برية طويلة، وإن طلب إرسال قوات خاصة قد يقتصر على إرسال خبراء ومستشارين لدعم الجيش العراقي في الميدان! عظيم، ولكن ما الجديد في طلب التفويض، إذا كان المعروف أن المستشارين العسكريين الأميركيين يعملون مع العراقيين منذ أشهر، ويحاولون إعادة لملمة شتات الجيش العراقي، الذي تبيّن أن نوري المالكي لم يجعل منه جيشا وهميا على الورق فحسب، بل جعله فئويا عمّق المشاعر المذهبية بين الشيعة والسنة، وهو الأمر الذي لم يتم التخلص منه حتى الآن؟!…
السبت ٢١ فبراير ٢٠١٥
شهرة الخمس عشرة دقيقة، كما وصفها الفنان آندي وارهول، كانت من نصيب داعية سعودي مغمور، فجأة صار خبرا ونجما على الآلاف من محطات التلفزيون والصحف والمواقع الإلكترونية في أنحاء العالم، فقط لأنه ظهر على فيديو ينكر أن الأرض تدور. طبعا، طأطأ العديد منا خجلا، كان بودنا أن ينقل العالم أخبار الشباب والفتيات السعوديات الذين يعملون في المختبرات والمراكز البحثية الدولية، ويحققون نتائج واكتشافات مبهرة، لا أن يعرفنا العالم من خلال شخص بسيط العلم يصعب عليه أن يستوعب حقيقة علمية. نحن في زمن الانحطاط العلمي، ومن الطبيعي أن يوجد بيننا مثله. لقد أضحكت العالم علينا، أيها الفلكي الفذ، واستوليت على عناوين الإعلام في أنحاء الكرة الأرضية التي ترفض أن تصدق أنت أنها تدور. حققتَ من الشهرة ما فشل في تحقيقه علماؤنا، ومتفوقو طلابنا، وكتابنا، وفنانونا. في القرن الخامس عشر الميلادي، كان البحّارة مع كريستوفر كولومبس في المحيط، يبحرون غربا يخشون أن يصلوا إلى حافة الأرض المنبسطة وتقع سفنهم في الهاوية، لأن…